رحلة الى البتراء ( نثر وشعر ) ماجد الراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجد الراوي
    شاعر وأديب
    • 04-05-2009
    • 277

    رحلة الى البتراء ( نثر وشعر ) ماجد الراوي

    أدب الرحلات



    الطريق إلى البتراء


    بقلم ماجد الراوي
    نقلا عن مجلة منارة الفرات في سوريا


    [COLOR="Blue"][I][B]
    عندما ينعطف الطريق من وادي موسى باتجاه مدينة البتراء تظهر في الأفق جبال تخلق في نفس القادم رهبة لا نظير لها ، ويعود ذلك لسببين في رأيي ، أولهما أن هذه الجبال عالية وعظيمة وتملأ مساحة شاسعة من الأفق ، وأن لونها الداكن المائل إلى الاحمرار وقممها البارزة كأسنة الرماح ترسم لوحة فريدة وهي تحتضن مدينة البتراء الأثرية ، وقبلها في الوادي على يمين الطريق مدينة البتراء الحديثة .
    والسبب الثاني لرهبة هذه الجبال ، أنها ووادي موسى الذي تراه قبل انعطافك إلى اليمين كانا مربعين مكث فيهما النبي موسى عليه السلام فترة عندما كان في (مدين) هارباً من فرعون . وقد سمي وادي موسى الذي كان يرعى فيه الأغنام باسمه .
    أما جبال البتراء ففي أعلى قممها ضريح النبي (هارون) شقيق النبي موسى عليهما السلام ، حيث تروي القصة القديمة أنه عندما أراد الله سبحانه وتعالى قبض (هارون) عليه السلام وقد حانت وفاته أوحى إلى نبيه موسى أن اذهبا إلى قمة الجبل فإني أريدكما هناك ، وقد كان الطريق بعيداً وشاقاً وعالياً فأنهكهما التعب وبلغ منهما الإعياء أي مبلغ ، وكان موسى عليه السلام أقوى من (هارون) جسدياً ، فعندما وصلا إلى القمة وجدا في أعلاها غرفة من الطين وشجرة كبيرة وفي ظلّ الشجرة سرير خشبي ، فقال هارون لموسى إني أريد أن أرتاح قليلاً فوق هذا السرير ، فاستلقى على السرير فأخذته غفوة فقبضه الله تعالى إليه ، وعندما شعر موسى عليه السلام بوفاة أخيه حفر له ودفنه وضريحه لا يزال في أعلى الجبل ،.
    هذا عن جبال البتراء ، أما مدينة البتراء الأثرية فكانت العرب تسميها قديماً بـ (سلع) وآثارها تعرف بـ (حصن سلع) ، وقد بناها العرب الأنباط قرب وادي موسى ، وكانت عاصمتها تسمى (الرقيم) و أشهر ملوكهم الحارث الثالث ، وقد قضى الرومان على حضارة الأنباط عام (106)م .
    وعندما دخلنا المدينة الأثرية وجدناها مبنية على شكل كهوف في الجبال ، ومعظم هذه المدينة مبنية وراء صدع جبلي وجد بشكل طبيعي حيث ينصدع الجبل العالي إلى شقين يكادان يلتحمان من الأعلى حيث يشكل هذا الصدع عازلاً حرارياً طبيعياً يشبه الأسواق المقبية ، فهو دافئ في الشتاء بارد في الصيف ، وهو طويل بحيث أنك لا تستطيع إلا بصعوبة قطعه سيراً على الأقدام ، وهناك خيول وعربات يركب فيها السائحون كي يصلوا من بداية الصدع الملتوي إلى مركز المدينة حيث القصر والمحكمة والمعبد وغير ذلك من الصروح المعمارية العظيمة في بنائها وهندستها وطريقة تنفيذها، والأغرب من ذلك أن هناك أشجاراً نبتت بشكل مائل على جانبي الصدع في منتصف المسافة بين القمة والقاعدة .
    وقد وقفت فترة طويلة أقرأ الماضي بين تلك الرسوم الدارسة ، وأسترجع ذكريات الزمن الغابر ، وأفكر بعمق حتى جاد شيطان شعري بقصيدة ، منها قوليCOLOR
    ]


    [poem=font="Arial,6,darkred,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

    إلى البتراء سار فتىً مشوقُ= هواهُ حيث ينعطف الطريقُ
    أوابدُ هَلَّت الأقمارُ منها = وفيها المجد كان له شروقُ
    جبالٌ نحوها ينشدُّ طرفي = فيشخصُ دونه الماضي العريقُ
    صروحٌ كالعرائسِ لائذاتٌ = بأجبالٍ شوارعها شقوقُ
    صروحٌ قد شققن الصخر شقّاً= وكل دروبها فيهن ضيقُ
    دروبٌ ليس تلفحها شموسٌ = ولا فيها النجوم لها بريقُ
    وفي تلك الصدوع هناك قصرٌ = ومحكمةٌ وحاراتٌ وسوقُ
    وأموات يجسدهم شعوري = وأعراس ومزمار وبوق
    هجوعٌ كلهم لكنْ خيالي = يناديهم أيا قوم استفيقوا
    فإن ناديتهم نهضوا قياماً = وعاد لناظري الزمنُ السحيقُ
    وقفتُ بمنزل الأنباط أتلو = قصائد معجبٍ بهمو تُليقُ
    أراهم ماثلين أمام عيني = وهذا الرسم راوية صدوقُ
    فيا بتراء عهد العزّ ولّى = وأدبر عهدك النضر الشريقُ
    فيا ربع العلا ياحصن سلع = دعاني نحوك المجد العتيق[/poem]
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    جميل ان اضفت لموضوعك نصا شعريا
    ووددت لو ارفقت موضوعك بالصور خاصة لضريح النبي هارون عليه السلام .
    لك كل التقدير والشكر

    تعليق

    • ماجد الراوي
      شاعر وأديب
      • 04-05-2009
      • 277

      #3
      شكرا جزيلا لدي بعض الصور النادرة الا أنني نسيت ارفاقها بالموضوع

      تعليق

      يعمل...
      X