علامة عشرية ونـُقـَط

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الناصر حجازى
    عضو الملتقى
    • 01-06-2007
    • 59

    علامة عشرية ونـُقـَط



    أنا (الإمام) الذى اتفق (أشباه المصلّين) على قتلى ، لأننى لم أنبطح عند السجود ، ولم أذكر (شياطينهم) بخير.
    فــ ....إلى الذين يحاولون قتلى كل يوم ألف مرة :
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    ( علامة عشرية ونقط )
    99999,...

    قالوا : كُتر الضغط بيولّد .....
    وانتوا حضّرتولى يطلع ألف تربة ،
    واشتريتوا ليّا كام مليون كفن ،
    ألف (وحشىّ) اتأجّرولى ،
    والرماح استقصدتنى ،
    وألف (هند) اتوحّمت تقطم فى كبدى
    والسبب ... هوّ انتمائى للنهار
    وانتم اتعوّدوا ع الليل الغطيس
    لو سواد الكون قدر يلغى الضحى ..
    يبقى ممكن (تطرحونى بقوة أرضاً)
    أو تبيعم جتتى بحق (القميص)
    .........

    قالوا برضه : الضربة لو ماتموّتكش تقوّى ضهرك
    وادى ضهرى بيقطم الرمح الأجير
    إنتوا قرّرتم تواجهوا بجيشكوا واحد
    ولشهامة جدى دون تفكير قبلت ،
    واتهزمت
    بس زى الموعودين بالمجد كان فى هزيمتى نصرى ،
    كنت واحد فى الهزيمة ،
    إنما فى النصر أمة صعب حصرى
    كنت لابس بدلة ميرى عسكرية ،
    وانتوا جادلين المشانق بالطرح ،
    دمّكوا المخلوط ببولكم ..
    ماانكسفش تكونوا عصبة ضد واحد
    ماانتوا عارفين انى واحد ..
    بس (ياما) ،
    إنتوا شايفين السلامة ف إن دمى توزّعوه بين (الولايا) ،
    بس(أغشاكوا) العليم بقلوبكوا قال : (لاتبصرون)
    قلتوا (موتى) فيه (ميلادكم) ،
    قلتم ارحل عن بلادكم ،
    فاتفقتوا (تسلمونى) للرومان ،
    والنوبادى كنتم (اتناشر يهوذا)
    سلمونى....سلمونى
    من زمان باحلم بفرصة للخلاص
    إلعنونى ع المنابر ...
    بسم آخر لص نصّبتوه أمير للمؤمنين ،
    شمّموا لكلابكوا لحمى ف عزّ جوعها ،
    واغسلوا بدمى الميدان اللى المشانق بكره تترصّ لكوا فيه
    مش هاكون آخر (عرابى) بيخونوه (شبه الرجال) ،
    مش هاكون آخر (جيفارا) يخلّده ضرب الرصاص ،
    وانتوا مش آخر (سالومى) تبيع شرفها ع الطبق
    متحف الشمع اللى مرصوص فيه جتتكم ..
    كل طلعة شمس هتسيّح عروشه ،
    وفْ مواجهة صهد شعرى رح تبوشوا ..
    رغم( ربط إيديكوا فى إيدين بعض بحبال وبسلاسل )
    نمْـتوا جوّة (الكهف) وامّا صحيتوا عايزين( تشتروا بعُمْـلتكوا خبز) ،
    واتفقتم تطفم الشمس اللى بتزغلل عيونكم ،
    واكتفيتم بالسراب
    صعب يمنع طلعة الفجر الضباب ،
    صعب تحكوا بصدق ليه احنا اختلفنا
    إختلفتوا معايا لمّا كلمتى اتوضّت بدمى ،
    لمّا شمسى قلّعت ليلكوا الهدوم ،
    لمّا (عُصيانكوا) الهزيلة اتحوّلت عشوة لـ (عصايتى)
    فابتديتوا تستعينوا بالولايا .. والطاغوت ..
    وبقانون(الكترة تغلب) ،
    إستعنْتم بالعيال اللى ف عروقهم دم طافح من وريدى ،
    إستعنتم بالغبار المستحيل تتهز له أطراف جريدى ،
    إستعنتم بالعدو ( الانكشارى )
    ولقيتونى بصدر عارى واقف اسخر من نبالكم ..
    من طاغوتكم ..من قانونكم ... من عيالكم ،
    واقف اضحك ..
    وانتوا بترصّوا الحجارة فوق شطوطكم ..
    إعتراف منْـكوا بْـهديرى
    طول ماصوتى من (السما) ..
    رح تسمعم دايماً زئيرى
    - إتهزمت
    - مااتهزمتش
    - إتهزمت
    - مااتهزمتش
    مين يقول ان المسيح ..
    لحظة ماخانه (المهزومين) انه اتهزم ؟
    مين يقول ان (الحسين)..
    لحظة ماداس ورده الخريف انه اتهزم ؟
    إنتوا أكتر حدّ بالفعل اتهزم
    والعدالة مش هتقبل ..
    إن سقراط يشرب السم بإيديكم مرتين
    مهما هتلفـّوا ف أثينا تلعنونى ،
    مهما حرّضتوا الرعايا ورْشيتوا القضاة
    مش هتلقوا مشنقة بمقاس رقبتى ،
    كل (أفيالكوا الحقودة) ..
    مش هتهدم (كعبة الحب الحرام)
    إعزموا كل الأبالسة (للصلا) ف دير (الضلال) ..
    لجل تلقوا فى (الجحيم) عزوة وونس ،
    إستحمّوا ف دمى يمكن تنضفوا ..
    علماً ان الدم سلطان الدنس
    لمّوا بعض .. لمّوا بعض اتوحّدوا
    لجل تبقم (نقطة) يلمحها الزمن ،
    لجل ماتموتم كده ( متجمّعين )
    ليكوا خوفكوا وليّا دين
    بس حاولم تدْرسُم علم الحساب ..
    وانتوا تتفاجؤا ان أرقامكوا الكبيرة ..
    اللى انتوا شايفينها لـ ( قيمتكم ) ..
    جنبها ( من ع الشمال ) ..
    علامة عشرية ونـُقط

    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الناصر حجازى; الساعة 21-05-2009, 09:53.
  • د/عبير
    • 12-09-2007
    • 7

    #2
    سبحانك يااللـــــــــــــــه
    ماهذا الجمال ياشاعرنا الجميـــــــــــــــــل؟
    أقسم بربى ماقرأن قصيدة عامية بهذا الجمال وتلك العبقرية من قبل
    إننى لو شرحتها فنيا لاحتجت وقتاً طويلاً طويلاً
    حتى أتمكن من عرض ( بعض ) جمالياتها المدهشة
    فنياً : أنت قدمت كل ماهو مذهل من صور شعرية وتناصات مثيرة
    واستدعاءات تعكس مقدرة غير عادية فى كتابة شعر العامية المصرية
    إنسانياً: قدمت لنا صورة الفارس النبيل الذى افتقدناه للأسف الشديد هذه الأيام المخجلة
    قوة إنسانية مدهشة ، واعتداد بالذات ، وتمسك بجذور الجمال
    هى قصيدة تحتاج - بلاأدنى مجاملة - إلى بحث كامل
    وللعامية المصرية أن تفخر بك أيها الشاعر الفذ

    تعليق

    • د/ أحمد الليثي
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 3878

      #3
      لا يزال عبد الناصر حجازي يأتينا بكل بديع.
      وهنا نجد تجميعاً غاية في التوفيق لإشارات ثقافية منحوتة في ذاكرة البشرية، أجاد شاعرنا البارع توظيفها أيما إجادة. فكأننا لا نقرأ شعراً فقط، بل نتجاوز الجانب العاطفي لنجلس منصتين إلى درس في تاريخ الديانات والفلسفة والسياسة. ولكن لأن الشاعر شاعر فهو يجذبنا دائماً لنعود إلى الاستماع لصوت المشاعر بكثافتها التي يبرع فها عبد الناصر حجازي براعة فاق بها كثيرون. فهو ممتعض، مقيَّد، مقهور، أعزل، مجرد من السلاح ... إلخ، ولكنه رغم هذا كله يقف عاري الصدر، يسخر من جلاديه، ويقول لهم إن التاريخ لا يكذب، وقد كتب الفناء على كل خانع ذليل، ولكن المجد والخلود لأصحاب الكرامة الذين يعلون بهمهم، ويحملون أكفانهم على أذرعهم، ولا يأبهون بجحافل البطش.
      عبد الناصر حجازي في هذه القصيدة ليس فرداً وإنما أمة بأكملها تقول في قيدها إنني سأنهض من جديد، لأن أمة الكرامة لا تعرف الموت، ورسالته المبطنة الظاهرة إن كان اليوم هو يومكم، فغداً هو يومي، وحين يأتي لن تغرب شمسي ثانية، وستكونون أنتم -كما كنتم دائماً- علامة عشرية ونقط. صفر على الشمال في موازين الرجال.

      أستاذنا الشاعر عبد الناصر حجازي
      حين يكون المبضع في يدك لا يملك الجميع إلا أن يتخذ مقاعد الدرس ليتأمل ويتعلم.
      دمت مبدعاً سالمــاً.
      د. أحمد الليثي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      ATI
      www.atinternational.org

      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
      *****
      فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

      تعليق

      يعمل...
      X