تباريح العاشق البدوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يحيى السماوي
    أديب وكاتب
    • 07-06-2007
    • 340

    تباريح العاشق البدوي


    دَعـيني مِـنْ أماسـيك ِ العِـذاب ِ

    فما أبْقى التغـرّبُ من شــبابي


    قلبْتُ موائدي ورمَيْتُ كأسـي

    وشيّعْتُ الهوى ورتجْتُ بابي


    خَـبَـرْتُ لذائذ َ الدنيا فــكانتْ

    أمَرَّ عليَّ من سَـمّ ٍ وصـاب ِ (1)


    وجَدْتُ حَلاوةَ الإيمان أشهى

    وأبْقى من لماكِ ومن إهابي (2)


    أنا جُرْحٌ يسـيرُ عـلى دروب ٍ

    يتوه بها المُصيبُ عن الصواب


    سُـلِبْتُ مسرّتي واسْـتفرَدَتني

    بِدار ِ الغربتين ِمِدى ارتيابي


    وحاصَرَتِ الكهولة َ بعدَ وَهْن ٍ

    يـَدُ النكبات ِ جائعَة َ الحِـراب ِ


    ومـا أبْـقـتْ ليَ الأيّــــام ُ إلآ

    حُـثالـتها بإبْــريق ٍ خَــراب ِ


    ترشفتُ اللظى حين اصطباحي

    وأكمَلتُ اغتِباقي بالضـباب ِ


    تحَرِّضُني على جرحي طيوفٌ

    فأنْـبِـِشُــهـا بسـكِـيـني ونابي


    ورُبَّ لذاذة ٍ أوْدَتْ بِـنـَفـس ٍ

    وحِرمان ٍ يقودُ إلى الطِلاب ِ


    أنا البَدَويّ .. لا يُغري نياقي

    رُخامُ رُبىً وناطِحة ُالسحاب


    ولا يُغوي صُداحَ فمي وقلبي

    سوى عزفِ السّواني والرَّبابِ(3)


    ودلـّةِ قهوة ٍ ووجاق ِ جَـمْـر ٍِ(4)

    تحلـّقَ حولهُ لـيلا ً صحابي


    وبيْ شوق ٌ إلى خبز ٍ وتمْـر ٍ

    كما شوق الضرير إلى شهاب ِ


    وللبَن ِِ الخضيض ِوماء كوز ٍ(5)

    وظلّ حصيرة ٍ في حـَرِّ آب ِ


    فـُطِرْنا قانعين بِفـَقـر ِ حال ٍ

    قناعة َ ثغر ِ زِقّ ٍ بالحباب ِ(6)


    أبٌ صلى وصام وحجّ خمسا ً

    وأمٌّ لا تـقوم عـن " الكتاب ِ "


    وأطـفـالٌ ثـمانية ٌ... أنابــوا

    عن الدنيا فراشات ِ الرّوابي


    ألا يا أمس : أين اليومَ مني

    صباحات ٌ مُشعْشِعَة ُ القِباب ِ؟


    وفانوسٌ خجولُ الضوء تخبو

    ذبالـتـُهُ فـيُسْـرجُها عِـتابي ؟


    وأين شقاوتي طفلا ً عـنيدا ً

    أبى إلآ مُـراكضة َ السّراب ِ ؟


    أُشاكِسُ رِفقتي زهوا ً بريئا ً

    ومن "خيشٍ وجنفاصٍ" ثيابي(7)


    ألوذ بحضن ِ أمي خوفَ ذئب ٍ

    عوى ليلا ً ورعبا ًمن عُقاب ِ؟


    كبرتُ وما يزال الخوفُ طفلا ً

    وقد صار الفراقُ إلى ذِئاب ِ !!


    يُشاكسُ خطوتي دربٌ طويل ٌ

    فـعَـزَّ عـليَّ يــا أمـي إيابي


    وعـزَّ على يديك ِ تمسُّ وجهي

    لتمسَحَ عـنه ذلَّ الإغـتِراب ِ


    وعاقبني الزمان ُ! وهل كنأي ٍ

    بعيد ٍ عن بلادي من عِقاب ِ ؟؟


    تقاسَمَتِ المنافي بعضَ صحبي

    وبعـضٌ ألحَدَتـْهُ يـدُ الغـياب (8)


    عشقت ُ ديارَ ليلى قبل َ ليلى

    فمِن ْ رَحِمِ الصِّبا وُلِدَ التصابي


    ولسـتُ بـِمُبْدِل ٍ كأسا ً بكوز ٍ

    ولا لهوا ً بعِفـّة ِ" ذي نِقاب ِ "


    ولكـن شاءتِ الأيــامُ مـني

    وشاء جنونُ طيشي من لُبابي


    ولولا خشيتي من سوء ِ ظن ّ ٍ

    وما سيُقالُ عن فقدي صَوابي


    لقلت ُ : أحِـنُّ يا بغـدادُ حتى

    ولو لصدى طنين ٍ من ذبابِ


    لطين ٍفي الفرات وضُنك عيش ٍ

    جوارَ أبي المـُدَثر ِ بالتـراب ِ


    جـوارَِ أُخـيَّـة ِ.. وأخ ..ٍ وأمّ ٍ

    وأحْباب ٍ يُعَـذبُهـم عــذابـي


    أظلُّ العاشقَ البدويّ.. أهـفـو

    إلى نخل ٍ وللأرض ِ الرَّغاب ِ(9)



    إذا كان العراقُ رغيفَ روحي

    فإنّ ندى محبتهم شــرابي !!

    **

    * أشكر لصديقي الشاعر المبدع ثروت الخرباوي لاستجابته لطلبي برفع قصيدتي ليالينا عقيمات ـ عسى قصيدتي هذه تنوب عنها


    (1) الصاب :نبت شديد المرارة

    (2) الإهاب : الجلد لم يدبغ بعد

    (3) السواني : جمع سانية : لآلة بدائية لرفع الماء من البئر

    (4) الوجاق :موقد الحطب

    (5)اللبن الخضيض : اللبن الذي تستخلص زبدته بواسطة الخض في قربة .

    (6) الحباب : الفقاقيع التي تعلو الماء

    (7) الخيش والجنفاص : نسيج خشن من الكتان شاع استعماله في العراق قبل عقود

    (8) ألحدته : دفنته في اللحد

    (9)الرغاب : الارض التي تشرب تشرب الكثير من ماء المطر فلا تسيل " كناية عن البادية "
    التعديل الأخير تم بواسطة ثروت الخرباوي; الساعة 22-07-2007, 10:29.
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    #2
    إذا كان العراقُ رغيفَ روحي

    فإنّ ندى محبتهم شــرابي !!


    لله أنت أيها الشاعر الكبير
    لله أنت أيها العاشق البدوي و ابن الغربتين
    هل أدعو لك أم أدعو عليك ؟
    نعم سأفعلهما سويا .. فأدعو الله أن يمد لنا في عمرك و أن يحقظ لنا قلبك الطيب و شعرك الجميل .
    و أدعو عليك أن يحرمك من غربتيك .. لتعود للوطن الوطن فتظل فيه صادحا مغردا
    شكرا لك لنشر هذه القصيدة
    و لكن القصيدة بعشرة يا باشا
    يعني برفع ليالينا عقيمات نريد عشرة مقابلها

    محبتي
    و التثبيت أقل هدية
    sigpic

    تعليق

    • ثروت الخرباوي
      أديب وقانوني
      • 16-05-2007
      • 865

      #3
      حجز مقعد وسأعود للاستمتاع

      تعليق

      • يحيى السماوي
        أديب وكاتب
        • 07-06-2007
        • 340

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
        إذا كان العراقُ رغيفَ روحي

        فإنّ ندى محبتهم شــرابي !!


        لله أنت أيها الشاعر الكبير
        لله أنت أيها العاشق البدوي و ابن الغربتين
        هل أدعو لك أم أدعو عليك ؟
        نعم سأفعلهما سويا .. فأدعو الله أن يمد لنا في عمرك و أن يحقظ لنا قلبك الطيب و شعرك الجميل .
        و أدعو عليك أن يحرمك من غربتيك .. لتعود للوطن الوطن فتظل فيه صادحا مغردا
        شكرا لك لنشر هذه القصيدة
        و لكن القصيدة بعشرة يا باشا
        يعني برفع ليالينا عقيمات نريد عشرة مقابلها

        محبتي
        و التثبيت أقل هدية
        *************

        الحبيب اخا وصديقا وشاعرا :

        اما عن القصائد العشر فانني لأ يمكنني أن أقول إلآ سمعا وطاعة حتى لو كان ذلك ما لا طاقة لناقة ابجديتي بحمله

        لكنني الان اشكو من مشكلة فهل بمقدورك مساعدتي ؟

        حين ادرجت القصيدة اكتشفت ـ بعد فوات الاوان ـ وجود خطأ طباعي هو انني وضعت كلمة " ذئاب " بدلا من "عُقاب " المضمومة العين في البيت :

        ألوذ بحضن امي خوف ذئب عوى ليلا ورعبا من ذئاب

        عسى ان يكون بمقدور الاخوة المشرفين ، ان ينشوا بعصا التصويب كلمة " ذئاب " لتحل محلها كلمة " عُقاب " المضمومة العين ...

        إذا تم تصويبها ، فسأضيف الى العشر ، خمس رباعيات لا تخلو من عذوبة كما اظن .

        تعليق

        • يحيى السماوي
          أديب وكاتب
          • 07-06-2007
          • 340

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ثروت الخرباوي مشاهدة المشاركة
          حجز مقعد وسأعود للاستمتاع
          ***** حتى لو لم تعد ، أو وجدت مقعدك مشغولا ، فإن لك مقعدا في القلب الذي لن أسمح لك بالمغادرة خارج اضلاعه يا صديقي الشاعر

          تعليق

          • د. جمال مرسي
            شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
            • 16-05-2007
            • 4938

            #6
            على الرحب و السعة
            تم التعديل إن شاء الله
            محبتي و تقديري
            sigpic

            تعليق

            • د.عمر خلوف
              أديب وكاتب
              • 14-07-2007
              • 69

              #7
              [align=right]
              الأخ الكبير
              الشاعر المبدع..

              رسول المغتربين..

              لكم حركت قصيدتك في النفس من هاجس لم يسكن أصلاً..
              وها هي تنبش شيئاً من دفتري القديم..

              [align=center]وفاحَ الزيزفونُ بكُلِّ حَرْفٍ **فيا لِحَديثِكَ الثَّرِّ اللُّبابِ

              لقد ألْقَيْتَهُ ماءً فُراتاً ** فأخْصَبَ تُربَتي .. أحْيى يَبابي

              أطاحَ بِغُرْبتي هَوْناً يسيراً ** فآهاً لاغْترابِكَ واغترابي[/align]

              لك الله ولنا
              وكان في عونك وعوننا

              نحن في انتظار الوفاء بوعودك العشرة، فالخمسة...[/align]

              تعليق

              • يحيى السماوي
                أديب وكاتب
                • 07-06-2007
                • 340

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة د.عمر خلوف مشاهدة المشاركة
                [align=right]
                الأخ الكبير
                الشاعر المبدع..

                رسول المغتربين..

                لكم حركت قصيدتك في النفس من هاجس لم يسكن أصلاً..
                وها هي تنبش شيئاً من دفتري القديم..

                [align=center]وفاحَ الزيزفونُ بكُلِّ حَرْفٍ **فيا لِحَديثِكَ الثَّرِّ اللُّبابِ

                لقد ألْقَيْتَهُ ماءً فُراتاً ** فأخْصَبَ تُربَتي .. أحْيى يَبابي

                أطاحَ بِغُرْبتي هَوْناً يسيراً ** فآهاً لاغْترابِكَ واغترابي[/align]

                لك الله ولنا
                وكان في عونك وعوننا

                نحن في انتظار الوفاء بوعودك العشرة، فالخمسة...[/align]

                *******************

                ما هذه المفاجأة ؟

                الرائع شعرا وشعورا عمر خلوف هنا ؟

                نفس عمر الذي رأى يوما جرحا باتساع بغداد ، ودما ابيض يسيل من خاصرة قصيدتي ـ فخاط بميسم محبته فتوق روحي ، ومسّد بمنديل بصيرته جرح بصري فإذا بأنين الربابة يغدو صداحا ؟

                أهو ذاته الرائع عمر خلوف ؟

                يا للدهشة ... قلبي يقول :إنه ذاته ... فالقلب يعرف أحبابه ... قد يخطئ البصر ـ لكن القلب لا يخطئ

                يا عمر يا صديقي ، هل تسمعني ؟ ها أنا أحشـّم حنجرتي لتشدّ من أوتارها ، فأناديك في هذا الليل الاسترالي الصافي الظلمة مثل ضفيرة عاشقة زنجية : هل تسمعني ؟

                أقول لك بصدق كصدق وجع غربتك : أنا أحبك كثيرا وربي ... فهل تسمعني ؟
                إذا لم تصدقني ، فاسأل قلبك ... قلبك لا يكذب يا عمر ... اسأله يا صديقي ... أما العشر فأنا مثلك أؤمن أنّ وعد الحرّ دين ... لكنني لن أكتفي بالخمس الأخرى ... هذا وعد ايها الحبيب ... سأجعلهن عشرا الاسبوع القادم ... عشرا وربي ـ اللهم إلآ إذا ارتأى عزرائيل زيارتي بشكل مفاجئ ....

                لا تنس أن تسأل قلبك ، فأنا أعرفه تماما ـ أقصد أعرفه لا يكذب ... ستجد الخبر اليقين عنده ـ وليس عند جدتنا جهينة ... اسأله وسيخبرك كم أحبك بالله أخا وشاعرا مبدعا عرف دمع الغربة وشجونها .

                تعليق

                • د. محمود بن سعود الحليبي
                  عضو الملتقى
                  • 02-06-2007
                  • 471

                  #9
                  [align=center]الشاعر الصديق يحيى السماوي مرحبا بك

                  لقد أحلت دموعك قصائد ، وقصائدك دموعا ؛ ترى كيف ستكون ضحكاتك حين يبسم القدر

                  عن حلم تحقق بالتئام الجرح وعودة الطير الشريد إلى فننه !

                  أسأل الله أن يبقيني ويبقيك لأراك وأسمعك وأستمتع بضحكاتك كما أبكيتني بدمعاتك .. !


                  محمود
                  [/align]
                  [size=4][align=center][color=#FF0000]هنا حيث تنسكب روحي على الورق :[/color]

                  [url]http://www.alqaseda.com/vb/index.php[/url]

                  [url]http://dr-mahmood.maktoobblog.com/[/url] [/align][/size]

                  تعليق

                  • يحيى السماوي
                    أديب وكاتب
                    • 07-06-2007
                    • 340

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة د. محمود بن سعود الحليبي مشاهدة المشاركة
                    [align=center]الشاعر الصديق يحيى السماوي مرحبا بك

                    لقد أحلت دموعك قصائد ، وقصائدك دموعا ؛ ترى كيف ستكون ضحكاتك حين يبسم القدر

                    عن حلم تحقق بالتئام الجرح وعودة الطير الشريد إلى فننه !

                    أسأل الله أن يبقيني ويبقيك لأراك وأسمعك وأستمتع بضحكاتك كما أبكيتني بدمعاتك .. !


                    محمود
                    [/align]
                    **********************

                    أما أنت أيها الذي يجعل من كفـّيه صحنا كلما اختتم صلاته وجثا للدعاء مستمطرا لأمة محمد المنّ والسلوى من رحيم كريم ـ فإن عطر بشاشتك لمّا يزل يضوع في روحي منذ آخر لقاء لنا ـ هناك في فندق قصر الرياض ... لأفاجأ بك مساء اليوم التالي مديرا لأمسية الشعراء العرب في مهرجان الجنادرية ، يومها قلت لصديقنا المشترك ـ والذي فجعت أول من أمس بقراءة خبر رحيله الى الرفيق الاعلى ، الشاعر عمر العسيري ، قلت له ، أن هذا الحليبي ـ وإن لم يقرأ شعرا ـ فقد كان أشعرنا في الامسية عبر عذوبة تقديمه وشاعرية جمله المنتقاة ...

                    اخي الشاعر المبدع د . محمود الحليبي ، أرجو أن تكون قد أوصلت الأمانة التي إئتمنتك في ايصالها .... أم تراك نسيت ؟

                    لا عليك يا صديقي ، فربما حالت مشاغلك دون ايصالها ـ لذا اعيدها ثانية : قبّل نيابة عني وجه أبيك الطيب ، واخبره أن الليلة التي سمرنا فيها معا ـ والدك الطيب وأنت والحبيب الشاعر ـ شقيقك خالد وأنا ، بقيت منقوشة في الذاكرة .... لا تنس بايصال الامانة يا محمود ... سأسامحك اذا نسيت الكلمات ... لكنني لن اسامحك اذا نسيت تقبيل جبين ابيك الطيب نيابة عن قلبي .

                    تعليق

                    • رشيدة فقري
                      عضو الملتقى
                      • 04-06-2007
                      • 2489

                      #11
                      اخي الكريم الشاعر الفذ يحي السماوي
                      لله درك
                      لله در شيطان شعرك
                      لله احساسك وفيضه
                      ما ذا فعلت بنا يا اخي؟
                      انك راهنت على جعلنا نتاثر حد البكاء
                      من قصيدة تتنفس حنينا للوطن
                      وتتالم من غربة ارض وغربة روح
                      وقد ابدعت ايها الشامخ
                      في وصف تباريحك
                      ووضع اصابعنا على موطن نزفك
                      فاذا بالالم يعتصر قلوبنا مع كل آهة
                      وكل حرف موشى بالجمال سطرت هنا
                      سيدي
                      اتمنى الا تحرمنا من جميل بوحك
                      فاني اجد القصيدة العمودية تختال بين يديك
                      وترتدي ابهى حللها كما كانت في الزمن الجميل
                      لك التقدير الذي تعجز حروفي المتواضعة عن وصفه
                      اختك رشيدة فقري
                      [url=http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=1035][color=#008080]رسالة من امراة عادية الى رجل غير عادي[/color][/url]

                      [frame="6 80"][size=5][color=#800080]
                      عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتـي العَزائِـمُ
                      وَتأتـي علَى قَـدْرِ الكِرامِ المَكـارمُ
                      وَتَعْظُمُ فِي عَينِ الصّغيـرِ صغارُهـا
                      وَتَصْغُرُ فِي عَيـن العَظيمِ العَظائِـمُ[/color][/size][/frame]
                      [align=center]
                      [url=http://gh-m.in-goo.net/login.forum][size=5]جامعة المبدعين المغاربة[/size][/url][/align]
                      [URL="http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm"]http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm[/URL]

                      [url=http://www.racha34.piczo.com/?cr=2][COLOR="Purple"][SIZE="4"][SIZE="5"]موقعي[/SIZE][/SIZE][/COLOR][/url]

                      تعليق

                      • يحيى السماوي
                        أديب وكاتب
                        • 07-06-2007
                        • 340

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة رشيدة فقري مشاهدة المشاركة
                        اخي الكريم الشاعر الفذ يحي السماوي
                        لله درك
                        لله در شيطان شعرك
                        لله احساسك وفيضه
                        ما ذا فعلت بنا يا اخي؟
                        انك راهنت على جعلنا نتاثر حد البكاء
                        من قصيدة تتنفس حنينا للوطن
                        وتتالم من غربة ارض وغربة روح
                        وقد ابدعت ايها الشامخ
                        في وصف تباريحك
                        ووضع اصابعنا على موطن نزفك
                        فاذا بالالم يعتصر قلوبنا مع كل آهة
                        وكل حرف موشى بالجمال سطرت هنا
                        سيدي
                        اتمنى الا تحرمنا من جميل بوحك
                        فاني اجد القصيدة العمودية تختال بين يديك
                        وترتدي ابهى حللها كما كانت في الزمن الجميل
                        لك التقدير الذي تعجز حروفي المتواضعة عن وصفه
                        اختك رشيدة فقري
                        *******

                        سيدتي الاخت الشاعرة :

                        ذات ضحى ، وكنت قاب آهتين أو أدنى من الوطن ـ سألني صحافي لم يعش تجربة الملاجئ والمنافي أوالوقوف على أبواب المفوضية الساميةللاجئين فقال : كلنا نعرف سلبيات المنافي ومعسكرات اللجوء ... ولكن هل من إيجابيات فيها ؟

                        قلت وبالحرف الواحد : أظن أن ايجابياتها تتمثل في أن اللاجيء يتمتع بتابوت وقبر بالمجّان حين يغفو إغفاءته الاخيرة ...


                        لكني بعد حين من الزمن ، أعدت النظر في قناعتي تلك ، فأضفت الى ايجابياتها شيئا مهما وهو أن حياة المنافي ومعسكرات اللجوء تجعلنا نكتشف مدى حبنا للوطن الذي هربنا منه واستجدينا هويات مواطنة مؤقتة او مستعارة .. يبدو ان الانسان يا سيدتي ، لا يرى وطنه بشكل جيد إلآ حين يكون مرميّا خارج تضاريسه ( هذا ما توصلت اليه قبل حين من الزمن أيضا ...

                        والان ـ وقد بلغت من الحزن عِتِيّا ـونضج رغيف عقلي أكثر بفعل تنور التجربة ـ سأضيف الى ايجابيات الغربة : أنها تعرفنا على زميلات وأخوات رائعات ، وزملاء وأخوة رائعين ، ما كنت سأعرفهم لو لم أعش غربتي هذه ...

                        أتريدين دليلا يثبت مصداقية ما أقول ؟

                        حسنا ، اكتبي عندك اسم الاديبة الاخت رشيدة فقري ـ واسأليها هل كنت سأعرفها لو لم أهرب من وطني ذات رعب خوفا من حبل مشنقة ؟

                        تعليق

                        • يحيى السماوي
                          أديب وكاتب
                          • 07-06-2007
                          • 340

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة يحيى السماوي مشاهدة المشاركة

                          دَعـيني مِـنْ أماسـيك ِ العِـذاب ِ

                          فما أبْقى التغـرّبُ من شــبابي


                          قلبْتُ موائدي ورمَيْتُ كأسـي

                          وشيّعْتُ الهوى ورتجْتُ بابي


                          خَـبَـرْتُ لذائذ َ الدنيا فــكانتْ

                          أمَرَّ عليَّ من سَـمّ ٍ وصـاب ِ (1)


                          وجَدْتُ حَلاوةَ الإيمان أشهى

                          وأبْقى من لماكِ ومن إهابي (2)


                          أنا جُرْحٌ يسـيرُ عـلى دروب ٍ

                          يتوه بها المُصيبُ عن الصواب


                          سُـلِبْتُ مسرّتي واسْـتفرَدَتني

                          بِدار ِ الغربتين ِمِدى ارتيابي


                          وحاصَرَتِ الكهولة َ بعدَ وَهْن ٍ

                          يـَدُ النكبات ِ جائعَة َ الحِـراب ِ


                          ومـا أبْـقـتْ ليَ الأيّــــام ُ إلآ

                          حُـثالـتها بإبْــريق ٍ خَــراب ِ


                          ترشفتُ اللظى حين اصطباحي

                          وأكمَلتُ اغتِباقي بالضـباب ِ


                          تحَرِّضُني على جرحي طيوفٌ

                          فأنْـبِـِشُــهـا بسـكِـيـني ونابي


                          ورُبَّ لذاذة ٍ أوْدَتْ بِـنـَفـس ٍ

                          وحِرمان ٍ يقودُ إلى الطِلاب ِ


                          أنا البَدَويّ .. لا يُغري نياقي

                          رُخامُ رُبىً وناطِحة ُالسحاب


                          ولا يُغوي صُداحَ فمي وقلبي

                          سوى عزفِ السّواني والرَّبابِ(3)


                          ودلـّةِ قهوة ٍ ووجاق ِ جَـمْـر ٍِ(4)

                          تحلـّقَ حولهُ لـيلا ً صحابي


                          وبيْ شوق ٌ إلى خبز ٍ وتمْـر ٍ

                          كما شوق الضرير إلى شهاب ِ


                          وللبَن ِِ الخضيض ِوماء كوز ٍ(5)

                          وظلّ حصيرة ٍ في حـَرِّ آب ِ


                          فـُطِرْنا قانعين بِفـَقـر ِ حال ٍ

                          قناعة َ ثغر ِ زِقّ ٍ بالحباب ِ(6)


                          أبٌ صلى وصام وحجّ خمسا ً

                          وأمٌّ لا تـقوم عـن " الكتاب ِ "


                          وأطـفـالٌ ثـمانية ٌ... أنابــوا

                          عن الدنيا فراشات ِ الرّوابي


                          ألا يا أمس : أين اليومَ مني

                          صباحات ٌ مُشعْشِعَة ُ القِباب ِ؟


                          وفانوسٌ خجولُ الضوء تخبو

                          ذبالـتـُهُ فـيُسْـرجُها عِـتابي ؟


                          وأين شقاوتي طفلا ً عـنيدا ً

                          أبى إلآ مُـراكضة َ السّراب ِ ؟


                          أُشاكِسُ رِفقتي زهوا ً بريئا ً

                          ومن "خيشٍ وجنفاصٍ" ثيابي(7)


                          ألوذ بحضن ِ أمي خوفَ ذئب ٍ

                          عوى ليلا ً ورعبا ًمن عُقاب ِ؟


                          كبرتُ وما يزال الخوفُ طفلا ً

                          وقد صار الفراقُ إلى ذِئاب ِ !!


                          يُشاكسُ خطوتي دربٌ طويل ٌ

                          فـعَـزَّ عـليَّ يــا أمـي إيابي


                          وعـزَّ على يديك ِ تمسُّ وجهي

                          لتمسَحَ عـنه ذلَّ الإغـتِراب ِ


                          وعاقبني الزمان ُ! وهل كنأي ٍ

                          بعيد ٍ عن بلادي من عِقاب ِ ؟؟


                          تقاسَمَتِ المنافي بعضَ صحبي

                          وبعـضٌ ألحَدَتـْهُ يـدُ الغـياب (8)


                          عشقت ُ ديارَ ليلى قبل َ ليلى

                          فمِن ْ رَحِمِ الصِّبا وُلِدَ التصابي


                          ولسـتُ بـِمُبْدِل ٍ كأسا ً بكوز ٍ

                          ولا لهوا ً بعِفـّة ِ" ذي نِقاب ِ "


                          ولكـن شاءتِ الأيــامُ مـني

                          وشاء جنونُ طيشي من لُبابي


                          ولولا خشيتي من سوء ِ ظن ّ ٍ

                          وما سيُقالُ عن فقدي صَوابي


                          لقلت ُ : أحِـنُّ يا بغـدادُ حتى

                          ولو لصدى طنين ٍ من ذبابِ


                          لطين ٍفي الفرات وضُنك عيش ٍ

                          جوارَ أبي المـُدَثر ِ بالتـراب ِ


                          جـوارَِ أُخـيَّـة ِ.. وأخ ..ٍ وأمّ ٍ

                          وأحْباب ٍ يُعَـذبُهـم عــذابـي


                          أظلُّ العشاقَ البدويّ.. أهـفـو

                          إلى نخل ٍ وللأرض ِ الرَّغاب ِ(9)



                          إذا كان العراقُ رغيفَ روحي

                          فإنّ ندى محبتهم شــرابي !!

                          **

                          * أشكر لصديقي الشاعر المبدع ثروت الخرباوي لاستجابته لطلبي برفع قصيدتي ليالينا عقيمات ـ عسى قصيدتي هذه تنوب عنها


                          (1) الصاب :نبت شديد المرارة

                          (2) الإهاب : الجلد لم يدبغ بعد

                          (3) السواني : جمع سانية : لآلة بدائية لرفع الماء من البئر

                          (4) الوجاق :موقد الحطب

                          (5)اللبن الخضيض : اللبن الذي تستخلص زبدته بواسطة الخض في قربة .

                          (6) الحباب : الفقاقيع التي تعلو الماء

                          (7) الخيش والجنفاص : نسيج خشن من الكتان شاع استعماله في العراق قبل عقود

                          (8) ألحدته : دفنته في اللحد

                          (9)الرغاب : الارض التي تشرب تشرب الكثير من ماء المطر فلا تسيل " كناية عن البادية "
                          **************


                          ألا هل من محسن ٍ يتصدّق على القصيدة بتصحيح كلمة " العشاق " في البيت قبل الأخير ، فيجعلها " العاشق " ؟

                          فهذا الخطأ الطباعي قد أخلّ بالوزن في البيت :

                          أظل العشاق البدويّ أهفو الى شمس وللأرض الرغاب

                          ارجو من القراء الكرام قراءته كالتالي :

                          أظلّ العاشق البدوي أهفو الى شمس وللأرض الرغاب

                          وعدم معرفتي كيفية تصحيح الخطأ بعد إدراج القصيدة في المنتدى ، قد أكد لي " وليس لكم " أنني ما زلت بدويّا فعلا .

                          تعليق

                          • ثروت الخرباوي
                            أديب وقانوني
                            • 16-05-2007
                            • 865

                            #14
                            العاشق البدوي يحي السماوي

                            وقد نقلت لنا تباريحك في شعر لم أقرأ أرق منه ... قرأت عاشقا ذاب في حب وطنه وأخذ يتغزل فيه ويتذكر تلك الأيام التي كان يسابق فيها السراب حيث يطير من الفرح والنشوة ... لايهمه أن أرتدى الخيش من الثياب إذ كان الخيش على جسده الرقيق الغض ... أنعم من الحرير في غربة يجلس فيها على صخر أصم لايشعر بمشاعره وتقلبات فؤاده .. لاأظنك ياسيدي من الرجال الذين يملكون قلوبا ... ولكنني أظنك قلبا نبت له رجل

                            تعليق

                            • عبدالله حسين كراز
                              أديب وكاتب
                              • 24-05-2007
                              • 584

                              #15
                              الأخ الشاعر البدوي أصالةً و انتماءاًُ و عشقاً/ يحي السماوي

                              قصيدة حبلى بالوجع الوطني و الرؤية الصادقة لحال ما تعافت من أعراضها و مظاهر توعكها، رسمت أخاديدها و تخومها في خارطة الشعر التي تأبى الخراب و التقلص.....

                              يأخذنا النص الشعري - يا شاعرنا الكبير - نحو بؤر الوجع التي لا تترك قارىء النص إلا و استقرت إشعاعاتها في خيالاته و سكنت مطارح عواطفه و أسكنته فسيح الصور المشتعلة بالأحاسيس الصادقة و الخالصةِ من كل تكلف أو غموض أو حشو.,
                              سبحت مرةً أخرى في قراءة ثانيةٍ في سلالم القصيدة فوجدت نصاً يرتدي فناً من اللغة البديعية و قاموساً لمفردات تكاد تكون غابت في زمانٍ يكون فيه القابض على أصيل العربية و أصولها كالقابض على جمر الضياع و التغريب و الذبول. والنص منهمكٌ في عملية إحياء وإنعاش للعربية الأصيلة.
                              أيضاً، هناك فضاء لذكرى الطفولة في محاولة لاسترجاع الماضي في:
                              وأين شقاوتي طفلا ً عـنيدا ً ... أبى إلآ مُـراكضة َ السّراب ِ ؟
                              هنا استرجاع لنفوذ الماضي الحبيب الى قلب الشاعر لأنه متيقن من عظمته و من حسنه و روابطه مع الإنسان الأصيل....
                              ثمّ،
                              أبٌ صلى وصام وحجّ خمسا ً... وأمٌّ لا تـقوم عـن " الكتاب ِ
                              لنرى هنا اشتعالات روحية صادقة من وحي الواقع المعاش و اليومي، ما يشبه طقوس الكتابة الصوفية.

                              ونقرأ فعل الماضي الذي يتكرر بحثاً في تفاصيل عزيزة على نفس الشاعر ونراه مسكوناً بوشائج يجترها من الماضي الذي يمزجه الشاعر مع استشرافاته للواقع و المستقبل:

                              قلبْتُ موائدي ورمَيْتُ كأسـي ... وشيّعْتُ الهوى ورتجْتُ بابي

                              لنرى هنا ردود أفعال انعكاسية يسطرها الشاعر بلغة سامقة و بليغة.

                              ولا ننسى أن الشاعر أصر على استحضار التراثي بما يحسده من ولاء قوي و انتماء صادق لوطنه و عروبته و طقوسها و عاداتها و تقليدها التي ترسم حضارة العرب الأصيلة، ومثالاً أرض العراق و أيقونتها السامقة: بغداد، لنجد "عزفِ السّواني والرَّبابِ" مع "دلـّةِ قهوة ٍ ووجاق ِ جَـمْـر" و بجانبها "خبز ٍ وتمْـر" و"لبَن ِِ الخضيض ِوماء كوز " و "وظلّ حصيرة ٍ في حـَرِّ آب ِ" وما إلى ذلك من رموز و إشارات و أيقونات استجلبها الشاعر تعزيزأ لفكرته و إعلاءً لانتمائه و كرامته، حيث:
                              إذا كان العراقُ رغيفَ روحي ... فإنّ ندى محبتهم شــرابي
                              نعم، أخي يحي صدقت ببوحك الجميل و السامق وكل ما دخل بين ثنايا حروفك صادق،
                              شكراً لإتاحتك لما فرصة "بدويةً" أصيلة لنقرأ شعراً نسترد فيه عافية العربية

                              دمت بألف خير

                              د. عبدالله حسين كراز
                              التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله حسين كراز; الساعة 22-07-2007, 12:19.
                              دكتور عبدالله حسين كراز

                              تعليق

                              يعمل...
                              X