....بيكاسو...معجزة الرجل والفنان...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى رمضان
    أديب وكاتب
    • 04-10-2008
    • 455

    ....بيكاسو...معجزة الرجل والفنان...

    بيكاسو.....معجزة الرجل والفنان...
    "أنا لا أرسم ما أراه ..بل أرسم ما أعرفه " جملة صغيرة تحمل كل فلسفة الفنان العظيم بابلو بيكاسو، أكثر من سبعين عاما وهذا الفنان الشامخ العملاق الذى حير عقول ملايين الناس فى القرن العشرين، يرسم كما يريد ..يعبر..
    ينفعل..ينحت الحجر..يرسم على الخيش وعلى الجبس وفوق القماش وأطباق الطعام...يلون أقنعة أفريقية سوداء، يعيش حياته كأنه ملك اسطورى ويناضل
    ضد الفاشيةكأنه بطل فدائى...وعندما مات عام 1973 كان قد ترك وراءه انتاجا فنيا يقدر بأكثر من خمسين مليونا من الجنيهات، وفى كل متاحف الدنيا
    تعرض أعماله...ولو أحصيت كل الكتب والمقالات التى كتبت عنه لكان بحق
    المعجزة الأخيرةفى زمن توقفت عنده المعجزات.........
    ولد بيكاسو فى مدينة ( اندالوسيا ) فى جنوب أسبانيا فى 25 اكتوبر عام 1881، ابن جوزيه رويز بلاسكوالذى كان مدرسا للرسم والتصوير،ولم يأخذ
    اسمه عن الأب بل عن الأم ماريا بيكاسو...ومنذ السنوات الأولى فى صباه تفتحت مواهبه ...وفى عام 1904 استقر بيكاسو فى باريس ولمدة أربعين
    عاما...وتندلع الحرب الأهلية فى أسبانيا ويتولى منصب مدير متحف الفنون
    فى اسبانيا ، وكان يقف مع الجمهوريين حتى انتهت الحرب الأهلية بهزيمتهم
    وأيضا بموت صديقه لوركاأعظم شعراء أسبانيا....ويرجع الى وطنه الثانى
    (باريس ) ...وظل بيكاسو منذ ذلك الوقت من أعظم المدافعين عن الحرية..
    .....كانت حياة بيكاسو الطويلة تلخيصا لكل الأنتفاضات الفنية التى عاصرها
    فى بداية القرن العشرين...استوعب كل المدارس الحديثة التأثيرية والتكعيبية
    والسيريالية وغيرها من المدارس بموهبة الفنان الجسور....وفى فيلا موجينز
    القريبة من مدينة ( كان ) على ساحل الريفيرا الفرنسى عاش وحده بعد( عدة
    مغامرات عاطفية )الا من لوحاته واصدقائه المقربين والأطفال...وظل على
    هذا الحال حتى وافاه الأجل منطويا على نفسه شديد الحب لأعماله لدرجة
    الغيرة، يعمل طول الليل حتى وهو فى السبعين مرتديا قميصا مفتوحا وبنطلون شورت...غير انه ظل وهو يقترب من التسعين ذلك الأسبانى الحاد
    الذى استوعب كل عشق التراث الفرنسى للحرية والحب، فنان صنع المعجزات ورجل تحدى المألوف وخاصة التغيير واخترق حاجز السن
    والشيخوخة ومات كما عاش اعجوبة فنان ينتج حتى ما بعد التسعين........
    ................ يلى......لوحة الجرينكا..................
    فنان البورترية
  • مصطفى رمضان
    أديب وكاتب
    • 04-10-2008
    • 455

    #2
    ....لوحة الجرينكا....
    ============

    ==============================================
    قام الطيارون بضرب قرية ( جرينكا ) الأسبانية المسالمة بألاف الأطنان من القنابل أثناء انعقاد السوق والشوارع زاخرة بصغار الباعة والعمال والفلاحين والعشرات الألوف من أبناء القرية الأبرياء فقضت عليهم
    تماما وعلى القرية وكأنها لم توجد من قبل.....ألهبت المأساة خيال بيكاسو وغضبه وظل أسابيع يعمل ليل نهار فى لوحة الجرينكا ... رسم 25 اسكتشا
    للثيران والخيول القتيلة ونساء يصرخن من النوافذ فى مشاهد متفرقة ثم فى
    جماعات....وبدأ بعد ذلك تنفيذ لوحته على مساحة 25 قدما عرضا و 11 قدما ارتفاعا ( حوالى762 سم × 325 سم ) واستخدم ( فرشا ) طويلة معلقة على عصى وسلالم خشبية ليستطيع السيطرة على هذه المساحة الكبيرة
    وبعد شهر كان بيكاسو قد انتهى من تصوير لوحته التى اعتبرها النقاد أعظم
    وثيقة تدين العدوان وتصور أهواله بصورة لم يسبق أن وصل اليها فنان على
    مدى التاريخ، بل ربما كانت أشهر لوحة فى عالمنا الحديث بعد الجيوكندا
    لدافنشى فى عصر النهضة........ وفى هذه اللوحة التى تبدو غريبة فى نظر
    المتفرج العادى...وربما كانت صدمة لما هو مألوف الرؤية ، استخدم أساليبه الفنية المتعددة ، الأجسام المسطحة ، تغيير الوضع المألوف للأعين وملامح
    الوجوه،التعبير البدائى الذى يشبه رسوم الأقنعة الأفريقية ، التشويه المأسوى
    للأجسام والوجوه، فى وسط الصورة حصان جريح يرفع رأسه فى ذعر واضح، وفوق الرأس شمس تبدو كالعين البشرية واستبدل الحدقة بصورة لمبة كهربائية رمز العصر الحديث ، وعند حوافر الحصان سقط أحد المحاربين صريعا وفى يده سيف مبتور ، والأخرى تبدو كأنها تصرخ ،والى
    اليسار رسم ثورا ينظر فى الفراغ وتحته امرأة تحمل ابنها القتيل فى يديها
    وترفع رأسها فى صيحة يائسة الى السماء، والى اليمين ثلاث نساء الأولى
    سقطت مولولة من نافذة منزل يحترق وقد أمسكت النيران بملابسها،والأخرى
    تفرمذهولة ،أما الثالثة فلايوجد الارأسها وذراعها التى امتدت تحمل لمبة والتى تشعل بالكيروسين ...ويجدر الاشارة الى أن نشير الى الألوان الكابية
    التى استخدمها للتعبير عن هذه المأساة ، فقد اكتفى باللون الأسود والرمادى
    والأبيض لتأكيد الجو الدرامى ، وكل ما فى اللوحة من الأشكال والملامح والألوان لا يحمل أية بارقة من الأمل، حتى لمبة الكهرباء ولمبة الجاز لا
    ترسلان بصيصا من النور..كل شىء قد انتهى الى معنى واحد ..الاحباط...
    الظلام.............................وأمام القسم الأسبانى فى معرض باريس علقت لوحة الجرينكا لتصدم أبصار رواد المعرض العالمى وكانت اللوحة
    بمثابة فرقة انشاد كاملة تحكى قصة جرينكا المأساوية وقامت حملات ضارية
    ضد أفكاره وفنه على السواء ، ولكن بيكاسو كان يرد فى الصحف ببساطة
    قائلا...هذا هو ردى على بحر الأحزان,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    مصطفى رمضان
    فنان البورترية

    تعليق

    • على جاسم
      أديب وكاتب
      • 05-06-2007
      • 3216

      #3
      السلام عليكم

      قد ينفع هذا الموضوع أي متلقي لا يعرف شيء عن بيكاسو

      فقد اوجزت لنا أخي الفنان مصطفى رمضان وبشكل جميل حياة بيكاسو

      سأحاول أن أجمع بعض اللوحات على غرار لوحة الجرينكا

      موضوع جميل حقاً أخي الأستاذ مصطفى

      تقديري لك
      عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
      يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
      فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
      فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

      تعليق

      يعمل...
      X