عشتار .. والمطر الأخضر : لطفي زغلول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • لطفي زغلول
    شاعر وكاتب
    • 09-07-2007
    • 116

    عشتار .. والمطر الأخضر : لطفي زغلول

    [align=center]

    عشتار .. والمطر الأخضر
    من ديوان
    عشتار .. والمطر الأخضر
    2007

    لطفي زغلول


    كيفَ أُنَاجِيكِ .. بِأَيَّةِ لُغَةٍ ..
    أَرْوِي تَغْرِيبَةَ شِعْرِي
    أَخْشَى أَنْ تَسْرِقَ مِنْ سِرَّي ..
    يَوْمَاً سِرِّي ..
    نَجْمَاتٌ تَرْصُدُنِي .. تَتَرَبَّصُ بِي
    وَتَبُوحُ بِهِ فِي نَزْوَةِ شَبَقٍ لِلأَقْمِارْ
    أَخْشَى أَنْ أَصْحُو فِي عَيْنَيْكِ ..
    وَقَدْ أَصْبَحْتُ غَرِيبَ الدَّارْ

    آهٍ عَشْتَارْ ..
    أَنَا تَارِيخٌ حَطَّ التَّارِيخُ ..
    رِحَالَ قَوَافِلِهِ فِي بَاحَةِ أَيَّامِي
    وَغَدَاةَ ارْتَاحَ زَمَانَاً ..
    شَدَّ حَقَائِبَهُ
    وَبَقِيتُ وَحِيدَاً أَجْتَرُّ الذِّكْرَى
    أَتَدَثَّرُ دِفْءَ عَبَاءَتِِهِ شِعْرَا

    آهٍ عَشْتَارْ
    أَنَا طَيْرٌ .. لَم أَتْبَعْ سِرْبِي
    لَمْ أَتَرَجَّلْ عَنْ صَهْوَةِ كِبْرٍ
    سَافَرَ بِي .. ظَلَّلَ بِغَمَامَتِهِ دَرْبِي

    مَنْ غَيْرُكِ أَنْتِ يُلَوِّنُ أَوْجَ خَيَالاتِي
    بِصَلاةٍ تُوقِظُ أَوْتَارِي
    وَتَسُوقُ إلَى مِحْرَابِي ..
    المَطَرَ الأَخْضَرَ مِدْرَارَا
    مَنْ غَيْرُكِ تَغْتَسِلُ الرَّعْشَاتُ بِصَبْوَتِهَا
    فَتُصَلِّي سِرَّاً وَجِهَارَا
    مَنْ غَيْرُكِ أَتْلُو الشِّعْرَ لَهَا
    كَيْ تُشْعِلَ فِي شِعْرِي النَّارَا

    لا تَرْتَحِلِي .. الليلَةَ شِعْرٌ ..
    وَغَدَاً شِعْرٌ يَا عَشْتَارْ
    لَنْ أَصْحُو مِنْ سَكْرَةِ قَلَمِي
    الشِّعْرُ شِرَاعٌ يُبْحِرُ فِي أَنْوَاءِ دَمِي
    لا تَرْتَحِلِي
    مَازَالَ صَهِيلُ كُؤُوسِ الشِّعْرِ يُطَارِدُنِي
    يُدْنِينِي السَّاقِي مِنْهُ ..
    وَيَرْجِعُ عِنْدَ الصَّحْوِ يُبَاعِدُنِي
    وَسِيَاطُ قَوَافِيهِ تَزْحَفُ تَتْرَى نَحْوِي
    تُلْهِبُ صَحْوِي .. حِمَمَاً مِنْ نَارْ

    لا تَرْتَحِلِي
    أَغْلَقْتُ عَلى ذَاتِي .. ذَاتِي
    هَيَّأتُ لِهَوْدَجِكِ الأَزَلِيِّ مَدَارَاتِي
    وَوَقَفْتُ عَلى شُطْآنِ بِحَارِي أَزْمَانَاً
    أَرْنُو مِن نَافِذَةِ الكَلِمَاتِ ..
    أُجَدِّفُ شَطْرَكِ لَيْلَ نَهَارْ
    فِي كُلِّ مَسَارْ
    يَحْمِلُنِي فَوْقَ جَنَاحَيْهِ نَبْضُ حُرُوفِي
    يَرْمِينِي بَيْنَ يَدَيْكِ ..
    أُصَلِّي .. عَلِّي أَفْرُشُ مِحْرَابِي
    بِرُؤى خَضْرَاءَ ..
    تُضِيءُ ظلام فَضَاءاتِي

    آهٍ عَشْتَارْ
    لَوْأَنِّي لَمْ أَقْرَأْ فِي لُجَّةِ عَيْنَيكِ ..
    الأَلَقَ بُحُورَا
    لَوْ أَنِّي لَمْ أُبْحِرْ فِي تَارِيخِكِ ..
    أَزْمَانَاً وَعُصُورَا
    لَوْ أَنِّي لَمْ أَنْزِلْ فِي تَارِيخِكِ ضَيْفَاً
    لَوْ أَنَّكِ لَمْ تَلِدِي عِشْقِي
    لَرَسَمْتُكِ فِي أَوْجِ فَضَائِي ..
    غَيْمَةَ عِشْقٍ ..
    تُغْرِقُنِي بِالمَطَرِ الأَخْضَرْ
    وَأَضَأتُكِ فِي مِحْرَابِ جُنُونِي قِنْدِيلاً
    يَزْرَعُ لَيْلاتِي أَقْمَارَاً
    بِوِشَاحِ رُؤاهَا أَتَدَثَّرْ
    لَوْ لَمْ تَنْحَتْكِ رُؤىً ..
    ثَمِلَتْ لَيْلَةَ عِشْقٍ
    لَنَحَتُّكِ مِنْ شَبَقِ حُرُوفِي
    أَلَقَاً عَبَقَاً .. نَارَاً نُورَا
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة لطفي زغلول; الساعة 28-07-2007, 13:43.
  • أحمد حسن محمد
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 716

    #2
    [align=center]كيفَ أُنَاجِيكِ .. بِأَيَّةِ لُغَةٍ ..
    أَرْوِي تَغْرِيبَةَ شِعْرِي
    أَخْشَى أَنْ تَسْرِقَ مِنْ سِرَّي ..
    يَوْمَاً سِرِّي ..
    نَجْمَاتٌ تَرْصُدُنِي .. تَتَرَبَّصُ بِي
    وَتَبُوحُ بِهِ فِي نَزْوَةِ شَبَقٍ لِلأَقْمِارْ
    أَخْشَى أَنْ أَصْحُو فِي عَيْنَيْكِ ..
    وَقَدْ أَصْبَحْتُ غَرِيبَ الدَّارْ
    [/align]


    حين نحمل أشياء غير عادية فإننا نحير دوما في وسيلة التعبير..
    هكذا يبدو لنا الشاعر الكبير لطفي زغلول..
    باحثا عن الكيفية بأي شكل، ولكن يبقى المرتبة الثانية في الحديث النبوي (فمن لم يستطع فبلسانه) ليس التداخل هنا بانطباق المعنى بين حركة الشاعر الكتابية وبين الحديث النبوي، ولكن حينما تفشل مجهوداتنا على مستويات يمكننا بها التفعيل أكثر..
    نلجأ إلى اللغة!!
    والشاعر صاغ سؤاله في المرة الثانية باحثاً عن اللغة أية لغة؟
    لا شك أن ذلك خطوة في خطوات الانفعال السائد في نفس الشاعر في حديثه إلى عشتار..
    وهو يدور بخوف وقلق أن يصبح يوماً حسب المرتبة الثالثة (فمن لم يستطع فبقلبه) غريب الدار ..
    وما هي حال الغريب أو الضيف إذا أراد أو أحب إلا أن يكون كل ما يريد ويحب في صدره وقلبه لا يرى حرية ولا جواً خارجيا للحدوث..

    نص مليء بالتغيرات والأبعاد والإسقاطات الرائعة.. ولكن اسمح لي بالإشارة على تلك الكيبورديات التي تحكم بها ظروف الكتابة على الجهاز أحيانا:


    - أَتَدَثَّرُ دِفْءَ عَبَاءَتِِ شِعْرَا
    - عباءة؟ أم ما مقصود الأولى؟


    - لا تَرْتَحِلِي .. أَلَّلَيْلَةَ شِعْرٌ ..
    - اللام الأولى في الليلة عليها سكون وليس شدة..

    - لَنْ أَصْحُو مِنْ سَكْرَةِ قَلَمِي

    - التفعيلة قبل الأخيرة كانت كما أعتقد (فعل ///) فهل هي جائزة في البحر أم تسبب امتدادا موسيقيا صعبا بعض الشيء..

    - لَوْأَنِّي لَمْ أَقْرَأْ فِي لُجَّةِ عَيْنَْكِ ..

    - أهي عينيك؟ أم عينك؟


    والقصيدة احتفاء بقدر ما فيها من طاقات التعبير الهائلة

    للتثبيت

    تعليق

    • لطفي زغلول
      شاعر وكاتب
      • 09-07-2007
      • 116

      #3
      الأخ الأديب أحمد حسن محمد : من لطفي زغلول

      [align=center]

      حياك الله
      قراءة أعتز بها كثيرا
      أختارها من بين المئات
      وبناء عليه فسوف تتخذ مكانا لها في
      كتاب جديد لي عنوانه الأولي
      ردود وتعليقات مختارة

      بالنسبة للهفوات الكيبوردية كما أسميتها
      أشكرك على ملاحظتها
      لقد قمت بتعديلها
      وسامح الله من طبعها

      على حسب معلوماتي العروضية
      وقد درستها لسنين
      يجوز والله أعلم
      تفعيلة
      فاعِلُ
      شكرا لك
      محبتي وتقديري
      [/align]

      تعليق

      • عادل العاني
        مستشار
        • 17-05-2007
        • 1465

        #4
        الشاعر الكبير لطفي

        لوحة جميلة , ورائعة

        رسمتها بدقة , وعبرت فيها عن كثير مما يجب أن يقال.


        تقبل تحياتي وتقديري

        تعليق

        • يمنى سالم
          عضو الملتقى
          • 29-07-2007
          • 40

          #5
          ينتابني غرور عميق أن اكون في هكذا قصيد..
          يروي الجمال نوراً..

          استاذي

          تقبل تحيتي
          [IMG]http://www.shy22.com/upfiles/rY382925.jpg[/IMG]

          تعليق

          • نور الهدى محمد
            عضو الملتقى
            • 21-05-2007
            • 59

            #6
            الشاعر الكبير
            لطفي زغلول
            قرات لك كثيرا من قبل

            جعلتني اعود لعالم احلامي

            وابحث فيه عنها من جديد

            كي احلق بكلماتها للسماء كما كنت

            كن بخير

            نور الهدى
            [BIMG]http://hwarat.jeeran.com/نور%20الهدى.gif[/BIMG]

            تعليق

            • د. جمال مرسي
              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
              • 16-05-2007
              • 4938

              #7
              لَوْ لَمْ تَنْحَتْكِ رُؤىً ..
              ثَمِلَتْ لَيْلَةَ عِشْقٍ
              لَنَحَتُّكِ مِنْ شَبَقِ حُرُوفِي
              أَلَقَاً عَبَقَاً .. نَارَاً نُورَا

              و لقد صورتها و أتقنت التصوير ببراعة
              لله درك شاعرنا الكبير لطفي زغلول
              محبتي و تقديري و اعتذاري عن التأخير
              د. جمال
              sigpic

              تعليق

              • بنت الشهباء
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 6341

                #8
                اسمح لي يا أستاذنا وشاعرنا الكبير
                لطفي زغلول أن أقف عند هذه الأبيات


                لَنْ أَصْحُو مِنْ سَكْرَةِ قَلَمِي
                الشِّعْرُ شِرَاعٌ يُبْحِرُ فِي أَنْوَاءِ دَمِي
                لا تَرْتَحِلِي
                مَازَالَ صَهِيلُ كُؤُوسِ الشِّعْرِ يُطَارِدُنِي
                يُدْنِينِي السَّاقِي مِنْهُ ..
                وَيَرْجِعُ عِنْدَ الصَّحْوِ يُبَاعِدُنِي
                وَسِيَاطُ قَوَافِيهِ تَزْحَفُ تَتْرَى نَحْوِي
                تُلْهِبُ صَحْوِي .. حِمَمَاً مِنْ نَارْ


                التي لم أصحو من جمال بيانها , وصدق تعبيرها
                وهي ما زالت تنساب برفق إلى روح فكري , وكأنها تكلم لسان كل عربي مسلم حرّ !!!...
                وكأن والله كل حرف من حروفها تنطق بجواهر وكنوز وحكم الكلم ...
                كيف للشاعر المتألق أن يصحو من سكرة قلمه , وما زال وسيبقى الشعر يبحر في أنواء دمه
                ويهبه أجمل بيان الصدق ليرسمه لنا على صفحات الملتقى ونسعد ونبتهج لسماع كل حرف من حروفه

                فبارك الله بك , وجزاك الله خيرا

                أمينة أحمد خشفة

                تعليق

                • عبدالله حسين كراز
                  أديب وكاتب
                  • 24-05-2007
                  • 584

                  #9
                  قراءة و كفى

                  الأخ و الأستاذ والشاعر الكبير/ لطفي زغلول

                  [align=right]أسعدك الله بمداد كلامه وأبقاك لنا علماً ننتفع به وننهل من علمه. اسمح لي بالمشاركة المتواضعة في رؤيتي النقدية لنص أسمى من النقد كله:

                  عشتار .. والمطر الأخضر:
                  ثلاث صور مؤثرة و موحية بدلالات معنوية و إشارات معرفية، في "عشتار" تتكئ الصورة على أسطورةٍ مهمةٍ و دلاليةٍ، وموظفةًًًً بلغة شعرية و شاعرية معاً لتوافق أفكار النص الاجتماعية و السياسية و الثقافية ، وكل ما ينطوي تحت البوح المباشر لها من دلالات للمغامرة و البحث عن الذات و الكينونة. وللمعرفة فإن عشتار – المؤسطرة – هي زوجة "تموز" آله الخصب والنماء عند البابليين. ثم تتداعى الصور الداعمة والمعززة لثيمة الأسطورة ولكن بطريقة حوارية يمتهنها الشاعر كي يميز نصه ويترك بصماته الخاصة به، ملفعاً النص بصور أكثر حيوية و حركية:
                  كيفَ أُنَاجِيكِ .. بِأَيَّةِ لُغَةٍ ..
                  أَرْوِي تَغْرِيبَةَ شِعْرِي
                  و
                  نَجْمَاتٌ تَرْصُدُنِي

                  ثم يستكمل الشاعر بؤر حواريته مع عشتار الإنسانة و الكونية معاً:

                  أَخْشَى أَنْ أَصْحُو فِي عَيْنَيْكِ ..
                  وَقَدْ أَصْبَحْتُ غَرِيبَ الدَّارْ

                  وهذا البيت لا يأتلف مع سياق الأسطورة ببعدها الماورائي، والمتمثل في التآلف و الاتفاق و الإحياء، لربما لغرض في نفس الشاعر بما يعكسه فضاء النص ضمن سياق الذات الشاعرة و تجربتها وتحركها في ذهنية هذه الذات وثقافتها.
                  وبعد ذلك نرى الانزياح التعبيري وضمن السياق نفسه يتحدث عن "الأنا" الذكورية المتماهية مع عشتار لنجد:
                  آهٍ عَشْتَارْ ..
                  أَنَا تَارِيخٌ حَطَّ التَّارِيخُ ..
                  و
                  وَبَقِيتُ وَحِيدَاً أَجْتَرُّ الذِّكْرَى
                  أَتَدَثَّرُ دِفْءَ عَبَاءَتِِهِ شِعْرَا
                  ثم
                  آهٍ عَشْتَارْ
                  أَنَا طَيْرٌ .. لَم أَتْبَعْ سِرْبِي


                  ثم يأتي موتيف أسطوري ينساب وسياقات النص والمتمثل في صورة المطر الذي أخذ لون الخصب و النماء و الإحياء والقدسية:
                  المَطَرَ الأَخْضَرَ مِدْرَارَا
                  مَنْ غَيْرُكِ تَغْتَسِلُ الرَّعْشَاتُ بِصَبْوَتِهَا
                  فَتُصَلِّي سِرَّاً وَجِهَارَا


                  ثم بالتتابع مع تقنية الانزياح والتجاور في آن واحد يأتي ذكر النار والتي بدورها تستحضر نصياً وسياقياً أسطورة "بروميثيوس" الذي سرق النار وهبط بها إلى الأرض:
                  مَنْ غَيْرُكِ أَتْلُو الشِّعْرَ لَهَا
                  كَيْ تُشْعِلَ فِي شِعْرِي النَّارَا
                  ثم
                  تُلْهِبُ صَحْوِي .. حِمَمَاً مِنْ نَارْ


                  ويعود من جديد ليعمل على مركزية عشتار التي أصبحت متسيدةً في النص ومرتبطة بلغة الشعر والبوح بالباطن:
                  لا تَرْتَحِلِي .. الليلَةَ شِعْرٌ ..
                  وَغَدَاً شِعْرٌ يَا عَشْتَارْ
                  لَنْ أَصْحُو مِنْ سَكْرَةِ قَلَمِي
                  الشِّعْرُ شِرَاعٌ يُبْحِرُ فِي أَنْوَاءِ دَمِي
                  لا تَرْتَحِلِي

                  وتصر الأنا الشاعرة على محاورة عشتار سيدة النص و رمزه المتجلي:
                  لا تَرْتَحِلِي
                  أَغْلَقْتُ عَلى ذَاتِي .. ذَاتِي


                  والانغلاق هذا يأتي على مونولوج داخلي وتأملي على أن تصبح عشتار واحدةً من النسوة التي تتبوأ الهودج يوم فرحها وزفافها:
                  هَيَّأتُ لِهَوْدَجِكِ الأَزَلِيِّ مَدَارَاتِي
                  وَوَقَفْتُ عَلى شُطْآنِ بِحَارِي أَزْمَانَاً
                  أَرْنُو مِن نَافِذَةِ الكَلِمَاتِ ..
                  أُجَدِّفُ شَطْرَكِ لَيْلَ نَهَارْ

                  وهكذا يشتغل النص مرةً أخرى على صورة الأسطورة ذاتها، ولكن بنبرة أكثر حدةً وقلقا وآخذةً من عينيها جزءاً محورياً للقرار يبدو أنه مصيري في تحديد العلاقة المؤسطرة بين الأنا الشاعرة و عشتار الأنثىً:

                  آهٍ عَشْتَارْ
                  لَو ْأَنِّي لَمْ أَقْرَأْ فِي لُجَّةِ عَيْنَيكِ ..
                  الأَلَقَ بُحُورَا


                  ثم يقرر عكس الرغبة الأولى في حنين مستدام لا مناص منه مع عشتار أن يرسمها في عليّة فضائه، ولكن يحتار المتلقي في رسمها هنا "غيمة" لعشقه والتي تغرقه بالمطر الأخضر... و أراني أميل لتوظيف مفردة أخرى بدلاً من "غيمة" حتى تنسجم الصورة الأولى والبعد الدلالي مع روح عشتار وقيمتها الوظيفية:

                  لَرَسَمْتُكِ فِي أَوْجِ فَضَائِي ..
                  غَيْمَةَ عِشْقٍ ..
                  تُغْرِقُنِي بِالمَطَرِ الأَخْضَرْ

                  ومن ثم ندخل في مرآةٍ أخرى لعشتار التي أضاءها الشاعر كما يضيء قنديلاً:

                  وَأَضَأتُكِ فِي مِحْرَابِ جُنُونِي قِنْدِيلاً
                  يَزْرَعُ لَيْلاتِي أَقْمَارَاً
                  بِوِشَاحِ رُؤاهَا أَتَدَثَّرْ
                  ثم
                  لَنَحَتُّكِ مِنْ شَبَقِ حُرُوفِي
                  أَلَقَاً عَبَقَاً .. نَارَاً نُورَا

                  هنا جاور الشاعر النار والنور كصورتين حتميتين في وحي خياله و "أناه" لدلالة على سلبية النار و إيجابية النور من ذات المصدر.

                  تحولات الأنا في نص تسيطر عليه عشتار ببعدها الأسطوري و المعرفي و الثقافي و الفكري و التراثي و الحضاري و الكوني كما تجئ به أساطير الرومان و الإغريق و تراث الحضارات الهندية والصينية بأسماء منزاحةً و متعادلة دلالياً مع ما تم استحضاره في النص تحت المجهر.

                  لا ينتهي الحديث والتحليل عند هذه النقاط التي قد تشكل بوابةً لمزيد من الرؤى والأفكار التي قد تأتي متولدة من خيال المتلقي بعد قراءات أكثر تأنٍ و تعمقاً.

                  شاعري الأستاذ لطفي: أنت ملكت الأقلام كلها ودوّنت الحكايات الأسطورية بتميزٍ وإبداع لا نرى بأقلامنا نداً تفصيلياً أو معرفياً ليلج عالم فضاءاتك الموهوبة
                  .[/align]تحيتي و تقديري و إعجابي

                  د. عبدالله حسين كراز
                  أستاذ الأدب الإنجليزي و النقد المقارن المساعد
                  دكتور عبدالله حسين كراز

                  تعليق

                  • لطفي زغلول
                    شاعر وكاتب
                    • 09-07-2007
                    • 116

                    #10
                    الشاعر الكبير الأستاذ عادل العاني

                    [align=center]

                    حياك الله ورعاك
                    ليس الجمال جمال الكلمات التي كتبتها لي
                    وانما جمال الروح والقلب اللذين
                    خرجت منهما هذه الكلمات
                    دام هذا الجمال
                    [/align]

                    تعليق

                    • لطفي زغلول
                      شاعر وكاتب
                      • 09-07-2007
                      • 116

                      #11
                      الفاضلة يمنى سالم

                      [align=center]

                      كلمات ينبض كل حرف من حروفها
                      بصدق المودة والشعور
                      والذائقة السامية
                      والإحساس المرهف
                      سلمت ودمت
                      [/align]

                      تعليق

                      • لطفي زغلول
                        شاعر وكاتب
                        • 09-07-2007
                        • 116

                        #12
                        إلى نور الهدى

                        [align=center]

                        كلمات ينبض كل حرف من حروفها
                        بصدق المودة والشعور
                        والذائقة السامية
                        والإحساس المرهف
                        سلمت ودمت
                        [/align]

                        تعليق

                        • لطفي زغلول
                          شاعر وكاتب
                          • 09-07-2007
                          • 116

                          #13
                          الأخ الفاضل الشاعر د . جمال مرسي

                          [align=center][overline]

                          وهكذا فإن شآبيب إنسانيتك السامية المدرارة
                          تهطل علي مطرا
                          ينعش أحاسيسي
                          فيخضوضر محرابي
                          ويزهر
                          لك الحب والتقدير
                          لطفي زغلول
                          [/overline]
                          [/align]

                          تعليق

                          • لطفي زغلول
                            شاعر وكاتب
                            • 09-07-2007
                            • 116

                            #14
                            الفاضلة الأديبة بنت الشهباء

                            [align=center][overline]

                            ما أروع هذه الكلمات
                            التي أقرأها في هذا الرد !!
                            إنها ليست نشيج أقلام
                            إنها أريج أحاسيس
                            عبير عواطف
                            شذا مشاعر
                            إنها نبضات حب
                            تخرج من قلب مسكون بالحب والجمال
                            لتسافر في رحلة حب
                            من القلب إلى القلب
                            دمت وسلمت
                            [/overline]
                            [/align]

                            تعليق

                            • لطفي زغلول
                              شاعر وكاتب
                              • 09-07-2007
                              • 116

                              #15
                              الأخ الفاضل د . عبد الله حسين كراز

                              [align=center][overline]

                              تحية طيبة
                              لقد كانت مفاجأة أكثر من سارة
                              إنني أعتز بهذه القراءة وبصاحبها
                              لقد قمت بنقلها إلى كومبيوتري
                              وأضفتها إلى كتاب يتشكل حاليا
                              تحت عنوان
                              قراءات .. في شعر لطفي زغلول
                              وسوف أعممها على منتديات كثيرة
                              وأنشرها في جريدة القدس الفلسطينية
                              بارك الله فيك وبقلمك
                              وبهذه الروح السامية
                              وهذا الإبداع في التحليل والإستقراء
                              [/overline]
                              [/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X