أدب بلا أدب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فتحي العابد
    محظور
    • 07-05-2009
    • 52

    أدب بلا أدب

    بسم الله الرحمان الرحيم
    أدب بلا أدب
    أستهل حديثي هذا بنداء: هل من توبة للأدباء المرابطين على ثغور النساء؟!
    أخاطب فيكم الأصالة والرجولة، وأن لاتخلطوا الأدب مع المعصية. الأديب هو صفوة المجتمع، تشغله هموم أمة تئن من صراعات وأطماع من يمتلكون زمامه، ويتطلعون إلى التهامه، وليس الأدب تلك القصائد والخواطر التي نجدها في جل المنتديات مرفوقة بصور نساء شبه عاريات.. فهل هذا يسمى أدب؟
    إن الكثير من هؤولاء قبيح مدنس، يحمل فكرا هداما، نتاج عالمهم الضيق، يريدون فقط إثبات ذواتهم فى محاولة رخيصة للتلصص على قلب أنثى ليستبيح عرضها ويستعرض قدراته البهلوانية فى شد الإنتباه كما يخيل لنفسه المريضة.
    وبما أن هذا الذي يطلق على نفسه أديب وماهو إلا قليل أدب، لم يخرج بعد من شرنقة القمع الذى يقع عليه في الحياة الخارجية، تجده يمارس هواية الغواية على سجيته في الشبكة العنكبوتية، دون قيود أو التزام بسياسة تحريرية، أو حتى تعبيرات لغوية منمقة.. فهو يتربص بمن يتيح له الفرصة في تلك المحافل، لينسج فيها خياله العقيم قصصا بعيدة عن الحقيقة، مرفوقة بصورة امرأة سافرة، هذا مع بعده عن كل حوار عاقل متأدب، وحبه للمجون كحبه لعينيه.. ولعل سكوتنا عن النصح، أو التقويم له ولأمثاله، ليس إلا نتيجة الضغوط الحياتية التي نمر بها، وحروبنا المستمرة مع واقع مؤلم نعيشه، تحت وطاة الصراع من أجل البقاء بعد تساقط الكثير من أحلامنا.
    فهل هذا النوع من المخلوقات يحمل لقب (إنسان) له مبادئ وقيم وفكر متحضر؟
    اليوم في عدد من المحافل الأدبية باتت كل قصيدة أو خاطرة عاطفية مدعمة بصورة امرأة في هيئة مخلة بالأدب نفسه، أو صورة موحية بألوان الطبيعية.. وأحيانا كتابة هزيلة ركيكة مبتورة بلا معنى، وعليها تعليقات، يثنون ويشيدون بالأدب والبيان..
    إن هذه البدعة الأدبية التي حلت، أخطّوها بالمبضع لا بالقلم، يجب بترها، قبل أن تستفحل وتنتشر أكثر، وأراها فاحشة تساق عبر الشبكة، ومحنة جديدة لأهل القيم، فهؤلاء يقولون هي ليست عارية تماما!! ويغضبون لغضبتي! أنحرمها أنوثتها!
    فهل هذا يستفيق خياله من تلك المرأة التي جعلته ينسى أين هو واقف؟ ويضع آفاق خطابه في ملامح المستقبل الذي يذكره بواقعه.
    لكن لماذا تقوم بعض هذه المجموعات الأدبية بتوزيع صورة لإمرأة تعري شيئا من جسمها فوق كل قصيدة أو خاطرة نثرية عاطفية؟
    فإذاكانت الغريزة هي التي تروج لمقالات البعض كشيء يشار إليه، صار الأدب هو الحرف الخجول وسط هذا الغبار الأسود.. لقد قال لي أحدهم: "إن مكتبتنا الأدبية حافلة بهذا من أبو نواس إلى نزار قباني، هم استعملوا الكلمة فقط، ونحن نستعمل الشيئين: الصورة والكلمة معا، وهذه حرية أدبية، بل ضرورة مرحلية، وتأصيل للجسد". ولم يعلم هذا أن الجسد لغويا هو ما لاروح فيه، أما الجسم فما فيه روح، كما قيل.
    فماذا تريدون يامن دخل الأدب من أنفاقه المظلمة؟ لقد كان أهلنا يتعففون حتى في المنام!!
    يقول الشاعر:
    بأيّهما أنا في الحب بادي بشكر الطَّيف أم شكر الرقاد
    سرى وأرادني أملي ولكن عففت فلم أنل منه مرادي
    وما في النوم من حرج ولكن جريت من العفاف على اعتقادي
    فهل الضرورة الأدبية الثقافية الفكرية، أن أرى امرأة تجردت من ستر الله عليها أمام الملايين، ورفضت خصوصية الكرامة، وتدنت عن رقي قصر المكاشفة على الكيان الأسري المحترم؟
    فعلى صحة الوفاء تعاقدنا وصون النفوس والأعراض
    وعلينا من العفاف ثياب هن أبهى من حاليات الرياض
    نريد أن نخبر هؤلاء الأدباء أن المرحلة الجديدة ليست تطورا، بل هي تدهور وعصيان!
    قال ابن المقفع:
    عمل الرجل بما يعلم أنه خطأٌ هوى، والهوى آفة العفاف، وتركه العمل بما يعلم أنه صواب تهاون، والتهاون آفة الدين.
    أيها العقلاء: هذا ليس أدب، بل خدوش فى ظهر الأمة، وموزع هذه السوءات جاهل ظلوم أتى حاملا ثقالا، وهي ليست بحرية كذلك.
    أيها الإخوة أيتها الأخوات فلنعمل على نصحهم قبل أن تستفحل الظاهرة وتفحش، فنرى "البورنو" أدب، كما رأيناه فيديو كليب في الفضائيات.
    لقد صار العامة يظنون الشعر هو الهيام، من كثرة ما سُخِّر له وحُكِر عليه.
    وكادت دولة الشعر أن تذوي، ولو هوت ربما هوينا، وأوافق القائل:
    إذا لم تقم للشعر فى الشعب دولة تيقنت أن الشعب ماتت مشاعره
    لهذا لابد علينا أن نخرج من غيابات الجب الأدبي، فهو عالق بأجسامنا جميعا، ولن تتحرر الأمة من ذلها دون أدب محترم. ألا ترون شباب "ستار أكادمي" وكثرة دموعهم أمام فنانيهم وفناناتهم دليل إضافي على سقوطنا في المستنقع. فهل هذه هي الرومانسية الراقية الحلال، التي توقظ الشعور بين الزوجين؟
    يقول الشاعر:
    نثر الدموع على الخدود فخلتها درّاً تناثر في عقيق أحمر
    ماتخطونه ذاك تحاسبون عليه! لاتحسبون تأصيل الخيال الضارب في المتاهات هو الأدب الجميل! هل علاج العقم الأدبي أن نوقد نارا تحت النص بصورة حالمة متزينة؟ ولتعلم أيها الحالم أن نكهة الحب دائما ماتكون مستعصية على التدوين، وبصورة مستمرة.
    أتكتب عن رموش كبلتك وقيدت خطاك، وبسمات تصلبت كقضبان من حولك! إبني محبتك بيديك، والرجال مشاعرهم في أيديهم، فليسوا أضعف أمام الحب منهم أمام الشرف.. أقدر الضعف الذى أصابك ساعتها، ولكن عليك أن تفهم أن تأديب النفس هو الذي يجبر الكسر ويزيل الضعف، ومهما عصيت فتب إلى الله فهو الطبيب وهو الشافي.. وحلق بنفسك في كتابه وسنته:
    وبدائع تدع القلوب تكاد من طرب تطير
    في كل معنى للغني يحويه محتاج فقير
    أو كالفكاك يناله من بعد مايأس أسير
    أو كالسعادة أو كما يتيسر الأمر العسير
    أيتها الأم الحنون قومي بدورك أنت أيضا وقوّمي ما تقدرين عليه، أيتها الأخت الكريمة لو تركت الرجل وحده لانفض المجلس، لذا بدأت موعظة سورة النور بذكرك، فلو أنك صمت وامتنعت، ثم اعتزلت تلك المحافل وبعدت، لخمدت النيران، وغلّ الشيطان!
    فحين نقول أننا ننشر فكرا حرا، أي متحررا من الثقال، حرا من العبودية للمال والشهرة والذات والمجاملات ووو.. وليس آبقا!..
    فليس الأدباء هم الذين بلا حياء، ولا الأديبات هن اللواتي بلا أدب.. فنوري وجهك بالخمار.
    نور الخمار ونور وجهك تحته عجباً لوجهك كيف لم يتلهب
    وجمعت بين المذهبين فلم يكن للحسن عن ذهبيهما من مذهب
    فإذا بدت عينٌ لتسرق نظرةً قال الشعاع لها إذهبي لا تذهبي
    إن أمتنا اليوم تصنع الثريد بماء الذل، وتطبخ طعامها بمرق الهزيمة! ولا زال في القدر منه الكثير، لذلك ترى كثيرا من أبنائها عازفون عن الطيران وينبشون المزابل، ويتقشفون في الخير ويسرفون في المر!
    فهل هذا النوع من الأدب، أدب رسالة أم غواية؟
    إن النحلة تختار حياتها، تعيش وسط الأزهار ولاتقف على الأقذار، فكونوا مثلها، فهي حرة بما في الكلمة من معنى، تنتقى أي زهرة تشاء، ومن فقد في ضباب التغييب والتغريب هويته ونسي أصول معتقده وفكره، تدنت به الفكرة، وتبنى سفاسف العيش ميثاقا لعمره.
    إن الحب حين تكون فيه مراعاة الله وحرمات الله فإنه يهذب النفوس، بل يسمو بالحس الطيب المباح، ويسمو به البيان، ويحلو منه ومعه اللسان.
  • محمد علاء الدين الطويل
    أديب وكاتب
    • 18-09-2008
    • 296

    #2
    [align=center]بداية أهنئك أستاذي الكريم على سمو فكرك وصفائه وأشد على يدك وقلمك فيما ذهبت إليه ... ذاك هو أدب السرير ... فهل من توبة لهؤلاء ...
    كأنا قد شربنا من كأس واحدة ، فهذا من بين ما أشرت إليه في كتاباتي ، خاصة موضوع أدبيات الكتابة وطقوسها المتواجد على هذا الرابط الذي أتمنى زيارتك له ...
    شكرا لسمو فكرك وصفاء قلمك
    بكل الود
    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=31253[/align]
    [frame="11 98"]
    * الأدب إحسان قول وتصرّفْ قبل أن يكون جرّة قلم أوتكلّفْ *محمّدعلاَءالدّين الطَّويل
    [/frame]

    تعليق

    • مصطفى بونيف
      قلم رصاص
      • 27-11-2007
      • 3982

      #3
      آآه يا أستاذ فتحي ..آآه

      وضعت إصبعك على الجرح ...نحن في زمن العري ...حتى في الأدب !
      كم من قليل أدب وقليل تربية يخرج علينا على الصفحة الاولى من ديوانه بصورة امرأة عارية ...والمكتوب يعرف من عنوانه ..قصائد كلها نهود ..و...و.. ثم يقال لك ..هذا شعر ..هذا أدب !
      ويخرج علينا ...أهل قلة الأدب في مواقع النت ...يمارسون هذا العري والشذوذ نصا وصورا ...

      شكرا لك على هذا الموضوع ...ليت الناس تقرأ..


      تحياتي أيها الأخ الجاد المحترم ..وجعلك الله دائما ممن يصدحون بكلمة الحق ولا يخشون لومة لائم ..
      [

      للتواصل :
      [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
      أكتب للذين سوف يولدون

      تعليق

      • فتحي العابد
        محظور
        • 07-05-2009
        • 52

        #4
        شكرا لمن مر وتنبه ونبه
        وشكرا للأساتذة الكرام الذين كتبوا في هذا من قبل

        تعليق

        • مصطفى شرقاوي
          أديب وكاتب
          • 09-05-2009
          • 2499

          #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....

          أخي الفاضل وصديق قلمي المصون .... تقابلت أقلامنا وتعرفت من قبل فهل تتذكر إسم الموضوع ؟
          اليوم فكر جديد ورأي سديد بارك الله فيك وفيما خطت أناملك ,,,, ألم تر يا أخي أنهم في كل واد يهيمون ! وأنهم يقولون ما لا يفعلون ...
          نجد منهم من يسير على الجاده فينتشر الخير من قلمه وتزهر الأوراق من حِبر جاد صادق .. ونجد منهم من تجامل وتحامل وتعامل مع الأشياء كالأشخاص فكلم الجماد وعبد العباد ولهث خلف الإنقياد .
          التأمل في ما تكتب وفيما كتبت شئ يسير على من يسره الله عليه
          التأمل في لمن ستكتب ولمن كتبت وأين وصلت كلماتك شئ يسير على من يسره الله عليه
          الكلمة حجة لك او عليك فمتى علمت ذلك آثرت بقاءها بدلا من الفناء
          عندما يكون الهم شهوه كما ذكرت فالكلمات لن تلبس ثوب الحياء مهما حاولت سترها
          هناك من ينتسبون لهذا القلم دونما شعور ودونما إحساس ويظنون أنهم سادة الإحساس والأمر يحتاج إلى وقفه , الجميع يحتاج إلى نبش ماضيه للتعديل فيه فلسنا الملائكة معصومون .
          تجد من يجذب الإنتباه بحس الهمس وفنون الطمس ومس الأمس وتداعيات النفس وتخيلات ولمس هذه الرسالة تقول له ... أفق
          تجد من يعشق بهرجة كلماته وتزيين عباراته وفلسفة معانيه وتجده يعطي ردا لهذه لا يعطيه لهذا ... فلماذا هذه وهذا لا ؟

          المهم في الأخير هي صفحتك البداية إن شاء الله لتجميع الأدباء المؤدبين ... دمت بخير

          تعليق

          • مروان قدري مكانسي
            كاتب
            • 30-06-2007
            • 87

            #6
            فتح الله عليك أستاذ فتحي على ما قدمت
            فالأدب الملتزم هو الذي يعف عن السقوط في مهاوي الرذيلة
            وبعض الأدباء اليوم يظنون بتقمصهم لشعراء سابقين أنهم يصيبون الهدف
            ولكن هيهات هيهات .
            شكراً لك داعياً للأدب النظيف .

            تعليق

            • مرفت عاصم
              أديب وكاتب
              • 19-05-2009
              • 216

              #7
              استاذى القدير لقد اشرت بموضوع الى ما يعيب اى كتابه تخرج عن سياق الادب والهدف من الكتابه هو الوصول بالانسان الى الرقى الأخلاقى وما يخدم الإنسانيه ويرفع بمستوى الفكر الى الادب والتقرب الى الله والإجابيه وليس العكس فما خرج عن السياق فقد خرج عن الادب ولا يعتبر ادب ومن يرى ان نزار قبانى قد استخدم الكلمه فى وصف المرأه وهو يصف بشيئين الكلمه والصوره فهو يعلم انه لا يستطيع بنفسه المريضه التى ضعفت قلمه ان يوصل للناس قيم ومعانى تعمل كالبنيان السليم داخل النفس ومن هنا يلجأ إلى تلك الاساليب
              وفاقد الشئ لا يعطيه فالأدب حقا لا يخرج الا من ذو ادبى
              تقبل مرورى استاذى ولك كل الاحترام والتقدير
              مرفت عاصم

              تعليق

              • علاء طه أحمد فرج
                عضو الملتقى
                • 24-04-2009
                • 110

                #8
                مرحى و لكن !

                يقول الشاعر:
                بأيّهما أنا في الحب بادي بشكر الطَّيف أم شكر الرقاد
                سرى وأرادني أملي ولكن عففت فلم أنل منه مرادي
                وما في النوم من حرج ولكن جريت من العفاف على اعتقادي
                أستاذنا الفاضل/
                بارك الله فيك و فى قلمك و فى هذا الاستشهاد الرائع. أما بعد ،
                فلا نختلف معك فى ما أثرته من وجوب الالتزام بالأخلاق و الدين . لكن سيدى ليس لدينا فى منتدانا الموقر ما يعيبه أحد علينا ، ثم لدينا هيئة موقرة عالمة أديبة تستطيع أن تشرف وأن تميز الخبيث من الطيب.
                و شكرا
                علاء طه فرج


                وبدائع تدع القلوب تكاد من طرب تطير
                في كل معنى للغني يحويه محتاج فقير
                أو كالفكاك يناله من بعد مايأس أسير
                أو كالسعادة أو كما يتيسر الأمر العسير
                البيت الثالث مكسور و يستقيم بإضافة (الـ )لكلمة (أسير)

                و شكرا
                علاء طه فرج
                التعديل الأخير تم بواسطة علاء طه أحمد فرج; الساعة 26-06-2009, 20:23. سبب آخر: تصحيح
                [poem=font="Times New Roman,7,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/2.gif" border="double,6,green" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                أتاح القوم في قلبي ضراما = فلا همْ قاسطون و لا نشامى
                و أعجبُ من صنيع القوم حتى = يئستُ فلا أعيرهمُ احتراما
                همُ الحكام يا خِلـّـي تيوسٌ = و قد تخذوا ( ابنَ هندِ ) لهمْ إماما
                [/poem]
                [CENTER][SIZE=5][COLOR=darkgreen]الشاعر المتمرد[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
                [CENTER][SIZE=5][COLOR=darkgreen]علاء طه فرج[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
                [CENTER][EMAIL="alaatfarag@yahoo.com"][SIZE=5][COLOR=red]alaatfarag@yahoo.com[/COLOR][/SIZE][/EMAIL][/CENTER]
                [CENTER] [/CENTER]
                [CENTER] [/CENTER]

                تعليق

                يعمل...
                X