بيـــــــــت للجمــــــــيع - مسرحية للاطفال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جاسم محمد صالح
    عضو الملتقى
    • 12-05-2009
    • 59

    بيـــــــــت للجمــــــــيع - مسرحية للاطفال

    مسرحية
    بيـــــــــت للجمــــــــيع

    جاسم محمد صالح




    الفصل الأول
    (غابة يتساقط الثلج فيها بغزارة ، الهواء قوي … صوت الريح مسموع…في الوسط شجرة كبيرة ذات أغصان كثيرة ….يدخل الأرنب )
    الأرنب : اشا...ه , اشاااه , الريح قوية والثلج يملأ الغابة ماذا أفعل كي احمي نفسي ؟ ( يرتجف من شدة البرد )
    ماذا أفعل ؟… (وبعد ان يفكر قليلاً )
    ها...لقد وجدتها ، سأحفر لنفسي بيتاً تحت جذع هذه الشجرة
    ( يقترب من الشجرة ويبدأ الحفر … يدخل القرد )
    القرد : هه…هه، الثلج يجعلني أبرد
    أين أذهب ؟ أين أختفي ؟…أين؟ لا أدري ، فالبرد
    منتشر في كل مكان ، والثلج يملأ الطريق ,
    أحسن شيء أفعله هو أن أبني بيتاً على أغصان هذه الشجرة.
    (يصعد على الشجرة ويبدأ بالعمل)
    الدبّ : أوو…أوو…،أوو…ه , هذا البرد يضايقني وهذا الفرو لا يحميني ،
    برد الغابة شديدٌ , أين أهرب منه ؟
    أين ؟ أوو…أوو…ه (يرتجف بشدّة أكثر ).
    سأقضيه عند أصدقائي الدبّبة ،
    (يحدّق في أنحاء الغابة )
    لا أحد هناك فكل الدبّبة قد اختفت ،
    عليَّ أن أسرع وأبني بيتاً ، لكن أين أبنيه ؟
    آه لقد اهتديت إلى مكان مناسب ٍ،
    انه في جذع هذه الشجرة القريبة ,
    عليّ ان احفر بيتي بسرعة .
    (يقترب من الشجرة ويبدأ في حفر بيته في جذعها ، وهو لا يرى الأرنب …أو القرد اللذين لا زالا يعملان … يدخل الثعلب متلصصا …يتلفَّت حوله بحذر ) .
    الثعلب : أوو… ،أوو…،أوو… وو،برد الشتاء مزعج وقاسٍ ، والثلج يملأ الطرقات ، إنني متشوق لأكل الدجاج ماذا أفعل؟… ماذا أفعل ؟
    لقد اشتقت إلى طعمه اللذيذ .
    (صمت) … حسن ,
    لأجلس قرب هذه الشجرة ،
    فربما أرى بيتاً فارغاً أنام فيه وأسكن ,
    أوو…،أوو…البرد يزداد قسوةً.
    (يقترب من جذع الشجرة والثلج ما زال يتساقط ).
    القرد : ( ينتبه الى وجود الدبّ) يا صديقي الطيّب ,
    هه …أنت يا صديقي العزيز
    الدبّ : من يناديني ؟… في هذا الجو البارد
    القرد : أنا صديقك القرد …
    الدبّ : ماذا تريد أيها القرد !!؟
    القرد : أريد ان تساعدني في بناء بيتي
    الدبّ : لا وقت لدي لمساعدتك ،
    أنا أيضا أريد ان ابني بيتاً !
    القرد : ولكن أما تساعدني أيها الصديق ؟
    فأنا محتاج إليك
    الدبّ : لا أستطيع … قلت لك لا أستطيع
    القرد : ولكن …ولكن …
    الدبّ : (متلفتاً حوله ) ما أصعب بناء بيت في هذا الثلج ،
    أظافري تتجمَّد ولا تستطيع أن تحفر شيئاً ،
    حتّى ولو كان خشباً طرياً ,
    يداي متجمدتان أيضاً ...ماذا أفعل ؟ ماذا أفعل؟
    (صمت)أخاف أن يدركني الليل وأنا على هذه الحالة
    ( يحدِّق في أرجاء المكان ) أرى الأرنب هناك ,
    لأطلب مساعدته … فربما يساعدني !؟
    أيها الأرنب …الصديق ،
    أيها الأرنب الصديق …أيها الصديق
    الأرنب : (في مكانه ) ماذا تريد منّي أيها الدبّ ؟…ماذا تريد؟
    الدبّ : أما تأتي وتساعدني ؟
    الأرنب : لا أستطيع فأنا مشغول أيضاً
    الدبّ : ولكنّي محتاجٌ إليك …أرجوك … تعال وساعدني
    الأرنب : قلت لك لا أستطيع أن أترك عملي
    الدبّ : ( مع نفسه ) إذاً ماذا أفعل ؟
    لا … أحد يساعدني ,
    أرجوك ساعدني أيها الأرنب
    الأرنب : فكِّر مع نفسك فيما تفعل ؟…اتركني , فأنا مشغول
    (وهو يعمل بتكاسل ) الأرض باردة جداً ،
    وأظافري لا تحفر شيئاً في هذه الأرض الرطبة المكسوّة بالثلج ,
    لا أستطيع أن احفر شبراً واحداً … ماذا افعل ؟ (يتلفت)
    سأقضي الليل في هذا الثلج وأظل ارتجف حتى الصباح
    (يتلفت مرة أخرى فيرى الثعلب ) انه الثعلب … ولكن !!
    سمعت الآخرين يقولون عنه انه كاذب ومخادع …ومحتال ,
    لا يهم ذلك , سأطلب منه ان يساعدني,
    فربما يكون طيباً معي ,
    أيها الثعلب … أيها الثعلب …يا صديقي العزيز
    الثعلب : أوو…اوو…ه ه ه من ناداني في هذا البرد القاسي ؟ …من ؟
    الأرنب : أنا صديقك الأرنب .
    الثعلب : ماذا تريد أيها الأرنب؟ أخبرني بسرعة ,
    فالجو بارد ولا يحتمل
    الأرنب : لا أستطيع أن أحفر بيتاً، وأريد مساعدتك
    الثعلب : أنا مثلك لا أستطيع ان ابني بيتاً ,
    إنني أفتش عن بيتٍ فارغ يؤويني
    الأرنب : لن تجد بيتاً فارغاً في هذا الوقت
    الثعلب : أسكت أيها الأرنب ولا تزعجني بثرثرتك هذه
    الأرنب : حسن … إن بناء البيت مشكلة صعبة وتحتاج إلى تعاون
    (يزداد سقوط الثلج، ويشتد الهواء … ويبدو الجميع منشغلين في أعمالهم )
    القرد : (في مكانه على الشجرة) كلما ابني بيتاً يسقطه الريح،
    علي ان انزل من مكاني هذا …
    فربما أجد على الأرض حلاً لمشكلتي هذه ؟
    (ينزل من مكانه ويصير قرب جذع الشجرة)
    الدبّ : صعب الأمر علي، وعجزت عن فعل أي شيء،
    فهذا الجو البارد مزعج جداً (بعد أن يفكر)
    لأخرج من مكاني هذا، فقد أجد حلاً ينقذني
    (يخرج من مكانه … يرى القرد)
    ها… أنت هنا أيها القرد ؟
    القرد : أمامك كما ترى، لم أستطع أن أفعل أي شيء
    الدبّ : أنت مثلي لا تعرف شيئاً عن بناء البيوت
    الأرنب : آه… تجمدت يداي من البرد ,
    لأبتعد عن هذا المكان ,
    فقد أجد حلاً لمشكلتي قرب جذع الشجرة
    (يتحرك من مكانه باتجاه جذع الشجرة)
    ها … ها، أنتما هنا أيها الدبّ … وأنت أيها القرد
    الدبّ : يبدو أنك مثلنا عاجز عن بناء بيت لك
    الأرنب : أنتما مثلي عاجزان … ها…. ها …. ها.
    الدبّ : البرودة تشتد والثلج يتساقط
    القرد : لنفكر بحل ينقذنا… قبل أن يدركنا الليل
    الأرنب : لنفكر كلنا في ذلك
    الدبّ : إنها فكرة حسنة، لنفكر كلنا
    ( يسمع من بعيد صوت الثعلب بشكل متوالٍ)
    القرد : لقد سمعت صوت الثعلب ,
    لننادِ عليه ونسأله، فربما يفيدنا رأيه ؟
    (يتلفت حوله) أيها الثعلب… أيها الثعلب …
    الثعلب : ( مرة أخرى ) من يناديني في هذا البرد ؟
    القرد : أنا أناديك …. أنا القرد … أما عرفتني من صوتي ؟
    الثعلب : أو... ه … ماذا تريد مني أيها القرد ؟ …
    القرد : تعال هنا … نريد أن نسألك في بعض الأمور.
    ( يقترب الثعلب منهم ولكن بحذر وهو يتلفت حوله)
    القرد : هل ترشدنا إلى بيت فارغ نأوي إليه ؟
    الثعلب : (ضاحكاً) لو كان هناك بيت فارغ لاختبأت فيه ,
    وتخلصت من هذا البرد القاسي
    القرد : إذاً نريد أن نتعاون جميعاً في إيجاد حل لمشكلتنا
    الثعلب : ماذا يمكن أن نفعل ؟ … ان البرد أقوى منا
    القرد : ربما أشياء كثيرة نجهلها الآن
    الثعلب : ماذا أستطيع ان افعل لكم ؟ ان مشكلتي كبيرة جدا
    ( يتشاورون ويبتعدون، ثم يتشاورون ويبتعدون)
    الدبّ : بماذا فكرت أيها الأرنب ؟
    الأرنب : فكرت في أن نهرب من هذه الغابة ، إلى مكان بعيد حيث الدفء …
    هيا بنا … يا أصدقائي لنهرب بسرعة
    الدبّ : (ضاحكاً) … إنها فكرة رديئة ولا تفيدنا في شيء , انك غبي أيها الأرنب
    الأرنب : بأي شيء فكرت يا صديقي الدبّ؟
    الدبّ : (ضاحكاً) أحسن شيء هو أن نبقى نتحدث حتى الصباح ,
    فربما سيكون الصباح دافئاً.
    الأرنب : إنها فكرة سخيفة أيضاً …. اوو …. ه ( يرتجف ويرتجف الدبّ)
    الثعلب : ( يقفز في مكانه )عندي فكرة مقبولة .
    الأرنب : ما هي ؟ قلها بسرعة …فقد بدأت أتجمّد , اشااه … اشااه
    الدبّ : أسرع وقلها لنا
    القرد : نحن نسمعك يا صديقي، فلا تبخل بأفكارك .
    الثعلب : أن يقترب الواحد من الآخر كثيراً حتى لا نشعر بالبرد ,
    إن فروي ساخن … وكذلك فرو الدبّ,
    إنها خير طريقة للقضاء على البرد هه ,
    ما رأيكم بهذه الفكرة الرائعة ؟
    الدبّ : إنها فكرة لا تفيد
    الأرنب : وسخيفة أيضاً
    الثعلب : أصمت أيها الأرنب الغبي و لا تعلق على أفكاري
    الأرنب : ( متسائلا ) أنا غبي أيها الثعلب المخادع.
    الثعلب : نعم أنت الذي لا يعرف أن يأكل غير أوراق الأشجار.
    الأرنب : لكنك غبي ولص , واكل الأوراق أفيد من أكل الدجاج
    الثعلب : أسكت وإلا قطعت لسانك ,
    لقد ذكرتني مرة أخرى بالدجاج المشوي … ياه ما ألذ طعمه
    الأرنب : أنت تقطع لساني ؟!! … سأرشد الكلاب على مكانك ,
    إنها صديقتك الحميمة
    القرد : كفانا أيها الأصدقاء مشاكل , كفوا عن ذلك لنفكر بحالنا (صمت)
    الثعلب : يبدو إن القرد توصل إلى شيء مهم .
    القرد : لقد وجدتها … وجدتها …
    الأرنب : ماذا وجدت ؟
    الثعلب : هل وجدت بيتاً فارغاً ؟!! أم دجاجة كبيرة ؟
    الدبّ : أوو…. ه , أيها الثعلب،
    فأنا لا أفكر إلا بحساء ساخن في هذا البرد الشديد,
    وأنت لا تفكر إلا بالدجاج… كف عن هذا الهراء …أرجوك
    القرد : لا بد أن نتعاون كلنا.
    الدبّ : في أي شيء أيها الصديق ؟
    الأرنب : ماذا تقصد في كلامك ؟
    القرد : في بناء بيت نسكن فيه جميعا
    (يتبادلون النظرات)
    الدبّ : إنها فكرة حسنة
    الأرنب : وأنا سأساعدك … لا تنسى إن لي مخالب قوية
    القرد : ( ينظر إلى الثعلب ) وأنت أيا الثعلب… ماذا تقول ؟
    الثعلب : لا أستطيع أن أساعدكم، سأفتش عن بيت فارغ يؤويني ,
    لا تشركوني معكم في هذه الأعمال المتعبة
    القرد : سيكون البيت لنا كلنا … أيها الثعلب .
    الثعلب : قلت لكم … لا أريد ، لا أريد .
    (يبتعد الثعلب عنهم، يغنون وهم يعملون )





    الفصل الثاني
    القرد : بنينا بيتاً جميلاً… ياه ما أجمله.
    الدبّ : ورائعاً جداً، لم أر مثل في حياتي … إنه كبير وقوي
    الأرنب : هذا البيت يحمينا من الثلج والبرد … ومن العواصف الشديدة .
    القرد : أنسيتم إنه بتعاوننا فعلنا ذلك ؟
    الأرنب : لم ننس ذلك، وسنتعاون دائماً.
    الدبّ : مثل أي شيء أيها الأرنب … (يضحك)
    أرجو ألا يكون ذلك في أكل الخضراوات , فانا لا آكلها.
    الأرنب : مثلاً نزرع مزرعة … ونحفر جدولاً … أو أي شيء مفيد آخر.
    القرد : أنت ذكي جداً أيها الأرنب … فقد نبهتني إلى هذه الأشياء.
    الدبّ : هيا بنا لندخل البيت … فأنا مشتاق إلى جو الدافئ
    الأرنب : وأنا أيضاً أرغب في ذلك
    القرد : هيا ندخل، لنعد الطعام
    (يدخلون ويبدو الثلاثة من خلال الشباك المفتوح … ومن بعيد يأتي صوت الثعلب أوو…. أوو … أوو).
    الأرنب : (ضاحكاً) لنغلق الشباك … فهذا صوت الثعلب،
    إنه يبحث عن بيت فارغ
    القرد : لقد رفض مساعدتنا، لن يجد بيتاً أبداً.
    الدبّ : سيظل يرتجف حتى الصباح، فهو يستحق ذلك.
    الأرنب : لنغلق الشباك بسرعة,
    حتى لا نسمع صوت الذين لا يتعاونون مع الآخرين
    (يغلقون الشباك)
    [CENTER][FONT="Arial Black"][SIZE="5"][COLOR="Red"]جاسم محمد صالح[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
    [CENTER][FONT="Arial Narrow"][SIZE="4"][COLOR="Blue"]باحث ومؤرخ واديب للاطفال[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER][CENTER][FONT="Franklin Gothic Medium"][SIZE="5"][COLOR="DarkRed"]gassim2008_iraq@yahoo.com
    [CENTER][FONT="Tahoma"][SIZE="5"][COLOR="Green"]لستُ ادعو مسقط الرأس وطن
    وطني كــــــلّ بـــلاد العــــرب[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
    [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
  • مصطفى شرقاوي
    أديب وكاتب
    • 09-05-2009
    • 2499

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إسمح لي يا سيدي الدخول لهذا البيت ... صرح رائع جميل وفكر أجمل .

    العبرة من هذه القصص تكمن في ما استفدناه , حقا أمتعتنا فكرتك .

    تعليق

    • مهتدي مصطفى غالب
      شاعروناقد أدبي و مسرحي
      • 30-08-2008
      • 863

      #3
      [align=center]...(لنغلق الشباك بسرعة,
      حتى لا نسمع صوت الذين لا يتعاونون مع الآخرين )
      سأكشف لك سراً صديقي ...
      أنا أبدأ قراءة النص المسرحي من جملته الأخيرة..
      ثم أعاود قراءته من البداية إن حفزتني هذه الجملة على قراءته و لقد فعلت هذه الجملة فعلتها السحرية بي و أخذتني لقراءة النص
      فكان جميلا و مميزاً من حيث إمكانية تجسيده مسرحياً
      شكراً لقلمك الذي أتابعه دائما و باهتمام كبير
      مع محبتي و مودتي[/align]
      ليست القصيدة...قبلة أو سكين
      ليست القصيدة...زهرة أو دماء
      ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
      ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
      القصيدة...قلب...
      كالوردة على جثة الكون

      تعليق

      يعمل...
      X