[frame="13 98"]
ديك بلدي بالانفلوزا
محمد سليم :
في صحن الدار..
قُبيل زفة ساعة الرحيل..خطفتْ أمي يدي بالقول:عاوزاك في حاجة كده بيني وبينك..سرت خلفها..وعلى أريكة اتكأت بجوارها..وأعطيتها آذان صاغية..همستْ بعذوبة :عاوزه ديك بلدي حلو كده من ألبندر في حاجة كده..رفعتُ سبابتي وقلت:من عيوني أحلى ديك.. وأي حاجة كده وألا كده أأمري ..وبررت طلبها؛أنها حزينة..في وحدة .. وفراغ مهول بعد المرحوم أبي الله يرحمه..رفعت يدي إلى السماء وقرأت الفاتحة..فأردفت: الدار واسعة والدوّار خال من الطيور والحِيِوان..وتريد "الديك"في أمر هام ..حذرتها بثقافتي من خطورة أنفلونزا الطيور وندرة الديوك في المحروسة أم الدنيا وأن الأجهزة الحكومية ورجالات الشرطة يلاحقون كافة أنواع الطيور البلدية للفحص والتحري عن فيرس الأنفلونزا القاتل..وأنه تم ذبح كل ما وقعت عليه العيون ومن رابع المستحيلات لو عثرنا على ديك..تأملتني مليا ثم دست يدها في صدرها وأخرجت من" صُرتها" أربع ورقات مالية خضراء اللون..وغمزت لي برمش عين وحاجب وهى تقول: دوّر ولِف يا سليم..مُشْ ح تغلب..ولا تحمل هما بشأن النقود..أخذتهم على طول..وبصدرية الجِلباب أخفيتهم..ثم وضعت شروط الشراء :ديك محترم..بعُرف أحمر كبير ..بلدي، وزادت بنصيحة بــ أوعي يضّحك عليك باعة البندر ويلبّسوك ديك إفرنجي أبيض..أو يشيّلوك دجاجة عتقيه بياضه..أخذتُ يديها وقبلتها وابتسمت لنصائحها..وغادرنا البلدة..
و....
باليوم التالي..
وفي عز الظهر الأحمر ..بعد خروجي من عملي..مررتُ على سوق الدواجن والطيور..السوق أثر بعد عين..خال من الباعة والمارة..رأيت هلفا طويلا سألته:أين بائعي الدجاج..تفحصني من كوعي حتى بوعي قبل أن يجيب قائلا:البيع في السر يا باشا،-: نعم وأين أجد أحدهم ؟،-: هناك رابع بيت وسط الحارة يمين..طرقت الباب ..خرج شابا ملطخا بالدماء..استعذت بالله ثم طلبت:عاوز ديك بلدي محترم ..-: يا باشا مافيش ديوك محترمة في البلد كِلاتها ..عندي ديوك إفرنجي بيضا و فراخ بيضا وحمرا،كررتُ جُملتي بعد تمزيقها أربا إربا :عاوز.. ديك ديك..بلدي..محترم وبأي ثمن ؟،-: يا أستاذ خُذ أربع دجاجات شامورت بوزن الديك المحترم! ،-: طلبي واضح جدا ديك بلدي بعرف أحمر محترم للحاجة أمي.. تأملني البائع ثم ذهب بعقله بعيدا..انتظرت عودته..فعاد بــ : آآآه.. فهمتك يا باشا ..لا مؤاخذة..الست الحاجة عندها دجاجات وتريده ديك فحل لــ(تكــ..)وتلعثم وقذفني بكم لا بأس به من (التكسيرات )..فتملكني هستيريا الضحك، فسألني: أيه العُبارة؟.. خطفت منديلي ومسحت ابتساماتي.. زاد بالقول؛ يا بيه عاوزين نسترزق الله يهديك..أهووو أي ديك يقضى الغرض والسلام..تركته وانصرفت للبحث عن الديك المحترم الكبير.....
و
بُعيّد خطوات..
وبعد تردد شدا وجذبا مع نفسي..دخلت موقعا آخر..رأيته..بهيئة المعلمين الكبار وشيخ التجار العظام..بيديه ليّ شيشة طويل مزركش والصبيان في حضرته كحاشية سُلطان بجد..في جو مسلّطن مدخن..دنوت بحذر.. وبلغة أقرب إلي التوسل والرجاء ووجها لوجه قلت فيه: والنبي يا حاج ديك بلدي كبير ضروري جدا جدا،-:أيشمعني !؟ ،قلت هامسا لنفسي باين عليه صاحب نكته وقفشه..نفشت ريشي على الآخر في حضرته وقلت:عاوز ديك كبير بعرف أحمر للحاجة أمي ،ضحك ملء فيه وما صدق نفسه أن مسك يدي ثم عدّل من مجلسه وتفحصني وهو يقول:منين يا لافتدى،ركبني الرعب والخوف وتكورت بــردي: من بلد فلاحين قريبة من هنا..أبن ستين كلب قذفني في وجهي بــ: أنت أهبل وألا مخدر ومالك كده يا لافندي مش واقف معدول..فقط قلت:أصحي يامــعلــ.. ،رأيت إصبعا..أرتفع في الهواء وظل يدور كمروحة محلات عصير القصب الجبارة.. وبين طرفة عين والتفاتة بالفصيح..لا..غمضة عين بلا إلفاتة وبالبلدي كده شُفت الدنيا ضلّمه..خبط ضرب بدون شتائم ولا سب..ضرب رزع على كل جنب من هنا ومن هناك.. ضرب موت..كل الحارة بنت الكلب نازلت فيّى ضرب في ضرب.. وعلى بركة الله بالمستشفى شاش وقطن وخرزتين حلوتين ومنمنمتين، وتاكسي..تاكسي ..على البيت.......
و
في السرير نوم وراحة..
حضر لزيارتي خلق الله أجمعين..بعد قيام زوجتي الله يعطيها العافية بنشر الخبر اليقين بالخطوط الأرضية وألا سلكية من زملاء العمل والجيران وأهل زوجتي،ونفس الأسئلة تُكرّر بلا ملل .. وأكرر ذات الإجابة بلا كلل ،-: خير إيه اللي حصل!؟، -: وقعت وسقطت من على الدّرج،-: إزآي ؟؟ ،-: وقعت زي الناس اللي بتوقع ، -: لا.. قصدك السلالم وقعت عليك.. وشك كدمات ورأسك مغسول بمكر وكروم ومشطف حالك بصبغة يود !! ،-: الحقيقة ؟، -:أيوووه الحقيقة الحقيقة ! ،-: خناقة مع واحد مخبول،-: والسبب ؟؟ -: واحد نزل ضرب بعصا-: بلغت عنه الشرطة-: جرى وهرب ومش من هنا..........
و
بُعيّد روقان آثار المعركة الحامية الوطيس والمقدرة..
و بعد اكتساب الخبرة ولملمة الفكرة ..وبروية مررت على سوق آخر..عكس الاتجاه والريح طبعا وسألت-: أين باعة الدجاج ؟،-: هناك على اليمين-:عاوز جوز فراخ حمرا وديك ؟،-: عندي دجاجتين فقط ، -: والديك ولا مؤاخذة ،-: الديوك بالحجز لا مؤاخذة برضو .. قل لي المواصفات المرغوبة وغدا يكون حاضرا ،-: ديك ديك كبير بعرف أحمر صاحي بيتلعبط مش للأكل يا معلم للتربية والتعليم وبأي سعر-: أن شاء الله معادنا الساعة الثانية والاسم ورقم التليفون لو سمحت ،-: كذا مذا ،-: هات يا أستاذ الحساب و العربون للديك،-: دا حساب الفرخين ودا عربون الديك ،وحملت دجاجاتي المذبوحة بداخل كفنهم الأسود وأسرعت مهرولا فرحا بقرب اللقاء مع هذا الديك وحيد نوعه وزمانه..و بكره..وبكره يوم الثلاث.. والديك بيدن كوكو..كوكو..في العصرية..وصحتُ:تاكسي...تاكسي.. يا تاكسي على البيت فرحان وسعيد......
و
فى الميعاد المحدد
ذهبتُ لاستلام المحروس بغبطة وسرور..وقبضتُ عليه ولله الحمد وزدت بقولي -:كده تمام و ميّه ميّه ورفعتُ إصبع الإبهام لأعلى فقال البائع -: باقي الحساب-:أتفضل.. ووضع الديك بكيس بلاستيك أسود وبفتحات للتهوية من أسفل ومن أعلى..وانصرفت واضعا المحروس تحت إبطي ومسرعا كعادتي.. يا تاكسي..تاكسي ..على البيت فرحان وسعيد ......
و
فى نُص الليل..
اتصلت أمي تليفونيا قائلة -: يا حبيبي يا حمادة ..عملت إيه في اللي بالى بالك ؟-:أيووه يا حاجة .. اللي بالي بالك بخير وصحة بُمب..اطمئني سيصل غدا مع مخصوص، -: الديك بعرف أحمر وكبير..محترم ؟؟ -: بكرة تشوفيه ديك ديك حلو وسكرة -: وأنت حلو والأولاد حلوين -: ايوووه يا ست وأأمرى ..أنهيت مكالمتي وذهبت في نومي.. ومع شقشقة الفجر..تأبطت المحروس إلى موقف الميكروباص ..وعثرنا على أحد أبناء القرية .. قلتُ له:الأمانة دي وصلها للحاجة أمي-: حاضر يا سليم تحت أمرك.. وسرت وحيدا إلى عملي..طبعا فرحان وسعيد......
و
مكثت (يوم الجمعة) سطيحة..
للظروف اللي بالي بالك والمسجلة بسجلات المستشفى الحكومي..و مر نهاري نصف نائم نصف صاحي.. وليلتي مليحة..وشخيري يشجيني..
و
بُعيد الفجر؛ سمعتُ صراخا تليفونيا..
لملمت بعضي على بعضي..وقلت -: آلو.. آلو -: قابلني صوت جاي من بعيد على حرارة من الحزن.. لم أتبين ما هو تحديدا ؟ كررتُ :من من معي ؟ بالكاد سمعت -: ديّن عمّله.. تعملها يا مايل يا خايب -: من من ؟؟، الصوت ارتفع أعلى قليلا وزادت حدة البكاء: أنا أمك يا ســــليم -: خير يا أم سليم ؟-: الديك مدّنش الفجر-: ربما راحت عليه نومه..أو نسي يؤذن ,,قذفتني بالصوت الحيان -: الديك.. الديك مدنش الفجر ؟! ..سألت نفسي: الديك الديك مدنشّّّّ ليه ؟!. ليه يا ديك ليه؟...ولما استوعبت وفهمت.. ضربت كفا بكف..وظللت مدة أُقطع وأنتف في ؛ الديك .. مدّد نش ..الفجر.. بالفجرية.. كوكو.. كوكو..برطمت ضحكت بكيت.. تهتهت؛.. طار ؟!.. لا..الديك هووه اللي طار من ألعشه ؟!.. الديك صُغنن م يعرفش يؤذن؟!.. يا مُصيبتي السودا..يكنش ديك صيني !..خطفتُ سماعة التليفون وصرختُ يا أمّه..
-:جايلك يا أأأأأأأأأأأأأأأأأأمه .......
يونيه2006
حكايا ســــــــــــــاخرة
[/frame]
ديك بلدي بالانفلوزا
محمد سليم :
في صحن الدار..
قُبيل زفة ساعة الرحيل..خطفتْ أمي يدي بالقول:عاوزاك في حاجة كده بيني وبينك..سرت خلفها..وعلى أريكة اتكأت بجوارها..وأعطيتها آذان صاغية..همستْ بعذوبة :عاوزه ديك بلدي حلو كده من ألبندر في حاجة كده..رفعتُ سبابتي وقلت:من عيوني أحلى ديك.. وأي حاجة كده وألا كده أأمري ..وبررت طلبها؛أنها حزينة..في وحدة .. وفراغ مهول بعد المرحوم أبي الله يرحمه..رفعت يدي إلى السماء وقرأت الفاتحة..فأردفت: الدار واسعة والدوّار خال من الطيور والحِيِوان..وتريد "الديك"في أمر هام ..حذرتها بثقافتي من خطورة أنفلونزا الطيور وندرة الديوك في المحروسة أم الدنيا وأن الأجهزة الحكومية ورجالات الشرطة يلاحقون كافة أنواع الطيور البلدية للفحص والتحري عن فيرس الأنفلونزا القاتل..وأنه تم ذبح كل ما وقعت عليه العيون ومن رابع المستحيلات لو عثرنا على ديك..تأملتني مليا ثم دست يدها في صدرها وأخرجت من" صُرتها" أربع ورقات مالية خضراء اللون..وغمزت لي برمش عين وحاجب وهى تقول: دوّر ولِف يا سليم..مُشْ ح تغلب..ولا تحمل هما بشأن النقود..أخذتهم على طول..وبصدرية الجِلباب أخفيتهم..ثم وضعت شروط الشراء :ديك محترم..بعُرف أحمر كبير ..بلدي، وزادت بنصيحة بــ أوعي يضّحك عليك باعة البندر ويلبّسوك ديك إفرنجي أبيض..أو يشيّلوك دجاجة عتقيه بياضه..أخذتُ يديها وقبلتها وابتسمت لنصائحها..وغادرنا البلدة..
و....
باليوم التالي..
وفي عز الظهر الأحمر ..بعد خروجي من عملي..مررتُ على سوق الدواجن والطيور..السوق أثر بعد عين..خال من الباعة والمارة..رأيت هلفا طويلا سألته:أين بائعي الدجاج..تفحصني من كوعي حتى بوعي قبل أن يجيب قائلا:البيع في السر يا باشا،-: نعم وأين أجد أحدهم ؟،-: هناك رابع بيت وسط الحارة يمين..طرقت الباب ..خرج شابا ملطخا بالدماء..استعذت بالله ثم طلبت:عاوز ديك بلدي محترم ..-: يا باشا مافيش ديوك محترمة في البلد كِلاتها ..عندي ديوك إفرنجي بيضا و فراخ بيضا وحمرا،كررتُ جُملتي بعد تمزيقها أربا إربا :عاوز.. ديك ديك..بلدي..محترم وبأي ثمن ؟،-: يا أستاذ خُذ أربع دجاجات شامورت بوزن الديك المحترم! ،-: طلبي واضح جدا ديك بلدي بعرف أحمر محترم للحاجة أمي.. تأملني البائع ثم ذهب بعقله بعيدا..انتظرت عودته..فعاد بــ : آآآه.. فهمتك يا باشا ..لا مؤاخذة..الست الحاجة عندها دجاجات وتريده ديك فحل لــ(تكــ..)وتلعثم وقذفني بكم لا بأس به من (التكسيرات )..فتملكني هستيريا الضحك، فسألني: أيه العُبارة؟.. خطفت منديلي ومسحت ابتساماتي.. زاد بالقول؛ يا بيه عاوزين نسترزق الله يهديك..أهووو أي ديك يقضى الغرض والسلام..تركته وانصرفت للبحث عن الديك المحترم الكبير.....
و
بُعيّد خطوات..
وبعد تردد شدا وجذبا مع نفسي..دخلت موقعا آخر..رأيته..بهيئة المعلمين الكبار وشيخ التجار العظام..بيديه ليّ شيشة طويل مزركش والصبيان في حضرته كحاشية سُلطان بجد..في جو مسلّطن مدخن..دنوت بحذر.. وبلغة أقرب إلي التوسل والرجاء ووجها لوجه قلت فيه: والنبي يا حاج ديك بلدي كبير ضروري جدا جدا،-:أيشمعني !؟ ،قلت هامسا لنفسي باين عليه صاحب نكته وقفشه..نفشت ريشي على الآخر في حضرته وقلت:عاوز ديك كبير بعرف أحمر للحاجة أمي ،ضحك ملء فيه وما صدق نفسه أن مسك يدي ثم عدّل من مجلسه وتفحصني وهو يقول:منين يا لافتدى،ركبني الرعب والخوف وتكورت بــردي: من بلد فلاحين قريبة من هنا..أبن ستين كلب قذفني في وجهي بــ: أنت أهبل وألا مخدر ومالك كده يا لافندي مش واقف معدول..فقط قلت:أصحي يامــعلــ.. ،رأيت إصبعا..أرتفع في الهواء وظل يدور كمروحة محلات عصير القصب الجبارة.. وبين طرفة عين والتفاتة بالفصيح..لا..غمضة عين بلا إلفاتة وبالبلدي كده شُفت الدنيا ضلّمه..خبط ضرب بدون شتائم ولا سب..ضرب رزع على كل جنب من هنا ومن هناك.. ضرب موت..كل الحارة بنت الكلب نازلت فيّى ضرب في ضرب.. وعلى بركة الله بالمستشفى شاش وقطن وخرزتين حلوتين ومنمنمتين، وتاكسي..تاكسي ..على البيت.......
و
في السرير نوم وراحة..
حضر لزيارتي خلق الله أجمعين..بعد قيام زوجتي الله يعطيها العافية بنشر الخبر اليقين بالخطوط الأرضية وألا سلكية من زملاء العمل والجيران وأهل زوجتي،ونفس الأسئلة تُكرّر بلا ملل .. وأكرر ذات الإجابة بلا كلل ،-: خير إيه اللي حصل!؟، -: وقعت وسقطت من على الدّرج،-: إزآي ؟؟ ،-: وقعت زي الناس اللي بتوقع ، -: لا.. قصدك السلالم وقعت عليك.. وشك كدمات ورأسك مغسول بمكر وكروم ومشطف حالك بصبغة يود !! ،-: الحقيقة ؟، -:أيوووه الحقيقة الحقيقة ! ،-: خناقة مع واحد مخبول،-: والسبب ؟؟ -: واحد نزل ضرب بعصا-: بلغت عنه الشرطة-: جرى وهرب ومش من هنا..........
و
بُعيّد روقان آثار المعركة الحامية الوطيس والمقدرة..
و بعد اكتساب الخبرة ولملمة الفكرة ..وبروية مررت على سوق آخر..عكس الاتجاه والريح طبعا وسألت-: أين باعة الدجاج ؟،-: هناك على اليمين-:عاوز جوز فراخ حمرا وديك ؟،-: عندي دجاجتين فقط ، -: والديك ولا مؤاخذة ،-: الديوك بالحجز لا مؤاخذة برضو .. قل لي المواصفات المرغوبة وغدا يكون حاضرا ،-: ديك ديك كبير بعرف أحمر صاحي بيتلعبط مش للأكل يا معلم للتربية والتعليم وبأي سعر-: أن شاء الله معادنا الساعة الثانية والاسم ورقم التليفون لو سمحت ،-: كذا مذا ،-: هات يا أستاذ الحساب و العربون للديك،-: دا حساب الفرخين ودا عربون الديك ،وحملت دجاجاتي المذبوحة بداخل كفنهم الأسود وأسرعت مهرولا فرحا بقرب اللقاء مع هذا الديك وحيد نوعه وزمانه..و بكره..وبكره يوم الثلاث.. والديك بيدن كوكو..كوكو..في العصرية..وصحتُ:تاكسي...تاكسي.. يا تاكسي على البيت فرحان وسعيد......
و
فى الميعاد المحدد
ذهبتُ لاستلام المحروس بغبطة وسرور..وقبضتُ عليه ولله الحمد وزدت بقولي -:كده تمام و ميّه ميّه ورفعتُ إصبع الإبهام لأعلى فقال البائع -: باقي الحساب-:أتفضل.. ووضع الديك بكيس بلاستيك أسود وبفتحات للتهوية من أسفل ومن أعلى..وانصرفت واضعا المحروس تحت إبطي ومسرعا كعادتي.. يا تاكسي..تاكسي ..على البيت فرحان وسعيد ......
و
فى نُص الليل..
اتصلت أمي تليفونيا قائلة -: يا حبيبي يا حمادة ..عملت إيه في اللي بالى بالك ؟-:أيووه يا حاجة .. اللي بالي بالك بخير وصحة بُمب..اطمئني سيصل غدا مع مخصوص، -: الديك بعرف أحمر وكبير..محترم ؟؟ -: بكرة تشوفيه ديك ديك حلو وسكرة -: وأنت حلو والأولاد حلوين -: ايوووه يا ست وأأمرى ..أنهيت مكالمتي وذهبت في نومي.. ومع شقشقة الفجر..تأبطت المحروس إلى موقف الميكروباص ..وعثرنا على أحد أبناء القرية .. قلتُ له:الأمانة دي وصلها للحاجة أمي-: حاضر يا سليم تحت أمرك.. وسرت وحيدا إلى عملي..طبعا فرحان وسعيد......
و
مكثت (يوم الجمعة) سطيحة..
للظروف اللي بالي بالك والمسجلة بسجلات المستشفى الحكومي..و مر نهاري نصف نائم نصف صاحي.. وليلتي مليحة..وشخيري يشجيني..
و
بُعيد الفجر؛ سمعتُ صراخا تليفونيا..
لملمت بعضي على بعضي..وقلت -: آلو.. آلو -: قابلني صوت جاي من بعيد على حرارة من الحزن.. لم أتبين ما هو تحديدا ؟ كررتُ :من من معي ؟ بالكاد سمعت -: ديّن عمّله.. تعملها يا مايل يا خايب -: من من ؟؟، الصوت ارتفع أعلى قليلا وزادت حدة البكاء: أنا أمك يا ســــليم -: خير يا أم سليم ؟-: الديك مدّنش الفجر-: ربما راحت عليه نومه..أو نسي يؤذن ,,قذفتني بالصوت الحيان -: الديك.. الديك مدنش الفجر ؟! ..سألت نفسي: الديك الديك مدنشّّّّ ليه ؟!. ليه يا ديك ليه؟...ولما استوعبت وفهمت.. ضربت كفا بكف..وظللت مدة أُقطع وأنتف في ؛ الديك .. مدّد نش ..الفجر.. بالفجرية.. كوكو.. كوكو..برطمت ضحكت بكيت.. تهتهت؛.. طار ؟!.. لا..الديك هووه اللي طار من ألعشه ؟!.. الديك صُغنن م يعرفش يؤذن؟!.. يا مُصيبتي السودا..يكنش ديك صيني !..خطفتُ سماعة التليفون وصرختُ يا أمّه..
-:جايلك يا أأأأأأأأأأأأأأأأأأمه .......
يونيه2006
حكايا ســــــــــــــاخرة
[/frame]
تعليق