قصة للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة : العــكّـاز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جاسم محمد صالح
    عضو الملتقى
    • 12-05-2009
    • 59

    قصة للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة : العــكّـاز

    [align=right]قصة للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة :[/align]

    العــكّـاز
    [align=left]
    جاسم محمد صالح [/align]




    [align=justify] لم يستمع احمد الى نصائح أمه حينما كانت تمنعه من الجري بسرعة في الطريق , ولم يفهم وقتها أنها كانت تخاف عليه… وذات يوم خرج احمد من البيت دون علم أمه وبدا يلعب الكرة في الشارع …وصادف أن تدحرجت الكرة الى وسط الشارع البعيد عنه … ولما كان احمد يملك ساقين قويتين فانه أسرع نحوها مثل الطير وإثناء ركضه داس على قشرة موز رميت خطئا في الشارع , بدلا من مكان جمع الأوساخ فسقط على الأرض بقوة وكسرت رجله.
    اضطر احمد الى استعمال العكاز في ذهابه الى المدرسة ورجوعه منها … لكنه كان لا يحب منظرها , فهو يكره العكازة الخشبية كثيرا , وكان يحاول أكثر من مرة أن يكسرها حتى يتخلص منها … وفعلا جرب كسرها أكثر من مرة , لكن خشبها كان قويا وتحمل كل الضربات القوية… وكانت العكاز تتألم كثيرا من عمل احمد , لكنها كانت تحب احمد وتريد أن تساعده حتى يشفى وبعدها تودعه وتذهب لتساعد طفلا آخر يحتاج الى مساعدتها , فهي تعرف أن احمد لا يستطيع السير بدونها لهذا فإنها تحملت كل نظرات الغضب والاحتقار التي كان يوجهها إليها وكانت تقول له بهدوء :
    -إنني أساعدك يا احمد… وسأبقى معك الى أن تشفى ساقك … وحينها سأجلب لك هدية جميلة وارحل .
    لم يفهم احمد شيئا مما قالته له العكاز… وقرر أن يرميها في ساقية قريبة من البيت إثناء عودته من المدرسة ويقول لامه انه فقدها من دون ان يعلم … وبهذه الطريق يتخلص منه والى الأبد , لكنه وقبل ان يرميها في الساقية سمع صراخا عاليا وشاهد أطفالا يتراكضون نحو الساقية التي سقطت فيها طفل صغيرة .
    وقف الجميع مذهولين أمام الساقية … لا يعرفون ماذا يفعلون ؟ فهم يريدون ان يساعدوا الطفلة لكنهم لا يقدرون .
    اقترب احمد من الساقية بسرعة وبدلا من ان يرمي العكاز فيها فانه مدها الى يد الطفلة الصغيرة قائلا لها :
    - تمسكي بها بقوة … سأسحبك بهدوء … تمسكي بها
    تمكن احمد من سحب الطفلة وإنقاذها من الغرق في مياه الساقية, وخرجت الطفلة سالمة , ففرحت العكاز كثيرا حينما ساهمت في إنقاذ الطفلة , ومنذ ذلك اليوم لم يفكر احمد في التخلص من العكازة الى ان يشفى وأصبحت من اعز أصدقائه.[/align]
    [CENTER][FONT="Arial Black"][SIZE="5"][COLOR="Red"]جاسم محمد صالح[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
    [CENTER][FONT="Arial Narrow"][SIZE="4"][COLOR="Blue"]باحث ومؤرخ واديب للاطفال[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER][CENTER][FONT="Franklin Gothic Medium"][SIZE="5"][COLOR="DarkRed"]gassim2008_iraq@yahoo.com
    [CENTER][FONT="Tahoma"][SIZE="5"][COLOR="Green"]لستُ ادعو مسقط الرأس وطن
    وطني كــــــلّ بـــلاد العــــرب[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
    [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
  • سحر جبر
    أديب وكاتب
    • 09-03-2009
    • 667

    #2
    الأستاذ الكريم جاسم محمد صالح
    قصة لطيفة وفكرتها جميلة..
    فالطفل يشعر أنه يستطيع فعل الكثير وحتي مساعدة غيره حتي وهو يمشي علي عكاز.. بل أنه يستخدم العكاز نفسه في مساعدة الغير..
    مع خالص ودي وتحياتي
    الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه

    تعليق

    • كوثر خليل
      أديبة وكاتبة
      • 25-05-2009
      • 555

      #3
      الأستاذ جاسم محمد صالح
      كم هي جميلة هذه القصة بسبرها لأغوار نفسية الطفل ذي الاحتياجات الخاصة و قد شملت عددا من النقاط:
      الإعاقة ليست حالة دائمة
      الإعاقة لا تمنع صاحبها من أن يكون له دور في المجتمع
      العصا التي يرفضها الطفل تبدي مشاعر نحوه فتنبهه لوجودها و تخفف من عدائه نحوها فهناك آخرون يحتاجون إليها و هو ليس الوحيد في مقام الضعف.
      السليم ايضا يحتاج إلى الطفل ذي الاحتياجات الخاصة و لهذا فالثاني ليس أقل قيمة من الأول.
      مع الشكر
      أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

      تعليق

      • ينابيع السبيعي
        نائب أول ملتقى الديوان
        • 04-06-2007
        • 301

        #4
        لقصة جميلة في مستوى الطفل
        ولقد نسجت بشكل مبسط
        يعلم الطفل أن الإعاقة ليست إعاقة
        عدم المشي بل إعاقة الفكر
        فبفكره أنقذ الصغيرة باستخدامه العصا
        فلله الحمد على نعمه
        كل الشكر لك أخي الكريم
        تقديري
        أختك
        ينابيع السبيعي
        إذا نـادت بـي الأوتـار لحنـاً
        .....تبعثرنـي بـه شتّـى لـغــــاتـي
        إذا مـا فكـرة النبطـي ولّـــــت
        ....تسيّرني إلى الفصحـى دواتـي
        أسجل باليراع شجـون نــزفـي
        ....وأغرس بالحروف نـواة ذاتـي

        ينابيع السبيعي

        تعليق

        • ريمه الخاني
          مستشار أدبي
          • 16-05-2007
          • 4807

          #5
          الحقيقة استاذنا هنا تزرع الرضى بقضاء الله وقدره وتلك ميزة لم نعد نجدها بقوة في النفوس
          بك كل التقدير والشكر لتلك القيم الرفيعة التي تنشرها
          وفقك الله ور عاك

          تعليق

          يعمل...
          X