قدور الكافر
هجم رجال الدرك بسرعة على الحي ، و أحاطوا ببيت قدور الكافر ، و سرعان ما أخرجوه مكبلا مهانا و ألقوا به في القفص المهيأ بمؤخرة سيارتهم وسط دهشة الجيران ، و وسط كل هذه العلامات الاستفهامية التي أصبحت ترى للعيان فوق هامة كل من شهد الحدث، حتى انه كان من المستطاع قراءتها بسهولة .. ـ ماذا حدث؟.. ـ قدور قبض عليه؟ .. ـ هل أصبحت الدولة توقف الكفار؟ .. و هكذا تعددت الاستفهامات، و غابت الحقيقة إلى حين . أم قدور بالباب تراقب المشهد لكنها .. لا تلطم .. لا تصرخ .. لا تتوسل رجال الدرك حتى يتركوا وحيدها قدور .. فزادت بذلك علامات استفهام أخرى على التي سبقت .سكن الصخب الذي أحدثه هذا المشهد ، عم صمت رهيب كل الأرجاء أخرس الأصوات كلها ، فما بقي في الساحة بعد انصراف سيارة الدرك سوى تلك النظرات التي اتجهت جميعها نحو أم قدور و تلك الاستفهامات . نظرت فاطمة إلى تلك الوجوه غير آبهة بها و أغلقت الباب لتغلق أباب بيوت الحي بعد بابها .
في الغد تطايرت الأخبار منذ الصباح و تجمعت كعادتها في المقهى التقليدي في طرف الحي ، و تداولتها الأفواه إلى أن جاء دحمان البواب الذي يشتغل بدار العدالة ، جلس بمكان يتوسط المقهى ليلتف حوله الكل و يظهر قيمة قدره و علو مرتبته .
ـ ماذا فعل قدور الكافر يا عمي دحمان ؟ لماذا أعتقل ؟ لابد أن عندك الخبر اليقين ...
ـ ما الغريب في ذلك ؟.. كافر و أعتقل ...
ـ لا يا سي دحمان هذا غير كاف .. فالدولة لا تعاقب الكفار ..
ـ نعم لكنها تعاقب الكفار عمّ يفعلون..
ـ هذا ما نريده قل لنا ..ماذا فعل قدور الكافر ؟
تنهد دحمان و وضع كفيه على فخذيه و أطرق بعد أن ترشف قليلا من القهوة التي وضعت أمامه كانت لزبون آخر..يزيد في شوق الحضور و يزيد من أهميته في نظرهم بعد أن حاز عليها الآن و التي لم يعرفها طول حياته ..أصبح مهما بما فعل قدور.....
ـ يا سادة أم قدور حامل....
فهم البعض الحكاية كاملة دون أن يفصل فيها السي دحمان فصمتوا و استغفروا ..و أراد البعض الآخر التأكد فسألوا..
ـ حامل !!! ؟ ماذا تقصد العجوز حامل !؟ إنها عجوز.. أتقصد أن قدور.....
ـ نعم كان يعطيها منوما ويفعل فعلته ، إلى أن أحست العجوز فاطمة بأعراض غريبة ذهبت على إثرها للطبيب فأخبرها بالفاجعة .أخبرت الطبيب بأنه مخطئ فهي أرملة منذ خمسة عشر سنة ، و أنها لم تعاشر رجلا قط .. لكن الطبيب و بعد أن أجي كل الفحوصات و التحاليل اللازمة في مثل هذه الحالات ، أكد لها حملها...
عادت خالتي فاطمة إلى البيت تجر فضيحتها التي لا تدري كيف تداريها .جلست تبكي في عتبة الباب . حتى دخل عليها قدور فزادت رؤيتها له من همها ..فماذا تقول لابنها حين يظهر المستور ؟ كيف تقتل نفسها ؟ أو كيف تقتل جنينها؟.....لا ... السؤال المحير كيف حملت ؟؟؟
جلس قدور إلى جانبها
ـ ما بك يا أم أراك شاحبة الوجه أتراه الصداع الذي يلازمك ؟ هل أعطيك قرصا مسكنا للآلام ؟....
كانت هذه الكلمات مثابة صفعة قوية للأم جعلتها تهب واقفة مجهشة بالبكاء ..يا إلاهي رحماك.. ابني يعطيني دائما قرصا مسكنا للألم فأستريح و أنام بعمق ..لا..لا..ليس.. تبكي فاطمة أيما بكاء.إذ اجتمع في قلبها إحساسان متناقضان حب ابنها و كره ابنها تنظر إلى ابنها و تمد يدا تريد أن تحنو بها عليه و تمد الأخرى تريد أن تخنقه بها.. يهدئها قدور و هو مستغرب حالة أمه إذ أنه لم يخطر بباله أنها فهمت كل شيء..
تعود خالتي فاطمة لوعيها : ماذا أخرف غير ممكن لا يفعل هذا ابن بأمه .. لكن هناك ما يجعلها متأكدة ، صوت بداخلها يقول انه هو..
ـ نعم يا قدور أعطني قرصا مسكنا..
أعطى قدور الكافر القرص لأمه و التي تظاهرت بابتلاعه و تظاهرت بالهدوء و النوم العميق .. خالتي فاطمة ممثلة بارعة ..
أحست خالتي فاطمة بيدي قدور تنزل عليها كالصاعقة العظمى و الطامة الكبرى.قدور يتلمسها و ينتزع ثيابها...
ـ أيها اللعين .ماذا تفعل بأمك؟.. ماذا فعلت بأمك ؟..
صاح صاحب المقهى حسبك يا دحمان أسكت لا تزد كلمة .. استغفر الله ..إنه وحش يستحق الإعدام .
كان الأستاذ محمد يجلس بعيدا عن حلقة دحمان ، هناك في زاوية المقهى . ـ أتستغربون أيها الجهلاء ما فعله قدور الكافر ؟ .. أنا أيضا ضاجعت أمي و أنجبت لقطاء كثر...
التفت الجميع للأستاذ يحملقون فيه مستغربين مندهشين ..حتى نطق أبله الحي : أنت عاقر يا شيخ لا يمكنك أن تنجب أطفال...
نظر الاستاذ محمد للجميع ، طوى جريدته و شرب ما تبقى في أسفل الكأس من شاي مر و قال : أنتم لا تفهمون شيئا. أنتم جهلاء . و انصرف كي يزيد علامات استفهام و علامات تعجب أخرى على تلك التي تملأ المكان.
هجم رجال الدرك بسرعة على الحي ، و أحاطوا ببيت قدور الكافر ، و سرعان ما أخرجوه مكبلا مهانا و ألقوا به في القفص المهيأ بمؤخرة سيارتهم وسط دهشة الجيران ، و وسط كل هذه العلامات الاستفهامية التي أصبحت ترى للعيان فوق هامة كل من شهد الحدث، حتى انه كان من المستطاع قراءتها بسهولة .. ـ ماذا حدث؟.. ـ قدور قبض عليه؟ .. ـ هل أصبحت الدولة توقف الكفار؟ .. و هكذا تعددت الاستفهامات، و غابت الحقيقة إلى حين . أم قدور بالباب تراقب المشهد لكنها .. لا تلطم .. لا تصرخ .. لا تتوسل رجال الدرك حتى يتركوا وحيدها قدور .. فزادت بذلك علامات استفهام أخرى على التي سبقت .سكن الصخب الذي أحدثه هذا المشهد ، عم صمت رهيب كل الأرجاء أخرس الأصوات كلها ، فما بقي في الساحة بعد انصراف سيارة الدرك سوى تلك النظرات التي اتجهت جميعها نحو أم قدور و تلك الاستفهامات . نظرت فاطمة إلى تلك الوجوه غير آبهة بها و أغلقت الباب لتغلق أباب بيوت الحي بعد بابها .
في الغد تطايرت الأخبار منذ الصباح و تجمعت كعادتها في المقهى التقليدي في طرف الحي ، و تداولتها الأفواه إلى أن جاء دحمان البواب الذي يشتغل بدار العدالة ، جلس بمكان يتوسط المقهى ليلتف حوله الكل و يظهر قيمة قدره و علو مرتبته .
ـ ماذا فعل قدور الكافر يا عمي دحمان ؟ لماذا أعتقل ؟ لابد أن عندك الخبر اليقين ...
ـ ما الغريب في ذلك ؟.. كافر و أعتقل ...
ـ لا يا سي دحمان هذا غير كاف .. فالدولة لا تعاقب الكفار ..
ـ نعم لكنها تعاقب الكفار عمّ يفعلون..
ـ هذا ما نريده قل لنا ..ماذا فعل قدور الكافر ؟
تنهد دحمان و وضع كفيه على فخذيه و أطرق بعد أن ترشف قليلا من القهوة التي وضعت أمامه كانت لزبون آخر..يزيد في شوق الحضور و يزيد من أهميته في نظرهم بعد أن حاز عليها الآن و التي لم يعرفها طول حياته ..أصبح مهما بما فعل قدور.....
ـ يا سادة أم قدور حامل....
فهم البعض الحكاية كاملة دون أن يفصل فيها السي دحمان فصمتوا و استغفروا ..و أراد البعض الآخر التأكد فسألوا..
ـ حامل !!! ؟ ماذا تقصد العجوز حامل !؟ إنها عجوز.. أتقصد أن قدور.....
ـ نعم كان يعطيها منوما ويفعل فعلته ، إلى أن أحست العجوز فاطمة بأعراض غريبة ذهبت على إثرها للطبيب فأخبرها بالفاجعة .أخبرت الطبيب بأنه مخطئ فهي أرملة منذ خمسة عشر سنة ، و أنها لم تعاشر رجلا قط .. لكن الطبيب و بعد أن أجي كل الفحوصات و التحاليل اللازمة في مثل هذه الحالات ، أكد لها حملها...
عادت خالتي فاطمة إلى البيت تجر فضيحتها التي لا تدري كيف تداريها .جلست تبكي في عتبة الباب . حتى دخل عليها قدور فزادت رؤيتها له من همها ..فماذا تقول لابنها حين يظهر المستور ؟ كيف تقتل نفسها ؟ أو كيف تقتل جنينها؟.....لا ... السؤال المحير كيف حملت ؟؟؟
جلس قدور إلى جانبها
ـ ما بك يا أم أراك شاحبة الوجه أتراه الصداع الذي يلازمك ؟ هل أعطيك قرصا مسكنا للآلام ؟....
كانت هذه الكلمات مثابة صفعة قوية للأم جعلتها تهب واقفة مجهشة بالبكاء ..يا إلاهي رحماك.. ابني يعطيني دائما قرصا مسكنا للألم فأستريح و أنام بعمق ..لا..لا..ليس.. تبكي فاطمة أيما بكاء.إذ اجتمع في قلبها إحساسان متناقضان حب ابنها و كره ابنها تنظر إلى ابنها و تمد يدا تريد أن تحنو بها عليه و تمد الأخرى تريد أن تخنقه بها.. يهدئها قدور و هو مستغرب حالة أمه إذ أنه لم يخطر بباله أنها فهمت كل شيء..
تعود خالتي فاطمة لوعيها : ماذا أخرف غير ممكن لا يفعل هذا ابن بأمه .. لكن هناك ما يجعلها متأكدة ، صوت بداخلها يقول انه هو..
ـ نعم يا قدور أعطني قرصا مسكنا..
أعطى قدور الكافر القرص لأمه و التي تظاهرت بابتلاعه و تظاهرت بالهدوء و النوم العميق .. خالتي فاطمة ممثلة بارعة ..
أحست خالتي فاطمة بيدي قدور تنزل عليها كالصاعقة العظمى و الطامة الكبرى.قدور يتلمسها و ينتزع ثيابها...
ـ أيها اللعين .ماذا تفعل بأمك؟.. ماذا فعلت بأمك ؟..
صاح صاحب المقهى حسبك يا دحمان أسكت لا تزد كلمة .. استغفر الله ..إنه وحش يستحق الإعدام .
كان الأستاذ محمد يجلس بعيدا عن حلقة دحمان ، هناك في زاوية المقهى . ـ أتستغربون أيها الجهلاء ما فعله قدور الكافر ؟ .. أنا أيضا ضاجعت أمي و أنجبت لقطاء كثر...
التفت الجميع للأستاذ يحملقون فيه مستغربين مندهشين ..حتى نطق أبله الحي : أنت عاقر يا شيخ لا يمكنك أن تنجب أطفال...
نظر الاستاذ محمد للجميع ، طوى جريدته و شرب ما تبقى في أسفل الكأس من شاي مر و قال : أنتم لا تفهمون شيئا. أنتم جهلاء . و انصرف كي يزيد علامات استفهام و علامات تعجب أخرى على تلك التي تملأ المكان.
تعليق