أخبار الترجمة والمترجمين : مالك شابل يقدم ترجمة جديدة للقرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فؤاد بوعلي
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 213

    أخبار الترجمة والمترجمين : مالك شابل يقدم ترجمة جديدة للقرآن

    تعتبر التأويلات المختلفة للنص القرآني مصدرا أساسيا للاختلاف بين مختلف مكونات المجتمع الإسلامي . وما يزعم الكاتب الجزائري الأصل أنه يقدمه هو نقل موضوعي للنص القرآني بعيد عن الاستغلالات الفئوية والمتطرفة . فمالك شابل المعروف بمعاداته للإسلاميين وللحجاب يعمل كما يقول منذ عشر سنوات على النص القرآني . والجديد في اعتقاده هو نظرته الشمولية للنص . وفي حوار مع مجلة فرنسية يؤكد ( بانه غدا من الضروري تقديم ترجمة جديدة للقرآن، لأن إشكالات فهم النص تعود إلى النسخ ) . وبالنسبة إليه، لا تتجاوز ترجمات القرآن التي تستحق الدراسة عشرة ترجمات من أكثر من خمسين متوفرة باللغة الفرنسية .يقول : ( لقد أنجزت ترجمة دقيقة لأمكن كل واحد أن يلج المحتوى الدلالي ، السمك ، وجمال النص ) الكتاب الصادر عن دار فايارد سيكون في الأسواق انطلاقا من الثالث من يونيو القادم .
    ولمن لا يعرف مالك شابل من العرب إليكم مقال فوزي سعد الله :مالك شبال: نقد قاس للدين والماضي الحضاري العربي
    بعد أن شرح الإسلام للفرنسيين في كتابه (شرحُ الإسلام) الذي صدر قبل نحو سنتين، أبي مالك شبال، الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا، إلا أن يختتم العام 2007 بتقديمه إلي القارئ الفرنسي كتابا جديدا عن الإسلام والمسلمين أكثر عمقا وأوسع آفاقا وأكثر حساسية من حيث موضوعه وأسلوب تناوله. ولم يكتب في هذه المرة للشرح والإيضاح ولا للتعريف بالديانة الإسلامية وإنما للنقد والتنديد والاستنكار. يحمل هذا الكتاب، الصادر في العاصمة الفرنسية باريس عند دا فايار للنشر، عنوان العبودية في دار الإسلام . وهو عبارة عن نظرة باحث، متخصص في الأنثروبولوجيا، لظاهرة العبودية في بلاد المسلمين، ولجذورها التاريخية، والأنثروبولوجية، والفكرية، إضافة إلي جغرافيتها وأشكالها الحديثة وحتي أدبياتها. يتميز كتاب العبودية في دار الإسلام من حيث المنهجية عن غيره من مؤلفات مالك شبال السابقة بالمزج بين البحث التاريخي ـ الفكري من جهة، والمسح الجغرافي للحالة الراهنة لهذه الظاهرة في بلاد المسلمين من السينغال وموريطانيا إلي ماليزيا وسلطنة بروناي مرورا بالمغرب وبالمشرق والخليج العربي، وذلك في شكل سرد يقترب من الروبورتاج الصحفي. لا يكتفي الكتاب بالتنقيب في أغوار الماضي الاستعبادي للحضارة الإسلامية بل يستكشف خلال جولته التاريخية الفكرية عبر البلدان الإسلامية آثار ومخلفات هذا الماضي علي الذهنيات في الأزمنة المعاصرة وانعكاسات ثقافة الرق القديمة علي السلوك الاستعلائي الملاحظ عند بعض الشرائح الاجتماعية الإسلامية إزاء المنحدرين من عبيد القرون السابقة. كما لم يقتصر عمل شبال الأخير علي الحديث عن استعباد الزنوج الأفارقة بل تناول كل مظاهر الاستعباد؛ من الرقيق الأبيض إلي الجواري والأمات والخصيان الذي انتشر قبل قرون، دون إغفال الأشكال الحديثة للرق والاستعباد التي أثارت استنكارا شديدا من قِبله. أشكالٌ تعكسها، حسب الباحث، أساليب التعامل في عدد من بلدان الخليج العربي في البيوت وفي قصور ميسوري الحال مع الخدم القادمين في غالبيتهم القصوي من بلدان فقيرة كالهند والبنغلاديش وسريلانكا وغيرها من الدول الآسيوية التي تعاني من أوضاع اجتماعية صعبة. لهذه الأسباب علي الأقل، لا يشعر قارئ العبودية في دار الإسلام ، من خلال الاطلاع علي ما كتبه المؤلف في هذا المجال، أن شبال يكنّ ودا كبيرا للخليجيين وللسعودية بشكل خاص التي سبق أن وصفها في مؤلفات سابقة بوكر كل الأصوليات والتطرف السائدين حاليا في العالم الإسلامي. ومن أجل إلقاء الضوء علي الرق المعاصر في هذه المنطقة من العالم، انتقل شبال أيضا إلي موريطانيا للوقوف علي ظروف وأسباب الاستمرار الغريب لظاهرة العبودية في أشكالها التقليدية التي شاعت إلي غاية القرنين 18 و19م ولا زالت تثير الجدل والنقاش محليا ودوليا. هذه الرحلة الاستكشافية في تاريخ وجغرافيا الاستعباد بتفاصيلها المتشعبة والمثيرة وبحاضرها الذي يكاد يكون مجهولا، يُذكِّر مالك شبال أنها تتعلق ببلاد تدين بعقيدة تدعي الإسلام، تستمد تعاليمها من كتاب مقدس هو القرآن الذي تناول ظاهرة العبودية في 25 آية قرآنية موزعة علي 15 سورة، ولا يتردد في الإضافة أن القرآن لم يذهب أبدا إلي حد التنديد بها بشكل قاطع. وكتب أن إلغاء الرق في الإسلام يتوقف فقط علي المبادرة الشخصية التي يمكن أن يقوم بها السيّد تجاه عبده ، وأن القرآن لم يكن إلزاميا في هذا المجال. ليستخلص قائلا إن هذا الغموض هيكليٌ في المقاربة القرآنية، حيث أنها تشجع فاعلي الخير (علي العتق)، لكن دون التشدد مع الذين لا يفعلون شيئا . وشدد الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا علي أن العديد من الآيات القرآنية تؤكد علي دونية العبد أمام سيده في تأكيد منه علي ظلم هذا النص المقدس لشريحة واسعة من البشرية. أوضح مالك شبال في الوقت ذاته أن الخليفة عمر بن الخطاب شرّع قانونا يمنع استعباد المسلم للمسلم، لكنه يؤاخذ علي هذا التشريع الخاص بالمسلمين فقط، الذي سنه خليفة أبي بكر الصديق، فتحه الآفاق أمام استعباد المسلمين لغير المسلمين من إفريقيا وأوروبا وبقية العالم. وتحدث شبال عن آليات أخري في الإسلام ساهمت في الحد من ظاهرة العبودية، كضرورة عتق العبد الذي يعتنق الإسلام، ولو أنها، علي حد قوله، لم ترق إلي الدعوة إلي إلغائها بشكل قاطع ونهائي. بالعكس يؤكد الباحث الجزائري أن كبار الأعلام والمثقفين المسلمين أنفسهم لم يترددوا في امتلاك العبيد. ودون مواربة أو مجاملة، قال مالك شبال مستغربا: إذا كانت السلوكات الدينية في الغرب قد وقفت في صف النضال من أجل إلغاء الرق واستعباد الإنسان منذ القرن 19م، فإنه لم يسمع أي داعية من دعاة قناة الجزيرة يندد بهذه الممارسات . واستنكر شبال بشدة، عبر صفحات كتابه التي تقارب 500 صفحة، الظروف التي وصفها بـ اللاإنسانية ، التي عاشــها العبيد عند المسلمين، والتي ذكر من بينها الاستعباد الاقتصادي والنفسي والجسدي في آن واحد، مشددا علي الاستغلال الجنسي، سواء تعلق الأمر بالغلمان أو بالجواري أو حتي بالخصيان، مستندا إلي كتب الرحالة المسلمين والأدبيات الإسلامية في هذا المجال، بما فيها كتاب ألف ليلة وليلة . أما أبشع ما في الاستعباد، بالنسبة للكاتب، فهو إخصاء العبيد، ذو الكلفة البشرية الباهظة، المستوحي من الحضارة الصينية، التي قال عنها شبال إنها أول من ابتدع هذه الظاهرة وأشاع استخدامها داخل الإمبراطورية الصينية القديمة قبل انتشارها وانتقالها حتي إلي بعض البلدان الأوروبية كإيطاليا. وذكر أن ذلك كان يجري عادة علي مراهقين وينتهي بموت أغلبهم لأن العملية عالية المخاطر من الناحية الصحية. النزعة النقدية القاسية والمباشرة للقرآن، وليس للمسلمين فحسب هذه المرة، عكس عادة مالك شبال، أدت بالعديد من قراء كتاب العبودية في دار الإسلام إلي الخروج بالانطباع أن شيئا ما جوهريا تغير في استراتيجية تحليل مالك شبال للظاهرة الإسلامية من جهة، وأن كتابه الجديد يقول، من جهة أخري، وبوضوح، أن القرآن هو سبب كل المآسي التي لحقت بالملايين أو مئات الملايين من البشر ضحايا الاستعباد خلال القرون الماضية. وترك الكتاب نفس الانطباع علي المستوي الإعلامي كما تبيِّن ذلك مطالعة عدد من الصحف والمجلات الفرنسية التي تعرضت لـ العبودية في دار الإسلام ، حيث علقت إحداها بعد عرض تفاصيل المقاربة الشبَّالية مستخلصة: إذا كانت بعض الآيات قد تبدو غامضة فإن الاتجاه العام للقرآن يصب في صالح العبودية . ورغم ما بدا من شبال من قسوة في تقييمه لدور العالم الإسلامي في إشاعة العبودية ماضيا وحاضرا إلي درجة الشعور عبر صفحات الكتاب بأنها شر إسلامي هيكلي، إلا أنه لم ينس أن يذكر في أحد مقاطعه أن العبودية هي الممارسة التي يشترك فيها كل سكان الكوكب الأرضي وأنها ظاهرة بشرية عالمية . ونظرا لحساسية الموضوع والأحكام والانتقادات الشديدة التي عبَّر عنها إزاء الإسلام والمسلمين، ولِوعْيه أن لمواقفه كمسلم وقع مختلف ، علي حد قوله، عن وقع الكُتَّاب الغربيين غير المسلمين، توقَّع مالك شبال ردود فعل حادة علي كتابه. لذلك قال في موقف استباقي لأي تهديد قد يستهدفه إنه لا يخشي الفتاوي التي قد تستهدفه، لأنه لا يسب الإسلام ، علي حد تعبيره، بل هو مؤمن أنه يدافع عنه . وندد بـ نفاق كل الذين ينسبون أنفسهم للإسلام الأكثر نقائية وفي نفس الوقت يضربون عرض الحائط بروح هذا الدين بفرضهم العبودية علي الآخرين وأضاف أن كتابه بيان وصرخة حرب ضد هذه الممارسات . .
    جــســــــــــور
    المجلة الدولية لعلوم الترجمة واللغة
    المراسلة :
    traductionmagazine@gmail.com​
يعمل...
X