كتاب جديد[ أسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فتحى حسان محمد
    أديب وكاتب
    • 25-01-2009
    • 527

    كتاب جديد[ أسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم]

    المقدمة
    الحمد لله رب العالمين الذي منحنا وأفاء على عبد من عباده بقبس من نوره ليكون سببا لمن يهدى إلى صراط الله الذي له ما فى السماوات وما فى الأرض ويهتدي إلى الذى تصير الأمور إليه عاجلها وآجلها 0 فأطاع وتدبر، وفكر وأمهر، وفهم وأعمل، واستوعظ ووعظ ، وأنْعِمَ عليه فتنعّم ، وتضرع واصطبر، فنعم المُلهِم وسعد المُلَهَم 0 والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبع هداه إلى يوم الدين ، اللهم إنا نشهد أنه أتم الرسالة بكمال علمه ، وأدى الأمانة بكمال خلقه ، ونصح الأمة بتمام إخلاصه ، وكشف الله به الغمة فنعم الكاشف والمكتشف، وعظُم القائد وحسُن المقتدى ، عليه الصلاة إلى يوم الدين ، وأتم التسليم إلى يوم أن نلقاه شفيعا عند عرش الرحمن الرحيم 0 الذي منّ علينا ورأيناه فى المنام العظيم ، فى يوم من أيام الأشهر الحرم ، ذي الحجة والحجيج يفيضون عند المقام ، فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة إلى يوم أن نلقاه فى الميقات المحدد المعلوم0
    إن القرآن العظيم معجزة الله لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وللناس والعرب خاصة لأنه من كلامهم وبكلامهم ، والقرآن هو كنز ثمين مليء بالجواهر، فمن يمن الله عليه ويرضى عنه يفتح عليه بفتح من عنده ويشرح له صدره وينير له بصيرته ، ويفتح له قلبه ليلقى فيه جوهرة مكنونة من القرآن العظيم الذي فيه من كل مثل وهو صالح لكل زمان ومكان ، وفيه مالا يخطر على البال، ومالا تدركه القلوب والعقول والأبصار، إلا من أذن له الرحمن ، وألهمه بنور من عنده ليعرف جوهرته من ذلك الكنز ويأخذها ، وإنني بفضل الله عثرت على منحته وهبته لى ، وعرفت طريق جوهرتي ، وأمسكت بتلابيبها وأخرجتها- بإذن من الله - للناس فى هذا الكتاب الذى سبقه أول بعنوان أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم ، حجر الزاوية القوى والبنية الأساسية لهذا الكتاب علم القصة الفعلية الدرامية المشاهدة المكمل لعلم نوع القصة الأول علم القصة القولية الروائية فى كتابى السابق ، ولا غنى عنه للفهم والتعرف على الأدلة التى بنيت عليها البراهين التى أوردتها هنا ، ولم أذكر الأدلة لسابق ذكرها ، الكتابان اللذان أعدهما درة من درر كنز الرحمن القرآن المجيد ، وأتمنى من الله كما هداني وأنار بصيرتي وجعلني أستطيع أن أصوغ هذه الجوهرة من تعريف لأنواع القصص ، والفرق بينها ، وأصولها ، ومكوناتها ، وقواعدها ، وأسسها ، وقوانينها ، ومعاييرها ، وشروطها ، وأهدافها ، والوصول بالقصة إلى درجة من درجات الكمال ، وتصبح بها علما كاملا يستفيد منها أصحاب الشأن من المؤلفين بكل أنواعهم الذين اختلط عليهم الأمر وذهبت عنهم الفطرة السليمة التى كانت تحضهم على الإبداع السليم ، ولكن لاحتراف الكتابة والشهرة وبعض الأغراض الخبيثة لبعض النفوس المريضة الضعيفة صار الإبداع يخالف الفطرة السليمة ويخالف أوامر الله ونواهيه ، ويتجاوز وعده ووعيده إلى وعد الناس وجنتهم ومطالبهم لا إلى جنة الله ورضوانه ؛ بادعاء باطل أن الجمهور هو ما يحدد اتجاه الإبداع وكيفيته ، وهو ما منّ الله به علينا نريد تصويبه ليكون إبداعا يوافق شرع الله باليقين للقلب، وعقيدة ونموذج إجابة لعقل القلب ، والفهم والربط لعقل المخ وإجباره لحكم عقل القلب،
    كم كنت قلقا بشأن هذا الكتاب ، ولكن الله منّ علىّ وطمأنني ، فمن يرى الرسول محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد رأى الحق ، عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم يقول : " من رآنى فقد رأى الحق ، فإن الشيطان لا يتكوننى " عن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :" إذ اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وما كان من النبوة فإنه لا يكذب0 [ رواه البخاري ومسلم ] ولذلك بعون الله وحمده اطمأن قلبي ، وسيطمئن لرأى شيوخنا وعلمائنا وأساتذتنا المستنيرين من أنهم سيرون فى هذا الكتاب الحق لما يمكن أن يسير ويكتب على هديه المؤلف وأيضا الناقد الذي سيجد فيه علما تاما كاملا للقصة لما يجب أن تكون ويستطيع أن يكون لديه منهج علمي يتخذه مطية للنقد الصحيح الحسن الذي لا يستطيع أن يعارضه أو يرده أو يعلق على نقده أحد 0
    ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ [ ص ] إنه القرآن الكريم كتاب أنزله الله مباركا على قلب سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لنفكر نحن جميع المسلمين في آياته ، ونعمل بهداياته ودلالاته ، وليتذكر أصحاب القلوب السليمة التى لا يزال بها عقل القلب يحكم ويعرف الحلال من الحرام ولا تزال عقول أمخاخهم مطيعة مستجيبة لحكم عقول قلوبهم ما كلفهم الله به ، لم يخص الله أحدا من خلقه دون الآخر بهذا التدبر والفهم لآياته ، ولم يجعلها حكرا على أحد من عباده لفئة معينة منا، بل الجميع له نفس الحق فى التدبر والفهم حسب ما يمن الله على كل واحد ما يستطيع فهمه ، حتى يجعل القرآن متجددة معانيه إلى أن تقوم الساعة ، لا مقصورة معانيه وهديه على ما جاء به كبار المفسرين والعلماء ، وإلا ما صار فى القرآن إعجاز وهو الذي تحدى به العالمين إنسهم وجنهم ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ [الإسراء] ولذلك تكون حكمته من أنه لم يقصر الدعوة والفهم له حكرا على أحد من خلقه ، إذن الدعوة عامة لنا كل العالمين ونحن المسلمين أولى 0 وعرفنا من علمائنا وشيوخنا وخطبائنا وما درسناه وما درجنا عليه من أن القرآن كتاب جامع مانع فيه أخبار ما قبلنا وما بعدنا ، وفيه القصص العظام والعبر النافذة لأولى الأبصار والقلوب والعقول السليمة ، ولذلك عندما قرأت كتاب (فن الشعر) لأرسطو وما قرأته لشراحه ومن تناولوه ومنهم الدكتور إبراهيم حمادة ، وغيره من القدماء والمحدثين حيث أجمعوا على تفرده فى علم الدراما ، وقالوا : ما من كاتب ولا مفكر ولا مبدع منذ أرسطو إلى الآن ما استطاعوا أن يغيروا أو يضيفوا أى إضافات للأسس التى أوردها ، وحتى من ابتدعوا وجددوا مثل أبسن كما قال الدكتور فوزي فهمى لم يخرج فى إبداعه وقواعده الجديدة عن قواعد وأسس أرسطو واستقى منها الكثير ، حتى وإن اختلف معه فى بعض الأحيان إن ما أبدعه أرسطو عد كلماته الشراح والدارسون بالكلمة والحرف ، وهو ما بعث فى نفسي الغيرة وأشعل فى قلبي الحمية ، وفى عقلي تحدى هذا الرجل الذي لم يستطع أحد أن يأتى بمثل ما أتى ، ولذلك قلت فى نفسي إذا كان معشر المفكرين والفلاسفة والكتاب والدارسين والشراح وغيرهم لم يستطيعوا أن يأتوا أو حتى يضيفوا أو يعدلوا أو يغيروا ، فإن التحدي يكون بما هو أكبر من أرسطو ؛ أستطيع مواجهته – ونحن جميعا – نمتلك كتابا جامعا مانعا معجزا هو كتاب الله القرآن الكريم ، وأخذت اسأل نفسي هل أورد الله أسس الدراما فى القرآن الكريم ؟! سؤال بدا غريبا ، وليست الغرابة منى ولكن الغرابة من كل ما عرف منى بما يدور فى خلدي ، حتى إنى وجدت نفسي معارضا معارضة شديدة وقوية ، واتهمت بالجنون لمجرد الربط وليس حتى المقارنة بما جاء فى كتاب أرسطو وما جاء فى القرآن الكريم ، وعندما وجدت هذه المعارضة التى لم تعطني فرصة لأبوح بما جاء ودار بفكري ووقر بقلبي من أن إيماني بأن القرآن لا يستطيع أن يأتى بمثله أحد وأن به كل شيء ، حتى إن بدت الصورة من الوهلة الأولى أنه لا يوجد فى القرآن شيء من أسس الدراما ، أخذت أفكر وأفكر وأراجع نفسي فترة تجاوزت خمس سنوات ، وأمسكت عما أنا فيه عن الناس الذين يعرفونني ، حتى كان شهر رمضان فوجدتني مدفوعا بقوة هائلة تدفعني لعقد المقارنة والولوج إلى متن القضية دون اعتبار لأحد ، وبدأت الأبواب تتفتح أمامي بابا وراء باب ، ولم أجد للدراما بابا يفتح بعد ، وكانت البداية أن ذهبت إلى غير ما أريد لأجد أرضية مشتركة أنطلق منها ، فكانت قصص القرآن التى حتمت علىّ أن أدرس وأستخرج كل ما يتصل بالقصة ثم بعد ذلك يفعل الله ما يريد ، وكانت البداية بالقصة النموذج الفريد الكامل التام قصة سيدنا يوسف فى سورة يوسف ، ومنها توصلت إلى نوعين من القصة حيث القول شىء والفعل شىء آخر ، ومن هنا اتضح نوعا القصة ، حيث الأولى قصة قولية أداتها القص وهى تخبر عن الماضى ، والماضي لا يعود إلا قولا ، وقصة فعلية لا تتحقق إلا فى الحاضر تشبيها أو تمثيلا حال تحققه 0 فبدأت أكتب ولكن الخوف يكبلني بكل ما تعنى الكلمة ، فدعوت الله كثيرا أن يمنَّ علىَّ بعلامة أو إشارة أو أى شيء أستطيع منه إدراك أنني على صواب ، وتمنيت أن تكون العلامة أو الإشارة رؤية سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - وقد انتظرت رؤيته ثلاث ليال حتى منَّ الله علىَّ برؤيته صلى الله عليه وسلم فى الليلة الخامسة فى حوالي الساعة الثالثة والنصف فجرا ، بعد أن انتهيت من الكتابة وجلست ممددا أفكر فيما تفجر أمامي من أمور صعبة ثم بعدها أدخل إلى حجرة نومي ، فأخذتني سنة من النوم وكانت الرؤيا الجميلة التى كانت بردا وسلاما على قلبي ومنها انطلقت ليل نهار فى هذا الكتاب حتى أتمه ، وأتممته والحمد لله على أنى لم أضمنه كل ما رزقني الله به من فكر وفهم ونور لا يكفيه كتاب من ألف صفحة ، إذ قصة سيدنا يوسف لا يكفيها ألف صفحة ، وقصة سيدنا موسى ألفان0 لشرح وتوضيح كيف تم بناء القصة حرفا حرفا وكلمة كلمة ، وآية آية ، وكيفية الربط بين الحدث والآخر – قولية - وبين المشهد واللقطة – فعلية - ببناء محكم معجز0 وللإفادة التى أتعجلها للناس عمدت إلى الاختصار وليكون الكتاب في المتن متضمنا علما كاملا وتاما لأنواع القصة القولية الروائية ، وأنواع القصة الفعلية الفنية الدرامية ، ومما لن تصدقوه بسهولة لأنه يفوق تخيل أدباء العالم أجمع متحدين ، من أن القصة القولية أربعة انواع : قصيرة ، روائية ملحمية ، قومية ، وينقسمون إلى ثلاثة أصناف : مأسملهاة ، مأساة ، ملهاة ، وإلى ثلاثة عشر وصفا : الأخلاق ، السلوك ، المعاناة ، الشخصية ، القومية ، القيم 0 والشخصية السوداء ، والعظيمة ، والإلهية 0 والقومية السوداء ، والعظيمة ، والإلهية ، والملهاة 0 والقصة الفعلية الدرامية تتنوع إلى ثلاثة انواع رئيسية ، ويصنفون إلى ثلاثة عشر وصفا ، سنعرفهم بالشرح والتفصيل فى هذا الكتاب 0 كل ذلك تتضمنه سورة يوسف التى تروى قصته ، إنه إعجاز الله القرآن الذي لا يستطيع الإنس والجن أن يأتوا بآية من مثله ، إن مكمن الإعجاز ليس فقط فى التعبير اللغوي البليغ فحسب إذ من الممكن أن نأتي بجملة بليغة تشبهه ، ولكن ذروة الإعجاز فى القدرة الكامنة فى الكلمة فيه لها حياة وقوة من التنفيذ والإحداث والوقوع الفعلي يتحقق على أرض الواقع وتشهده بنفسك وفى نفسك وتراه رؤى العين وسمع الأذن وإدراك القلب وإفهام عقل المخ ؛ لأن مصدرها هو العالم بكل شىء والقادر عليه وأمره بين الكاف والنون ، بينما يظل كلام البلغاء منا كلاما فقط يفتقد قوة التنفيذ والإحداث والتغيير والإجبار لا فينا ولا فى غيرنا ولن تدب فيه الحياة على الإطلاق آجله أو عاجله سوى أن يكون تمثيلا لا حقيقة ، وتأثيرة وتغييره وإحداثه يكون لشفاء الروح فقط بدون تفعيل متحقق للجسد سوى معافاته0
    ونحن نريد لأدبنا الدرامي الذى صار بحكم الواقع هو ديوان العرب الحديث فعلا، لا زمن الرواية المقروءة كما قال الدكتور جابر عصفور ، بل نحن فى زمن الرواية المشاهدة لأن لها الغلبة والحظوة والسطوة ؛ ولأن العرب لا يحبون القراءة بصفة العموم والكثير منهم أمي ، وقد فطروا وجبلوا على حب الحكي المسموع أكثر من المقروء ، وعندما صار الحكي مشاهدا أخذ ألبابهم وسحر قلوبهم حيث وجدوا ضالتهم بما يشتاقون إليه من اليسر والسهولة والتسلي والتفريج والتسرية ، ونحن نريد له أن يتسيد سواء كان روائيا أو دراميا على أن يكون مغايرا لما سبق من أدب الأقدمين الذين كتبوا وأبدعوا حسب الفطرة السليمة لبعضهم ، ولحقهم آخرون تغيرت فطرتهم بتحرر مفرط تجاوز حدود وأهداف الأدب النبيل المثبت للقلب على الطاعة ، ولم يكن لديهم علم تام كامل للقصة يكتبون على هديه ومعايير يسيرون عليها وأصول يهتدون بها ، وقوانين يتحاكمون إليها ، ومكونات يستندون عليها ، وأسس تعينهم على الصواب والحسن والتعمق ، نريد للدراما أن تكون أدبا جديدا مبنيا على علم دقيق شامل يحتويه هذا الكتاب الذى بين أيديكم وجاء فيه فصل الخطاب الذى يختلف العالم كله فيه ولم يحسمه الحسم التام منذ أرسطو حتى الآن ؛ نتيجة فقدان الدليل الحازم الذى لم ينتبه ولم يتأمل ولم يهتد إليه فلاسفة المسلمين على وجه الخصوص ، بمثل ما هداني الله إليه وهو بين أيدينا نتلوه آناء الليل وأطراف النهار ونزين به الأمكنة ونتشرف به ، أدب لا يختلف حول قواعده وأسسه وقوانينه وأصوله وأهدافه أحد ، ولا يحتار فى مقاصده الكلية ولا نهاياته المطلوبة النفعية أحد ، مستندين على علم من كلام رب العالمين منزله وقاصه على أفضل رسله ، الذى خلق الإنسان وفضله وميزه عمن خلق ، وهو جل اهتمامنا ومناط عنايتنا ومقصد عملنا وقبلة اجتهادنا ، لما نريده من صلاح وهدى كامل لمن يكتب وعلاج نافع شاف للروح لمن يكتب لهم ، مثبت للقلوب على التقوى والطاعة لله ، ملزمة هادية منيرة راشدة دالة محرضة مقننة للعقل من حريته الكاملة التى يتمتع بها التى إن تركت على حالها وعنفوانها تورده مورد المساءلة والحساب العسير من الله خالقه ومحاسبه ، ومده بعقل المخ مناط الحساب والاختيار ، وعقل فى القلب حكم لكنه يتغير وينسى ويتقلب ولذا يحتاج إلى الثبات والتذكر والعبرة ، ليظل على ثباته على الطاعة والهداية والتقوى وليكون بحق حكم على إفراز عقل المخ ملزم وهادٍ وحاكم له ، وهى من موجبات القص المتكرر المتجدد التى تعين العقل على التذكر والاتعاظ والنصح والالتزام ، وتعين القلب على القوامة والتثبيت على الصواب والإيمان والصلاح للحكم 0
    إن الأدب الدرامي الذى نبتغيه تسمعه الأذن وتراه العين ويعيه القلب ويدركه العقل فهو أقوى تأثيرا ومدا ، وأشد حسما وصدقا ، وأوسع انتشارا وفعلا ، وأحسن سطوة وجذبا ، واجل هدفا وعظما ، وأكثر دويا ونفعا ، لامتلاكه أدوات التأثير القوى التى تسيطر على الآذان والأفئدة والأبصار مراكز الإدراك ، وهى أدوات الوعي أيضا لأنها تقدم ما أدركته لعقل المخ ليفعل هذه المدركات ويخرج بالعبرة المرجوة والهدف المطلوب والعظة المأمولة ، محركات مشاعره وأحاسيسه وعواطفه أجهزة الاستقبال الخارجية وأدوات الأجهزة الفاعلة الداخلية التى تتحكم فى الروح ، وتكون مكمن قوته وعلاجه وقوامه وصحته وتقدمه ورقيه وابتكاره وطاعته من تثبيت القلب ، وهداية للعقل فلابد من التوظيف السليم ، والنهج الحسن المليح ، والقوامة الراشدة الدالة الهادية المنيرة حتى تؤتى أكلها الطيب وثمارها النافعة التى تعيد الوعى وتنير البصيرة وتستنفر الطاقة وتحقق التعلم الذى ينفر منه الجميع ، وينشر المعرفة لتعين الجميع على اكتشاف دروب الحياة الصعبة لتيسرها علي غير القادرين على إدراكها لجهلهم وأميتهم وكسلهم وتواكلهم وتعالج ما فسد وما استجد من قضايا ، وتؤرخ بموجبات طباعها لزمن وقوعها غير ملتزمة بتاريخ متتابع منظم تخبر بكل ما يحدث حسب ما يقع ، فهذا ليس من شأنها بل تحمله فوق أكتافها عبئا زائدا عن حاجتها ومقتضيات وظيفتها المعالجة للنفس من أدرانها وأمراضها ومثبتة للقلب ومسرية للروح ، وبجميعهم تكون سبيلا من سبل النهضة والتقدم والوعي تعين المؤسسات الأخرى لنرتقي ونتقدم 0 ولكن الأدب الدرامي يعيبه عدم استدامة وخلود منتجه وضعف لغته ، وهى نقيصته التى نريد لها درجة كبيرة من الكمال ، أن نستعيضها ونكملها بثراء المنتج وتحكمه إلى نهج عقيدتنا الوسطية السمحة ، والتجويد والتحسين للغته بشرف التمسك ببعض الفصحى التى تتخلل العامي ، بقرآن كريم ، وحديث شريف ، وقول مأثور ، وشعر موزون ، وقول حكيم ، وعبارة فيلسوف وكثرة العرض الجديد المتغير يعوض الاستدامة والخلود0
    والله الموفق لما فيه الخير والصلاح
    فتحى حسان محمد
    يباع لدى مكتبات :
    مدبولى [ ميدان طلعت حرب]
    الآداب [ميدان الأوبرا ]
    بدرخان [شارع استديو الأهرام]
    التعديل الأخير تم بواسطة فتحى حسان محمد; الساعة 31-05-2009, 20:32. سبب آخر: خطأ
    أسس القصة
    البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية
  • على جاسم
    أديب وكاتب
    • 05-06-2007
    • 3216

    #2
    [align=center]السلام عليكم

    مبروك أخي الأستاذ فتحي صدور هذا الكتاب

    وإن شاء الله من نجاح إلى آخر بعونه تعالى

    كنت اتمنى منك أن تقدمه هنا على شكل حلقات كي تعم الفائدة ما رأيك ؟

    تقديري [/align]
    عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
    يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
    فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
    فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

    تعليق

    • فتحى حسان محمد
      أديب وكاتب
      • 25-01-2009
      • 527

      #3
      الأستاذ الفاضل النبيل / على
      اشكرك من كل قلبى على تهنئتك الرقيقة ،
      ومتابعتك الحصيفة لطرحنا فى كل مكان
      وهو مجهود جبار تشكر عليه
      ويا ليت من يريدون التعلم يمرون عليه
      ولكن يبدو أن الجميع مبدعون ومفكرون ولا يشق لهم غبار
      مع أنى فى الكثير من الأحوال اره غير ذلك ولا يستحق الثناء كما نرى ونقرأ
      ولكن لكل واحد حظه
      فى الحديث : (لأن يهدى بك الله رجلا خيرا من حمر النعم )
      أسس القصة
      البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

      تعليق

      • معاذ أبو الهيجاء
        عضو الملتقى
        • 31-10-2008
        • 61

        #4
        عسى أخي أن تطرح علينا فهرس الكتاب و المباحث التي تعالجها لعلك تنتفع برأينا و بارك الله فيك فلا نقدر أن نحكم على الكتاب حتى نستعرض ما جاء فيه

        تعليق

        • فتحى حسان محمد
          أديب وكاتب
          • 25-01-2009
          • 527

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة معاذ أبو الهيجاء مشاهدة المشاركة
          عسى أخي أن تطرح علينا فهرس الكتاب و المباحث التي تعالجها لعلك تنتفع برأينا و بارك الله فيك فلا نقدر أن نحكم على الكتاب حتى نستعرض ما جاء فيه
          م المحتويات
          المقدمة ........................................ 1

          الفصل الأول
          التمهيد والافتتاح.............................9
          3 ما الفعل الحقيقى........................ 12
          4 أصل الفعل الحقيقى.................... 14

          5 الفصل الثانى
          أصل الفعل الدرامي المشاهد
          6 تعريف القصة الفعلية الدرامية المشاهدة 48

          7 الفصل الثالث
          القصة الفعلية المأسملهاة
          8 مفهوم المأسملهاة فى القرآن ........... 52
          9 تعريف القصة المأسملهاة ............................... 80

          10 الفصل الرابع
          أسس القصة ...............................
          11 البداية........................................... 92
          الابتلاء.......................................... ........ 100
          13 الزلة.............. 105
          14 العقدة ................................................ 112
          15 الانفراجة......................................... .......... 116
          16 التعرف............................................ ... 120

          17 الفصل الخامس
          أصول القصة الفعلية المأسملهاة........................................
          127
          18 الشخصيات.......... الفكر .................................................. . 133
          20 الفكرة .............................................. 134
          21 اللغة ................................................. 138

          22 الفصل السادس
          مكونات القصة الفعلية المأسملهاة
          143
          23 الأفعال ....................................... 143
          24 المكان............................................ ........ 168
          25 الزمان............................................ ...... 172
          الزينة............................................ ...................
          27 المؤثرات الصوتية .................................................. .. 18
          29 الفصل السابع
          قواعد القصة المأسملهاة........................................ ........
          الصراع............................................ .............. الحبكة .................................................. ... 194 التغير............................................ .......... 169 التحول............................................ ......... 199
          الفصل الثامن
          قوانين القصة الفعلية المأسملهاة................................
          السبب والنتيجة .................................................. ..... 201
          34 الحتمى والمحتمل .................................................. .. 202
          35 فعل ورد فعل .................................................. ....... 206

          36 الفصل التاسع
          شروط القصة .................................................. ......
          209
          37 اهداف القصة............................................. ............ 214
          38 أدوات تحقيق القصة .................................................. 215

          39 الفصل العاشر
          أنواع القصة المأسملهاة........................................ ........
          219
          40 مأسملهاة المعاناة .................................................. .... 219
          41 تعريف مأسملهاة المعاناة.......................................... ..... 224

          42 الفصل الحادى عشر
          مأسملهاة السلوك............................................ ...........
          227
          43 تعريف مأسملهاة السلوك ............................................. 235

          44 الفصل الثانى عشر
          أصل المأسملهاة الشخصية ............................................
          237
          45 تعريف المأسملهاة الشخصية .......................................... 259

          الباب الثانى
          القصة المأساة ( التراجيديا )
          265

          46 الفصل الثالث عشر
          مفهوم المأساة من القرآن ..............................................
          265
          47 المعيار المحدد لعظم المأساة........................................... 273
          48 وجها المأساة........................................... ............... 277
          49 احتمالات المأساة الثلاثة........................................... ... 279
          50 التفاسير الأربعة للمأساة .............................................. 285

          51 الفصل الرابع عشر
          أنواع المأساة........................................... ...............
          293
          52 أصل تعريف القصة المأساوية السوداء................................. 293
          53 مفهوم المأساة الشخصية السوداء ...................................... 303
          54 تعريف المأساة السوداء........................................... ..... 312
          55 المأساة الشخصية العظيمة........................................... .. 323
          56 تعريف المأساة الشخصية العظيمة...................................... 326
          57 المأساة الشخصية الإلهية........................................... ... 329

          58 الفصل الخامس عشر
          مفهوم المأساة القومية
          333
          59 تعريف المأساة القومية السوداء............................ 335
          60 المأساة القومية العظيمة ........................... 338
          61 المأساة القومية الإلهية ....................... 339


          الباب الثالث
          القصة الفعلية الملهاة ( الكوميديا )
          343
          62 الفصل السادس عشر
          مفهوم الملهاة من القرآن.......................

          345
          63
          64 الفصل السابع عشر
          أصل القصة الملهاة ........................
          تعريف وأسس الملهاة .................................................
          359
          365

          56 الفصل الثامن عشر
          مسببات الملهاة........................................... ............
          371

          57 الفصل التاسع عشر
          مكونات وقواعد القصة الملهاة........................................
          381
          أسس القصة
          البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

          تعليق

          • فتحى حسان محمد
            أديب وكاتب
            • 25-01-2009
            • 527

            #6
            أسس القصة
            البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

            تعليق

            • معاذ أبو الهيجاء
              عضو الملتقى
              • 31-10-2008
              • 61

              #7
              لا اعرف معنى الدراما هل توضح لي تعريفها لديكم؟

              تعليق

              يعمل...
              X