ورقةٌ من صوّان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عامر عثمان
    إيفان عثمان
    • 29-05-2009
    • 387

    ورقةٌ من صوّان

    ورقة ٌ من صوّان
    عامر عثمان
    ( 1 )
    ها قد أصبحتْ
    ورقة ً من صوّان
    بعد أن غازلها قيصارة الرومان
    الذين تركوا تيجانهم
    تتدلى خلف ظهورهم
    وكذلك فيالق الجيوش المهزومة
    من عصور الممالك القديمة
    وها هو آخر جنود اسبارطا
    ينفخ عليها نحو السحيق
    ( 2 )
    كم مرتْ بين
    نصل المذراة
    مجتازةً كهوف الأزل
    وكم غَافَلَتْ الحقيقي حتى الغبن
    وهربتْ من البذخِ الموحش
    ( 3 )
    في كل لحظةٍ
    يقدمون لها الثياب المترفة
    وما أكثرها
    في الهزيع الأخير من الليل
    فتلهثُ
    من شهوة ٍ
    ( 4 )
    هي تتعرى مرغمة ً
    لكل العابرين
    ولا يتذكرها أحدٌ
    إلا عندما
    تتلألأ قطراتُ العرقِ على خدِها
    راسمة ً دروباً على صدرها البض
    الشهي
    ( 5 )
    تترنحُ بعد مغازلتها
    وتحملُ بقايا ثيابها
    تحاول أن تخفي خارطة جسمها
    المليئةِ بالفوضى
    الهاربةِ
    من الصفقات المستحيلة
    بين أنكيدو وعشتار
    ( 6 )
    ها هي
    تلوحُ بالأملِ في وجه
    المستحيل الجليدي
    كان أحدُهم يغريها
    بالدفء
    وكان أحدهم يغريها
    ببعضِ حبات الديس
    فتعضُ عليها
    مبتلعة ً شوكها الدامي
    ( 7 )
    تضمحلّ
    في كثافة الضباب ِ
    القادم ِ من بلاد الإنكليز
    وتدوخُ
    في زوابع ِ
    مثلث برمودا
    الخرافية
    ( 8 )
    كنتِ تتدلّينَ
    حتى الرمق الأخير
    تقلدين حبات الجوز
    في ثورتها حد التشقق
    لكن دون جدوى
    فما زلتِ
    تلك العاهرة
    على أبواب الليل
    الخائن
    ( 9 )
    ربما كان تمردُ
    الأجاص ِ
    على خارطة الشكل ِ
    كبرياءً
    فلا تميلي مثلها
    حاملة ً بعض التعاويذ
    الغجرية
    أو كفتاة من قوم الغجر
    متباهية ًَ بسنّها الذهبي
    ( 10 )
    لا تشمّري
    عن ساقيك
    بين شجيرات الحرمل ِ والعَرَنْ
    غجرية ٌ
    هي حبات الحرمل
    تحملُ بعض النبوءات
    في تلك الأساور
    المشغولةِ
    على يد تلك الفتيات
    الحالمات بليلة ِ زفافهن
    من فارس ٍ
    يمتطي حصان ( طرواده)
    ولا تخلعي جلد ساقيك
    عند مرورك ِ
    بين شجيرات العَرَنْ المتملقةِ
    حد الخجل
    فلا تُغويكِ
    براعِمُها الطفولية
    ( 11 )
    في تلك الليلة الباردة
    صوت لهاثك ِ تَعَالى
    عند رَجل الثلج الأنيق
    المفتخر ِ بشاله ِ البني
    بين ضمةٍ وعناق
    وعلو ٍ وانخفاض
    حتى توحدت الأنفاسُ و الحركات
    دون شعور ٍ
    ببرودة الطقس الزمهرير
    وتردد َ صوتك ِ بعيداً
    عند تنور الجدّة القديم
    ( 12 )
    تعصرين خمراً
    من حباتِ الخرمة ِ
    والكاكا الدخيلة
    فتلتفّين
    حول حباله الصوتية
    حد الاختناق
    وترتمين قريباً
    من شجرة الكرز الأنيقة
    ( 13 )
    تلملمين أزهار الياسمين
    من السياج العشبي
    وتتدلّينَ على أجنحة القدر المتكبر
    وقبل نضوج التين
    تبحثين عن الأزلي
    في طفرة الصبار
    بعد أن تحدى
    الصخورَ الصامتة حد الجمود
    ( 14 )
    ها قد تربعت ِ
    منذ عصر المعجزات
    الكونية
    كما تربع الأكيد ُ
    على عرش ٍ مغرور ٍ
    يضاهي غرور قوس قزح
    المولود ِ
    من عناق ٍ
    للشمس ِ و حبات ِ المطر ٍ المجنون
    ( 15 )
    لا تغتري بصلابتكِ
    فما زلت ِ
    ورقة ً متدلية ً
    تنوءُ تحت َ ثقل الصوان
    فكل الفرسان طحنوك ِ
    في بيادر العدس
    كلهم طبعوا قبلاتهم
    المرطبة بندى الأنفاس
    ( 16 )
    كن كما أنتَ
    فكل فحولة الجرجير
    لا تغريها
    ها قد عاصرت ِ
    رحلة سمك السلمون
    الأخيرة
    بعد أن تحدى
    قسوة الشلال حد العناد
    هي كانت رحلته الأبدية
    مرتطماً
    بأغصان الشجر المتدلية ِ
    من ثقل أوراقها الصوان
    ( 17 )
    ربما استعاروا أسماءَهم
    من ملاحم (جلجامش )
    وحكاية (أوديب)
    النادم حد العمى
    فكانت أسماءهم
    تتدلى على ظهورهم
    كتلك الحَفَلات المخادعة وراء القناع
    ( 18 )
    لكنّي أنا
    مازلتُ ورقة ً
    خضراء
    وما زلتُ أحضنُ أزهارَ النرجسِ
    التي أخفت مخاضها العنيد
    تلك الأزهار
    الحالمة بثمار الخلود
    الواهية
    وما زال الفصلُ
    أول الربيع

    الرياض / 5 / 2009
    [FONT='Times New Roman','serif'][FONT='Times New Roman','serif']amer1927@windowslive.com[/FONT]
    [/FONT]
  • نجلاء الرسول
    أديب وكاتب
    • 27-02-2009
    • 7272

    #2
    ها قد أصبحتْ
    ورقة ً من صوّان
    بعد أن غازلها قيصارة الرومان
    الذين تركوا تيجانهم
    تتدلى خلف ظهورهم
    وكذلك فيالق الجيوش المهزومة
    من عصور الممالك القديمة
    وها هو آخر جنود اسبارطا
    ينفخ عليها نحو السحيق


    عميق هنا
    ولي عودة أخرى
    بين ثنايا النص الغادق

    تحية تليق أخي الشاعر
    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

    على الجهات التي عضها الملح
    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

    شكري بوترعة

    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
    بصوت المبدعة سليمى السرايري

    تعليق

    • أحمد أنيس الحسون
      أديب وكاتب
      • 14-04-2009
      • 477

      #3
      أهلاً بالشعر
      بحر عميق منذ أسوار الرومان إلى هنا.
      نص جميل ولغة متعددة الدلالة.
      دمت بخير أخي عامر.
      sigpicأيها المارون عبر الكلمات العابرة ..

      اجمعوا أسماءكم وانصرفوا
      آن أن تنصرفوا
      آن أن تنصرفوا

      تعليق

      • نادين عبد الله
        أديب وكاتب
        • 11-04-2009
        • 131

        #4
        وكم من نص جميل أخي يحتاج منا الى أكثر من وقفة لأنه يمتاز بلغة جيدة
        وخيال جميل
        وإبحار في التاريخ
        والخلود الذي لا ينكسر

        تقديري لحرف بهذا الجمال وهذا الثراء


        مودتي

        تعليق

        • نجلاء الرسول
          أديب وكاتب
          • 27-02-2009
          • 7272

          #5
          كلغة تعلو وتيرتها بين فك الحقيقة
          سحبت كرسيا لأجلس وأتأمل المشهد
          الحزين

          تقديري لحرفك الرائع أخي الشاعر الكريم
          نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


          مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
          أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

          على الجهات التي عضها الملح
          لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
          وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

          شكري بوترعة

          [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
          بصوت المبدعة سليمى السرايري

          تعليق

          • الدكتور حسام الدين خلاصي
            أديب وكاتب
            • 07-09-2008
            • 4423

            #6
            لا تشمّري
            عن ساقيك
            بين شجيرات الحرمل ِ والعَرَنْ
            غجرية ٌ
            هي حبات الحرمل
            تحملُ بعض النبوءات
            في تلك الأساور
            المشغولةِ
            على يد تلك الفتيات
            الحالمات بليلة ِ زفافهن
            من فارس ٍ
            يمتطي حصان ( طرواده)
            ولا تخلعي جلد ساقيك
            عند مرورك ِ
            بين شجيرات العَرَنْ المتملقةِ
            حد الخجل
            فلا تُغويكِ
            براعِمُها الطفولية


            مقطع جميل جدا فيه حرص الشاعر على الموضوع وكتب بلغة جزلة ومختصرة بعيدة عن فخ الإطالة
            وهذا لا يعني أنه الأجمل ولكن لكل معجب غاية ولقد أتقنت في رأي البلوغ للذروة الشعرية في هذا المقطع
            شكرا لك
            وإلى جديد
            [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

            تعليق

            • أسماء مطر
              عضو أساسي
              • 12-01-2009
              • 987

              #7
              كنتِ تتدلّينَ
              حتى الرمق الأخير
              تقلدين حبات الجوز
              في ثورتها حد التشقق




              قرأتها في صمت...
              ثم توقفت لأنثر بعض الشعر هنا..


              ها هي تشبه الجليد المرمري..
              و تغري ثوب المخمل بتطريز مداه...
              تتشقق منارات حدسها..
              فتتهاوى جدران الغزل الناضج..
              ثم تعود كالتوت...
              صارخة العطر..


              أوراق الزعتر تغني..
              و عند شرفة مرآتها..
              تتعالى زغاريد الخواتم..
              هي كغيرها من النساء...
              تحلم بسماء تفترش غيمها..
              و تحلم بتعلم التانغو...
              خالية من خلاخل الاستفاقة...


              الليل يكبرها بوسادة...
              هي لن تلبس جلد الهروب...
              حين تصادف بحيرة الحب..
              و لن تبوح باسمها للعابرين..
              كي تبقى امرأة الحطب السائل عن عمره..
              كي تبقى ضاجة بالمواويل..
              و ربوات العرق...




              الشاعر الراقي عامر...
              قصيدة نثرية جميلة ،و لغة فارهة البوح...
              فأهلا بقلمك الرائع بيننا...
              دمت بخير...
              احترامي.
              [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

              تعليق

              • عامر عثمان
                إيفان عثمان
                • 29-05-2009
                • 387

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
                كلغة تعلو وتيرتها بين فك الحقيقة
                المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة

                سحبت كرسيا لأجلس وأتأمل المشهد
                الحزين

                تقديري لحرفك الرائع أخي الشاعر الكريم




                العزيزة نجلاء الرسول
                أهلا بمرورك الجميل هنا كنسمة منعشة في صباح صيفي
                قراءتك أضاءت خبايا الحروف
                لا تغيبي وراء الغيوم كثيراً
                دمتِ متألقة

                تعليق

                • نجلاء الرسول
                  أديب وكاتب
                  • 27-02-2009
                  • 7272

                  #9
                  ( 17 )
                  ربما استعاروا أسماءَهم
                  من ملاحم (جلجامش )
                  وحكاية (أوديب)
                  النادم حد العمى
                  فكانت أسماءهم
                  تتدلى على ظهورهم
                  كتلك الحَفَلات المخادعة وراء القناع

                  //

                  الخديعة
                  وما أرداك ما هي
                  حين تحتسي عقلك
                  وتأكل قلبك
                  وتنام على جثتك

                  شكرا لجمال نصك وروعته العميقة في قراءة تحتضر
                  نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                  مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                  أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                  على الجهات التي عضها الملح
                  لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                  وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                  شكري بوترعة

                  [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                  بصوت المبدعة سليمى السرايري

                  تعليق

                  • عامر عثمان
                    إيفان عثمان
                    • 29-05-2009
                    • 387

                    #10

                    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أنيس الحسون مشاهدة المشاركة
                    أهلاً بالشعر

                    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أنيس الحسون مشاهدة المشاركة

                    بحر عميق منذ أسوار الرومان إلى هنا.
                    نص جميل ولغة متعددة الدلالة.
                    دمت بخير أخي عامر.
                    نعم يا سيدي هي رحلة يمر بها كل إنسان
                    كلٌ يرى دلالة للنص بحسب رؤية خاصة به
                    شكراً لمرورك العميق أستاذ أحمد
                    لك مودتي

                    تعليق

                    • عامر عثمان
                      إيفان عثمان
                      • 29-05-2009
                      • 387

                      #11
                      رد على الأستاذة نادين عبدالله

                      الأخت نادين عبدالله شكراً
                      لإبحارك بين أمواج القصيدة
                      فقد ازدادت عمقاً بمرورك
                      لكِ مودتي

                      تعليق

                      • عامر عثمان
                        إيفان عثمان
                        • 29-05-2009
                        • 387

                        #12
                        الدكتور : حسام الدين
                        شكراً لمرورك الأنيق والمترف بالثراء
                        لك مودتي

                        تعليق

                        • الدكتور حسام الدين خلاصي
                          أديب وكاتب
                          • 07-09-2008
                          • 4423

                          #13
                          الشكر موصول لك وهي مسؤولية فعلى عاتقك يقع درب التكميل الشعري فلا تتوقف
                          [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

                          تعليق

                          • عامر عثمان
                            إيفان عثمان
                            • 29-05-2009
                            • 387

                            #14
                            [align=center]
                            دكتور حسام الدين
                            شكراً لمرورك الماطر هنا وهناك
                            مواسمنا تفاحٌ وكرز
                            لك مودتي ............وتقديري
                            دمت بخير
                            [/align]

                            تعليق

                            يعمل...
                            X