كلمات وجمل في الميزان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ركاد حسن خليل
    أديب وكاتب
    • 18-05-2008
    • 5145

    كلمات وجمل في الميزان

    كلمات وجمل في الميزان
    يكاد لا يمرُّ يومٌ دون أن نسمع في نشرات الأخبار أو نقرأُ في الصـّحف كلمات أو عباراتٍ، تعوّدنا عليها، دون اكتراثٍ كبير لما تعنيه. ولا نسأل أنفسنا أبدًا إن كان استعمالها يضعنا في خانة الخاضعين، التـّابعين، الباصمين، والمؤيـِّدين لكل ما يلقـّننا إياه أعداؤنا. أم أنّ الأمر تحصيل حاصل، وكما يقولون الله غالب، ولا مناص لنا إلاّ باستعمالها شئنا ذلك أو أبينا، و برغم ما تحمله من إكراهٍ لنا.
    من هذه الكلمات، كلمة الإرهاب.
    والإرهاب وصمة، إن التصقت بشخصٍ ما بغض النـّظر عن مكانته المعنويـّة، سواءٌ كان إنسانـًا عاديـًا أو رئيس دولة، يحلُّ عليه وعلى دولته غضب الله، ويطارد، ويعامل بطريقةٍ مبرمجة، ما أنزل الله بها من سلطان. ولا يهدأُ للعالم بال، وتبقى الحكومات على امتداد الكرة الأرضيـّة وعرضها، على رجلٍ واحدة، حتـّى يتم إلقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة. وإن حابت ودافعت دولة ما عن مواطنها الموصوم بالإرهاب، يجتمع مجلس الأمن الدّولي وتؤخذ بحق هذه الدّولة قرارات لها رقمٌ مسلسل، في سلسلة القرارات الأمميـّة. وبناءً على هذا القرار، تقوم الدنيا ولا تقعد، ويمارس ضد هذه الدّولة إجراءاتٍ وعقوبات، أقلـّها المقاطعة الإقتصاديـّة، ناهيك عن الحملات الإعلامية بكافـّة وسائلها المرئية، والمسموعة والمقروءة. غير أنّ هذه القرارات الدوّليـّة لا تعني شيئـًا حينما يتعلـّق الأمر بإسرائيل.
    وتبقى كلمة الإرهاب دون تعريف، ولم يتبرّع لنا أحدٌ ليشرح لنا حدودها ومعناها. وهنا نرى أنّ المقاييس والمعايير التـّي يستعملونها، تختلف حسب المصلحة والمستهدف. فإن كان صاحب الفعل عربيـًّا مسلمًا فهو إرهابي، وعلى الدُّنيا بأسرها محاربته، فتضيق به الأرض على وسعها، ويخشاه كلُّ النـّاس، وينبذوه كي لا يوصموا بما وصمَ به. أمـّا إن أقدم على فعلٍ مماثل غير مسلم، يبرر له ما جنا، ويؤازر، وتقف معه كلُّ الأممِ، كيف لا وهو صاحب الحضارة والرّقي، ولم يقم بما قام به إلاّ دفاعـًا عن نفسه..وطبعـًا الدّفاع عن النفس تسانده كل الشرائع والأعراف السماويـّة. يا سبحان الله، كيف تقلب الحقائق، ويصبح القتيل مدانـًا والقاتل بريء. وما شهدهُ قطاع غزّة ليس ببعيد. فعلاً عالمٌ غريب، لا عدالة فيه لمظلوم.
    وعلى ما تقدّم، يتحدّثُ العالم باسم ما يسمـّى العدالة الدّوليـّة
    وهذه عبارة أخرى نردّدُها كالببّغاوات، كما أرادوها، وأنشئوا لها محاكم، كمحكمة العدل الدّولية، ومحكمة الجنايات الدّوليـّة. غير أنّ هذه العدالة الدّوليـّة تقيس الأفعال بنفس الوسائل التي يقاس بها الفعل الإرهابي، ولذلك دائمـًا تطارد البريء وتبرّئُ الظـّالم. ولنا في قضيـتنا الفلسطينيـّة مثالٌ، لا حقَّ لنا أن نقاتل المحتل، وأيّ فعلٍ مقاوم مرفوضٌ دوليـًّا وجرمٌ نحاسب عليه، بينما ما تقوم به إسرائيل من قتل لبشر، وقلعٍ لشجر، وتدميرٍ لبيوت، حقٌّ مشروعٌ لها، لأنـّها تدافع عن نفسها، والعالم كله يجب أن يقف إلى جانبها. أيُّ عالمٍ هذا الذي نعيشُ فيه؟
    أمـّا عبارة المجتمع الدّولي، تثيرني أيـّما إثارة، وأشعرُ بقهرٍ عند سماعها، وكم تردّدت في نشرات الأخبار، وعلى لسان كل ضالعٍ بالسياسة في البرامج الحواريـّة وفي النـّدوات السياسيـّة، وفي أروقة النـّخبِ المثقـّفة. وكثيرًا ما تساءلت: من أين أتت هذه التـّسميـة؟ من هم أعضاء هذا المجتمع؟ هل نحن العرب أعضاءٌ فيه؟ وإن كنـّا أعضاء، هل نعامل أو نتعامل مع باقي الأعضاء بنفس النـّدّيـّة؟ لا والله، نحن العرب لسنا كذلك، إنـّما يملى علينا، ولا نستطيع أن نحيد قيد أنملةٍ عن ما يرسمه لنا هذا المسمـّى المجتمع الدّولي. كان الله بعون شعوبنا كم تقهر، وتذل، بسبب سوء حاكميها.
    وحين يكون الحديث عن المفاوضات لأجل إيجاد حلٍّ للقضيـّة الفلسطينيـّة، تتردّدُ عبارة الســّلام العــادل، ونرى الجميع يرددها ببراءة المجانين، فنجد كل سياسي وزعيمٍ أو غفير، يطالب بأن ينصف الفلسطينيـّون، بإعطائهم قطعة من أرضهم، يقيمون عليها دولةً ممسوخة، ويطلقون على هذا الحل بالعادل، وعليه يجب أن يقام السـّلام العادل بين الغاصب والمغتصب. أيُّ ظلمٍ هذا، وأيُّ استهتارٍ بالحقوق وبالبشر؟ أمرٌ يدمي القلوب، ويثقل على العقول، لم نعد متأكـّدين ما هو الحقُّ وما هو الباطل. الله أكبر، كم في هذه الدّنيا من ظالمين.
    غير أنّ أشدّ العبارات إيلامـًا لنفسي ، والأكثر فتكـًا في روحي، هي عبارة دولة إسرائيل، نستعملها بإرادةٍ مطلقة، وحرّيـة المستمتع. هجرنا عباراتٍ تربـّينا عليها، شربناها مع حليب أمـّهاتنا، كالكيان الغاصب، الكيان الصـّهيوني، والعدوّ الصـّهيوني. وأصبح هذا العدو عند العرب، دولة إسرائيل. اعترافٌ بهذا الكيان بكل ما في كلمة اعترافٍ من معنى، وكل هذه المناورات، والخداع الذي تمارسه الحكومات العربية، بأنـها لا تعترف بإسرائيل، كذب وافتراء ولا أساس له من صحـّة. الإعتراف موجود، والتـّطبيع مع العدو قائم، وما ينقص فقط هو العلنيـّة. وهذه أيضـًا لن تكون بعيدة، والمياه جارية، ويبقى الأمر مسألة وقتٍ لن يطول. والبوادر بانت، بالمبادرة العربيـّة المعدّلة للسـّلام. أيُّ أمرٍ أقذى من هذا على شعبنا الفلسطيني المكلوم. الله أكبر على الظالمين


  • ركاد حسن خليل
    أديب وكاتب
    • 18-05-2008
    • 5145

    #2
    أستغرب عدم دخول أي عضوٍ في الملتقى، حتـّى ولو زائرغير مسجـّل لقراءة مقالي هذا .
    ألهذه الدّرجة أدب المقاومة مهمل.
    أنا لا أنتظر ردود. يعني على الأقل القراءة !!!
    تحيــّاتي
    ركاد حسن خليل

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #3
      اخي العزيز
      الاستاذ ركاد
      تحياتي
      بالتاكيد الموضوع له قيمته الغاليه وسوف نقوم بتعميمه في النشره البريديه
      لملتقى المقاومه ان شاء الله لهذا الاسبوع
      موضوع استخدام المصطلحات التي وردت في مقالك عن
      الارهاب والصحيح المقاومه او الكفاح المسلح
      العداله الدوليه والصحيح قانون النظام العالمي الجديد
      دولة اسرائيل والصحيح الكيان الصهيوني المغتصب
      السلام العادل والصحيح سلام الاستسلام
      وارجو ان تصحح لي في حال الاختلاف في التعريف
      مع كل التقدير

      تعليق

      • نعيمة القضيوي الإدريسي
        أديب وكاتب
        • 04-02-2009
        • 1596

        #4
        الإرهاب: مصطلح لإعطاء الشرعية من أجل محاربتنا.
        العدالة الدّوليـّة: لا عدالة إلا العدالة الربانية.
        المجتمع الدّولي: مطلح إعلامي لا غير
        الســّلام العــادل: هو السلام الذي خلقناه لنتعايش مع الوضع الراهن
        دولة إسرائيل: أيضا تكريس إعلامي محض حتى نعترف دون شعور بهذا الكيان.

        ياسيدي قديما قالوا إذا ظهر المعنى لا فائدة من الكلام،يبقى علينا خلق إعلام خاص بنا يكرس أيضا مفاهيمنا ويصحح هاته الكلمات ويضعها في ميزان المتلقن العربي.





        تعليق

        • ركاد حسن خليل
          أديب وكاتب
          • 18-05-2008
          • 5145

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب شراب
          اخي العزيز
          الاستاذ ركاد
          تحياتي
          بالتاكيد الموضوع له قيمته الغاليه وسوف نقوم بتعميمه في النشره البريديه
          لملتقى المقاومه ان شاء الله لهذا الاسبوع
          موضوع استخدام المصطلحات التي وردت في مقالك عن
          الارهاب والصحيح المقاومه او الكفاح المسلح
          العداله الدوليه والصحيح قانون النظام العالمي الجديد
          دولة اسرائيل والصحيح الكيان الصهيوني المغتصب
          السلام العادل والصحيح سلام الاستسلام
          وارجو ان تصحح لي في حال الاختلاف في التعريف
          مع كل التقدير
          عزيزي الأستاذ يسري راغب شراب
          تمـامـًا كما ذكرت، تعريفاتك، ما يجب أن يُتداول به من مصطلحات
          وما أتمنـّى أن يعمَّ نشرات الأخبار، وعلى لسان كل ضالعٍ بالسياسة في البرامج الحواريـّة وفي النـّدوات السياسيـّة، وفي أروقة النـّخبِ المثقـّفة، حتـّى تعود لتكون لغة الشـّارع المحكيـّة.
          أشكرك أخي يسري لاهتمامك بالموضوع، وعلى تعميمه.
          تقديري واحترامي
          تحيــّاتي
          ركاد حسن خليل

          تعليق

          • نازك حسين
            عضو الملتقى
            • 10-04-2009
            • 29

            #6
            الأستاذ العزيز
            و
            الأخ الكريم
            ركاد حسن خليل

            رحم الله خالد العظم قال ( الخيانة والعمالة لها لون واحد فقط ) .
            ورحم الله غسان كنفاني قال ( ستصبح الخيانة مجرد وجهة نظر )
            ويقول الكاتب عدنان كنفاني ( نبشتُ في صفحات التاريخ، “القديم، والوسيط” علّي أجد حقبة ما من الحقب التي مرّت بالأمّة العربية تشبه الحقبة التي نعيشها الآن، لم أجد..)
            أرجو أرسال المقالة لنشرها في مواقع أخرى على هذا الأميل لو سمحت
            nazik79h@yahoo.ca
            كل التقدير والأحترام

            تعليق

            • ركاد حسن خليل
              أديب وكاتب
              • 18-05-2008
              • 5145

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نعيمة القضيوي الإدريسي
              الإرهاب: مصطلح لإعطاء الشرعية من أجل محاربتنا.
              العدالة الدّوليـّة: لا عدالة إلا العدالة الربانية.
              المجتمع الدّولي: مطلح إعلامي لا غير
              الســّلام العــادل: هو السلام الذي خلقناه لنتعايش مع الوضع الراهن
              دولة إسرائيل: أيضا تكريس إعلامي محض حتى نعترف دون شعور بهذا الكيان.

              ياسيدي قديما قالوا إذا ظهر المعنى لا فائدة من الكلام،يبقى علينا خلق إعلام خاص بنا يكرس أيضا مفاهيمنا ويصحح هاته الكلمات ويضعها في ميزان المتلقن العربي.
              العزيزة نعيمة القضيوي الإدريسي
              ما أشرتُ إليه باللون الأحمر هو ما يجب أن يكون. والأمر متروك للمثقفين والمبدعين العرب أن ينحو في هذا الإتـّجاه لأنـّهم الأكثر تأثيرًا في المجتمع. ولنبدأ نحن من هنا ومن الملتقى، ونحاول رصد ما قد يكون علق في أذهان بعض كتـّابنا من درن هذه المصطلحات، نضحضها ونعلــّق بما يلزم على كاتبها في مداخلاتٍ جادّة قد تؤتي أكـُلها وتثمر ولو بعد حين.
              أشكر لك عزيزتي نعيمة هذا الحضور وهذه المداخلة الرّائعة الـتـّي تأتي في محلـّها ورفدت المقالة هنا بما يدعمها.
              تحيـّاتي خالصة وتقديري لما أشرتِ به.
              ركاد حسن خليل

              تعليق

              • ركاد حسن خليل
                أديب وكاتب
                • 18-05-2008
                • 5145

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة نازك حسين
                الأستاذ العزيز
                و
                الأخ الكريم
                ركاد حسن خليل

                رحم الله خالد العظم قال ( الخيانة والعمالة لها لون واحد فقط ) .
                ورحم الله غسان كنفاني قال ( ستصبح الخيانة مجرد وجهة نظر )
                ويقول الكاتب عدنان كنفاني ( نبشتُ في صفحات التاريخ، “القديم، والوسيط” علّي أجد حقبة ما من الحقب التي مرّت بالأمّة العربية تشبه الحقبة التي نعيشها الآن، لم أجد..)
                أرجو أرسال المقالة لنشرها في مواقع أخرى على هذا الأميل لو سمحت
                nazik79h@yahoo.ca
                كل التقدير والأحترام
                العزيزة الغالية نازك حسين
                مرورك على النـّص أضاءه، ولا تعقيب على الكلمات التي نقلتِ عن هؤلاء العمالقة، خالد العظم، غسان كنفاني، عدنان كنفاني.
                أعاننا الله على أن نبطِل كلّ ما يحاول الأعداء محاصرتنا به من فكر دخيل، ومصطلحات تجعلنا في صف المستسلمين لجبروت الغاصب.
                شعوبنا أقوى من الجلاّد ولا بدّ أن النـّصر حليفها طال الزّمن أو قصر.
                المقاومة الفلسطينيـّة لم يخمد أُوارها ولا زالت على أهبة الإستعداد لأن تكيل الصـّاع صاعين لأعدائها.
                وكذا المقاومة العراقيـّة، تسطـّر كل يوم مجدًا جديدًا وتعطي دروسـًا في الفداء والتـّضحية، وسوف يأتي نهارٌ تعود بغداد فيه إلى مكانتها، ويعود العراق إلى أهله. هذا هو الشـّعب العراقي، ولنا في التـّاريخ عبر، حتـّى ولو غمَّ على الحاقدون.
                تحيــّاتي وتقديري لك عزيزتي، وأشكرك لنقل المقالة ونشرها في أكثر من موقع من مواقع المقاومة.
                دام حبر يراعك، يسـطـّر الحرف المقاوم.
                ركاد حسن خليل

                تعليق

                يعمل...
                X