حديث في ‬علم الأنظمة والمعلوماتية ..مع الخبير الدكتور فوزي محمد بن علي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الفيتوري الصادق
    عضو الملتقى
    • 08-11-2008
    • 13

    حديث في ‬علم الأنظمة والمعلوماتية ..مع الخبير الدكتور فوزي محمد بن علي

    حديث في ‬علم الأنظمة والمعلوماتية ..
    مع الخبير الدكتور فوزي محمد بن علي

    حاوره: الفيتوري الصادق


    ثلاثون عاماً أو تزيد قضاها الأستاذ الدكتور فوزي محمدبن علي باحثاً وقارئاً ومتعمقاً في علم يقل فيه المتخصصون العرب نظراً لصعوبته ولدقته وكذلك لحداثته عالمياً..
    تنقل بين الجامعات والمؤسسات الإنجليزية والأمريكية والليبية والمالطية باحثاً متفحصاً ومستكشفاً بحب كبير للمجال الذي اختاره "علم الأنظمة والمعلوماتية" وبإيمان عميق بضرورة تطويع هذا العلم لمتطلبات المجتمعات العربية واحتياجاتها المنظوماتية..
    العلم الذي تميز فيه ضيفنا بأبحاثه فرشحته أعرق الجامعات البريطانية عام 1983ف لدراسة وتعميق نظرية النظم المعقدة وهيكليتها التي صاغها الباحث الإنجليزي ستافردبير STAFFORD BEER "إدارة الأنظمة الحيوية في جسم الإنسان" والتي قامت على سؤال "كيف يستطيع نظام معقد مثل جسم الإنسان أن يدير نفسه بنفسه دون وجود مدير داخل جسمه"، وهنا كانت الإضافة الجادة لضيفنا، حيث كانت الإجابة إعجازاً علمياً قرآنياً ومنجزاً حضارياً تلخص في الآية القرآنية "والسماء رفعها ووضع الميزان" التي أذهلت الباحثين الإنجليز وفتحت لهذا العلم آفاقاً جديدة ولمعرفة المزيد عن هذا المنجز العلمي كانت لنا هذه الوقفة مع الباحث الليبي والخبير الدولي الدكتور فوزي بن علي سائلينه في البداية أن يقدم لنا بطاقة تعريف موجزة لشخصه الكريم
    - د. فوزي محمد بن علي ... مواليد/ 1954ف متحصل على ماجستير من جامعة تكساس بأمريكا عام 1976ف ودكتوراه في إدارة المعلومات جامعة "ستون ببريطانيا" عام 1986ف لي عديد الأبحاث في "السبرنتيكيه" أو ما يعرف "بعلم الاتصال والرقابة".
    * هل من تعريف موجز لهذا العلم "علم النظم المعلوماتية الإدارية" وكيف نشأ وإلى ماذا يهدف..؟
    - د.فوزي: علم النظم والمعلوماتية الإدارية هو تسخير كافة الإمكانيات للحصول على أكبر قدر من المعلومات لخدمة ومساندة الإدارة من أجل تسهيل وتيسير قراراتها وعملياتها التنظيمية، وتختص نظم المعلومات بمجالات الطب البشري والمكتبات، فيما تختص الإدارية منها "بإدارة المؤسسات بمختلف المجالات الحيوية" ويهدف علم النظم إلى توصيل المعلومة عن وضع الحالة لصاحب القرار سواء إيجابية أم لا، كما تتنوع النظم إلى:"نظم تختص بالأفراد إمكانياتهم .. علاقاتهم ببعضهم وبالإدارة المسيرة، و"نظم أخرى تختص بالمال والأعمال وتتعلق بالمؤسسات المصرفية وماشابهها والكيفية التي تُسيّر بها من الداخل أما عن نشأة "علم النظم والمعلوماتية" فيرجع إلى ماقبل ثورة المعلومات عندما كانت البيانات تعالج وتدقق بطريقة يدوية باستخدام الورق ثم تطورت إثر الثورة الثقنية فصارت تعالج وتنقل إلكترونياً وتدل الأبحاث أن هذا العلم انطلق إثر الحرب العالمية الثانيةوشهد تطوراً سريعاً، ومن الإسهامات الكبرى في مجال تقنية
    الإلكترونات ذاكرة الحاسوب وعلم "السبرنتيكيه""CYBERNETICS" وهو تخصصي الدقيق، ولقد بُعث في الأربعينيات من القرن الماضي ولأول مرة يذكر في 1948ف في مقالة المؤلف والباحث نوريت وايز "NOBERT WIENER" .
    ولقد كان مجال بحثي في رسالة الدكتوراه متعلقاً بهيكلية النظم المعقدة مثل الكيفية التي تتم بها عملية الإدارة في جسم الإنسان والأنظمة الحيوية إذ نلاحظ من بداية الخليقة أن الأنظمة الحيوية تستطيع أن تحافظ على هويتها في بيئة متقلبة ومتغيرة، ولقد لاحظ الباحث ستافرد بير STAFFORBBEER الذي قضى أربعين عاماً من عمره في دراسة جسم الإنسان وكان يبحث عن الإجابة على السؤال "كيف يستطيع نظام معقد مثل جسم الإنسان أن يدير نفسه بنفسه دون تواجد مدير داخل جسمه يقوم بهذه المهمة، ولاحظ هذا الباحث أن الجسم مبني على خمسة أنشطةرئيسية تتكرر على كل المستويات بما فيها مستوى الخليّة التي تقوم بالتحكم والتخطيط ووضع السياسات العامة.
    وأذكر هنا أنه عندما عزمت الجامعة الإنجليزية المشرفة حينذاك على التوسع في دراسة هذا المجال كلفت الباحث البرفيسور ستافرد بيير كي يختار باحثين متخصصين من خارج الجامعة فوقع اختياره عليّ بعد أن اجتزت اختبار الترشيح وتفرغت منذ 83 حتى 1986ف للتوسع في دراسة هذا المجال وكانت النتيجة عددا من الأبحاث والدرسات، ولازلت أعمل بهذا التخصص ساعياً إلى تصميم نظم معلومات معقدة بجميع مستوياتها.
    كما أدرس منذ 1986ف مادة إدارة المعلومات في جامعات ليبية عديدة (قاريونس / التحدي / أكاديمية الدراسات العليا بنغازي) ولقد أشرف على العديد من الأبحاث والرسائل الجامعية للطلاب


    * خارج أسوار الجامعات ماذا قدم الباحث الدكتور فوزي بن علي
    - د. فوزي :ساهمت في وضع الأساس لمركز المعلومات باللجنة الشعبية العامة للصناعات والشركة العامة للحاسبات بالجماهيرية كما قدمت العديد من المحاضرات في الموجة الثالثة ( ثورة المعلومات ) لعدد من إدارات المصارف والشركات النفطية بالإضافة إلي قيامي بتقديم استشارات تقنية لعدد من مؤسسات الدولة ذات العلاقة
    وتركز نشاطي في السنوات الأخيرة في تقنية الشبكات العالمية ( الانترنت ) مثل DNS DOMIN NAME SYSTEM ويعتبر جوهر الشبكة المسؤول على انتقال المتصفح من موقع إلى آخر باستخدام تسمية المواقع بدلا من كتابة رقم(IP) ) وهو رقم الجهاز عبر الشبكة التي تقع عليه ملفات الموقع ، فعندما نطلب أي موقع بكتابة عنوانه تتجه تلك المعلومات إلى الأجهزة الرئيسية التي تدله في ثوان على المضيف الذي يستضيف ذلك الموقع ، والمؤسف في الأمر أن تلك الأجهزة تتواجد فقط في أمريكا وأوروبا واليابان وإذا ما توقفت هذه الأجهزة فلايمكن التنقل بين المواقع إلا بكتابة(IP) وهذه عملية شديدة الصعوبة وكان من أولى اهتماماتي بحث سبل وكيفية تمكين الوطن العربي وأفريقياً من وضع أجهزة مركزية على أراضيها تقوم بنفس المهمة ويؤكد أهمية هذا العمل مستقبل التجارة العالمية التي تتحول رويداً إلى الكترونية تتم عبر الشبكة..
    كما قدمت مقترحاً وتصوراً لتعريب الشبكة منذ سنوات وعرضته في عدد من الصحف ووسائل الإعلام ،غير أن غياب الجدية وعدم الاهتمام من المؤسسات الوطنية والعربية الكبرى والافتقار للوعي لدى الجهات الرسمية ذات السيادة والقرار بأهمية ذلك عطّل المشروع بحجة تكلفته العالية والتي لاتزيد على مليون يورو فقط في الوقت الذي نصرف فيه أضعاف هذا المبلغ ويحول كعملة صعبة للحصول على خدمات الانترنت والتأجير والاستضافة من مصادرها الغربية والأجنبية .. كما اهتممت بجانب آخر وهو العمل للقضاء على الصعوبة التي تواجه طلاب الدراسات العليا الليبييون والعرب في هذا المجال بحكم أن أغلبية المراجع مكتوبة بلغات أجنبية (الانجليزية / الفرنسية / الألمانية / الايطالية/الاسبانية) وقد تفرغت في آخر سنتين لتجميع الأبحاث التي تخص هذا العلم وأنجزت دراسة سوف تنشر ضمن منشورات جامعة خليج التحدي بسرت بعنوان (من التوازن إلى الدمعة .. تاريخ علم الأنظمة) وتتضمن هذه الدراسة تاريخ النظريات الأساسية لعلم النظم وأسسه
    ولعلك تسأل ما علاقة التوازن بالدمعة ..؟ وقبل ذلك أجيبك وضع الخالق سبحانه وتعالـى توازناً إلهياً في جميع الأنظمة الحيوية بمختلف أنواعها ومستوياتها والتي من السهل أن يلاحظها أي باحث عن مكونات تلك الأنظمة والمنتجة لعملية توازن دقيق ودائم فيها أما عن معنى الدمعة في العنوان ماينتج من عاطفة متحسرة على فقدان البشرية لمقدرتها على الوصول لتلك المعاني الآلهية بخصوص التوازن ، أما هدف الدراسة فهي لتأكيد الإعجاز العلمي للقرآن الكريم من خلال التمعن في الآية الكريمة " والسماء رفعها ..ووضع الميزان " سورة الرحمن آية .(6)
    * ماهي الإضافة العلمية لهذا الاكتشاف ..؟
    - د.فوز ي: دراسة الأنظمة الطبيعية التي وضع الله فيها أمثل إدارة منظمة لوظائفها ومحددة لأهدافها ومثبتة لتكاملها دفعني للتفكير في إمكانية بناء هياكل تنظيمية باستخدام تقنية المنظومات وذلك من أجل خدمة المؤسسات والمراكز الإدارية المختلفة ومن واقع تجربتي لمست نجاح وفاعلية أداء هذه النظم التي ساهمت في بنائها سواء الاقتصادية الصناعية منها أو المصرفية أو حتى المؤسسات الاجتماعية .
    * هل تجد لهذا التخصص قبولاً واهتماماً في جامعاتنا الليبية والعربية ..؟
    - د.فوزي : على مستوى الجامعات والمراكز العلمية أرى أن الاهتمام متزايد بدليل تدريس هذا التخصص في العديد من جامعاتنا ومعاهدنا المتخصصة ويشهد إقبالاً ملحوظاً من قبل الطلاب.
    أما على مستوى المؤسسات الوطنية والمراكز المعنية فيتزايد الاهتمام تدريجياً باعتماد واستخدام النظم في هيكلياتها والاستفادة منها في رفع مستوى الأداء والحصول على نتائج مرضية ، وأنا بدوري أكثف الجهد لإنشاء جامعة متخصصة في علوم تقنية المعلومات وأدعو المتخصصين العرب للتعاون لإنجاح هذا المشروع
    [COLOR="Blue"][SIZE="5"]((أنا أقرب من الحرف وإن نطق وأنا أبعد من الحرف وإن صمت)) الإمام النفري [/SIZE][/COLOR]
يعمل...
X