من الدراما المصرية إلى الدراما السورية//"مطروح للنقاش"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كوثر خليل
    أديبة وكاتبة
    • 25-05-2009
    • 555

    من الدراما المصرية إلى الدراما السورية//"مطروح للنقاش"

    من الدراما المصرية إلى الدراما السورية: أي تحول؟






    لعل من البديهي القول بسيطرة الدراما المصرية على الإعلام العربي طيلة قرن كامل بكافة فروعها و ذلك لامتلاك الشاشة المصرية من التقنيات السينمائية و الركحية الاستعراضية و لاعتمادها طيلة القرن الفارط على أكبر أدبائها في صياغة مشروع الهوية الذي تخطى بكثير رقعة القطر المصري و لأن امتلاكها للخطاب الثقافي و الإعلامي لمدة قرن كامل خوّلها تقديم منتوجها على أنه الأفضل و الأوحد إلى غير ذلك من الألقاب التي يروجها المشتغلون بالقطاع ذات الطابع الكلياني الشمولي الذي لا يترك مناصا من القول بنسبيّته أو خطئه من قبيل: العمالقة و العظماء و ألقاب السلاطين و الملوك و الأمراء التي تطلق على الغث و السمين و تروّج على أنها حقائق مطلقة لا تقبل التشكيك و إذا كان هذا الالتفاف الكلي حول هذا النوع من الثقافة يطرح ألف سؤال فربّما وجدنا العذر لشعوبنا في إقبالهم هذا باستغلال مصطلح القومية العربية الذي قام به هذا الجهاز الإعلامي الضخم ليواصل لفّ شباكه على العقول العربية و تغييبها بأسماء كأم كلثوم و شخصية السيد عبد الجواد التي اخترعها خيال الراحل نجيب محفوظ و جعلت منها السينما المصرية نموذجا للرجل الشرقي إلى أن أوهمت كل من ينتمي إلى اللغة العربية بأنه شرقي و هذا لا يخرج عن نطاق الاستعمار العربي-العربي الذي يمارسه البعض على البعض الأخر بدعوى امتلاكه الحقيقة المطلقة و قدرته دون غيره على صياغة مفاهيمها و الترويج لها.



    و إذا كان الالتفاف في السنوات الخمس الماضية قد بدأ يتجه نحو الدراما السورية و الإنتاج الثقافي السوري فربّما اعتبرنا ذلك علامة صحة لأننا تفطنا إلى الصراع الطبقي الذي تدور حوله أغلب المنتوجات المصرية و الذي ينتهي دائما بحلول توفيقية يتزوج فيها الخادم الفقير أو الطالب الفقير أو الفنان الفقير بامرأة غنية و السؤال الذي يطرح: هل ما يقدمه الاعلام المصري عن المصريين هو حقيقة ذلك الشعب الذي بنى الأهرامات و طرد إسرائيل من "طابا" أم هو يقدم لنا الحلم و الأوهام لأن ذلك ما يحتاجه باقي الشعوب العربية؟



    إن ما يقال عن الدراما المصرية هو ما سيقال عن الدراما السورية -التي اتخذت منحى ثقافيا أخر هو الاهتمام بمشاكل الشباب و التحول العالمي في منزلة المرأة و وظائفها الجديدة- حين تقع هذه الأخيرة في شرك الاحتراف و المقاولة و ما يقال عن التفافنا حول الدراما المصرية هو ما سيقال عن التفافنا حول غيرها من المنتوجات السورية و المكسيكية و التركية لأن ثقافة العالم الثالث تروّج في كل مرّة بأسلوب مختلف لئلا يملّ السيد المشاهد العربي الذي لا بدّ له من إدمان أي شيء لئلا يفكّر و يقرر ويغيّر...هذا المشاهد العربي الذي صنع وضعه الدرامي بنفسه و لم يجن عليه أحد. و إذا كنا لا نرى من هذه البلدان إلا قشورها كما لا نرى من الغرب إلا قشرته فمتى سنصل إلى اللب و نعرف أن الصورة التي تطل علينا ليست الوحيدة و ننتبه إلى التلف الذي أصاب أسماعنا حتى صرنا مجرد مستهلكين لصورة يتحكم فيها عقل خارجي كبير وهبناه عقولنا و انتصبنا أمام العالم مجرد حواس جائعة ترى فلا تشبع و تسمع فتزداد جوعا و تلتهم فلا تقنع...أ لِأنّ الروح و الفكر حقيقة و أن كل حقيقة يجب أن تكون من انتاج أهلها لتحقق الشبع و تفرز هوية و موقفا من كل ما يحيط بنا؟

    كوثر خليل
    أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره
  • محمد السنوسى الغزالى
    عضو الملتقى
    • 24-03-2008
    • 434

    #2
    ماذا فعلت بنا يا كوثر؟؟

    قد يتشعب الموضوع فاحتاج الى كتابة موضوع آخر على موضوعك!!
    امراض الحقيقة اليقينية والمُطلقة ، هذا هو كبد الداء والعلة يا كوثر..اوهام الهُوية اولا هي التي كرست هذا الخراب الثقافي الذي نعيشه ، وهو تعميم ثقافة بعينها ومكان مُحدد وأورام ذاتية كثيرة ،وتكريس هذا الواقع جعلنا اقل شجاعة منك ربما وبكل شفافية!! ، فطرحك مهم ، لكنه من ناحية اخرى يفتح عليك ابواب الجحيم!! ذلك لان الامور مُتشابكة والرأي الموضوعي يعني لدى الاغلبية هجوم على قطر بعينه!! ،والمشكلة الاساسية ان اشقائنا يظنون ان مصر لهم وحدهم ن رغم ان التاريخ يقول غير ذلك !! وليس بقرار فردي بل بالجغرافيا والثقافة والتاريخ المُشترك ، ساوضح لك بإختصار : ذات مرة شنت الصحافة المصرية هجوما عنيفاً على الفنان نور الشريف لانه مثل شخصية الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي!! لماذا لان هذا الاخير ذات مرة نشر رسماً كاريكاتورياً عن مصر!!ونقد سياسة بعينها يعني لديهم شتم لمصر برمتها بما تحمله من تاريخ عروبي وذاكرة لنا جميعا ، احدهم في تلك الحملة وصل الى حد المطالبة بسحب الجنسية المصرية من نور الشريف!! وقد اصبت كبد يا كوثر الداء فكثير من الاعمال المصرية الجميلة تفسدها هذه الوقفات الوهمية حول الهوية وتجعل من موضوعاتها نشازا بالرغم من قوة النص!!..والموضوع يطول، ولكن دعينا نكون مُنصفين فنقول ان الدراما السورية قد استفادت من هذه ااتجربة وتخلصت من بعض الاورام وهذا طبعا له اسبابه التي يطول الخوض فيها ، فموضوعك يتفرع ويستوعب عدة محاور... سامحك الله ماذا فعلت بنا؟؟ ، اتوقع ان تاتي الرياح عاتية بعد قليل.وتحية لك.
    [B][CENTER][SIZE="4"][COLOR="Red"]تــــــــــــــــــدويناتــــــــــــــــــــي[/COLOR][/SIZE][/CENTER][/B]
    [URL="http://mohagazali.blogspot.com/"]http://mohagazali.blogspot.com/[/URL]

    [URL="http://shafh.maktoobblog.com/"]http://shafh.maktoobblog.com/[/URL]
    [BIMG]http://i222.photobucket.com/albums/dd312/lintalin/palestine-1.gif[/BIMG]

    تعليق

    • محمد السنوسى الغزالى
      عضو الملتقى
      • 24-03-2008
      • 434

      #3
      لاهمية الموضوع وفرادته قمت بعرضه مع الحقوق الادبية للكاتبة في عدة مواقع للنقاش.
      [B][CENTER][SIZE="4"][COLOR="Red"]تــــــــــــــــــدويناتــــــــــــــــــــي[/COLOR][/SIZE][/CENTER][/B]
      [URL="http://mohagazali.blogspot.com/"]http://mohagazali.blogspot.com/[/URL]

      [URL="http://shafh.maktoobblog.com/"]http://shafh.maktoobblog.com/[/URL]
      [BIMG]http://i222.photobucket.com/albums/dd312/lintalin/palestine-1.gif[/BIMG]

      تعليق

      • كوثر خليل
        أديبة وكاتبة
        • 25-05-2009
        • 555

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد السنوسى الغزالى مشاهدة المشاركة
        قد يتشعب الموضوع فاحتاج الى كتابة موضوع آخر على موضوعك!!
        امراض الحقيقة اليقينية والمُطلقة ، هذا هو كبد الداء والعلة يا كوثر..اوهام الهُوية اولا هي التي كرست هذا الخراب الثقافي الذي نعيشه ، وهو تعميم ثقافة بعينها ومكان مُحدد وأورام ذاتية كثيرة ،وتكريس هذا الواقع جعلنا اقل شجاعة منك ربما وبكل شفافية!! ، فطرحك مهم ، لكنه من ناحية اخرى يفتح عليك ابواب الجحيم!! ذلك لان الامور مُتشابكة والرأي الموضوعي يعني لدى الاغلبية هجوم على قطر بعينه!! ،والمشكلة الاساسية ان اشقائنا يظنون ان مصر لهم وحدهم ن رغم ان التاريخ يقول غير ذلك !! وليس بقرار فردي بل بالجغرافيا والثقافة والتاريخ المُشترك ، ساوضح لك بإختصار : ذات مرة شنت الصحافة المصرية هجوما عنيفاً على الفنان نور الشريف لانه مثل شخصية الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي!! لماذا لان هذا الاخير ذات مرة نشر رسماً كاريكاتورياً عن مصر!!ونقد سياسة بعينها يعني لديهم شتم لمصر برمتها بما تحمله من تاريخ عروبي وذاكرة لنا جميعا ، احدهم في تلك الحملة وصل الى حد المطالبة بسحب الجنسية المصرية من نور الشريف!! وقد اصبت كبد يا كوثر الداء فكثير من الاعمال المصرية الجميلة تفسدها هذه الوقفات الوهمية حول الهوية وتجعل من موضوعاتها نشازا بالرغم من قوة النص!!..والموضوع يطول، ولكن دعينا نكون مُنصفين فنقول ان الدراما السورية قد استفادت من هذه ااتجربة وتخلصت من بعض الاورام وهذا طبعا له اسبابه التي يطول الخوض فيها ، فموضوعك يتفرع ويستوعب عدة محاور... سامحك الله ماذا فعلت بنا؟؟ ، اتوقع ان تاتي الرياح عاتية بعد قليل.وتحية لك.

        يشرفني أستاذي الغزالي أن تكتب مقالا على المقال و أرجو أن لا تحرم المنتدى من عبارة "موضوع حصري" التي سأفتخر بها. بالنسبة للثقافة المصرية، أظن أن المؤاخذات التي ذكرتُها يعلمها أهلها أكثر مني و النزهاء منهم يقِرّونني على ما أقول أما القلة القليلة و التي يوجد منها في كل قطر من العالم فلا يهمهم كلامي طالما يدخلون آلاف الجنيهات فسيشترون بكلامي ثمنا قليلا لا ترقى إليه إيراداتهم.
        مع التحية
        أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

        تعليق

        • كوثر خليل
          أديبة وكاتبة
          • 25-05-2009
          • 555

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد السنوسى الغزالى مشاهدة المشاركة
          لاهمية الموضوع وفرادته قمت بعرضه مع الحقوق الادبية للكاتبة في عدة مواقع للنقاش.

          أنا حقا عاجزة عن شكرك أستاذي
          حفظك الله و رعاك
          أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

          تعليق

          • خالد جمعة
            أديب وكاتب
            • 02-11-2008
            • 62

            #6
            رد

            للأديبة والكاتبة كوثر خليل
            احترامي وتقديري لما أوردت في مقالها وحديثها عن الدراما وحديثها عن الدراما السورية والمصرية...ولا أحد يستطيع أن ينكر فضل الدراما المصرية على العالم العربي فقد قدمت لنا الروائع من تلك الأحلام التي ماتزال خالدة في أذهاننا ومنها مثلاً (وقال البحر ...ليالي الحلمية) إلا أنني أسجل بعض النقاط التي تكررت كثيراً فيها منها:
            - أنها تعتمد الخصوصية في الموضوع ..زفالحدث فيها يدور حول شخصية واحدة وهو البطل ويكاد يكون مطلق فيها وتنسى أت تتعرض لباقي الشخصيات وماتحمله تلك الشخصيات مت متاعب ..أحلام ..مشكلات وغيرها أي أنها تصب اهتمامها في قضية واحدة فلا تتطرق لعلاج الحل الاجتماعي الكلي معتمدة على الجزئية
            - تتكرر فيها بعض الأمور منها(مقطوع من شجرة ،شرب الخمر"الوسكي" ،المبالغة أحياناً في الطرح وخصوصاً في الحياة الارستقراطية)
            ولعل الدراما السورية قد نجحت حقسقة في معالجة ذلك الخلل من حيث أنها اعتمدت الطرح بشكل اجتماعي متكامل أي قضية متكاملة فليس هناك بطولة مطلقة ...وفد نجحت أيضاً في تقديم التراث بكل مايحمل وصورته خير تصوير
            وأنا لستُ مع الزميل محمد السنوسي الغزالي بأن الرياح ستأتي عاتية لأن مقالك مجال طرح ويولد حراكاً ثقافياً نستطيع أن نخرج منه بنتيجة ...شكراً لهذا التحليل وتقبلي مروري

            تعليق

            • كوثر خليل
              أديبة وكاتبة
              • 25-05-2009
              • 555

              #7
              الأستاذ خالد جمعة لقد شرّفني مرورك و كما قال الاستاذ محمد السنوسي الغزالي:
              "ان الدراما السورية قد استفادت من هذه ااتجربة وتخلصت من بعض الاورام وهذا طبعا له اسبابه التي يطول الخوض فيها"
              لقد استفادت الدراما السورية من أسبقية التجربة المصرية و لكن ألا ترى معي أن الأسواق تملؤها الأفلام و المسلسلات التجارية و الانتاجات التي تدعو إلى إعمال العقل تتعرض للحجب إما لأسباب سياسية أو أنها تخضع لنظام المركزية الثقافية التي تجعل سكان العواصم أوفر حظا في التعامل مع الثقافة المحلية.
              أسعدني مرورك
              أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

              تعليق

              • حامد البشير
                عضو الملتقى
                • 25-04-2009
                • 32

                #8
                كوثر خليل
                من الدراما المصرية إلى الدراما السورية: أي تحول؟
                لعل من البديهي القول بسيطرة الدراما المصرية على الإعلام العربي طيلة قرن كامل بكافة فروعها و ذلك لامتلاك الشاشة المصرية من التقنيات السينمائية و الركحية الاستعراضية و لاعتمادها طيلة القرن الفارط على أكبر أدبائها في صياغة مشروع الهوية الذي تخطى بكثير رقعة القطر المصري و لأن امتلاكها للخطاب الثقافي و الإعلامي لمدة قرن كامل خوّلها تقديم منتوجها على أنه الأفضل و الأوحد إلى غير ذلك من الألقاب التي يروجها المشتغلون بالقطاع ذات الطابع الكلياني الشمولي الذي لا يترك مناصا من القول بنسبيّته أو خطئه من قبيل: العمالقة و العظماء و ألقاب السلاطين و الملوك و الأمراء التي تطلق على الغث و السمين و تروّج على أنها حقائق مطلقة لا تقبل التشكيك و إذا كان هذا الالتفاف الكلي حول هذا النوع من الثقافة يطرح ألف سؤال فربّما وجدنا العذر لشعوبنا في إقبالهم هذا باستغلال مصطلح القومية العربية الذي قام به هذا الجهاز الإعلامي الضخم ليواصل لفّ شباكه على العقول العربية و تغييبها بأسماء كأم كلثوم و شخصية السيد عبد الجواد التي اخترعها خيال الراحل نجيب محفوظ و جعلت منها السينما المصرية نموذجا للرجل الشرقي إلى أن أوهمت كل من ينتمي إلى اللغة العربية بأنه شرقي و هذا لا يخرج عن نطاق الاستعمار العربي-العربي الذي يمارسه البعض على البعض الأخر بدعوى امتلاكه الحقيقة المطلقة و قدرته دون غيره على صياغة مفاهيمها و الترويج لها.
                و إذا كان الالتفاف في السنوات الخمس الماضية قد بدأ يتجه نحو الدراما السورية و الإنتاج الثقافي السوري فربّما اعتبرنا ذلك علامة صحة لأننا تفطنا إلى الصراع الطبقي الذي تدور حوله أغلب المنتوجات المصرية و الذي ينتهي دائما بحلول توفيقية يتزوج فيها الخادم الفقير أو الطالب الفقير أو الفنان الفقير بامرأة غنية و السؤال الذي يطرح: هل ما يقدمه الاعلام المصري عن المصريين هو حقيقة ذلك الشعب الذي بنى الأهرامات و طرد إسرائيل من "طابا" أم هو يقدم لنا الحلم و الأوهام لأن ذلك ما يحتاجه باقي الشعوب العربية؟
                إن ما يقال عن الدراما المصرية هو ما سيقال عن الدراما السورية -التي اتخذت منحى ثقافيا أخر هو الاهتمام بمشاكل الشباب و التحول العالمي في منزلة المرأة و وظائفها الجديدة- حين تقع هذه الأخيرة في شرك الاحتراف و المقاولة و ما يقال عن التفافنا حول الدراما المصرية هو ما سيقال عن التفافنا حول غيرها من المنتوجات السورية و المكسيكية و التركية لأن ثقافة العالم الثالث تروّج في كل مرّة بأسلوب مختلف لئلا يملّ السيد المشاهد العربي الذي لا بدّ له من إدمان أي شيء لئلا يفكّر و يقرر ويغيّر...هذا المشاهد العربي الذي صنع وضعه الدرامي بنفسه و لم يجن عليه أحد. و إذا كنا لا نرى من هذه البلدان إلا قشورها كما لا نرى من الغرب إلا قشرته فمتى سنصل إلى اللب و نعرف أن الصورة التي تطل علينا ليست الوحيدة و ننتبه إلى التلف الذي أصاب أسماعنا حتى صرنا مجرد مستهلكين لصورة يتحكم فيها عقل خارجي كبير وهبناه عقولنا و انتصبنا أمام العالم مجرد حواس جائعة ترى فلا تشبع و تسمع فتزداد جوعا و تلتهم فلا تقنع...أ لِأنّ الروح و الفكر حقيقة و أن كل حقيقة يجب أن تكون من انتاج أهلها لتحقق الشبع و تفرز هوية و موقفا من كل ما يحيط بنا؟ كوثر خليل
                """""""""""""""""""""""""""""
                سيدتي الفاضلة المحترمة
                لقد استفدت من مقالك الرائع أيما استفادة واسمحي لي أن أدلو بدلوي وأن اعرض بضاعتي المزجاة, ولا أدري هل سيصادفني الصواب أم سيجانبني.
                هناك عوامل تاريخية, كما يعلم الجميع, مهدت لهذا وذاك. فمنذ أن أصبحت الأمبراطورية العثمانية منهارة تحت ضربات الغرب الصليبي, تارة بدعوى تحرير شعوب البلقان من الإستعمار التركي, وتارة أخرى بدعوى إصلاح الإمبراطورية المريضة, وتارة ثالثة بدعوى تحرير العرب من طغيان آل عثمان ومن تخلف المماليك.
                فعمل الغرب على كسر شوكة العثمانيين في مصر أولا, ثم الشام ثانيا, باعتبار أن المهد السياسي للعروبة والإسلام هما هذان البلدان, أما الجزيرة فلا تمثل إلا وجودا روحيا ضعيفا آنذاك. ولقد ثم للغرب ما أراد بتنصيبه محمد على الذى ليست له صلة بالعروبة, ولكن كان له طموح تحقيق ملك ما تحت سيادة الغرب الذى ساعده ونصبه.
                وبدأ قطار التغريب يتحرك على طول القرن التاسع عشر بأوامر الخديويين وتحت إشراف مستشاريهم الفرنسيين والإبرطانيين.
                فكانت حركة الطباعة والنشر, وحركة الترجمة, وحركة البعثات إلى أوروبا, وحركة استيراد أساليب غربية على مستوى الفكر والأدب والفن.
                من بين تلك الأساليب المستوردة المسرح الذى يعتبر الأب الشرعي للسينما إن على شكل مأساة أو على شكل ملهاة, أو انواع أخرى, بل أضافت السينما إبداعات لأم يكن المسرح ليقوى على تنفيذها على الخشبة.
                ومن البديهى أن تكون مصر هى الرائدة في هذا المجال لكونها الأسبق في مسلسل الإستيلاب واستقبال الغزو الثقافي الغربي. ومن الطبيعي كذلك أن تكون الشام هى التابعة لمصر من ناحية, والمنافس لها من ناحية ثانية.
                وعندما جاء دور السينما كأداة فاعلة لتدجين الجماهير الغربية أولا, ثم تدجين الجماهير المستعبدة ثانيا, ولما أضحت الصناعة السينمائية مصدر إثراء قوي, يدر على مالكيها أموال هائلة, بل وجعلتهم يقتحمون مراكز القرار, فرضت نفسها كأحد المراكز الضاغطة على صناع القرار, ومن ثمة أصبحت قطبا جاذبا لكل من يحمل طموحا يسعى لتحقيقه بأسرع الوسائل وأقل التكاليف.
                واتفاقية سايكس بيكو التى عملت على تقسيم الوطن العربي وتفتيته, عملت كذلك على زرع النعرات العرقية والطائفية في كل أرجائه من المحيط إلى الخليج.
                ثم زاد في الطين بلة الأنظمة السياسية ذات الطابع العشائري والعسكري والشمولي, وكلها استعانت بالسينما, وهذا هو بيت القصيد عندي, واستعملتها كأداة لترويض الجماهير وتوجيهها نحو تقديس الحاكم "الذى لا ينطق عن الهوى, والذى يريهم ما يرى من ذكر منزل يصنع المعجزات".
                حاليا سيدتى الفاضلة, نحن كما هو ظاهر للعيان أمام منافسة داخل السوق السينمائية والتلفزية والشبكية يقف أمامها المواطن العربي مشدوها, مسلوب الإرادة, لايدرى أى وجهة هو موليها, وكيف يستبق الخيرات.
                فسيدتي لاتظني أني بدلوي هذا أريد نقد مقالك أو نقضه, فأنا سعيد أن أكون تلميذا لأستاذة ضالعة في هذا المجال, ولكن أرى أن الدراما الكبرى أو البلوى العظمى هى التى نغرق حاليا فيها ولا من مغيث إلا الأمل الكبير في رب الأرباب ومسبب الأسباب ومعتق الرقاب, سبحانه وتعالى, الفعال لما يريد.
                حامد البشير

                تعليق

                • كوثر خليل
                  أديبة وكاتبة
                  • 25-05-2009
                  • 555

                  #9
                  الأستاذ حامد البشير
                  لا تنتقص من مقدار مشاركتك فهي إحالة تاريخية لا يمكن انكارها و مشاركتك تضيف للمنتدى و لصاحبته و أنا لا أدّعي المعرفة و إنما هو رأي متواضع اردت ان ابسطه للنقاش.
                  تقبل سيدي تقديري
                  أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

                  تعليق

                  • قرويُّ الجبال
                    أديب وكاتب
                    • 26-12-2008
                    • 247

                    #10
                    سيع قرون عجاف اكلنا سبع قرون سمان بعد سقوط بغداد على يد المغول

                    [align=right]

                    السيدة كوثر سلاما واحتراما

                    الدراما والفن وكل النشاطات الانسانية الاجتماعية والثقافية والسياسية
                    هي انعكاس لفلسفة القوى المسيطرة بالمجتمع وعلاقاتها على جميع المستويات اي هي انعكاس لشكل العلاقات الاقتصادية ووالنموذج المتبع بالعلاقات الانتاجية لانه هي مفتاح كل شيء..؟!!

                    وضع الدراما السورية على اتعس من وضع الدراما المصرية..
                    ليس سببها النخبة التي تنتج الفكر والفن بل النظام السياسي..؟
                    ان كان بمصر منذ السادات الى يومنا هذا ...
                    وكذلك بسوريا،،

                    بالمختصر القوى السياسية المسيطرة ومصالحها الاقتصادية والسياسية هي من تقرر نوع الانتاج؟؟؟!!!

                    النظام السياسي يغتال النهوض للدراما بتوجيهها لمآربه الخاصة...

                    ساعطيك مثلا كان منذ عشرة سنوات هناك مسلسل سوري اسمه الطويبي... وهذا المسلسل يحكي قصة حقيقية عن ثائر سوري ضد الفرنسيين ... بطل للمسلسل
                    وكانت نهاية هذا الثائر نهاية بطولية ..ولكن لم نعرفها على حقيقتها لان النظام السوري لم يسمح بالفصل الاخير من المسلسل ان يتم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟انور زيدان وهو بطل هذا المسلسل و من فمه صرح هذا ؟!

                    هذا مثل بسيط وخذوا على منواله كل التوجه للانتاج الدارمي

                    لايوجد شيء حر بالعالم وخاصة دول الفقيرة والعالم الثالث كلها منضبط ايقاعها على خطى مصالح الرأسمال الغربي ..

                    ملاحظ عامة: محمد علي باشا ... رومي الاصل وحاول ان يجدد بدولة الاسلام وينهي دولة العفن لبني عثمان ...
                    فقام التحالف الغربي من انكلترا وفرنسا وبروسيا والنمسا بمهاجمة قوات محمد على باشا ببر الشام وبمساعدة السلفية المتخلفة من الوهابية بجزيرة العرب الى القوى الطائفية السنية والشيعية والمارونية ببلاد الشام ونجحوا بضرب جيش ابراهيم باشا الذي كان على باب الاستانة واعادوا دولة الجهل والجاهلية بعد ان كانت مشرفة على السقوط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                    الكفار يعيدون دولة الايمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                    وبمساعدة القوى الطائيفة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                    القوى الطائفية التي تفتك حاليا بالعقل وبالمنطق وتثير الفتن بكل مكان وهي حليفة للامريكان من مكة الى طهران؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


                    اخوكم القروي

                    [/align]

                    تعليق

                    • يحيى الحباشنة
                      أديب وكاتب
                      • 18-11-2007
                      • 1061

                      #11
                      [frame="1 98"][align=center]الأخت العزيزة كوثر
                      يعجبني كثيرا ما تطرحين مواضيع مهمة .. لكني أقف هنا لأوضح أن ما طرحتيه في دراستك ، كان في القرن المنصرم ، ولا نستطيع تعميمه الآن بسبب التطور المذهل في وسائل الاتصال ، وانتشار الفضائيات ، وأهتمام كل دولة بتقديم أعمال درامية ذات حمولات وطنية خاصه بهم .
                      وإذا ما استعرضنا المحطات الفضائية الناجحة جماهيريا ، مثل ال(mbc ) وغيرها من المحطات ذات الجذب الجماهيري ، لا يعني هذا تراجع الدراما المصرية ، والتي تعتمد على هذا القطاع في دعم الاقتصاد الوطني المصري .

                      لكن بزوغ نجم فضائية ال " ام بي سي " والتي يكون للدراما السورية ، والأردنية ، والخليجية ، والمصرية ،فيها نصيب الأسد ، أعطى شكلا خادعا للوصول لقناعات تفيد بأن الدراما السورية تتربع على عرش الدراما .

                      ومما لا شك فيه أن الدراما السورية والأردنية ، تطورت تطورا كبيرا بسبب ظروف الانتاج والمردود المالي من هذه الصناعة ، ولكن هذا لا يعني معيارا دقيقا بالمطلق لنجاح الدراما السورية وتفوقها على الدراما المصرية .
                      لكن يمكن أن نقول أنها أخذت مكانتها الجماهيرية ، وكذلك الدراما الخليجية مثل مسلسل " طاش ما طاش " والمسلسلات الكويتية التي تجاوزت في جرأتها جرأة السينما المصرية ، في تناولها المشاكل الأجتماعية ،نظرا لخصوصية المجتمع الخليجي من الناحية الاجتماعية ، بشكل يبعث على الدهشة .

                      وبصفتي أحد كتاب الدراما التلفزيونية ، استطيع أن اشرح لك شرحا تفصيليا وإحصائيات حول هذا الموضوع
                      دمت أيتها الفاضلة
                      مع كل الاحترام [/align][/frame]
                      شيئان في الدنيا
                      يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                      وطن حنون
                      وامرأة رائعة
                      أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                      فهي من إختصاص الديكة
                      (رسول حمزاتوف)
                      استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                      ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        مستشار أدبي
                        • 23-05-2007
                        • 5434

                        #12
                        [align=justify]السلام عليكم،

                        صناعة السينما المصرية وصناعة السينما السورية مثل طنجرتين تعيران بعضهما بعضا بالسواد وهما في حقيقة الأمر أشد سوادا من سيقان كونليزا رايس!

                        متخرص من يدعي أن لدى العرب فنا سابعا. وأكثر منه (أو منها!) تخرصا علينا من يزعم أن للمسلسلات المصرية السخيفة، والمسلسلات السورية التي تزور التاريخ وترهب الخاصة وتخدر العامة، رسالة غير تخدير العامة، وترهيب الخاصة، وإشاعة الفوضى الثقافية ..

                        منذ خمس سنوات شاهدت مع طلابي فلم المصير للمخرج اليهودي يوسف شاهين، الذي عرضته إحدى دور سينما بروكسيل وقتها، وأدركت أن بين العرب والفن السابع مسافة ما بين الأرض والسماء. وتفسير ذلك في متناول اليد: هذه فنون لا تزدهر في بلاد يحكمها عسكر جاؤوا إلى الحكم على ظهور الدبابات الأجنبية.

                        ولا أظن ان الحالة تغيرت في الخمس سنوات الأخيرة!

                        شكرا لكم.[/align]
                        عبدالرحمن السليمان
                        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                        www.atinternational.org

                        تعليق

                        • كوثر خليل
                          أديبة وكاتبة
                          • 25-05-2009
                          • 555

                          #13
                          شكرا لك أخي قروي الجبال

                          نعم السلطة السياسية تتدخل غالبا في الأعمال الثقافية قبليا و بعديا و لكن المجتمع حين تكون فيه أكثرية مثقفة لا بالمعنى النخبوي بل بالمعنى الشامل للثقافة بامكانها أن تحد من الانحدار الثقافي المتواصل.
                          أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

                          تعليق

                          • كوثر خليل
                            أديبة وكاتبة
                            • 25-05-2009
                            • 555

                            #14
                            أستاذ عبد الرحمان السليمان

                            للأسف تعترض ثقافتنا الكثير من العوائق لعل اهمّها اختناق الحريات و امتلاك أشباه المثقفين في كل البلاد لوسائل الاعلام و قيامهم عليها و لكن علينا أن نطمح في يوم يكون فيه الكاتب و الفنان العربي كبقية خلق الله.
                            أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

                            تعليق

                            • كوثر خليل
                              أديبة وكاتبة
                              • 25-05-2009
                              • 555

                              #15
                              شكرا لك اخي يحيى الحباشنة

                              لقد تميزت الدراما السورية بطرح بعض القضايا الهامة للشباب و التحولات الاجتماعية الجديدة كما تناولت طرحا أسمى للعلاقات العاطفية بين الشباب و لا يمكن انكار الجانب التجاري في كل الأحوال و لا دور المؤسسة السياسية و لكن رغم ذلك نجد لدى السوريين صورة اجتماعية مختلفة و جانبا فنيا لا يمكن انكاره على مستوى الكتابة النصية و المشهدية.
                              أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

                              تعليق

                              يعمل...
                              X