طاقة الحب//منتدى "مطروح للنقاش"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كوثر خليل
    أديبة وكاتبة
    • 25-05-2009
    • 555

    طاقة الحب//منتدى "مطروح للنقاش"

    طـاقـة الحــب



    جاك بًنْوَا "بيداغوجيا الأخلاق"

    ترجمة: كـوثـر خـليـل




    "يوما ما حين نكون قد سيطرنا على الرياح و الأمواج و المد و الجاذبية، سنستخدم طاقة الحب... عندها، سيكون الانسان و للمرة الثانية في تاريخ العالم، قد اكتشف النار"

    بيار دي شاردان




    أن تكون متلائما مع " الأخلاق" هو أن تكون الاستقامة شغلك الشاغل تجاه الآخرين و القانون و نفسك. إنها فضيلة الشرف، و الفخ في هذه المسألة يكمن في الخلط بين نص الشرائع و روحها. و في الحقيقة إن البعد الأخلاقي المتمثل في الشرف يتعلق أساسا بروح الشرائع.

    أن نكون متلائمين مع الأخلاق، يعني أن نكون واعين بواجباتنا و بشرط التكافل الاجتماعي. لقد كان بلاز باسكال يقول:" إن مأساة الإنسان تكمن في أنه لا يستطيع أن يعيش في غرفة بمفرده". فنحن لا نحقق وجودنا إلا بالآخر، بحضوره، بنظرته و برأيه فينا.

    إن الفرق ضئيل جدا بين السلوك الأخلاقي الذي يمثل استثمارا ننتظر منه مقابلا و السلوك الأخلاقي الذي لا مبرر له غير الشعور الداخلي بالرضى. فالأول استغلالي نجده خاصة لدى السياسيين و رجال الأعمال و التجار أما الثاني فنابع من الشعور بالمسؤولية في أن تكون في خدمة الآخرين و دون مقابل.

    الحياة و الحرية و السلام و الكرامة حاجات انسانية أساسية و هي دعامة الأخلاق التي تتخذ الحب حجر أساس. كل العظماء الذين نعرفهم عاشوا في التفاني و حب ما يفعلون. فكلنا أيتام الحب، إن الحاجة للحب تنبض في دواخلنا، بوعي أو لاوعي تجد نفسك تبحث عن الحب في انتباهك لعالم الطبيعة، كيف يمكن أن تظل لامباليا أما جمال الجبل و سكون البحر و اتساعه، من لم يداعبه الحلم و هو ينظر إلى الفضاء الجميل الموَشّى بالنجوم و من لم يؤخذ بجمال الغروب؟ في مستوى آخر، من لم تعْتَرِهِ الدهشة أمام عالم الحيوان: نظام عالم النحل و الاستعراض الملائكي لكائنات أعماق البحر؟ إن الحاجة للحب قوية لدرجة أننا قد نسقط في المراوغة، إذا لم نحكّم عقولنا، مراوغة وهم الحب التي توفرها لذائذ جانبية كالجنس و المخدرات و الكحول و حب السيطرة التي تتعارض مع حريتنا بل تخلق تبعية ليست من صميم الحب بل هي انحراف له فالحب "الحقيقي" يتعلق بالرضى في معناه الشامل و في أن تهب ذاتك للآخر و بنكران هذه القاعدة يتولد غموض آثم يؤدي إلى الخلط في مفهوم الحب و منه تنشأ الشرور و سوء الفهم الذي يملأ العالم.

    بالنسبة لكل المؤمنين: "الله محبة" فالبوذية تقول:"لا تجرح غيرك بالطريقة التي قد تجرحك أنت" و المسيحية تقول:" ما ترغب أن يفعله معك الآخرون، افعله لهم" و الاسلام يقول:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" أليس الحب روح كل الشرائع و أساس كل الحضارات؟ أليس الحب منبع الحق و الخير و الشجاهة و الجمال و تجاوز الذات أليس منبع التفاني و السعادة و كل المًثل؟

    الحياة لغز و أكبر علمائنا و باحثينا في أدق الكائنات و أضخمها يتفقون على أن كل تقدم علمي يضعهم في مواجهة مجهول أكبر منه. ولكنهم وصلوا مع ذلك إلى أن سرّ الحياة ينبع من قانون كَوْني، من مبدإ ذكي لا يستطيع الانسان ادراك كنهه و يمكن أن يسمّيَه من يريد حسب قناعاته. لكن ذكاء الحس السليم و العاطفة يمكننا من استنتاج قانون يهدف إلى التوحيد و بهذا المعنى أسميه "قانون الوحدة الكونية" و يمكن تطبيق هذه القاعدة في العالم المرئي و اللامرئي، و هي فكرة واضحة للكل و قابلة للفهم كأن نتحدث عن قانون الجاذبية: إننا نقف على سطح الأرض، و القمر يدور حول كوكبنا و الأرض تدور حول الشمس و هكذا إلى ما لانهاية و لا أحد ينكر ذلك؟.

    يمكن أن نقيس القوانين الفيزيائية للجاذبية و لكن المبدأ في حد ذاته يظل غامضا. يمكن أن ننزل بهذا القانون لنلاحظ ظاهرة التكاثر في سُلم الكائنات أما في المستوى الذهني فيتمظهر هذا القانون في مستوى الحاجة إلى تحقيق الحضور بأن يستمع إليك الآخر و أن يكون رأيه فيك إيجابيا و هكذا تتفتح فيك زهرة الوجود. إنه البعد المتعلق بالعاطفة، بالتكافل و بالسلام. و على العكس إذا لم يتحقق هذا الشرط نجد أنفسنا في حالة من اللاتوازن و الخلل الوظيفي و هو ما يؤدي إلى العنف. إن قانون الحب كقانون الجاذبية و أي إخلال بمبادئه يؤدي إلى خلل فينا و في كل شيء.

    و يمكننا هنا أن نتساءل:" لماذا لا يختار الانسان قانون الحب؟ و قد أجبت عن هذا السؤال عديد المرات: أولا لأنه كائن حر و ثانيا بسبب قانون أخر هو قانون التضاد (الموجب و السالب/ النور و الظلمة/ الوجه و القفا..). إن في دمج قانون التضاد و قانون الجاذبية أساس نشأة الكون. و إن التحدي الأخلاقي الذي على الإنسان إنجازه هو أن ينحاز إلى قانون الحب و يرفض كل ماهو مناقض لهذا القانون: حب الآخر أو الأنانية، التواضع أو الكبر، العطاء أو حب التملك، السلم أو الحرب، النجاح أو الفشل و بهذا الاختيار تتحقق حريتنا من ورائها كرامتنا. و مهما كان الدافع فلسفيا أو دينيا فإن جانبا عقلانيا يجعل من مصلحة الانسان الضرورية التلاؤم مع قانون المحبة. إن طاقة المحبة في داخلنا تعطينا قوة و قدرة عظيمتين و لها ضدها المتمثل في قوة الشر و إذا قارنّا بين عمل المهاتما غاندي و أدولف هتلر نرى أن الأول قد أوقف صراعات فقط بصلواته منتهجا المحبة و نبذ العنف أما الآخر فتحت سيطرة الشر و القوة قتَل الملايين و الحال أن لهما الاثنين قوة خارقة.

    من منطلق قانون التضاد يمكن استنتاج أنه كلما كنا مدفوعين بمشاعر أو سلوكات تتعلق بالشر كلما أسّسنا للتفرقة و الصراع و العنف في داخلنا كما في المجتمع و كلما كنا مدفوعين بالفضائل كالمحبة و الثقة و السلام و الاحترام و الانصات نحقق الانسجام داخلنا و من حولنا.
    التعديل الأخير تم بواسطة كوثر خليل; الساعة 06-06-2009, 16:13.
    أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    العيش بالحب و ليس بالحرب !

    [gdwl][align=center]أختي الأستاذة الأديبة الأريبة كوثر أهنئك من صميم القلب على هذه المقالة المتميزة و الجذابة لغة و عَرْضا.[/align][align=center]
    خلاصة مقالتك :"فلنعش بالحب و ليس بالحرب !" هذا ما فهمته حسب إدراكي البسيط !
    لكن، أليس الذين يدعون إلى الحب في الغرب هم دعاة الحرب ؟ و حتى ممن استشهدتِ بكلامهم كبليز باسكال الفرنسي الحاقد على الإسلام وعلى الرسول محمد، صلى الله عليه و سلم، كان من دعاة الكره و البغض و الحقد ! اقرئي خواطره في اللغة الفرنسبة في طبعتها الكاملة و سترين العجب العجاب !
    "الله محبة" كلمة يرددها المسيحيون الذين دمروا أمما بأكملها في أمريكا و إفريقيا و آسبا تحت لوائها الكاذب.
    الحديث ذو شجون، أختي الفاضلة، و السراب (الفكر الغربي) خادع و إن كان باسم الحب !
    تحيتي و تقديري.[/align][/gdwl]
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • كوثر خليل
      أديبة وكاتبة
      • 25-05-2009
      • 555

      #3
      شكرا لتعقيبك أستاذ حسين ليشوري
      و لكن هل ترى في كلام هذا الرجل عداء أو كراهية للآخر، جاك بُنوَا باحث و قد قدم مقاربة معاصرة للأخلاق ذات طابع تجريبي يمكن الاستفادة منها في تغيير دواخلنا و في تغيير مؤسساتنا الصغرى (العائلة)و حتى المؤسسة الاجتماعية و ليس كل ما يأتي من الغرب غريبا أو استعماريا. إذا وُلد هذا الرجل مسيحيا فليس هذا ذنْبه و المسيحية أصلا ليست ذنبا و إذا وُلد أوروبيا فليس هذا ذنْبه و الاوروبية ليست ذنبا فكلنا نولد مختلفين-حتى أبناء الرحم الواحدة- لنتعارف و نتعرّف على الواحد.
      تحيتي
      أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

      تعليق

      • نعيمة القضيوي الإدريسي
        أديب وكاتب
        • 04-02-2009
        • 1596

        #4
        الأستاذة كوثر الخليل
        مقال قيم ومفعم بالأقوال وبالمعاني،فعلا الحب طاقة وبه نتعايش،ولو فهمنا واستوعبنا هاته الكلمة جيدة لكان العالم يعيش في السلام.من هنا تكون الرؤية الصحيحة لمفهوم الحب.
        ما تم تعقيبا على كلام الأستاذ حسن ليشوري لا أظنه كان يقصد هذا المعنى
        "إذا وُلد هذا الرجل مسيحيا فليس هذا ذنْبه و المسيحية أصلا ليست ذنبا و إذا وُلد أوروبيا فليس هذا ذنْبه و الاوروبية ليست ذنبا" .لقد قصد الأستاذ حسب فهمي البسيط
        أنها مجرد شعارات زائفة ليس إلا لو كانوا يؤمنون بها حق الإيمان لما صار الذي صار،والروئ تختلف.
        شكرا لك على هذا الموضوع الغني،تحياتي





        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          عندنا ما يغنينا عن الانبهار بالآخر !

          المشاركة الأصلية بواسطة كوثر خليل مشاهدة المشاركة
          شكرا لتعقيبك أستاذ حسين ليشوري
          و لكن هل ترى في كلام هذا الرجل عداء أو كراهية للآخر، جاك بُنوَا باحث و قد قدم مقاربة معاصرة للأخلاق ذات طابع تجريبي يمكن الاستفادة منها في تغيير دواخلنا و في تغيير مؤسساتنا الصغرى (العائلة)و حتى المؤسسة الاجتماعية و ليس كل ما يأتي من الغرب غريبا أو استعماريا. إذا وُلد هذا الرجل مسيحيا فليس هذا ذنْبه و المسيحية أصلا ليست ذنبا و إذا وُلد أوروبيا فليس هذا ذنْبه و الاوروبية ليست ذنبا فكلنا نولد مختلفين-حتى أبناء الرحم الواحدة- لنتعارف و نتعرّف على الواحد.
          تحيتي
          [align=justify]أهلا أستاذة كوثر و شكرا على تفاعلك المثمر !
          لا يا أستاذة ! أنا لا ألوم الناس على ما ليس لهم فيه ذنب أو مسؤولية مهما كانوا و حيث وجدوا، و مهما اختلفنا معهم من حيث الدين أو اللغة أو الجنس أو الفكر ! و أنا لا أخص شخصا بالنقد، و إنما أتحدث عن الكذب و الغش اللذين مارسهما الغرب ضد غيرهم من الأمم، و كما يقال في الفرنسية :
          "une hirondelle ne fait pas le printemps"
          (ما ترجمته : سنونو -طائرالخطاف- واحد لا يصنع الربيع) فكذلك فرد واحد أو مجموعة أفراد، و مهما كانت نواياهم حسنة و أغراضهم طيبة و أساليبهم جميلة، فإنهم لا يصنعون السياسات و ليست بأيديهم القرارات التي تنصنع المواقف !
          و قد غزونا في الجزائر و تونس و المغرب و كل البلاد العربية باسم "المحبة المسيحية" القاتلة و ليس المُحيية !
          فـ"جاك بُنوَا" و غيره لن يؤثروا في تسيير الدول المستعمرة، قديما أو حديثا، مهما كانت "طيبتهم" و "أخوتهم" الانسانية، فإنها تبقى آراء جميلة وردية حالمة و كفى !!!
          إن لنا في ما لدينا من تراث غني و صحيح ما يكفينا لنكون معلمي العالم و مرشديه بحق و صدق و إيمان و أمان !
          إن أخوف ما أخافه، على نفسي و على إخواني المثقفين، الانبهارية السلبية التي تجعلنا دائما و أبدا ننظر إلى "الآخر" نظرة إعجاب و تعظيم و تقديس و ننسى غنانا و استغنانا عنه، عن هذا الآخر الذي، ربما، هو أفقر منا و أحوج إلينا منا نحن إليه !
          تحيتي و تقديري لك ![/align]

          أحيلك، إن شئت و كلي استحياء، على مقالتي المتواضعة جدا جدا "الكتابة بالحب قبل الحبر" و التي لم تحظ باهتمام القراء و لا بتعليقاتهم ! و هي في الرابط التالي :
          الكتابة بالحب قبل الحبر! كتبتْ إحدى المشرفات في منتدى من المنتديات التي أشارك فيها معلقة عن كتاباتي بقولها:"كتاباتك كثيرا ما تعجبني و تصيبني بحالة من الشعور بالعجز عن توضيح ذلك الإعجاب" (إ.هـ) فكتبتُ معقبا :" أختي الأستاذة ... الفاضلة، أشكرك جزيل الشكر على القراءة و الإعجاب الذي لا تجدين له سببا، و أقول لك

          قراءة ممتعة !
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة نعيمة القضيوي الإدريسي مشاهدة المشاركة
            الأستاذة كوثر الخليل
            مقال قيم ومفعم بالأقوال وبالمعاني،فعلا الحب طاقة وبه نتعايش،ولو فهمنا واستوعبنا هاته الكلمة جيدة لكان العالم يعيش في السلام.من هنا تكون الرؤية الصحيحة لمفهوم الحب.
            أما ما تمّ تعقيبا على كلام الأستاذ حسن ليشوري لا أظنه كان يقصد هذا المعنى
            "إذا وُلد هذا الرجل مسيحيا فليس هذا ذنْبه و المسيحية أصلا ليست ذنبا و إذا وُلد أوروبيا فليس هذا ذنْبه و الاوروبية ليست ذنبا" .لقد قصد الأستاذ حسب فهمي البسيط أنها مجرد شعارات زائفة ليس إلا لو كانوا يؤمنون بها حق الإيمان لما صار الذي صار،والروئ تختلف.شكرا لك على هذا الموضوع الغني،تحياتي
            أهلا بك أستاذة نعيمة : تحية طيبة لك !
            صدقت يا أختي الكريمة هذا ما قصدته بالضبط و لك في ردي على تعقيب أختنا كوثر مزيد من التوضيح.
            شكرا لك على تفاعلك البناء.
            تحيتي و تقديري.
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • كوثر خليل
              أديبة وكاتبة
              • 25-05-2009
              • 555

              #7
              عزيزتي نعيمة لقد أسعدني تشريفك بالمنتدى و شكرا على هذا التدفق السخي منك فكرا و عاطفة. من يحمل الشعارات الزائفة في الغرب هم السياسيون و المفكرون الموالون للسلطة لكن الشعب مثل كل الشعوب فيه العنصري و فيه الانساني و فيه من لا يهتم أصلا.
              و في كل الأحوال علينا أن نستفيد من المنتوجات الحضارية التي تضيف إلى دواخلنا و تحسن علاقتنا بمن حولنا.
              تقديري سيدتي
              أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

              تعليق

              • كوثر خليل
                أديبة وكاتبة
                • 25-05-2009
                • 555

                #8
                "إن لنا في ما لدينا من تراث غني و صحيح ما يكفينا لنكون معلمي العالم و مرشديه بحق و صدق و إيمان و أمان !
                إن أخوف ما أخافه، على نفسي و على إخواني المثقفين، الانبهارية السلبية التي تجعلنا دائما و أبدا ننظر إلى "الآخر" نظرة إعجاب و تعظيم و تقديس و ننسى غنانا و استغنانا عنه، عن هذا الآخر الذي، ربما، هو أفقر منا و أحوج إلينا منا نحن إليه !"

                يا أستاذ حسين أنا لست منبهرة بالتراث الغربي بل منبهرة بالتراث البشري كله و قدرته على الاختلاف و التفاعل مع ماضيه لصنع حاضر مختلف يكون أفضل. و نحن لدينا تراث غني نعم و لكن أين حاضرنا؟ عقولنا مهاجرة تشتغل في وكالة الناسا و في مختلف المختبرات الغربية و مفكرونا أما منفيّون أو فارّون أو متسكعون لا يجدون قوت يوم. نحن نحتاج للغرب كما يحتاج إلينا، لدينا ما ينقصهم و لديهم ما ينقصنا و الغرب فيه آلاف المفكرين الذين أقروا بقيمة الاسلام و بعظمة نبينا صلى الله عليه و سلم و الغربيون حقوقيين و شعوبا هم الذين انتفضوا في بلدانهم متظاهرين ضد الحرب على غزة الطاهرة. فماذا فعلنا نحن؟ أننا الصوت و الصدى و بهذا لا يمكن أن نتقدم.
                شكرا أستاذ حسين ليشوري لأنك تثير النقاش.
                أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  ترحيب و تعقيب !

                  المشاركة الأصلية بواسطة كوثر خليل مشاهدة المشاركة
                  "إن لنا في ما لدينا من تراث غني و صحيح ما يكفينا لنكون معلمي العالم و مرشديه بحق و صدق و إيمان و أمان !
                  إن أخوف ما أخافه، على نفسي و على إخواني المثقفين، الانبهارية السلبية التي تجعلنا دائما و أبدا ننظر إلى "الآخر" نظرة إعجاب و تعظيم و تقديس و ننسى غنانا و استغنانا عنه، عن هذا الآخر الذي، ربما، هو أفقر منا و أحوج إلينا منا نحن إليه !"

                  يا أستاذ حسين أنا لست منبهرة بالتراث الغربي بل منبهرة بالتراث البشري كله و قدرته على الاختلاف و التفاعل مع ماضيه لصنع حاضر مختلف يكون أفضل. و نحن لدينا تراث غني نعم و لكن أين حاضرنا؟ عقولنا مهاجرة تشتغل في وكالة الناسا و في مختلف المختبرات الغربية و مفكرونا أما منفيّون أو فارّون أو متسكعون لا يجدون قوت يوم. نحن نحتاج للغرب كما يحتاج إلينا، لدينا ما ينقصهم و لديهم ما ينقصنا و الغرب فيه آلاف المفكرين الذين أقروا بقيمة الاسلام و بعظمة نبينا صلى الله عليه و سلم و الغربيون حقوقيين و شعوبا هم الذين انتفضوا في بلدانهم متظاهرين ضد الحرب على غزة الطاهرة. فماذا فعلنا نحن؟ أننا الصوت و الصدى و بهذا لا يمكن أن نتقدم.
                  شكرا أستاذ حسين ليشوري لأنك تثير النقاش.
                  [align=justify]أهلا بك ستاذة كوثر !
                  أنا لا أشكرك فقط بل أثني عليك لوعيك و ثقافتك و قدرتك على الحوار الهادئ الهادف و الهادي، ما أحوجنا إلى مثيلاتك لنتقدم في فن المحاورة و حسن المجاورة !
                  ليس عيبا أن ينبهر الواحد منا بما عند غيره مما يفقده، إنما العيب أن نغض الطرف عن كنوزنا الوافرة و ننظر إلى فلوس غيرنا الزائفة ! أنا لا أنكر أن الغرب يملك أشياء كثيرة نفقدها نحن الآن بسبب جاهليتنا العارمة و العامة و الرداءة السائدة و المتسيدة، و أنا على دراية واسعة نسبيا بما عند الغير من الخير و الحكمة و نحن كمسلمين مطالبون بأخذ الحكمة من أي وعاء خرجت لكننا إن تمكنا و أخذنا تلك الحكمة لا نفتأ حتى نفسدها و نرديها بسبب رداءتنا نحن و ليس بسبب ضعفها في نفسها !
                  هنيئا لك الانبهار بالتراث البشري كله و لا تبخلي علينا بالنزر اليسير منه عسانا ننبهر به مثلك فنفيد أنفسنا و أمتنا !
                  لعلك لا تقدرين مدى سعادتي بالتحاور معك هنا في مثل هذا الموضوع المثير و الحساس في الوقت نفسه.
                  تحيتي و تقديري.[/align]
                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • كوثر خليل
                    أديبة وكاتبة
                    • 25-05-2009
                    • 555

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                    [align=justify]أهلا بك ستاذة كوثر ![/align][align=justify]
                    أنا لا أشكرك فقط بل أثني عليك لوعيك و ثقافتك و قدرتك على الحوار الهادئ الهادف و الهادي، ما أحوجنا إلى مثيلاتك لنتقدم في فن المحاورة و حسن المجاورة !
                    ليس عيبا أن ينبهر الواحد منا بما عند غيره مما يفقده، إنما العيب أن نغض الطرف عن كنوزنا الوافرة و ننظر إلى فلوس غيرنا الزائفة ! أنا لا أنكر أن الغرب يملك أشياء كثيرة نفقدها نحن الآن بسبب جاهليتنا العارمة و العامة و الرداءة السائدة و المتسيدة، و أنا على دراية واسعة نسبيا بما عند الغير من الخير و الحكمة و نحن كمسلمين مطالبون بأخذ الحكمة من أي وعاء خرجت لكننا إن تمكنا و أخذنا تلك الحكمة لا نفتأ حتى نفسدها و نرديها بسبب رداءتنا نحن و ليس بسبب ضعفها في نفسها !
                    هنيئا لك الانبهار بالتراث البشري كله و لا تبخلي علينا بالنزر اليسير منه عسانا ننبهر به مثلك فنفيد أنفسنا و أمتنا !
                    لعلك لا تقدرين مدى سعادتي بالتحاور معك هنا في مثل هذا الموضوع المثير و الحساس في الوقت نفسه.
                    تحيتي و تقديري.[/align]


                    الأستاذ حسين ليشوري عفوا أنا التي تتعلم منك.
                    أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

                    تعليق

                    • زحل بن شمسين
                      محظور
                      • 07-05-2009
                      • 2139

                      #11
                      المحبة هي كنه الوجود

                      المشاركة الأصلية بواسطة كوثر خليل مشاهدة المشاركة
                      طـاقـة الحــب



                      جاك بًنْوَا "بيداغوجيا الأخلاق"

                      ترجمة: كـوثـر خـليـل




                      "يوما ما حين نكون قد سيطرنا على الرياح و الأمواج و المد و الجاذبية، سنستخدم طاقة الحب... عندها، سيكون الانسان و للمرة الثانية في تاريخ العالم، قد اكتشف النار"

                      بيار دي شاردان




                      أن تكون متلائما مع " الأخلاق" هو أن تكون الاستقامة شغلك الشاغل تجاه الآخرين و القانون و نفسك. إنها فضيلة الشرف، و الفخ في هذه المسألة يكمن في الخلط بين نص الشرائع و روحها. و في الحقيقة إن البعد الأخلاقي المتمثل في الشرف يتعلق أساسا بروح الشرائع.
                      :
                      :
                      :

                      :
                      :
                      :
                      القانون: حب الآخر أو الأنانية، التواضع أو الكبر، العطاء أو حب التملك، السلم أو الحرب، النجاح أو الفشل و بهذا الاختيار تتحقق حريتنا من ورائها كرامتنا. و مهما كان الدافع فلسفيا أو دينيا فإن جانبا عقلانيا يجعل من مصلحة الانسان الضرورية التلاؤم مع قانون المحبة. إن طاقة المحبة في داخلنا تعطينا قوة و قدرة عظيمتين و لها ضدها المتمثل في قوة الشر و إذا قارنّا بين عمل المهاتما غاندي و أدولف هتلر نرى أن الأول قد أوقف صراعات فقط بصلواته منتهجا المحبة و نبذ العنف أما الآخر فتحت سيطرة الشر و القوة



                      من منطلق قانون التضاد يمكن استنتاج أنه كلما كنا مدفوعين بمشاعر أو سلوكات تتعلق بالشر كلما أسّسنا للتفرقة و الصراع و العنف في داخلنا كما في المجتمع و كلما كنا مدفوعين بالفضائل كالمحبة و الثقة و السلام و الاحترام و الانصات نحقق الانسجام داخلنا و من حولنا.
                      نعم ايتها السيدة كوثر...!!!

                      لقد صدق من قال نحن ايتام الحب..!!!

                      الحب ...................... والبغضاء
                      الخير....................... والشر
                      السلام ........................ والحرب
                      الموجب ..................... والسالب

                      ضدان اذا اجتمعا تعاركا..
                      والنصر للحب الاؤلي

                      الله محبة ............. والوجود هو القطب الاخر للمحبة

                      البابلي وليد العنقاء يلقي عليك السلام وعلى باسلات وبواسل الرافدين


                      تعليق

                      • كوثر خليل
                        أديبة وكاتبة
                        • 25-05-2009
                        • 555

                        #12
                        شكرا يا زحل على هذا المرور الخلاق.
                        كل المودة و الاخاء
                        أن تهدي شخصا وردة في حياته، أفضل ألف مرّة من أن تضع باقة على قبره

                        تعليق

                        يعمل...
                        X