الرفاق التائهون
كان لي مجموعة من الرفاق أخذتهم عواصف الطبيعة – منهم من أصبح مجهول
المكان – ومنهم من استقر يتنافس بين نومه والحلم – ومنهم مازال يهاجر كالطير
ليعود إلى موطنه أو تاه في العودة فاستقر على أمواج البحار أو قمم الجبال – ومنهم
من نام نومه الأبدي تحت أنقاذ الزلازل أو من جراء العواصف او تحت أنقاذ
الدمار- ومنهم من حمل حقيبته على ظهره ومشى على رجليه حيث ما زال يمشي
يخترق الحدود والسهول والأنهار – ومنهم من ينظر إلي ولا يراني لأنه مشغول
البال من قصة حب أو فكرة في رأسة لا تبارحه أينما حط به القدر أو الزمان –
ومنهم من يسير في الطرق الوعرة متخنصرا بخنجر أو مسدس بحثا عن حفرة
كبيرة أو صغيرة ليختبىء بها أو يفجرها بحثا عن رقعة من تلك الارض يسترد منها
روحه التي تحاول ترك الجسد في تلك الأرض الوعرة - ومنهم ما زال منذ صغره
يتلكأ في الحارات والأزقة بحثا عن معطف يقيه البرد أو قطعة خبز تداويه من الجوع
والحرمان – ومنهم من حمل روحه على كفه وغاب عن الأنظار - ومنهم من أصبح
فيلسوفا يتحدث بكل شىء ويعزف ويغني ويخطب عن كل القيم والأشياء انتهى أمره
في المصحات العقلية حيث التقى بالعديد من الرفاق التائهين – ومنهم من انتهى أمره
يقبع في الخيم وبيوت التنك يمتهن الحرف التى يتعلمها الإنسان من بيئته الحبلى بكل
أنواع التشتت – ومنهم من أحب صبية ورسمها بدمه ووضعها في قلبه لتهجره
وتتركه تائها بين الهوى والحب والجنون والثماله في كل وقت وزمان – ومنهم من
مات ودفن في قبر على شاهده كتبت عبارة هنا يرقد التائه غير معروف الاسم
والعنوان – ومنهم من كان يعيش بالقرب بين اربعة جدران وسقف وعندما كان يمر
أحدهم بالقرب من ذلك اللحد يتذكرني لأنني أنا من كنت موجودا بين الاربعة
جدران .
نشات حداد
تعليق