اعتذار متأخر : يحي السماوي

الشاعر القدير يحي السماوي
وكأني أراك تقف أمام المرآة لترى نفسك على
حقيقتها ، وأنا على يقين أن المرآة عكست ما بداخلك
من نحيب على مافات واعتذارات كبيرة ، مساحاتها
بكبر المدى .
" لا تعتذر عمّا فعلت " فأنا التي سأعتذر أن
القطار فاتني قبل أن أتعرّف عليك
تموء الكلمات أمام ما دوّنه قلمك .
تقبّل مني قصيدة الشاعر محمود درويش
( لا تعتذر عمّا فعلت )
لا تعتذر عمّا فعلت أقول في سرّي
أقول لآخري الشخصي
ها هي ذكرياتك كلها مرئية
ضجر الظهيرة في نعاس القط
عرف الديك ، عطر المريمية
قهوة الأم ، الحصيرة والوسائد
باب غرفتك الحديديّ
الذبابة حول سقراط
السحابة حول أفلاطون
ديوان الحماسة ، صورة الأب
معجم البلدان ، شيكسبير،
ألأشقاء الثّلاثة، والشقيقات الثلاث
وأصدقاؤك في الطفولة والفضوليون
" هل هذا هو ؟ "اختلف الشهود :
لعلّه، وكأنه ، فسألت من هو؟
لم يجيبوني. همست لآخري :
" أهو الذي كان أنت ... أنا ؟ "
فغضّ الطّرف . والتفتوا الى أمي
لتشهد أنني هو ... فاستعدّت للغناء على
طريقتها : أنا الأمّ التي ولدته ،
لكنّ الرياح هي التي ربّته .
قلت لآخري : لا تعتذر الاّ لأمّك !!
دمت لنا : هيام قبلان

****

تعليقك أجمل من نصّي وربي .... ولكن يا هيام : وددت أن أهتدي بـ " آخرك " فأعتذر لأمي ... لكنّ مشكلتي ، أن أمي قد غفت إغفاءتها الأخيرة قبل أن أراها لأقول لها " تصبحين على جنة " .... كنت معها على موعد بعد فراق نحو عقدين من السنين العجاف ، فإذا بها تلتحف التراب قبل موعد اللقاء ببضعة أيام .... ربما لهذا السبب ، أ شعر أحيانا أنّ عينيّ أصبحتا فائضتين عن الحاجة ، تماما كما لو أنهما " زائدة دودية " ..

شكرا لك ما نبض قلبي ..شكرا لتعليقك البليغ ، ولشعرك الرائع ..

أخي الشاعر العظيم يحيي السماوي.........

رويدا أخي يحيي .... رويدا....أتساءل ان كان لي حق السؤال والأستفسار أولا عن سبب تقديم اعتذارك في هذا التوقيت !!!!!!!

هل ضج قلمك من هذا الكون ومن أوزاره فقررت اعتزال المجتمع وتطلب لذلك الصفح ممن أحسست أنك لم توفهم حق التقدير أو تعليق الأوسمة علي صدورهم ؟ أم أنك تشعر بتعب الضمير في لحظة ضعف أمام الزمن الذي يمر متثاقلا دون أن تري بصيص أمل في حياة لم تخلق الا للعدم والفناء ؟
هل تنوي أخي الكريم أن تنفرد مع الذات ومع الأله في عبادة وفي توحيد منفرد؟ هل تريد أن تودع الكون وكل ما أحببت فيه وتلتمس الأعتذارممن تعتقد أنك خدشته ربما حتي بدون قصد ؟ هل وصلت الي ذروة اليأس مع الحياه ولم يعد لديك اعتقاد أنك تنتمي لهذا النوع من الكواكب ؟

أخي يحيي.... أعتذر فأنا لا أستطيع أن أقبل اي اعتذار ...ذاك لأنك ما زلت فينا ان أخطأت فلا عليك ... يعجبنا خطأك و تعجبنا أوزارك مادمت فينا السماوي الذي رسم الوطن بريشة من نار وألم وغربة وولاء وحنين ... رسم الوطن وضعف المتخاذلين فيه ... رسم الوطن وحر المشتاقين الي ترابه... رسم الوطن ورسم لون دم الأستشهاد في كل بقاعه ... رسم الرضيع اليتيم ...والطفل الفقير الذي يخاف أن يغمض عينيه في الليل حتي لا يري ما يرعب قلبه من كوابيس ..طفل لا يثق في كوب اللبن الذي يحمله بين يديه فيخاف بين لحظة وأخري أن ينفجر هذا الكوب ...السماوي رسم لنا النساء الأرامل في مجتمع لا يأخذ بيد أحد ...... السماوي رسم لنا بقلمه صرخة العربي الأبي التي لا تعادلها كل هزات الكرة الأرضية ... صرخة الأبي الحر الذي ما زالت فيه مروءة العربي الذي أحس أننا بحاجة الي من يلبي نداء الأرض المسلمة التي تستجير باستغاثتها : وا اسلاماه ... السماوي الذي هو فينا وأحس ما نحسه فكتب ما لم نستطع أن نعبر عنه بأقلامنا...

أيها السماوي الطيب... لا تعتذر وابق فينا لأننا ان لم نكن مثلك مخطئين فلربما كان خطؤنا أكثر فداحة من خطئك ...ذاك أننا أخي صامتون ميتون ...أما أنت فأنت حي فينا تجيد فن الغضب والقتال بالكلمات والجهاد بأقل سلاح وهو التعبير ....


لا تعتذر ... وابق فينا ساطعا لامعا كما عهدناك ...مجاهرا بالحق فاضحا للظلم ومعاديا لكل أشكال الذل والهوان...


أختك
وفاء

الشاعر العظيم / يحيى السماوى
علمت اليوم بقمة حبى لكتاباتك حين رأيت أسمك فهرعت لاشبع رغبى فى الاستزادة من جمال كلماتك


والله انى لاحب اسلوبك حبا جمّا لدرجة التأثر

كم انت رائع حقا
تقبل خالص محبتى وتقديرى

***

سيدتي الأخت الأديبة الفاضلة وفاء : أولا ً دعيني أتشرّف بالإنحناء لك احتراما واعتزازا ....
الان ـ وقد بلغت ُ من الغربة عِتِيّـا .. ووخط الشيب أحلامي ـ أشعر بالجفاف رغم رطوبتي ، وبالإختناق ، رغم أن حبل المشنقة بات بعيدا عن رقبتي .. بل وأشعر بوجَع ٍ خرافيّ وأنا أرى حال الهوان الذي بتنا فيه يا سيدتي ... وإلآ هل يعقل أن نكون " خير أمة أخرجت للناس " وفينا بعض " ولاة الأمر " وصل بهم عدم الحياء من الله والمروءة ، حدَّ أنْ يقدموا على محاكمة بعض مواطنيهم ، لا لجريرة ارتكبوها ، سوى أنهم شاركوا في تشييع البطل المجاهد الشريف عماد مغنية ؟

والله ، شعرت أمس بمليون أفعى تمصّ دمي ، حين قرأت خبر استجواب ثلاثة مواطنين كويتيين لأنهم شاركوا في تشييع الشهيد الحاج رضوان " عماد مغنية " طيّب الله ثراه .
تقبلي من أخيك نهر محبة دون ضفاف .

***

إسمع يا ولدي الشاعر عمرو : حين كنتُ في مثل عمرك ـ لم أكن أستطيع كتابة ما تكتبه أنت من شعر ونثر فني ورؤى نقدية .... وهذا يعني أنك ستغدو " بإذن الله " أشعرُ مني يا ولدي ...

لا أجاملك يا عمرو ... فوالله ، حين كنت في مثل عمرك ، كانت قصائدي مفرطة السذاجة لا تعدو كونها هذيانا ....

وفقك الله وملأ حقولك ببيادر ابداع على سعة الأفق .

[align=center]الشاعر الراقي السماوي ،،

اعتذار بحجم الوطن ،،،

تقديري ومحبتي ،،،


الحمصــــــــــــي[/align]