تداعيات انتحار الموت ; مختار الكمالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مختار السيد صالح
    مهندس معلوماتية | شاعر
    • 05-06-2008
    • 144

    تداعيات انتحار الموت ; مختار الكمالي

    تداعيات انتحار الموت
    شِعر : مُختار الكَمالي





    [poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

    شَغَلتني بحُبِّهَا (آلاءُ) = أم تَوَهَّمتُ , أم هيَ الأهواءُ ؟
    يا لَعُودٍ مِن الأراكِ تَلوَّى = في شِفَاها , هُوَ الشِّفَا و الدَّاءُ
    إنْ أراها تَدِبُّ فيَّ حَياةٌ = مِلء روحي , و كَمْ يَدِبُّ حَياءُ
    حَجْمَ ما فيَّ من عَتيقِ هواها = حَجْمَ ما شبَّتْ بيننا الأشياءُ
    نارَ شَوقٍ و حُرقةٍ و جُنونٍ = و دُمُوعٍ يضيقُ منها الفَضَاءُ
    و مواعيدَ ما أُحَيلى حَلاها = و الثَّواني التي تمرُّ شِفاءُ
    يا حبيباً يقولُ لي كُلَّ يومٍ = أنتَ نهرٌ و نخلةٌ فرعاءُ
    خُلِقَ العشقُ كي يكونَ لِكُلِّ الـ = ـخَلقِ فيهِ منَ العَفافِ رِدَاءُ
    يُولَدُ الشِّعرُ و الهَوى عُذَرِيٌّ = لِتُبَاهي بذلك َالعَذارءُ
    هذهِ الحالُ حالُ كُلِّ مُحِبٍّ = و حَبيبٍ تَحُفُّهُ الآلاءُ
    *=*
    غيرَ أنَّ الذينَ ينضَحُ منهم = مَوتُ أطفالهم و لا أنباءُ
    هَجَمَ الموتُ و الرَّغيفُ عليهم = يا حياءً , أليسَ فيكَ حَياءُ ؟!
    لَفَّ منهم على البُطونُ حِجَار = حَدَّ لُفَّتْ على الحصى الأحشاءُ !
    كُلُّ طفلٍ لديهمو و رَضيعٍ = أرضعتهُ من قيحَها الأثداءُ !
    فرطَ ما جارت الحياةُ تَمَنُّوا = أنْ يُطالوا بأنَّهم "فُقَراءُ"
    كُلُّ أُمٍّ ترى بنيها جِياعاً = تَتَشَظَّى و يُذبَحُ الآباءُ
    كيفَ يحيونَ و الأطيفال مرضى = و على بُعدِ ألفِ عُمرٍ دَواءُ
    و يحارونَ ما يبيعونَ عُضواً = لِغَنَيٍّ .. و تُعرَضُ الأعضاءُ
    هَل كِلاهُم أم العُيونُ أم الأكـ = بادُ , منهم , لكي يكونَ بقاءُ !
    و يفتُّونَ للأُطيفالِ أكبا=داً لكي لا .. وَ يُجبَرُ الأبناءُ
    أنْ يناموا على الطَّريقِ عُرَاةً = وَ يُهانوا إذا أطلَّ شِتاءُ
    كُلَّما لَفَّ الطَّفلُ خوفَ مَنامٍ = قُرِعَ الموتُ واستفاقَ الفناءُ
    حَدَّ أنْ ضَجَّ في المماتِ ضَميرٌ = و تَبرَّتْ منِ الهَبا الأهباءُ !
    حَدَّ أن خافَ موتُهم إذ رآهُم = و تَنَحَّى عنِ القَضاءِ القَضاءُ !
    *=*
    راحَ يجري إلى البلادِ اللواتي = حاوطتها رياضُهُا و الماءُ
    حيثُ هِرٌّ مُدلَّلٌ و بَليدٌ = يَتَهادى تُظِلُّهُ الأفياءُ
    كُلَّما مالَ ذيلهُ يَتَجَشَّا =بَشِمَ الهِرُّ و احتواهُ الجُشَاءُ
    كانَ عِبئاً عليهِ أنْ يَتَمَطَّى = و الأواني على المدى إغراءُ
    و الشَّمولُ التي تدورُ كثيراً = أتعبتها الأكوابُ و النُّدماءُ
    و الغواني كأنَّهنَ أوانٍ = هُنَّ كُوبٌ و ليلةٌ حمراءُ
    رَهَواتٌ و قد نَمَت شَهَواتٌ = حيثُ فيهِنَّ "مُومِسٌ عَمياءُ"
    أَطرَقَ الموتُ إذ تذكَّرَ حالاً = لجياعٍ فَما احتواهُ احتواءُ
    حارَ في أمرهِ إلى أينَ يجري = ما احتوتهُ مَدى المَدى الأنحاءُ
    قُتِلَ الموتُ من تَناقُضِ حَالٍ = و تَعرَّى من الشَّقاءِ الشَقاءُ
    *=*
    و أرى الشِّعرَ غَافِلاً عن كَثيرٍ = مُطمَئنَّاً و ما لهُ أعباءُ
    غيرَ شيءٍ منَ الأمورِ مُعَادٍ = و أمورٍ تُعيدُها الأشياءُ
    أرهقتهُ "الحَداثةُ" الـ(لَّستُ أدري) = كيفَ جاءتْ و من همُ الأدعياءُ ؟
    لو قرأناهُ للبَغايا لَقُلنا =هُنَّ طُهرٌ و ما نقولُ بَغَاءُ
    أو عرضناهُ للشَّياطينِ طُرَّاً = لرأينا هُروبهم حينَ جاؤوا
    فيهِ من كُلِّ بيتِ فحشٍ لَقيطٌ = و لُغاتٌ عقيمةٌ بَكْمَاءُ
    أيُّها الشِّعرُ أنتَ ديوانَ عُربٍ = لم تَطَلْهُ حَماقةٌ بلهاءُ
    كُنتَ ديواننا فلا تَكُ دَيْنَاً = فوقَ أعناقِنا و لا حيثُ شاؤوا
    أيُّها الشِّعرُ إن تَكُن دونَ غايٍ = أيُّها الشِّعر فالنَّجاءُ النَّجاءُ
    *=*
    أيُّ لومٍ وَ منكَ فيهِ فَناءُ = لا تَلُمني فإنَّه إغراءُ
    أنتَ تعلو و يُدفَنُ البُلَغاءُ =أنتَ تبقى و يذهبُ الشُّعراءُ
    فترفَّع عن الوحولِ و كُنُ نجـ = ـماً جميلاً تخافُه الأضواءُ
    فَغَداً أمضي للتُّرابِ و تبقى = أنتَ حيَّاً و يَقرأُ القُرَّاءُ
    حينَ ذِكري على المنابرِ شِعري = فَتُباهي و يَذْكُرُ الحُكَمَاءُ
    منكَ ما قُلتَ عن أميرِ القَوافي = هُوَ نهرٌ و نخلةٌ فرعاءُ
    غابَ وَ الموتُ حينَ غيَّبَ نجماً = ما تجنَّى , و لن يكونَ بُكاءُ
    فوقَ قبري , و حينها سوف يكفيـ=ـني "اغفرِ اللهُ ذنبهُ" و دُعاءُ
    ذاكَ فضلٌ من الإلهِ عظيمٌ = قد كفاني , و إنْ بكتْ حُوَّاءُ
    كَفْكِف الدَّمعَ من على وجنتيها = و اروِ عنِّي و قُلْ لها مَا تَشاءُ
    فَالمعريُّ قالها قبل ألفٍ = ما جنينا و قد جنى الآباءُ

    [/poem]



    دمشق
    ‏11/‏06/‏2009
    يُحاول
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء
    نفس شعرى مديد ، يوحى بخصوبة الموهبة وثرائها النبيل ، تجربة شعرية فيها الحس الاجتماعى حاضر بقوة متماس مع الواقع المعاش ومشاكله الحاضره الحية ، ولغة عذبة دفاقة ، وقافية لها رنينها العذب الشجى ربما عندى ملاحظة صغيرة على اللوحة الشعرية لما فهمت أنه وصف فنى لرؤية الشاعر للغرب ربما أجد الوصف فى تلك اللوحة جاء فى لغة كلاسيكية مستوحاة قليلا من زمن شعرى آخر بما جعل الصورة الشعرية على صدقها ليست معبرة عن نبضة الواقع الذى ترسمه يظهر هذا مثلا فى ( الأفياء - رياضها - الشمول - الغوانى ) وكلها مفردات شعرية جميلة لكنها تحمل ظلا دلاليا لأزمنة أخرى

    تعليق

    • عارف عاصي
      مدير قسم
      شاعر
      • 17-05-2007
      • 2757

      #3
      الشاعر الحبيب

      مختار السيد صالح


      أيها الرائع

      هنا يجمل الصمت
      ليرتفع صوت الجمال

      للتثبيت
      محبة وتقديرا


      بورك القلب والقلم
      تحاياي
      عارف عاصي

      تعليق

      • عبد الرحيم محمود
        عضو الملتقى
        • 19-06-2007
        • 7086

        #4
        شاعرنا الجميل
        قصيدة متعددة الأغراض متنوعة الصور
        كل ما فيها جميل غزلا وحزنا وثورة
        وإنسانية ، وبحرك الخفيف حمل أجنحتك
        بلطف على موجه الصادق ، كان هناك
        تناص جميل مع ابي نواس والمعري فكرا
        وكلمات / جميل أنت وجميل شعرك
        حد الروعة ، ولا أراك إلا كذلك .
        نثرت حروفي بياض الورق
        فذاب فؤادي وفيك احترق
        فأنت الحنان وأنت الأمان
        وأنت السعادة فوق الشفق​

        تعليق

        • أحمد أنيس الحسون
          أديب وكاتب
          • 14-04-2009
          • 477

          #5
          أخي
          نص جميل على طوله ، وتداخل نصي مع الأوائل بروح شعرية جميلة.

          أخذتني للمعلقات وتشعّب الصور والأغراض فيها.

          دمت بخير وشعر أخي.
          sigpicأيها المارون عبر الكلمات العابرة ..

          اجمعوا أسماءكم وانصرفوا
          آن أن تنصرفوا
          آن أن تنصرفوا

          تعليق

          • تاقي أبو محمد
            أديب وكاتب
            • 22-12-2008
            • 3460

            #6
            صرخة شعرية تردد صداها في قلبي ولا أعلم مداها،ولكنني اعلم ان روح من الجمال ترعاها،دمت بهذا الألق والجمال ،تحيتي.


            [frame="10 98"]
            [/frame]
            [frame="10 98"]التوقيع

            طَاقَاتُـــــنَـا شَـتَّـى تَأبَى عَلَى الحسبَانْ
            لَكنَّـنَـا مَـوتَـــــــى أَحيَـاءُ بالقــــــــرآن




            [/frame]

            [frame="10 98"]
            [/frame]

            تعليق

            • مختار السيد صالح
              مهندس معلوماتية | شاعر
              • 05-06-2008
              • 144

              #7
              السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

              الأستاذ المبدع محمد الصاوي السيد حسين
              أشكرك على مرورك أولاً , ثمَّ أشكرك على ملحوظتك التي تدفع المغمورين أمثالي للأمام , ليست فقط
              الكلمات من زمنٍ آخر و لكن من تصف في مقطعها فأنا حاولت الاقتراب من
              "جنَّاتٍ منشَّرةٍ على الضفافِ" و أصحابها الذين يظنون أنفسهم في زمنٍ آخر بعيداً عن "بؤس الملايينِ"

              الأستاذ المبدع عارف العاصي

              تثبيتك لنصِّي يخجلني و يدفعني أن أزيد تثبيتي لك على جدار القلب , شكراً من القلب

              الأستاذ الصديق عبدالرحيم محمود
              بارك الله فيك و وفقك و نفع بك .

              الأستاذ المبدع أحمد أنيس الحسون
              شكراً لك و لا تحرمني توجيهاتك .

              الأستاذ المبدع تاقي أبو محمد
              بارك الله فيك , بانتظار توجيهك و دعمك .

              مع الاعتذار لجميع أساتذتي هنا .
              يُحاول

              تعليق

              يعمل...
              X