اتجاهات المسرح التجاري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    اتجاهات المسرح التجاري

    اتجاهات المسرح التجاري
    المقصود بالمسرح التجاري هو المسرح المملوك للقطاع الخاص , من ناحية , والقائم على هدف الربحية المادية من ناحية ثانية والذي يلجأ لتحقيق اهدافه المادية الى اساليب استعراضية في الفن المسرحي ولو كان ذلك على حساب المضمون , بحيث يتدخل اصحاب المسرح في العمل الفني لدجة , تفقد العم مضامينه الحقيقية وتمسخ النص المسرحي الاساسي لتجع منه صورة مشوهة لا تمت الى الفن المسرحي بصلة فيما عدا كونها تمثيلا انيا امام الجمهور ونحن لسنا ضد الكسب المشروع من العمل الفني ... ولسنا ضد القطاع الخاص في العمل المسرحي ... ولا ندعي العلمانية الى الدرجة التي ترفض فيها نصا مسرحيا ... لكننا ضد الكسب غير المشروع في الفن والادب ...
    والمتمث في ان الفنان مسؤول والمسؤلية امانة , وخيانة الامانة جريمة يعاقب عليها الدين والقانون والفنان ايضا فنان وليس تاجرا , يستدر عطف الناس واضحاكهم كمهرج لياخذ منهم فنهم وجهدهم ونقودهم بالمقابل ثم يتركهم يقعون اسرى الشعور بالندم على ضياع الوقت والجهد والنقود التي بذلوها للانتقال من منازهم الى المسرح , وبالتالي يبدا التقييم من اسفل الى اعلى ....
    ومرة تلو الاخرى يدفع كل الفنانين على حد السواء الثمن ... !! لان الجمهور تحت الحال الشعور بالندم سيهجر المسرح , وينتقل الى الفيديو ... !!! ويعود الفنانون الى الشكوى من الجمهور الذي هجر المسرح .
    اذا ... فالامر يتعدى كونه نقدا على عم مسرحي الى كونه حماية للعلاقة السابقة بين فن المسرح وبين جمهور المسرح – وهذا امر بالغ الاهمية من هنا ....
    تميز الان بين ثلاثة اعمال مسرحية في نطاق المسرح التجاري تم عرضها خلال سنة 1987 وهي مسرحية " الخوافين " لمحمد نجم ومجدي وهبة ومسرحية " القشاش " لسيد زيان ووحيد سيف ومسرحية " كعبلون " لسعيد صالح ومحمد وفيق ولنبدا " بالخوافين " ....
    - كلام عادي لقصة عادية تبدا بصدمة وتنتهي بصدمة في حوار ممجوج , ومستهلك وحركات كوميدية مكررة , سبق لمحمد نجم ان استهلكها في مسرحية " اعقل يا مجنون " سنة 1985 , ومسرحية " البلدوزر " سنة 1986 مع فارق ان النص المسرحي المكتوب في كل من " البلدورز واعقل يا مجنون " كان نصا ممزوجا وناجحا ومميزا .
    اما النص المكتوب لمسرحية " الخوافين " فانني اشك بانتماء كاتبه للادب المسرحي مع الاسف عن قصة شاب , يقتل والده على يد احدى الفتيات , فيحاول بالاتفاق مع خطيبته ان يكتم ذلك الامر عن البوليس خوفا من الفضائح ويلجا الى اتهام سائق تاكسي يعيش في جنينة فيللته بجريمة قتل والده وهذا الحدث ينتهي فجاة ليكتشف الشاب ان سائق التاكسي شقيق له , وان الفتاة القاتة كانت تنوي سرقة والده وينتهي العمل المسرحي بعناق الاخوين وهما : مجدي وهبة الطويل القامة , ومحمد نجم القصير القامة .. وليس في النص المسرحي أي حدث يذكر بخلاف ما ذكرنا او أي مواقف كوميدية تدخل على الحدث لتغنيه .
    للاسف لم يوجد شئ يذكر – وكل ما عشناه هو مشاهدة كلام عادي يمكن لاي متابع ان ينقله في تصور سطحي لمسرحية تتحدث عن جريمة قتل – ومع الاسف الشديد فان مسرحية " الخوافين " نموذج للمسرح التجاري المتهم بالكسب غير المشروع وحتى لا نقع في المزيد من التقريع والتقريظ ... سننتقل الى عمل مسرحي اخر من المسرح التجاري سنة 1987 وهي مسرحية " القشاش " ...
    والتي تتنوع في مواقفها الكوميدية ... وتتعدد الوانها الفنية .. وتتفرع مضامينها وتبدا بتسليط الضوء على تاجرعمله وهو : " وحيد سيف " وصديقه المطربة الداخلية على عالم الغناء وهي " ميمي جمال " ثم يدخل العامل الفقير الذي يقوم بتنظيف مراحيض احد البنوك وهي " سيد زيان " ليحاول تاجر العملة استغلاله وهو يؤجره في وظيفة معه ... مواقف متتابعة واحداث متغيرة فيها نقد وفيها مداخلات ومساجلات مسرحية كوميدية متعددة تعري تجار العملة , ونواياهم الخبيثة السيئة ... ثم يبدا فصل ثاني بمواقف ومساجلات جديدة ومثيرة عندما يهرب العامل الفقير بحقيبه ملائ بالاوراق النقدية – اثنين مليون دولار – وينتقل الجو المسرحي من مكتب تاجر العملة – الى أحد الأحياء الشعبية – السوق والناس ووكيل المحامي – الذي يشير على العامل الفقير بدخول السجن هرباً من مطاردية و هم تاجر العملة , والمطرب الداخلية على عالم الغناء , والصعيدي الذي يسعى وراء دولاراته التي جمعها من أقاربة وأقرانه العائدين من الدول التي كانوا يعملون بها في الخليج –
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    #2
    اتجاهات المسرح التجاري
    2
    وهكذا تعيش أكثر من موقف وأكثر من قضية –ويطرح العمل المسرحي على أذهانها وأكثرمن تساؤل .
    ويقوم العامل الفقير وسط هذه المداخلات الحية المثيرة بضرب صديقة وكيل المحامي ليدخل السجن بتهمة التعدي المؤدي الى اصابة موجعة هربا من مطارديه الجشعين , وفي السجن يضعنا النص المسرحي امام شخصية جديدة شخصية احد رجال الاعمال المسجونين بتهمة النصب والاحتيال موقف مثير – وقضية جديدة – ولا تخلوا من الكوميديا – في حوار اقتصادي ضاحك – لكنه يكشف عن خلل في النيه التي تسعى الى الكسب غير المشروع ولا يتركنا النص المسرحي عند هذا الحد مع "القشاش " ويسحبنا الى انتقاد ساخر من " سيد زيان " لكل الفئات الانسانية التي تسعى الى الوصول السريع , ثم سحبنا الى مساجلة كوميدية بين المساجين وبين مذيعة التليفزيون التي تقدم برنامجها عن السجن والمساجين وينتقد النص المسرحي , اسلوب ولغة مذيعات التليفزيون .
    - هكذا تتعدد القضايا ... وتتفرع بشكل منطقي ومسرحي ويخرج القشاش من السجن , ويخطف تاجر العملة ابنته الوحيدة فيقف حائرا بين خوفه على ابنته وبين اصراره على تسليم تاجر العملة الى العدالة ... وينتصر مضحيا بنفسة منقذا ابنته والبوليس يحاصر تاجر العملة ويلقي القبض عليه في نهاية النص – لا شك ان مسرحية " النقاش " نموذج ممتاز لمسرح الكوميدي التجاري ونموذج يقبل عليه الجمهور ويخرجون بعده وهم سعداء دون ان يتنابهم الشعور بالندم بل ان هذه السعادة قد تدفعهم لرؤية العمل المسرحي مرة ثانية وربما ثالثة ...
    وهنا ... لا مجال للمقارنة بين مسرح محمد نجم في " الخوافين " وبين المسرح سيد زيان في " القشاش " لانها ستكون مقارنة بين الفشل وبين النجاح ...
    وننتقل من الضحك الهادف والعمل المسرحي الجماهيري الناجح في القشاش الى نموذج مسرحي ثالث في مسرحية " كعبلون " .
    نموذج مختلف يعتمد على المضمون الجاد المستمد من التراث الشعبي باسقاط فكري على رموز الحاضر .... مسرح تجاري – مملوك لقطاع خاص – وصاحبه نجم كوميدي يتحول الى مسرح جاد وملتزم في كوميديا راقية ... تعيش فيها مع الممثل " سعيد صالح " واشعار "محمد نجم " الملحنة والمغناه , باداء واسلوب النجم " سعيد صالح " .
    انها قصة ابنة السلطان التي اوحى والدها المقتول غدرا على يد رئيس حرسه المعشوق من زوجة السلطان بزواجها من الشخص ويجيب على سؤال واحد وهو يقول :- اين عقل الانسان ؟؟
    سؤال بسيط في ظاهره ....
    وعميق في جوهره ...
    - " اين عقل الانسان ... " !!
    في بطنه .. ام في حذائه ..؟ ام في ملابسه ... ام في ثروته ... ام في زوجته ... ام في مركزه ... ام في شهرته ... الخ .
    - المؤلف " محمد شرشر " يجرنا على عمل مسرحي جاد ...
    - " وسعيد صالح " يحاول ان يخفف من الجدية ببعص المواقف الكوميدية وبعض المساجلات الاستعراضية الجادة المحتوية على اشعار الشاعر المتمرد دائما محمد نجم وهو يقول لنا : - الا يكفيكم كرم مطاوع في المسرح القومي .... !!
    لكي يتحول سعيد صالح من الكوميديا الى الجدية والانضباط وينتقل سعيد صالح بين الاقطار ليتعلم ويستفيد لعله يصل الى اجابة شافية للسؤال , وابنة السلطان تنتظره بلهفة , لكي يحمل اليها الجواب , وينقذها من تسلط زوج امها الغدار وقاتل ابيها السلطان .
    - وفي رحلاته يتعلم ثلاث نصائح من بائع كلام هي : -
    - حبيبك اللي تحبه لو كان عبد ذوبي – وانقذته هذه النصيحة من الموت على يد احد العفاريت من الجان ...
    ومن امنك لا تخونه ولو كان خائنا – وانقذته هذه النصيحة من الموت على يد صاحب طاحونة حول قتله بعد ان شك في علاقته بزوجته .
    وساعة الحظ ما تتعوضش وهي النصيحة التي اخرته عن الذهاب الى موعد مع الموت , عندما وقف يشاهد احد الافراح ... حيث ينطق صاحب الطاحونة بالاجابة وهو حزين على خيانة زوجته له قائلا : - العقل في الصبر .... العقل في الصبر .... ويطير الاجابة الى ابنة السلطان , ويحررها من تسلط زوج والدتها , ويحرر الناس من العبودية والذل ...
    - وهو يخرج لنا بنصيحة عن " الصبر " ولكل الفنانين الذين يستعجلون اعداد اعمالهم المسرحية الواحدة تلو الاخرى , وكل الذين يستعجلون النجاح في حياتهم العامة والخاصة وبالذات في مجال الفنون والاداب نقول مع سعيد صالح محمد شرارة : - العقل في الصبر ... العقل في الصبر ... والله الموفق .

    ------------------------------------------------------------------------

    تعليق

    • ريمه الخاني
      مستشار أدبي
      • 16-05-2007
      • 4807

      #3
      السلام عليكم
      استاذنا الكريم حفظك الله من كل شر استعرضت تجارب رائدة ولافتة ومقارنات مهمة لنعرف الغث من الثمين وأظن ان المقام يضيق عن استعراض الكثير من التجارب فالمسرح التجاري لم يكن غثا جميعه ولم يكن بناء كذلك اي يمكننا بين كوم الاعمال الغثة,ان نستثني منها ماكان يشكل جهد حقيقي مهم مثل ماقدم الفنان الكبير محمد صبحي ...كان قيمة عالية في عصرنا الحديث تفتقد لها الساحة تماما جمعت بين الخط المسرحي المصري وبين القيمة الفكرية الغائبة.
      مرور سريع ولك كل التقدير

      تعليق

      • يحيى الحباشنة
        أديب وكاتب
        • 18-11-2007
        • 1061

        #4
        [frame="1 98"]أستاذي الكبير يسري راغب شراب
        تحية عطرة وبعد ..

        حول هذا النوع من المسرح التجاري .. وهو كما تفضلت في الغالب لا يوجد فيه مضمون يذكر بل أن كتابه في كثير من الأحيان ، ليسوا كتاب مسرح .. يعتمد هذا المسرح على ما يطلق عليه بنجم الشباك
        بمعنى أن المتفرج يأتي فقط ليشاهد النجم ( الممثل ) ( النجمة ) عن قرب ولا تعنيه مضامين المسرحية بقدر ما يضحك ويشعر بالمساعدة وهو يراقب حركات وسكنات نجمه المفضل ..

        ويخلط الناس عادة بين المسرح الكوميدي .. وبين المسرح التجاري .. فالمسرح الكوميدي شيء مختلف وفيه مضامين عميقة تقدم بقالب كوميدي ساخر .

        فعندما ولد المسرح اليوناني في القرن الخامس قبل الميلاد من رحم طقوسهم الدينية وتطور وترعرع على يد عباقرة من الشعراء .. وتحول إلى مؤسسة تعليمية مهمتها تطوير الفكر وتعميقه .

        ويقول الدكتور إبراهيم حمادة في كتابه طبيعة الدراما : ورث الرومانيون المسرح ، وأودعوه أمانة في يد العبيد والارقاء .. فتحول إلى نوع من الإمتاع الحسي الفج الذي ساير روح حضارة عسكرية الطابع .


        وبقي المسرح وهو ( أبو الفنون ) يراوح ما بين أن يكون أخلاقيا .. وبين أن يصبح أداة ترفيه وتسلية .. واعتمده بعض علماء النفس علاجا ناجعا لبعض أمراض الحضارة الحديثة .


        أما رجال التربية والتعليم .. تستخدم المسرح ليومنا هذا كأداة معينة على التعليم .. وهذا ما يجعل المسرح أن يبقة سيدا للفنون رغم كل التقنيات الحديثة كالتلفاز والسينما .. والفيديو والستلايت وغيرها ..


        فالمسرح لم يهرم ويشيخ .. وهو الذي قدم لنا عصارة الحصيلة الدرامية التي خلفتها لنا العصور عبر التاريخ
        وهو لا ينسب لقومية أو ملة أو جنسية معينة أو دينا معينا انه للبشرية جمعا لتستفيد منه جميعا .. فلا زال المسرح يروي عطش الإنسان إلى المعرفة والعاطفة النبيلة .

        ومن الأشكال المسرحية المعروفة والتي ترسخت عبر الأجيال ما يسمى بالتراجيدي .. وقد قدم المسرح القومي في العديد من هذه الأعمال الكبيرة الخالدة وكذلك في معظم البلدان في العالم .

        والتراجيديا تعتبر من أرقى أنواع الدراما وأصعبها كتابة .. وفي الغالب هي موجهة لجميع أفراد المجتمع
        وفي غالبها تطرح أسئلة جدلية عميقة تتعلق بعلاقة الإنسان بخالقه وبالعالم من حوله .. وتفسر الخير والشر وكيف يكون الإنسان حرا في اختياراته ..

        وأما في المسرح الكوميدي .. تتوه في المسميات وتضيع أحيانا الحقائق ، وللكوميديا أنواع هناك كوميديا سوداء وكوميديا تهريج وكوميديا موقف ( الكوميديا الراقية ) التي يغلب فيها الجانب الجاد وتثير مشاهدها الضحك الخفيف مبعثه داخلي وجداني وتعتمد على نقد السلوك الاجتماعي

        أحببت أن أتفاعل مع ما تطرقت إليه أخي يسري .. لما فيه من قيمة ثقافية نحن بأمس الحاجة لها .. ولا أعتقد أننا أوفينا حق الحديث عن المسرح حقه .. ولكن سوف نتواصل في متعة الحديث في هذا المجال
        دام قلمك سيدي ..[/frame]
        شيئان في الدنيا
        يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
        وطن حنون
        وامرأة رائعة
        أما بقية المنازاعات الأخرى ،
        فهي من إختصاص الديكة
        (رسول حمزاتوف)
        استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
        ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

        تعليق

        يعمل...
        X