الفيلم الكوميدي في السينما العربية
العلاقة بين الفيلم الكوميدي وبداية السينما ؟
في كل العالم , نجد ان صناعة السينما , اهتمت بداية بانتاج الافلام الكوميدية التي تضحك الجمهور , حيث كان , " شارلي شايلن " واحدا من العلامات البارزة والمؤسسة في صناعة السينما العالمية عامة , والفيلم الكوميدي خاصة .. وكان " لويس دي فينيس " علامة واضحة في السينما الفرنسية عامة والفيلم الكوميدي خاصة .. و " بيتر سيلرز " في السينما الانجليزية عامة والفيلم الكوميدي خاصة ...!! كما كان " نجيب الريحاني " علامة مؤسسة في السينما العربية عامة واستاذا لا مثيل له في الفيلم الكوميدي خاصة ...!
وهذا يطرح سؤالا حول العلاقة بين البدائية في صناعة الفيلم السينمائي وبين الفيلم الكوميدي ..؟؟ويجر واءه سؤالا آخر حول الدور الانساني والمجتمعي الذي يلعبه الفيلم الكوميدي في حياتنا امعاصرة بكل تعقيداتها ..؟؟
وهل الضحك لمجرد الترفيه عن الجمهور هو المهمة الاساسية للفيلم الكوميدي ..؟ وهل ينجح الفيلم الكوميدي القائم اساسا على الضحك لمجررد الضحك ..؟
اسئلة كثيرة تثار حول طبيعة ودور الفيلم الكوميدي في حياتنا المعاصرة .. خاصة وان السينما العربية ولستة اعوام مضت قبل سنة 1984 , لم يكن لديها ما تقدمه لجمهورها سوى الفيلم الكوميدي , الا فيما ندر من الحالات الخاصة جدا . لدرجة ان جميع النقاد الفنيين اتفقوا على الهبوط الشنيع لمستوى الفيلم العربي , وبسط هذا الكم الرهيب من الاعمال الكوميدية الفجة خلال هذه الفتة .
وعلى العموم فقد بدات السينما العالمية بالفيلم الصامت , وكانت الكوميديا هي البناء الاساسي لتلك المرحلة حتى شهدت اول فيلم ناطق عالميا في سنة 1927 .
والسينما العربية عند ولادتها , واكبت الاتجاهات العالمية مع الفيلم الكوميدي ويمكن ان نسجل للكوميديا في السينما العربية تألقها بجواد الفيلم الغنائي ضمن المرحلة الاولى للسينما العربية التي استمرت حتى ظهور المؤسسة العامة للسينما المصرية في اواخر الخمسينات فخففت من كمية الافلام الكوميدية بشكل ملحوظ , حيث تحول نجوم الكوميديا من العمل في السينما الى العمل في المسرح بشكل عام .. !!
ولكن يبقي والي اجل غير معروف حتي الآن " نجيب الريحاني " الفنان والممثل اكوميدي الملتزم بالكوميديا الهادفة , حيث لا يمكن ان نجد له فيلما سطحيا , ولا ياخذنا الي الضحك الا اذا رافقناه في موقف مؤثر وانفعالي هو ذلك الانسان الطيب الذي يتورط في مقالب يدبرها الآخرون من الاشرار ضده , فينشر بطيبته مواقف مؤثرة وضاحكة , لم يفتعلها بل تفاعل معها , ولم يوجدها , بل اوجدها الموقف نفسه , ولذلك فهو مدرسة .
اليس هو الاستاذ " حمام " , الذي كان يعلم " ليلى مراد " بنت الباشا في فيلم " غزل البنات " حروف اللغة العربية , واليس هو " سي عمر " الذي وجد نفسه مضطرا لارتداء ثياب العز والجاه , فبدا غير منسجم معها وبها اليس هو مؤسس الكوميديا في المسرح واستاذ لجيل قدير من الفنانين والفنانات ملاوا الساحة الفنية العربية باعمال رائعة من الافلام والمسرحيات .. واذا كنا نري في محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ثنائيا لم يتكرر في عالم الغناء , واذا كنا نري في يوسف وهبي وأمينة رزق ثنائيا لم يتكررفي عالم الدراما , فان ثنائيا كوميديا مثل نجيب الريحاني وماري منيب لم يتكرر في عالم الكوميديا حتي الآن
تعليق