ـــ العرجاء
محمد المنصور الشقحاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تلمس إن الأمر تجاوز حدود السيطرة، ولكن أن تحلم في منامها بذلك فهذا يدفعها إلى إعادة تشكيل ذاتها لكن الرغبة تبرز تلك المشاعر التي لاشيء يملؤها؛ وهي التي شغلت فكرها وجهدها في تكوين صورة المرأة الجادة المنتجة والتي أولها من حولها تعويضا لعرجها وبقايا حساسية مفرطة من سن المراهقة سرعان ما تنخدش، وفقدها لمسحة الجمال التي منحت أخواتها الأربع والأصغر أزواجا كاملي الصفات والخلق، فكرست جهدها للعناية بوالدها رجل الأعمال الذي أنهكه المرض فأصبح تحركه بمقعد ذي عجلات وسائق أصبح كأحد أفراد الآسرة 0
في الصباح في عملها الحكومي وفي المساء تقضي وقتها بين ردهات مبني مركز الخدمات الأسرية بالحي وثلاث ليال في الأسبوع تمارس الرياضة بين صالات نادي رياضي للنساء 0
فاتحها رئيسها في العمل في الزواج في نهاية اتصال معتاد في شئون العمل تطرق فيه عبر سؤال عن القيم الحميدة التي يتصف بها عضو الأسرة الجديد، تعرف انه متزوج ولديه أسرة كبيرة جاء ذلك بعد زواج أختها الرابعة وابتعاث أخيها الثاني للدراسة في الخارج بينما عمل شقيقها الأول يحتم سفره المتواصل 0
ناقشها والدها في مطلب رئيسها وموافقته أن تبقى في منزل الأسرة مع تحديد موعد لزيارته لقضاء بعض الوقت معها كزوجه ترددت ولكن أمها أقنعتها بأن الأمر طبيعي لفتاة عانس وصلت الأربعين وأنه منتشر في المجتمع ومن حقها أن تنهي ذلك وقت ما تشاء 0
قضت الليلة الأولى في غرفة بفندق، فيها دفعها زوجها لتجرع مشروب لم تستسغه إنما مع الحديث والعبث انتشى كل جزء في داخلها فلم تهتم بما حدث تنبهت في الظهيرة من خدرها فدخلت الحمام غمرت المياه جسدها ليفتح باب الغرفة كان زوجها تناولا الغداء في مطعم الفندق وفي المساء عادت لمنزل الأسرة 0
قال السائق وهو يوصلها صباحا لمقر عملها: ماما من هذا
قالت: زوجي
قال: مبروك
ذات مساء تأخر الزوج عن الحضور في موعده الأسبوعي، جاء هاتفه معتذرا أن احد أولاده مريض وهو معه في المستشفى وطلب منها عدم الذهاب للعمل حتى يتناول الإفطار معها في العاشرة صباحا حل متوترا وبقي حتى الواحدة ظهرا0
قال السائق: ماما هذا زوج مجنون
قالت وهي تضحك على غير عادتها: ليش
قال: كلام كثير بطال
عرفت انه زار والدها في مكتبه التجاري يطلب منه مبلغا من المال كسلفية حتى ينهي بناء منزله الجديد في شمال الرياض يسدده على أقساط أثناء حوار تجاوز فيه حدود الأدب 0
على طاولة العشاء في مطعم منتزه خارج المدينة فاتحها زوجها عن ضائقته المالية وطلب منها اخذ قرض باسمها من البنك الذي تستلم راتبها منه بضمان الراتب لما شعر أنها مترددة كمل مسوغات القرض وأخذها إلى الفرع النسائي لتوقيع الأوراق
أخبرت والدها بالأمر أبتسم لما طال صمتها اشتد ضحكه فشعرت بالاطمئنان 0
في المساء وهي عائده من المركز الرياضي فاتحها السائق الذي أنهى سنته الخامسة في العمل عند والدها برغبته في السفر لبلده شعرت أن جزء من كيانها انفصل فلم تفاتح أحدا بذلك 0
قال والدها: السائق يطلب أجازه شهرين
قالت أمها: حقه يشوف أهله
قالت: وأنت
قال والدها: يقوم بعمله احد العاملين بالمكتب
لم تنم ليلتها ولما جاء زوجها لم يلاحظ انشغال ذهنها وارتباكها، وفي طريقها الصباحي للعمل لم تنبس بكلمه وهي التي تثرثر عندما تكون في السيارة وقد غابت معالم الطريق، محدقة عبر غطاء وجهها الشفاف في مرآة السيارة الأمامية حيث يطل جزء من وجه السائق 0
جهز السائق أوراقه وحصل على تأشيرة خروج وعوده من إدارة الجوازات لمدة ثلاثة اشهر كانت تتابع ذلك بصمت من خلال حديث والدها واستفسارات والدتها البليدة عن البديل الذي يستطيع تحمل طلبات المنزل والزوج المقعد 0
قال السائق: بعد ثلاثة أيام السفر ماما فين الهدية
قالت: مافي هديه ليه مستعجل
قال: ماما أنت زعلان
قالت: ليه زعلان أنا تعبان بس
قال: ماما أنت لازم يتونس
قالت: اتونس كيف
في السابعة ليلا وهي في طريقها للمركز الرياضي بملابسها الرياضية غير السائق مساره اتجه إلى طريق تعرفه ولكن في هذا الوقت لم يكن مطلبها لم تنبس بكلمة حتى لاحت استراحة تملكها الأسرة في شرق الرياض، ترتادها نهاية كل أسبوع وفي المناسبات العائلية والأعياد تعرف أنها في هذا الوقت خاليه من الحركة 0
قالت: هيه
قال: ماما أنا قلت لازم يتونس
قالت: مافيه احد
قال: ماما من غير زعل لازم يتونس
فتح مدخل الاستراحة وادخل السيارة شاهدته ينزل من مؤخرة السيارة سلة بها قناني ماء ومشروب ترجلت من العربة، وقفت مرتبكة ناولها قنينة ماء صغيرة تجرعت بعضها 0
شل تفكيرها نسيت هاتفها القابع في محفظتها الصغيرة المعلقة على كتفها أنفاسه حولها كون حديثه عن السفر غمامة بيضاء انسكب ماؤها أوراق سوداء تنهمر عابرة فركض غيرها مبتهجا بالضجيج؛ امسك بذراعها تحركت خدره شيء في صوته يدفعها إلى الاقتراب أصابعه تعبث بشعرها أبوابها تنفتح بابا باب ودرفات نوافذها تصطفق بسبب ريح عاصف انبعث من داخلها 0
في الحادية عشر ليلا عادت للمنزل أسرعت إلى غرفتها تمددت في الفراش الظلام يحيط بها وصوت أمها وأبيها يصلها غابت عن الوعي نامت بملابسها وبعد عناء صحت على صوت أمها الغاضب 0
بدلت ملابسها كانت الساعة العاشرة صباحا تأخرت عن موعد العمل مع كوب الحليب رن هاتفها كان زوجها يستحثها لوجود مشكلة حدثت في الدائرة التي تشرف عليها 0
في السيارة وبعد تجاوز عدد من الشوارع وعند الإشارة الأخيرة التي ينتصب بعدها مبنى القسم النسائي الذي تعمل به اكتشفت إن الذي يقود السيارة السائق الجديد 0
محمد المنصور الشقحاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تلمس إن الأمر تجاوز حدود السيطرة، ولكن أن تحلم في منامها بذلك فهذا يدفعها إلى إعادة تشكيل ذاتها لكن الرغبة تبرز تلك المشاعر التي لاشيء يملؤها؛ وهي التي شغلت فكرها وجهدها في تكوين صورة المرأة الجادة المنتجة والتي أولها من حولها تعويضا لعرجها وبقايا حساسية مفرطة من سن المراهقة سرعان ما تنخدش، وفقدها لمسحة الجمال التي منحت أخواتها الأربع والأصغر أزواجا كاملي الصفات والخلق، فكرست جهدها للعناية بوالدها رجل الأعمال الذي أنهكه المرض فأصبح تحركه بمقعد ذي عجلات وسائق أصبح كأحد أفراد الآسرة 0
في الصباح في عملها الحكومي وفي المساء تقضي وقتها بين ردهات مبني مركز الخدمات الأسرية بالحي وثلاث ليال في الأسبوع تمارس الرياضة بين صالات نادي رياضي للنساء 0
فاتحها رئيسها في العمل في الزواج في نهاية اتصال معتاد في شئون العمل تطرق فيه عبر سؤال عن القيم الحميدة التي يتصف بها عضو الأسرة الجديد، تعرف انه متزوج ولديه أسرة كبيرة جاء ذلك بعد زواج أختها الرابعة وابتعاث أخيها الثاني للدراسة في الخارج بينما عمل شقيقها الأول يحتم سفره المتواصل 0
ناقشها والدها في مطلب رئيسها وموافقته أن تبقى في منزل الأسرة مع تحديد موعد لزيارته لقضاء بعض الوقت معها كزوجه ترددت ولكن أمها أقنعتها بأن الأمر طبيعي لفتاة عانس وصلت الأربعين وأنه منتشر في المجتمع ومن حقها أن تنهي ذلك وقت ما تشاء 0
قضت الليلة الأولى في غرفة بفندق، فيها دفعها زوجها لتجرع مشروب لم تستسغه إنما مع الحديث والعبث انتشى كل جزء في داخلها فلم تهتم بما حدث تنبهت في الظهيرة من خدرها فدخلت الحمام غمرت المياه جسدها ليفتح باب الغرفة كان زوجها تناولا الغداء في مطعم الفندق وفي المساء عادت لمنزل الأسرة 0
قال السائق وهو يوصلها صباحا لمقر عملها: ماما من هذا
قالت: زوجي
قال: مبروك
ذات مساء تأخر الزوج عن الحضور في موعده الأسبوعي، جاء هاتفه معتذرا أن احد أولاده مريض وهو معه في المستشفى وطلب منها عدم الذهاب للعمل حتى يتناول الإفطار معها في العاشرة صباحا حل متوترا وبقي حتى الواحدة ظهرا0
قال السائق: ماما هذا زوج مجنون
قالت وهي تضحك على غير عادتها: ليش
قال: كلام كثير بطال
عرفت انه زار والدها في مكتبه التجاري يطلب منه مبلغا من المال كسلفية حتى ينهي بناء منزله الجديد في شمال الرياض يسدده على أقساط أثناء حوار تجاوز فيه حدود الأدب 0
على طاولة العشاء في مطعم منتزه خارج المدينة فاتحها زوجها عن ضائقته المالية وطلب منها اخذ قرض باسمها من البنك الذي تستلم راتبها منه بضمان الراتب لما شعر أنها مترددة كمل مسوغات القرض وأخذها إلى الفرع النسائي لتوقيع الأوراق
أخبرت والدها بالأمر أبتسم لما طال صمتها اشتد ضحكه فشعرت بالاطمئنان 0
في المساء وهي عائده من المركز الرياضي فاتحها السائق الذي أنهى سنته الخامسة في العمل عند والدها برغبته في السفر لبلده شعرت أن جزء من كيانها انفصل فلم تفاتح أحدا بذلك 0
قال والدها: السائق يطلب أجازه شهرين
قالت أمها: حقه يشوف أهله
قالت: وأنت
قال والدها: يقوم بعمله احد العاملين بالمكتب
لم تنم ليلتها ولما جاء زوجها لم يلاحظ انشغال ذهنها وارتباكها، وفي طريقها الصباحي للعمل لم تنبس بكلمه وهي التي تثرثر عندما تكون في السيارة وقد غابت معالم الطريق، محدقة عبر غطاء وجهها الشفاف في مرآة السيارة الأمامية حيث يطل جزء من وجه السائق 0
جهز السائق أوراقه وحصل على تأشيرة خروج وعوده من إدارة الجوازات لمدة ثلاثة اشهر كانت تتابع ذلك بصمت من خلال حديث والدها واستفسارات والدتها البليدة عن البديل الذي يستطيع تحمل طلبات المنزل والزوج المقعد 0
قال السائق: بعد ثلاثة أيام السفر ماما فين الهدية
قالت: مافي هديه ليه مستعجل
قال: ماما أنت زعلان
قالت: ليه زعلان أنا تعبان بس
قال: ماما أنت لازم يتونس
قالت: اتونس كيف
في السابعة ليلا وهي في طريقها للمركز الرياضي بملابسها الرياضية غير السائق مساره اتجه إلى طريق تعرفه ولكن في هذا الوقت لم يكن مطلبها لم تنبس بكلمة حتى لاحت استراحة تملكها الأسرة في شرق الرياض، ترتادها نهاية كل أسبوع وفي المناسبات العائلية والأعياد تعرف أنها في هذا الوقت خاليه من الحركة 0
قالت: هيه
قال: ماما أنا قلت لازم يتونس
قالت: مافيه احد
قال: ماما من غير زعل لازم يتونس
فتح مدخل الاستراحة وادخل السيارة شاهدته ينزل من مؤخرة السيارة سلة بها قناني ماء ومشروب ترجلت من العربة، وقفت مرتبكة ناولها قنينة ماء صغيرة تجرعت بعضها 0
شل تفكيرها نسيت هاتفها القابع في محفظتها الصغيرة المعلقة على كتفها أنفاسه حولها كون حديثه عن السفر غمامة بيضاء انسكب ماؤها أوراق سوداء تنهمر عابرة فركض غيرها مبتهجا بالضجيج؛ امسك بذراعها تحركت خدره شيء في صوته يدفعها إلى الاقتراب أصابعه تعبث بشعرها أبوابها تنفتح بابا باب ودرفات نوافذها تصطفق بسبب ريح عاصف انبعث من داخلها 0
في الحادية عشر ليلا عادت للمنزل أسرعت إلى غرفتها تمددت في الفراش الظلام يحيط بها وصوت أمها وأبيها يصلها غابت عن الوعي نامت بملابسها وبعد عناء صحت على صوت أمها الغاضب 0
بدلت ملابسها كانت الساعة العاشرة صباحا تأخرت عن موعد العمل مع كوب الحليب رن هاتفها كان زوجها يستحثها لوجود مشكلة حدثت في الدائرة التي تشرف عليها 0
في السيارة وبعد تجاوز عدد من الشوارع وعند الإشارة الأخيرة التي ينتصب بعدها مبنى القسم النسائي الذي تعمل به اكتشفت إن الذي يقود السيارة السائق الجديد 0
تعليق