يتمطط...!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يمنى سالم
    عضو الملتقى
    • 29-07-2007
    • 40

    يتمطط...!

    [align=center][/align]




    عالقة في ذاكرة اللامكان، تلاحقها عقارب ساعة مبتورة لا تكمل دورتها الستين، تركض حافيةً...عاريةً، لا يسترها إلا ذكرى وبعض حنين، حتى هذا الجلد الملتصق بها يحاول التمطط؛ ليحتوي جسداً في طور التبدل، البعض يكبر في شرنقة تُخفي عُريّ المراحل، وهي تكبر في زنزانةِ كل جدرانها زجاجية، ترمقها أعين المارة بلا وجل.
    تشتمُ بقايا أحشاءها حين تحترق؛ لتكمل مراسم طقوس سرية علّها تعيد الهدوء لجلدها الذي يحاول التمرد؛ حتى أصابعها العابثة كفت عن العبث، عيناها الشقيتان دفنهما حزنٌ لا ينتهي.
    تورمتْ شفتاها في محاولة يائسة لإعادة تورد كان، وما كان...كان، هذا المكان يلوكها، يجترها، يسحق ما بقي منها؛ ليعيد تشكيل رؤية جديدة وفلسفة عتيقة تؤمن بأن الماضي يتقن صياغة نفسه من جديد.
    يتسقُ الليلُ، يحاول لملمة الضوضاء، يفشل في احتوائها، ينبلجُ الصبحُ يحاول أن يلملم بقايا خرقٍ كانت تستتر بها وأن يرتب شعرها المتناثر، لكنه يفشل، فحتى فروة رأسها تتمطط...!!
    محاولة مجنونة من جلد مجنون يحاول تبديل جسده في توقيت عقيم، لا ينجب سوى الخيبة والقهر...!!
    تعود النساء مساءً، يلملمن بقايا الليل بعطرهن الباذخ الثمين، وملابسهن الفاخرة، وطاقات الورود الموسومة بالإعجاب، وإذ بعطرٍ ذكوري يطغى على ذاكرة العشق المهترئة.
    تعود هي بشمعٍ ذاب من فرط الانتظار، وروائح رخيصة مختلطة برائحةِ الاحتراق، تحمل بعض عقود الياسمين التي سرقتها من سور حديقة الجيران، تعود بكل أسىً تُلقي بجسدها المنهك فوق فراش الشوك، تتلو تعويذة قديمة لئلا يعاودها الوجع، تنتشي من فرط الألم، تُسلم نفسها لتلك الذاكرة المهترئة؛ لتمارس اغتصاب الوقت بكل همجية.
    ما زال جلدها يتمطط، يُعلن احتضار الرضا، يصرخ بصمتٍ، فتتألم هي بصمتٍ، تُرى كم يلزم العمرَ عُمراً لينتهي؟!!
    ليستْ حيةً، وليستْ حشرةً، إنها مجرد بائسة تمطط جلدها، وغُرِسَت في رمالٍ مالحةٍ، كل ذرةٍ فيها تحاول أن تسحب أكبر كمية من ماء الحياة، تريد أن تعيش الحياة كما تستحق، وأن تمارسها ببذخ، ولم يخطر في بالها للحظة أن جلدها يوماً ما قد يتمطط...!!
    [IMG]http://www.shy22.com/upfiles/rY382925.jpg[/IMG]
  • طارق السيد
    عضو الملتقى
    • 30-07-2007
    • 186

    #2
    ****************************************
    ليحتوي جسداً في طور التبدل، البعض يكبر في شرنقة تُخفي عُريّ المراحل
    تتلو تعويذة قديمة لئلا يعاودها الوجع
    ****************************************
    أختي هذه أكثر ما أعجبني من القراءة الأولى و أنا أعدك بأني سأعود هنا مرات أخرى ، صدقا الصور و البعد الفكري بها جميييييييييل جدا جدا ،، أهديكي تحياتي و احترامي
    §¤~¤§¤~¤§[size=6]إنسان [/size]§¤~¤§¤~¤§

    تعليق

    • د. جمال مرسي
      شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
      • 16-05-2007
      • 4938

      #3
      أديبتنا الرائعة الأخت يمنى سالم
      أصدقك القول و لا أبالغ إن قلت أن خاطرتك هذه أنوذج فريد للخاطرة المكتملة الأركان الشاهقة البنيان لغة و فكراً و معنىً
      عشت مع كل حروفها بشغف متمنيا ألا تنتهي
      سلمت يمناك يا يمنى
      و بارك الله في فكرك و أدبك
      الخاطرة للتثبيت ودا و تقديرا لهذا القلم المبدع
      مع خالص الود و التقدير
      د. جمال
      sigpic

      تعليق

      • أ. جمعة الفاخري
        أديب وكاتب
        • 20-07-2007
        • 276

        #4
        ....... ولكنه يتمطمط ....!؟
        يا للجراح المزمنة التي يتركها في أعماقنا من نحبُّهم ..
        رائعٌ هذا الرمزُ الذي جنحَ بـ ( التمطمط ) إلى هدفٍ مأمولٍ بعيدٍ ، وتركَ لنا عطرَ الكلماتِ يتسرَّب إلى أرواحنا دفئاً وعبقاً ولهفاً ..
        يمنى .. محبتي واحترامي .. بلا تمطمط ..

        تعليق

        • الأديب السيد حنفي
          عضو الملتقى
          • 04-06-2007
          • 378

          #5
          عادة تكون الخاطرة ناتجة عن تأمل فترة زمنية أو لوحة جمالية أو مشاعر مضطربة, أو ............. أو................
          لكنك هنا ترسمين لحظة مأساوية بلغة المشاعر الفياضة, واستخدامك للزمان المتناهي وتمويه المكان, ورسم غير محدد للشخصية التي { تتمطط }..
          ثم دخول تيارات وعي تثري النص وتضيف اليه أبعادا فكرية ذاخرة بالمعاني, لا يمكن هنا أن نقول أنها مجرد خاطرة.. بل هي قصة قصيرة رائعة البنيان, مكتملة الأركان, وبصياغة رائعة..
          أحييك على هذه { القصة }
          ولشخصك كل تقدير
          [align=center][CENTER][B][FONT="Arial"][SIZE="4"][COLOR="DarkRed"][frame="1 98"]أشهد أن لا إله إلا الله
          أشهد أن محمدا رسول الله
          أستغفرك ربي وأتوب إليك[/frame][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER][/align]

          تعليق

          • محمد حسنين البدراوي
            عضو الملتقى
            • 17-05-2007
            • 229

            #6
            الأستاذة يمنى مع تقديري لكِ تقديرا كبيرا ومع تقديري للغتك الثرية إلا أن ذائقتي لا تستسيغ هذه النوعية المستغرقة في الرمزية ... الذي أعرفه أن الأدب يستنفر طاقات نفسية وشعورية للقارىء وبهذه المثابة لايمكن للأدب أن يكون فزورة نحاول فك طلاسمها .... أنا لم أفهم شيئا .... أكتبي لمثلي فأنا أنتمي لطائفة بسيطة من القراء لاتفهم ولا تتفاعل إلا مع الأدب الإنساني البسيط الذي يخاطب الروح والقلب والعقل
            [font=Comic Sans MS][color=#FF0000][size=6]جمعية لا تقل رأيك وجامل أو وافق أو نافق أو فارق فنحن عرب [/size][/color][/font]

            تعليق

            • عادل العاني
              مستشار
              • 17-05-2007
              • 1465

              #7
              نص جميل

              يتضمن الكثير من الفلسفة الحياتية.


              أحسنت وأجدت المعالجة.


              تقبلي تحياتي وتقديري

              تعليق

              • يمنى سالم
                عضو الملتقى
                • 29-07-2007
                • 40

                #8
                [align=center]أستاذي الفاضل/ طارق السيد

                مرورك الأول فرحٌ يرسى سفن النور هنا..
                وحتى تعود سأترك لك المتصفح مفعمٌ بالجوري

                تحيتي[/align]
                [IMG]http://www.shy22.com/upfiles/rY382925.jpg[/IMG]

                تعليق

                • يمنى سالم
                  عضو الملتقى
                  • 29-07-2007
                  • 40

                  #9
                  أستاذي الفاضل/ د. جمال مرسي

                  جميلٌ أن تقودني الصدفة لمواسم جمال تكون حضرتك دوماً متواجداً بها..
                  وكأنك تنثر النور فوانيساً لترحب بي وأنا مجرد هاوية تحاول أن تحترف..

                  شكراً لك سيدي من اعماقي لمرورك
                  وخجلى لكرم حضورك

                  كن بخير
                  [IMG]http://www.shy22.com/upfiles/rY382925.jpg[/IMG]

                  تعليق

                  • يمنى سالم
                    عضو الملتقى
                    • 29-07-2007
                    • 40

                    #10
                    أستاذي الفاخري

                    هو الفخر حين يهطل نداك في متصفحي..
                    وتسبر أغواره بذكاء شاعر يعرف كيف يغزل من الغيم قصيدة..
                    شكراً لك سيدي

                    كن بخير
                    [IMG]http://www.shy22.com/upfiles/rY382925.jpg[/IMG]

                    تعليق

                    • يمنى سالم
                      عضو الملتقى
                      • 29-07-2007
                      • 40

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة الأديب السيد حنفي مشاهدة المشاركة
                      عادة تكون الخاطرة ناتجة عن تأمل فترة زمنية أو لوحة جمالية أو مشاعر مضطربة, أو ............. أو................
                      لكنك هنا ترسمين لحظة مأساوية بلغة المشاعر الفياضة, واستخدامك للزمان المتناهي وتمويه المكان, ورسم غير محدد للشخصية التي { تتمطط }..
                      ثم دخول تيارات وعي تثري النص وتضيف اليه أبعادا فكرية ذاخرة بالمعاني, لا يمكن هنا أن نقول أنها مجرد خاطرة.. بل هي قصة قصيرة رائعة البنيان, مكتملة الأركان, وبصياغة رائعة..
                      أحييك على هذه { القصة }
                      ولشخصك كل تقدير
                      الأديب السيد حنفي

                      حضور بحجم الجمال والصدق والواقعية...
                      وقراءة واعية في شخصية النص/القصة...تجبرني على الشكر والامتنانا لهكذا حضور...
                      سيدي شكرا لك

                      تحيتي
                      [IMG]http://www.shy22.com/upfiles/rY382925.jpg[/IMG]

                      تعليق

                      • يمنى سالم
                        عضو الملتقى
                        • 29-07-2007
                        • 40

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد حسنين البدراوي مشاهدة المشاركة
                        الأستاذة يمنى مع تقديري لكِ تقديرا كبيرا ومع تقديري للغتك الثرية إلا أن ذائقتي لا تستسيغ هذه النوعية المستغرقة في الرمزية ... الذي أعرفه أن الأدب يستنفر طاقات نفسية وشعورية للقارىء وبهذه المثابة لايمكن للأدب أن يكون فزورة نحاول فك طلاسمها .... أنا لم أفهم شيئا .... أكتبي لمثلي فأنا أنتمي لطائفة بسيطة من القراء لاتفهم ولا تتفاعل إلا مع الأدب الإنساني البسيط الذي يخاطب الروح والقلب والعقل
                        [align=center]أستاذي الفاضل محمد حسنين البدراوي
                        شكراً لهذا الحضور المتخم بالصدق...
                        ذوائقنا قد لا تتفق وقد ارى نصاً يستحق الإشادة وأنت تراه لا يستحق، فأولاً نحن متفقان على مبدأ أن لكل وجهة نظر تتراكم نتيجة البيئة والمجتمع التي يعيشها الفرد، وكذلك تأتي افرازاً لما يتلقاه من قراءات وآراء وضغوط كل ذلك يشكل لدى الكاتب /الكاتبة حساً معيناً في التذوق والكتابة.
                        لذلك لا استطيع أن أقول اني مخطئة وان هناك شيئاً يستحق التوضيح، وفي ذات الوقت لا استطيع أن اقول انك مخطئ فيما اشرت إليه...!!
                        بعض حالات الكتابة لا تحتمل أن يُكشف عنها النقاب لتكون واضحة جلية فتفقد رونقها وجمالها، والبعض الآخر لا يحتمل أن نزركشه ونسدل عليها ألبسة ثقيلة لا تليق به...!
                        هذا النص هو مشاركتي الأولى هنا في هذا الصرح الشامخ وحتى يحين موعد نص آخر انتظر إن كنت تهتم فقد تجد نصاً يليق بالبسطاء أمثالك وأمثالي، الرمزية هنا واضحة تشكف عن نفسها اسأل نفسك ماهو ذاك الذي يمكن أن يشبه جلد المرأة حين يتمرد تتحول حياتها إلى جحيم؟؟!!
                        أتمنى أن تتقبلني ونصي برحابة صدر، ومجرد أن فكرت أن تكتب رداً معناه أن هذا النص حاز على اعجابك ولو بنسبة واحد بالمائة وهذه النسبة تكفيني لأؤمن بأن العقليات البسيطة تستطيع أن تفهم كل شيء وبلا مساعدة..!!!

                        تقبل طاقات ياسمين بقدر جمال حضورك ونقاءك...

                        تحيتي[/align]
                        [IMG]http://www.shy22.com/upfiles/rY382925.jpg[/IMG]

                        تعليق

                        • يمنى سالم
                          عضو الملتقى
                          • 29-07-2007
                          • 40

                          #13
                          [align=center]الفاضل عادل العاني

                          شكراً لكلماتك الرائعة...وقراءتك لنصي بهذا العمق...

                          تحيتي[/align]
                          [IMG]http://www.shy22.com/upfiles/rY382925.jpg[/IMG]

                          تعليق

                          • محمد حسنين البدراوي
                            عضو الملتقى
                            • 17-05-2007
                            • 229

                            #14
                            الأستاذة يمنى

                            أعلم أن قدرتك الأدبية عالية وأعلم أن لغتك ثرية وملكاتك متفوقة وفوق ذلك فأنتِ تملكين أدبا جما وحكمة

                            أنا طبعا لم اقرأ لكِ إلا هذا النص .... وقد تهت في مغزاه ومعناه لأن نفسيتي جبلت على الوضوح فلا أحب إلا الواضح ولا أميل للمستتر ... وقد أحب المستتر ولكن الذي يستتر تحت غلالة رقيقة لا حجابا مزدوجا .... لذلك سأنتظر باقي نصوصك بشغف وأرجو أن يكون حظي القادم في نص يستوعبني فأستوعبه
                            [font=Comic Sans MS][color=#FF0000][size=6]جمعية لا تقل رأيك وجامل أو وافق أو نافق أو فارق فنحن عرب [/size][/color][/font]

                            تعليق

                            • د. جمال مرسي
                              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                              • 16-05-2007
                              • 4938

                              #15
                              أخي الكريم محمد حسنين البدراوي
                              لعلي أضيف هنا شيئا لاستمرار النقاش في حضرة الأديبة المبدعة يمنى سالم و قد أعجبتني صراحتك في الرد و أعجبني أيضا أدب و لباقة الأديبة يمنى .
                              أقول لك أخي الكريم أن في الأدب عموما شعرا كان أو نثرا سرا يميزه عن بقية الفنون . هذا السر نظل نلهث خلفه و نتسياءل لماذا تعجب هذه القصيدة أو الخاطرة فلاناً و لا تعجب آخر . و لماذا تقبلها فلان و لم يتقبلها آخر . هذا هو اختلاف الذائقة الذي تحدثت عنه الكاتبة و أومأت له في رد سابق لي .
                              اللغة المباشرة في الشعر أو النثر تحيله إلى مقالة أو خبر إعلامي و لولا وجود هذا الغموض الشفيف في أي عمل أدبي لفسد النص و تحول كما قلت إلى نوع من المقالات .
                              و هنا يتأتى دور العقل و كيفية إعماله و بالقراءة الجادة مرة أو اثنتين أو ثلاثة لأي عمل غامض نخرج بنتيجة ملموسة .
                              شكرا لك و للأديبة يمنى سالم التي أتاح لنا نصها أن نتبادل الحديث في متصفحها
                              وع خالص ودي و تقديري للجميع
                              د. جمال
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X