انعتـــاق

شعر : منير محمد خلف


[poem=font="Traditional Arabic,7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/17.gif" border="double,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عاشرتُ أحزان الفراق طويــلا = منذ استطعتُ إلى الحيـاة سبيـــــلا

والأرض لم تفرشْ بدربي فرحة = فأضعتُ رشدي وانسحبتُ كليـــلا

والبحرُ شـدّ دمــي إلى أملاحـــه = حتى أظــلّ على الجراح طويـــــلا

لكنني ـ والحزن يفتك في دمــي = ويهيل حولــي مأتمــاً وعويـــــلا ـ

أبني قصــور محبّـة وتفـــــاؤل ٍ = في الخافقـَين ِ وأحمــل القنديـــــلا

أنا واحة ٌ من زهـر صدق ٍ شامخ ٍ = تخــذ البلاغــة موئـــلاً وبديــــــلا

روحي حمــائمُ رقّـّــــة وتســـامح ٍ = في الأرض تنبتُ سندســاً وهديــلا

حاولتُ أن أرضي الخلائق كلّهــا = متوسّــــــماً برضـــائهنّ دليــــــــلا

ولجـأتُ للعشّـــاق أزرع خطوتي = ورداً لهــم ... وعيونَـــهم تقبيـــــلا

فعلمتُ أنّ طريقنــــا مســـــدودة ٌ = وقلوبَنـــــــا مزروعــــة ٌ تهويـــلا

وعلمتُ أنّ الحبّ يرجــع خائبـاً = إن لــم يجــدْ في دمعنـا التأويـــلا

*** **** ***

لملمْتُ كــلّ قصائدي ووضعتُهـا = فوق الرّحيق لكي أظلّ عليــــــلا

وحملتُ ناري عندمـا أهملتهـــــا = ومشى الحريقُ على خطايَ قليلا

صار الغيــاب على يدي فحسبته = فجـــراً يزيـــح كلامَنــا المشلولا

كبرتْ مراراتُ الحياة بداخلــــي = وتفرّقتْ روحي فصرتُ نحيـــلا

وتمرّد العطشُ المحارب ظلّـــــه = حتى غدوتُ كزهـــره ِ مقتـــولا

وتكسّر الفجر العليل على دمـــي = وتراجع الفرحُ الذّبيـــــح خجولا

أنا إن نظرتُ إلى الهواء قرأتُـني = وزرعتُ فيّ حدائقــــاً ونخيـــلا

هذي الرّيـــاح تجيدني وتعيدنـي = وجعاً غريبـــاً ضائعــــاً مخذولا

صمتي يفجّـــرُ في مداه ملوّعــاً = زهرات ِ فجـر ٍ متّ فيـه طويـلا

أختارُ موتــي مشرقاً ومعانقــــاً = خصـرَ الحياة لكي أظلّ جميـــلا

أنا لا أحاربُ في الحياة لكي أرى = قلبي يظلّ مع الهوى مشغــــولا[/poem]
*******

منير محمد خلف
سورية