[FONT="Arial صدمة شاعر : مرفوعة إلى كل شعراء الوطن العربي وأدبائه
ذات عرس أقيم بشكل دوري حضرته أنيق الكلمات ، ..أتي الحرف أكله من دبس قد منّت به القرائح ..فاكهة للشّتاء بعد حالة من التوتر والمعاناة ، وتهادوا قنّاص الكلمة من كل صوب وحدب ..ترمي بهم نسمات باردة نوعا ما ..تشردهم رياح عاتية ومتمردة يماشيها الزمهرير ، ..تناشدهم بهدم جدار القبيلة وسحق البنود والأعراف ، ..يماشيهم ضحية من ضحايا الخليل بن أحمد الذي أغراه بأن يدعي النبوة في تجلياته التي لا ظهر لها ..لا مغرب لا سرح لها ولا خلجان ، وانتوي أن يتخذ من بنات قريحته نورا وتحف بها فراشات تشتهي الرقص على وهج الضياء ،هو يحب ثمراته التي جاءت من عرق جبينه حد القداسة، وهاهو على هامش العرس يتأبطها ضمن إصداره الجديد ، طافحة بالجمال شاعرية سلسة عذبة ، موسومة ب " قطر ندى " ولسوء حظه تنفس الصّباح بسبائخ قد كللت الأرجاء والأنحاء وأخذت تعزف لحن غطرستها إحتفاء بعصافير الشعر على البلور ، وحين غصّ منبر التغريد بالذين هم بحاجة إلى تغريد وابتلعت القاعة المترامية كل من في المناكب ، انزوي شاعري يعرض زبدة إبداعه على البلاط غير عابئ بما تحدثه بنات القرّ والجليد ، اشعل بقايا سجارة خبّأتها له ليلة البارحة ..جلس القرفصاء على كرتون المتاجر وبيدين مرتجفتين راح يمسح النّدى على الورق ويسحق بعض الرّطوبة التي يطيب له أن تكلل البلاط ..اصطكت الأسنان وبدأت خيوط المخاط تعلن انحدارها على شفتيه وهو غير مكترث ، بدأ يلتفت يمنة ويسرة علّه يرى من يشاطره ساعات الهزيمة التي جاءت عنوة في الشاعر بالبرد والصقيع ، ارتعدت فرائصه في لجة القرّ الشديد ..شق علية الجلوس ..فقد توازنه ..اندثرت آماله وتلاشت كذاك الجليد إزاء جدائل الشمس ، أراد التحدي ..أختار أن يقف في وجه الأزمة لكونه رجل من صنف النّخيل ، يعشق الأنواء وكالنّسر يبني مغناه في الذّرى وفي ا لقمم العالية ، لكنّه السّاعة بدأ يشعر بالإحباط ، أحاطته أشواك خيبته من كل مكان ودون سابق إنذار وجد نفسه صريع إبداعه، فهو السّاعة بخضم معج بطحالب إنهزاماته وانكساراته، ولوحدته وغربته بدأ ت الأسطوانة تردّدله في النجوى سر ولوجه في يم الخليل المتلاطم الأمواج ، يتساءل فهل من زابون أو عابر يقلب على الأقل صفحاتي؟ ..حتى وإن يرمي بها على البلاط فذاك شأنه ..فما يهم الآن انني دون هقار وليس عندي الآن" مليما " ، هرع إلى الباب الكبير بسرعة البرق واستعار سجارة الهقار من حارس الحديقة ... أوقدها له .. أخذ نفسا عميقا فانفتحت عيناه الذابلتان على قدوم رجل من أنيق الرجال بدلة هاربة من السّماء وربطة عنق من قوس قزح .. رنى ثم وقف في حيرة من أمره، يتأمل ماطرح على البلاط ، وقال برأفة صباحك أنيق .. وأستطرد أنا يارجل اللحظة غاضب من تصرفك هذا حدّ الإستياء ،.. مالي أراك هكذا تحرس المكان في هذا الجو القارس منذ أن أشرق الصبح الجديد ، فهل أنت تريد من وراء ذلك معاقبة نفسك يا صاحبي ؟ أم أنك تريد أن تتسلّط على شاعر شاء له أن يتوارى بداخلك .. قالها مازحا وأنهى الكلام .. فأجابه الشّاعر مغمغما : فما ذنبي حين أسّوق إصداري وأبتاع من ثمنه علبة هقار أو جوارب تقيني شر القرّ ... فأنا هنا إلاّ لأبيع كتبي ليس إلا يا حكيم ،فتأمل الرجل الكتييبات المحتشمة الجاثمة على البلاط ثم بعفوية قال : يبدوأنك أنهيتها صاحبي أليس كذلك ؟فأجاب الشّاعر على مضض : هذا ما بحوزتي ...منذ الصبّاح وأنا هنا تلسعني ابر البردولا من تفضّل بإقتناء كتاب أو تصفّحه على الأقل ، سكت الرجل هنيهة ثم سأله : بربّك ما عدد الكتب؟قال :أربعة ، وما ثمن الكتاب ؟أجاب الشاعر بسذاجة : خمسون دينارا واستطرد سجارة لو سمحت ، هزّالرجل رأسه و صفّر شبه ساخر::ثمّ أعطاه سجارة مالبور وسأله أخيرا عن ثمن كل الكتب؟ فأجابه بعد أن استنشق عطر المالبور :مئتي دينار فأدخل الرّجل يده إلى جيبه وأخرج قطعة المئتيدينار يسبقها العطرالباريسي ..أعطاها له وقبل أ ن يقدّم له مقابلها كتبه الكاسدة نصحه قائلا خذها مع كتبك وادخل إلى القاعة لقد أ ماتك الصّقيع
sebbah@maktoob.com
Black"][/FONT]
ذات عرس أقيم بشكل دوري حضرته أنيق الكلمات ، ..أتي الحرف أكله من دبس قد منّت به القرائح ..فاكهة للشّتاء بعد حالة من التوتر والمعاناة ، وتهادوا قنّاص الكلمة من كل صوب وحدب ..ترمي بهم نسمات باردة نوعا ما ..تشردهم رياح عاتية ومتمردة يماشيها الزمهرير ، ..تناشدهم بهدم جدار القبيلة وسحق البنود والأعراف ، ..يماشيهم ضحية من ضحايا الخليل بن أحمد الذي أغراه بأن يدعي النبوة في تجلياته التي لا ظهر لها ..لا مغرب لا سرح لها ولا خلجان ، وانتوي أن يتخذ من بنات قريحته نورا وتحف بها فراشات تشتهي الرقص على وهج الضياء ،هو يحب ثمراته التي جاءت من عرق جبينه حد القداسة، وهاهو على هامش العرس يتأبطها ضمن إصداره الجديد ، طافحة بالجمال شاعرية سلسة عذبة ، موسومة ب " قطر ندى " ولسوء حظه تنفس الصّباح بسبائخ قد كللت الأرجاء والأنحاء وأخذت تعزف لحن غطرستها إحتفاء بعصافير الشعر على البلور ، وحين غصّ منبر التغريد بالذين هم بحاجة إلى تغريد وابتلعت القاعة المترامية كل من في المناكب ، انزوي شاعري يعرض زبدة إبداعه على البلاط غير عابئ بما تحدثه بنات القرّ والجليد ، اشعل بقايا سجارة خبّأتها له ليلة البارحة ..جلس القرفصاء على كرتون المتاجر وبيدين مرتجفتين راح يمسح النّدى على الورق ويسحق بعض الرّطوبة التي يطيب له أن تكلل البلاط ..اصطكت الأسنان وبدأت خيوط المخاط تعلن انحدارها على شفتيه وهو غير مكترث ، بدأ يلتفت يمنة ويسرة علّه يرى من يشاطره ساعات الهزيمة التي جاءت عنوة في الشاعر بالبرد والصقيع ، ارتعدت فرائصه في لجة القرّ الشديد ..شق علية الجلوس ..فقد توازنه ..اندثرت آماله وتلاشت كذاك الجليد إزاء جدائل الشمس ، أراد التحدي ..أختار أن يقف في وجه الأزمة لكونه رجل من صنف النّخيل ، يعشق الأنواء وكالنّسر يبني مغناه في الذّرى وفي ا لقمم العالية ، لكنّه السّاعة بدأ يشعر بالإحباط ، أحاطته أشواك خيبته من كل مكان ودون سابق إنذار وجد نفسه صريع إبداعه، فهو السّاعة بخضم معج بطحالب إنهزاماته وانكساراته، ولوحدته وغربته بدأ ت الأسطوانة تردّدله في النجوى سر ولوجه في يم الخليل المتلاطم الأمواج ، يتساءل فهل من زابون أو عابر يقلب على الأقل صفحاتي؟ ..حتى وإن يرمي بها على البلاط فذاك شأنه ..فما يهم الآن انني دون هقار وليس عندي الآن" مليما " ، هرع إلى الباب الكبير بسرعة البرق واستعار سجارة الهقار من حارس الحديقة ... أوقدها له .. أخذ نفسا عميقا فانفتحت عيناه الذابلتان على قدوم رجل من أنيق الرجال بدلة هاربة من السّماء وربطة عنق من قوس قزح .. رنى ثم وقف في حيرة من أمره، يتأمل ماطرح على البلاط ، وقال برأفة صباحك أنيق .. وأستطرد أنا يارجل اللحظة غاضب من تصرفك هذا حدّ الإستياء ،.. مالي أراك هكذا تحرس المكان في هذا الجو القارس منذ أن أشرق الصبح الجديد ، فهل أنت تريد من وراء ذلك معاقبة نفسك يا صاحبي ؟ أم أنك تريد أن تتسلّط على شاعر شاء له أن يتوارى بداخلك .. قالها مازحا وأنهى الكلام .. فأجابه الشّاعر مغمغما : فما ذنبي حين أسّوق إصداري وأبتاع من ثمنه علبة هقار أو جوارب تقيني شر القرّ ... فأنا هنا إلاّ لأبيع كتبي ليس إلا يا حكيم ،فتأمل الرجل الكتييبات المحتشمة الجاثمة على البلاط ثم بعفوية قال : يبدوأنك أنهيتها صاحبي أليس كذلك ؟فأجاب الشّاعر على مضض : هذا ما بحوزتي ...منذ الصبّاح وأنا هنا تلسعني ابر البردولا من تفضّل بإقتناء كتاب أو تصفّحه على الأقل ، سكت الرجل هنيهة ثم سأله : بربّك ما عدد الكتب؟قال :أربعة ، وما ثمن الكتاب ؟أجاب الشاعر بسذاجة : خمسون دينارا واستطرد سجارة لو سمحت ، هزّالرجل رأسه و صفّر شبه ساخر::ثمّ أعطاه سجارة مالبور وسأله أخيرا عن ثمن كل الكتب؟ فأجابه بعد أن استنشق عطر المالبور :مئتي دينار فأدخل الرّجل يده إلى جيبه وأخرج قطعة المئتيدينار يسبقها العطرالباريسي ..أعطاها له وقبل أ ن يقدّم له مقابلها كتبه الكاسدة نصحه قائلا خذها مع كتبك وادخل إلى القاعة لقد أ ماتك الصّقيع
sebbah@maktoob.com
Black"][/FONT]
تعليق