قصة قصيرة (..........) محمد المهدي السقال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد المهدي السقال
    مستشار أدبي
    • 07-03-2008
    • 340

    قصة قصيرة (..........) محمد المهدي السقال

    قصة قصيرة

    (..........)

    تكون أمي فارسة كل حوار حول العقم أو تأخر الحمل سنينا،
    ظلت المرجع فيما يبطل أسطورة العقم الأبدي في مسامرات العائلة،
    ليس فقط لكونها لم تنجب إلا بعد أحد عشر عاما من الاستسلام لكل وصفات العطارين،
    بل لأنها نسفت نتائج مختلف تحليلات الطبيب اليهودي في مكناس،
    في كل نشرات أخبار المساء،
    يلعن الأهل إسرائيل بسبب تنكيلها الوحشي بشعب فلسطين،
    وتلعن أمي*ابن ميمون *رجما بادعاء علم بالغيب ،
    ثم تضحك بسخرية لاذعة ،
    حنثه الله، فوضعت أنثى و ذكرين على التوالي كنت أكبرهم،
    لعلي كنت في العاشرة من عمري،
    حين رافقت أبواي لزيارة طبيبة في الرباط،
    خفت أن يتم عرضي عليها بسبب هزال لم تنفع معه كل الأعشاب،
    كنت أظن أنني أفزع من شكة الإبرة،
    فيما بعد، أدركت أنني كنت أخجل من التعري بين يدي الممرض،
    يلح أبي غاضبا في وجهي حتى أجدني مسلما مؤخرتي تراودها كف لإصابة الإبرة اللعينة نقطة محددة،
    تسمعت همسهما للاتفاق على السفر إلى العاصمة،
    حاول ثنيها عن هذه الزيارة في هذا الظرف بالذات:
    الرباط ستكون مقلوبة، لم يمر إلا أسبوع على فشل انقلاب العسكر،
    لكنها أقنعته بما رأت في منامها،
    وقفت الطبيبة على رأسي تلومني على التأخر في الهدية الثمينة التي وعدتها بها في حال الحمل بعد كل تلك السنين،
    ذكرته بكل ما فعلت من أجلهما ليرزقا بهؤلاء الفرسان الثلاثة،
    بعدما كان هو نفسه قد يئس من الخلف،
    عرفت فيما بعد ، أن أبي لم يكن مصرا على مطاردة السراب،
    قصص إخوته مع الإنجاب تصلح مادة لمسلسلات تضاهي ما تنتجه مصر حول الزواج والطلاق و ما بينهما من فضائح تنسي جوع رمضان ، أمسكته من اليد التي توجعه كما يقال، فقبل اصطحابها لتقديم الهدية المخلوفة الميعاد،
    أحاطت كفيها بوجهي مزهوة بما حققته من انتصار على أسطورة عقم أمي أو أبي أو هما معا،
    ثم نظرت في محياه البشوش،
    قبل أن يرتد طرفها إلى سحنة أمي الباهتة،
    لا أدري إلى الآن سر تواصلهما بنظرات زائغة تلقي بشرارها فوق قامتي القصيرة من الرأس إلى الرجلين،
    كان أبي منتصب الهامة، يتحرك مختالا بين الفينة والأخرى في كسوته الجديدة،
    يده اليمنى تداعب شعري،
    وبعض العرق يتسلل عبر رقبتي إلى الظهر،
    كنت خائفا من عريي بين يدي الطبيبة،
    وكانت أمي تجيب بقسمات الانشراح عن سؤال ظل يطن في أذن أبي عن بعد الشبه بيننا وبينه،
    لم أشعر أنها ما زالت فارسة الحوار حول عقم كل تلك السنين.

    ***********
    محمد المهدي السقال
    المغرب

    " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "
  • د. محمد الأسمر
    أديب ومفكر سياسي
    • 07-03-2009
    • 135

    #2
    إلى عاشق الغجرية

    الأستاذ الأديب محمد المهدي السقال دُمتَ ودام قلمك
    بداية ً .. وأخيراً إستطعت إكتشاف عاشق ٍ آخر لغجرية
    إذن ، لست وحدي يا عزيزي
    هذه الأقصوصة عجيبة ، تأخذك من زاوية لأخرى ، وتجعلك تتوقع خطوات سردية لبعض تفاصيل الحالة ، لكن تتفاجأ بأنك دخلت ردهة أخرى من الحدث.. عجيبة تلك الأقصوصة .. عجيبة تلك الإبرة .. عجيبة تلك "المؤخرة" التي لا زالت تنتظر الوخزة .. تِسلـَم تلك "المؤخرة" .. فلا عجب ، فهناك العجب العجاب من مؤخرات الكثيرين "منهم" وأنت تعرف ، لم ينتظرون الإبرة أو الإبَرْ .. بل أصبحت مؤخراتهم كالغربال ، لم يخافوا ، لم نسمع لهم صوت ، بإرادتهم ، إلا أننا لا نخجل أن نفصح عن تلك المؤخرة بهدف الخلاص .. فهم مكشوفوا المؤخرات والمقدمات والأطراف دون وجل .. يسلم قلمك يا قائد الفرسان الثلاثة .. يسلم قلمك يا عاشق الغجرية
    سأحاول سماع صيحة الإبرة نفسها ، لعلي أخلص ، فإعرف بأن الإبرة عاقر .. عاقر .. كما هم .
    تحية من محمد الأسمر

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      الكاتب والأديب المتميز محمد المهدي السقال

      هل هي لعبة البقاء !!أم ماذا؟
      أتوه في رمزيتك
      ولكني أحب قراءة أعمالك دوما ففيها رقي في اللغة والسرد



      عطر و ود سيدي
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • محمد المهدي السقال
        مستشار أدبي
        • 07-03-2008
        • 340

        #4
        بصدر رحب

        المشاركة الأصلية بواسطة د. محمد الأسمر مشاهدة المشاركة
        الأستاذ الأديب محمد المهدي السقال دُمتَ ودام قلمك
        بداية ً .. وأخيراً إستطعت إكتشاف عاشق ٍ آخر لغجرية
        إذن ، لست وحدي يا عزيزي
        هذه الأقصوصة عجيبة ، تأخذك من زاوية لأخرى ، وتجعلك تتوقع خطوات سردية لبعض تفاصيل الحالة ، لكن تتفاجأ بأنك دخلت ردهة أخرى من الحدث.. عجيبة تلك الأقصوصة .. عجيبة تلك الإبرة .. عجيبة تلك "المؤخرة" التي لا زالت تنتظر الوخزة .. تِسلـَم تلك "المؤخرة" .. فلا عجب ، فهناك العجب العجاب من مؤخرات الكثيرين "منهم" وأنت تعرف ، لم ينتظرون الإبرة أو الإبَرْ .. بل أصبحت مؤخراتهم كالغربال ، لم يخافوا ، لم نسمع لهم صوت ، بإرادتهم ، إلا أننا لا نخجل أن نفصح عن تلك المؤخرة بهدف الخلاص .. فهم مكشوفوا المؤخرات والمقدمات والأطراف دون وجل .. يسلم قلمك يا قائد الفرسان الثلاثة .. يسلم قلمك يا عاشق الغجرية
        سأحاول سماع صيحة الإبرة نفسها ، لعلي أخلص ، فإعرف بأن الإبرة عاقر .. عاقر .. كما هم .
        تحية من محمد الأسمر
        أردد على مسامع صحابي وأنا في أرذل العمر:
        من لم يعرف عشق الغجرية لن يعرف معنى أن يكون إنسانا كونيا، ثم أزيد من شوق حنيني إليها قائلا: الغجريون للغجريات والعشق واحد.
        القارئ الجميل والناقد الجليل
        محمد الأسمر شريكا في العشق الغجري.
        استوقفت البؤرة السردية التي اشتغلت عليها في بناء النص، بأسلوب شفاف ومقنع، يستوحي فهم الدلالات و الإيحاءات من الإحالة على المشترك في الواقع بكل همومه الوجودية اجتماعيا وسياسيا.
        أسعد بمثل قراءتك أخي محمد، لأنها تزيد من حفزي على مواصلة التجريب الذي أراهن عليه لكتابة قصة غائبة.
        تحياتي وتقديري.

        " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

        تعليق

        • حسن حجازى
          أديب وكاتب
          • 20-10-2007
          • 359

          #5
          أخي محمد
          سرد مشوق
          غريب
          لكنه مميز
          رحلة بين المألوف والغريب
          عشناها معك
          بكل حب وشوق

          تحيتي لهذا التميز

          حسن حجازي
          الكلمة أمانة
          خالصة لوجه الله


          عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
          عضو جمعية المترجمين واللغويين المصريين

          تعليق

          • الحسن فهري
            متعلم.. عاشق للكلمة.
            • 27-10-2008
            • 1794

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد المهدي السقال مشاهدة المشاركة
            قصة قصيرة

            (..........)

            تكون أمي فارسة كل حوار حول العقم أو تأخر الحمل سنينا،
            ظلت المرجع فيما يبطل أسطورة العقم الأبدي في مسامرات العائلة،
            ليس فقط لكونها لم تنجب إلا بعد أحد عشر عاما من الاستسلام لكل وصفات العطارين،
            بل لأنها نسفت نتائج مختلف تحليلات الطبيب اليهودي في مكناس،
            في كل نشرات أخبار المساء،
            يلعن الأهل إسرائيل بسبب تنكيلها الوحشي بشعب فلسطين،
            وتلعن أمي*ابن ميمون*رجما بادعاء علم بالغيب ،
            ثم تضحك بسخرية لاذعة ،
            حنثه الله، فوضعت أنثى وذكرين على التوالي كنت أكبرهم 1،
            لعلي كنت في العاشرة من عمري،
            حين رافقت أبواي 2 لزيارة طبيبة في الرباط،
            خفت أن يتم عرضي عليها بسبب هزال لم تنفع معه كل الأعشاب،
            كنت أظن أنني أفزع من شكة الإبرة،
            فيما بعد، أدركت أنني كنت أخجل من التعري بين يدي الممرض،
            يلح أبي غاضبا في وجهي حتى أجدني مسلما مؤخرتي تراودها كف لإصابة الإبرة اللعينة نقطة محددة،
            تسمعت همسهما للاتفاق على السفر إلى العاصمة،
            حاول ثنيها عن هذه الزيارة في هذا الظرف بالذات:
            الرباط ستكون مقلوبة، لم يمر إلا أسبوع على فشل انقلاب العسكر،
            لكنها أقنعته بما رأت في منامها،
            وقفت الطبيبة على رأسي تلومني على التأخر في الهدية الثمينة التي وعدتها بها في حال الحمل بعد كل تلك السنين،
            ذكرته بكل ما فعلت من أجلهما ليرزقا بهؤلاء الفرسان الثلاثة،
            بعدما كان هو نفسه قد يئس من الخلف،
            عرفت فيما بعد ، أن أبي لم يكن مصرا على مطاردة السراب،
            قصص إخوته مع الإنجاب تصلح مادة لمسلسلات تضاهي ما تنتجه مصر حول الزواج والطلاق وما بينهما من فضائح تنسي جوع رمضان ، أمسكته من اليد التي توجعه كما يقال، فقبل اصطحابها لتقديم الهدية المخلوفة 3 الميعاد،
            أحاطت كفيها بوجهي مزهوة بما حققته من انتصار على أسطورة عقم أمي أو أبي أو هما معا،
            ثم نظرت في محياه البشوش،
            قبل أن يرتد طرفها إلى سحنة أمي الباهتة،
            لا أدري إلى الآن سر تواصلهما بنظرات زائغة تلقي بشرارها فوق قامتي القصيرة من الرأس إلى الرجلين،
            كان أبي منتصب الهامة، يتحرك مختالا بين الفينة والأخرى في كسوته الجديدة،
            يده اليمنى تداعب شعري،
            وبعض العرق يتسلل عبر رقبتي إلى الظهر،
            كنت خائفا من عريي بين يدي الطبيبة،
            وكانت أمي تجيب بقسمات الانشراح عن سؤال ظل يطن في أذن أبي عن بعد الشبه بيننا وبينه، لم أشعر 4 أنها ما زالت فارسة الحوار حول عقم كل تلك السنين.

            ***********
            محمد المهدي السقال
            المغرب

            بسم الله.

            مررت بها.. وحاولت أن أقاربها بعنوان ما.. فلم أفلح...
            أمي، فارسة، الطبيب.. الطبيبة، ابن ميمون، العقم........... لا أدري..

            وقد وقفت أمام:

            1. أكبرهم... أكبرهما؟

            2. رافقت أبواي... أبويَّ

            3. المخلوفة... من الإخْلاف(وليس من الثلاثيّ)

            4. لم أشعر* أنها... بأنها

            (والله أعلى وأعلم)

            تحيات أخيكم.
            ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
            ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
            ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
            *===*===*===*===*
            أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
            لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
            !
            ( ح. فهـري )

            تعليق

            • محمد المهدي السقال
              مستشار أدبي
              • 07-03-2008
              • 340

              #7
              بصدر رحب

              المشاركة الأصلية بواسطة حسن حجازى مشاهدة المشاركة
              أخي محمد
              سرد مشوق
              غريب
              لكنه مميز
              رحلة بين المألوف والغريب
              عشناها معك
              بكل حب وشوق

              تحيتي لهذا التميز

              حسن حجازي

              في الأفق وحده تلامس انعطافة السماء استدارة الأرض حين تغازل الشمس حافة البحر، فتلغى مسافة الزمان ومساحة المكان.
              في نقطة ما هناك في الأفق يسكن الإبداع بلا هوية ولا جواز سفر.
              سلامي الحار حسن حجازي أيها الشاعر الوديع .


              " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

              تعليق

              يعمل...
              X