الثعابين !!
أعاذكم الله شر شهوتي .. الطف يا رب الطف !! .. أمعائي تتلوى كالثعابين .. هل من مزيد !! يا ربي !! لا تشبع أبداً ؟ لا تكف الزواحف عن الطلب ؟ تتراقص و تلدغ بعضها بعضاً .. ألا تتقيد ؟؟ أين الرفاعي ! أين هو ؟
الرفاعي من ! تلك الأفاعي لا يقيدها أي رفاعي , لا أحد غيري يصلح .. سأكون هو .. الرفاعي !! نعم أنا الرفاعي , هى شهوتي و انا حاكمها , و سألقنها درساً لن تنساه كي تكف !! الطف يا رب الطف .
الرفاعي من ! تلك الأفاعي لا يقيدها أي رفاعي , لا أحد غيري يصلح .. سأكون هو .. الرفاعي !! نعم أنا الرفاعي , هى شهوتي و انا حاكمها , و سألقنها درساً لن تنساه كي تكف !! الطف يا رب الطف .
سأضع لها سُماً في الطعام , هى تحب اللحم ؟ حسناً سأذهب إلى الجزار ..
وزن الرجل كيلو من العجالي , و أوفي الميزان بقطعتين من الدهن .. طمعتُ في قطعةٍ ثالثةٍ ؛ فهى ترحب لو ألقمتها دهناً .. ها ها ها .. لم يرني الجزار , سأسرق قطعةً رابعةً ؛ السرقة هنا ليست حراماً ؛ فالدين أمرنا أن نوفي الميزان .. إذاً قطعةٌ خامسةٌ لا تضر .
وزن الرجل كيلو من العجالي , و أوفي الميزان بقطعتين من الدهن .. طمعتُ في قطعةٍ ثالثةٍ ؛ فهى ترحب لو ألقمتها دهناً .. ها ها ها .. لم يرني الجزار , سأسرق قطعةً رابعةً ؛ السرقة هنا ليست حراماً ؛ فالدين أمرنا أن نوفي الميزان .. إذاً قطعةٌ خامسةٌ لا تضر .
لفلف الرجل القطعُ الحمراءَ و البيضاءَ في نصف مترٍ من الورقِ الأحمرِ المقوىِ , و أشهر سلاحه في وجهي كعشماوي العصور الوسطى .. كنت كريماً معه و أشجع منه ؛ أشهرت في وجهه ورقةً حمراء و طلبت منه فردتين لبقرةٍ شابةٍ ؛ فالأفاعي تحب الكوارع .
يا الله !! الطف يا رب الطف !
نبيلٌ هذا الجزار .. يحبني .. دائماً يدعو لي و يمنحني الثقة .. آه .. لكن الأفاعي جادة هذه المرة .. يبدو أنها استنشقت رائحة الدمِ المتشرّبِ في ملابسه المنقوشة بفتافيت اللحم .. انتصبت رؤسها .. أتحب الدم ؟؟ يا لطيف يا لطيف .. شهوةٌ دمويةٌ !!
انظر إلى غبائي .. نسيتُ السُم ! لكن من يصلح .. العطّار أم الصيدلي ؟!!
العطّار ! .. لا لا إنه الصيدلي .. الصيدلي أفضل ؛ فبإمكانه التحكم في نسبة التركيز .. إذاً أنت أيها النبيل من سيساعدني في تأديب تلك الأفاعي ..
العطّار ! .. لا لا إنه الصيدلي .. الصيدلي أفضل ؛ فبإمكانه التحكم في نسبة التركيز .. إذاً أنت أيها النبيل من سيساعدني في تأديب تلك الأفاعي ..
[align=right]ـ كم جراماً تريد ؟[/align]
[align=right]
ـ لا لا .. انزع تلك السحاحة و أعطني القارورة كاملةً و قل لي كم جراماً يكفيك لإرضاء باقى الزبائن ؟!
ـ مسألة نصيب .. في علم الغيب .
ـ مسألة نصيب .. في علم الغيب .
ـ حسناً .. خُذ .. يكفيك جرامٌ واحدٌ ؛ فأنا أستحوذ على كل الأفاعي !
[/align]
يا الله !! الطف بعبادك يا رب الطف !
غلبانٌ هذا الصيدلي .. لا يعلم أنني المالكُ الوحيدُ لكل تلك الزواحف .. لكنه نبيلٌ ؛ يدعو لي و يمنحني الثقة .. لا يهمُ لا يهمُ .. المهمُ أن الخلطة جاهزةٌ الآن , و نسبة التركيز كافية كي تتشظى رؤسهم في أقل من نصف ساعة .. ها ها ها .. سأنظف جسدي منكم أيها الأنذال .. يا كلاب .
جزاك الله خيراً أيها الجزارُ الأمينُ .. لحمك لذيذٌ و سهل المضغ و لا يستهلك وقتاً لإرضاء الثعابين .. انزل أيها الوغدُ .. لمَ تشب برأسك؟؟ ألم تشبع !! انزل .. انزل !
على أية حال باقي دقائقٌ و ستنفجر رؤسكم , و أتفرح على شظايكم المتناثرة .
يا إلهي !! ما هذا !!
الطف يا رب الطف !!
الثعابين تهربُ .. تخرجُ من بدني طوابيراً .. يبرقون إليّ .. ينظرون بأعينٍ داميةٍ .. جسدي يخور .. أجزائي تتفكك .. يزحفون حولي .. يلتفون .. يحيطونني بأذنابً إبرية ..
آه .. أه .. أقدامي .. آه .. أفخاذي .. اتركوني .. آه .. لا تأكلوا لحمي .. دمائي تتسرب .. ابتعدوا عني .. يا كلاب .. يا كلاب .
الطف يا رب الطف !!
الثعابين تهربُ .. تخرجُ من بدني طوابيراً .. يبرقون إليّ .. ينظرون بأعينٍ داميةٍ .. جسدي يخور .. أجزائي تتفكك .. يزحفون حولي .. يلتفون .. يحيطونني بأذنابً إبرية ..
آه .. أه .. أقدامي .. آه .. أفخاذي .. اتركوني .. آه .. لا تأكلوا لحمي .. دمائي تتسرب .. ابتعدوا عني .. يا كلاب .. يا كلاب .
في بضع دقائقٍ كانت الثعابين قد غزت الجسد كله , وقضت على لحم البدن .. لم تترك سوى العظام .. أصبحتُ هيكلاً .. جمجمةً و قفصاً مفرغاً ..
رحل آخرُ ثعباناً .. استندتُ علىّ و نصبتني هيكلاً عظمياً .. تسللت إلي الثلاجة .. أخرجتُ فردتيّ الكوارع ... لبستهما في قدميّ المفرغتين , ثم انطلقتُ إلى الجزار الأمين كي يسترني بفراءٍ يليق !!!
تعليق