مقارنات جميلة جدا كتبت بلغة شعرية استعملت مفردات جزلة وبمخزون ثقافي
في النص أمل توضح جليا
فيِ الدُّنىُ أُهُازيجُ السَّمَاءِ
تُصَدِّعُ الحَجَرَ
تُوقِفُ خُشُوعَ السَّيْلِ الهَادِرِ
تُذيِبُ عَلاَئِقَ القُلُوبِ
فَيَسْكُنُ الْهَرَجُ إِلَى الأَبَدِ.

أجل هو الهول
بين قشرة العبور
وقلوب محلقة

استمتعت بنصك الراقي جدا
ولغتك الجميلة المحلقة

تقديري لك أخي الشاعر الكريم

فيِ الدُّنْيَا بَشَرٌ
يُنيِرُونَ بِقَبَسِ السَّمَاءِ الدُّرُوبَ
وَالسَّبيِلُ سُبُلٌ
َومِنْ هَوْلِ النُّزُولِ
مِنْ هَوْلِ الصُّعُودِ
يَنْشَقَّ القَمَرُ..

فعلا في الدنيا بشر يحسنون الكلام واللفظ
حب الأب

نصّ يبحث عن الشعر

حَقَائِقُ تُطْوَى
وَأَحْلاَمٌ تُنْشَرُ.



الشاعر الراقي دوما ابراهيم..
قصيدة جميلة،و مقاطع غاية في التكثيف الشعري،خاصة في توظيف الترميز،و الاستعانة بالقرآن الكريم.

تسعد الروح لقراءة هذا الابداع..
كل الاحترام.

هل يكفي الانزياح لخلق الشعر؟

الاستاذ الكريم
صبرى

سررت لمرورك وكلامك الطيب أما عن حديثك عن الانزياح فالمعروف أن جون كوهن كان هو أول من خصَّ مفهوم الانزياح بحديثٍ مستفيض في مجال حديثه عن لغة الشعر حيث قامت نظرية الانزياح عنده على مجموعة من الثنائيات ضمن إستراتيجية الشعرية البنيوية، لاسيما في كتبه بنية اللغة الشعرية الذي ظهر عام 1966، حيث أثار فيه ثنائية المعيار والانزياح (L'ecart,La norme) مستمداً هذه المفاهيم من الأسلوبية الشائعة في فرنسا أسلوبية شارل بالي، شارل برونو، ماروزو، كيرو، وسواهم من الذين يعدون الأسلوب انحرافاً فردياً بالقياس إلى القاعدة.
وكما تعلمون فالإنزياح لغةً هو مصدرٌ للفعل المطاوع"انزاح"؛ أي ذهب وتباعد
الانزياح اصطلاحاً -في النقد الحديث-: هو استعمال المبدع للغةِ مفردات وتراكيبَ وصوراً، استعمالاً يخرج بها عمّا هو مُعتاد ومألوف بحيث يؤدّي ما ينبغي له أن يتّصف به من تفرد وإبداع وقوّة جذب. أما وظيفة الانزياح فتخدم- في المقام الأول – النص ومتلقي النص.
ولا حرج في أن نسارع إلى القول أن الوظيفة الرئيسة التي أكثرت الدراسات الأسلوبية من نسبتها إلى الانزياح، إنما هي " المفاجأة" . وغني عن البيان أن مفهوم المفاجأة مرتبط أصلاً بالمتلقي، وهو الذي أولَتْهُ الأسلوبية وغيرها من المدارس النقدية عناية خاصة، بل أدخلته ضمن دائرة الإبداع، بعد أن لم يكن له في العصور السالفة كبيرَ اعتبارٍ للمتلقي..
إن مفهوم الانزياح عند كوهن لا يختلف عن التعريف الذي يعطيه شارل برونو للواقعة الأسلوبية، فالأسلوب عنده "هو كل ما هو ليس شائعا ولا عاديا ولا مطابقا للمعيار العام". ومن هنا يمكن القول إن الأسلوب انزياح، وحينئذ لا نحدد ما يوجد فيه، ولكن نحدد ما لا يوجد فيه، أي أن الأسلوب هو ما ليس شائعا ولا مألوفا ولا مصوغا في قوالب مستهلكة. إن الرسالة لا تعد شعرية إلا إذا انزاحت عن سنن اللغة أو بتعبير بارت إن الأسلوب يحدد بالقياس إلى درجة الصفر في الكتابة.
هناك سؤال يفرض نفسه وهو: هل يكفي وجود الانزياح لكي تحقق الشعر؟ يجيب كوهن أنه لا يكفي خرق سنن اللغة لخلق قصيدة شعرية، فالأسلوب خطأ ولكن ليس كل خطأ أسلوبا، ومن هنا فإن "الورود المتواتر للانزياح في القصيدة لا يؤكد بأنه يمثل الشرط الضروري والكافي للواقعة الشعرية".إن هذا الموقف الذي عبر عنه كوهن سمح له بإقصاء سلسلة من الانزياحات التي تشوش على العملية الشعرية والوظيفة الشعرية وفي مقدمتها الانزياحات السريالية حيث يصعب الانتقال من المعنى التقريري إلى المعنى الإيحائي المقصود. وفي هذا الصدد ينص كوهن أن الانزياح الشعري يتم تحديده من خلال تحول في الدلالة، أي الانتقال من المعنى التقريري العقلي إلى المعنى الإيحائي الانفعالي وأنه لا يتم ظهور المعنى الثاني إلا باختفاء الأول، ويظهر ذلك جليا في مختلف مظاهر الانزياح كالنظم والتحديد والإسناد والتقديم والتأخير وغيرها من الصور الأسلوبية، "فالانزياح عند كوهن ليس الغاية النهائية في حد ذاته، بل إنه مجرد وسيلة".
أما عن قصيدتي فيمكن إحصاء بعض مظاهر الانزياح فيما يلي :

يُسْقىَ مِنْ دَمِهِمْ الْخُلُودُ
هنا صورة شعرية انزياحية
بمعنى ان هناك خرقا للمألوف لدى القارئ
فكيف يكون الخلود سائلا يسري في عروق الانسان كالدم ؟
بالتالي فالشاعر قام بتركيب علاقة غير منطقية بين ما هو حسي وما هو معنوي بجمع التضاد: السائل والجامد ، الحسي والمجرد
بين السيلان والخلود
من اجل انشاء صورة فنية وشعرية
والمراد من ذلك ان للخلود ديمومة وتدفق وحيوية لا نهائية

.


وَمِنْ انْحِنَاءَتِهِمْ تَشْمُخُ القُلُوبُ

نفس الشيء :
جمع بين تضادين
الانحناء والشموخ
فكيف الشموخ حين الانحناء؟ وكيف تشمخ القلوب؟
بالتالي هناك علاقة خرق وانزياح بين الشموخ والقلب
الصق الشاعر وظيفة الشموخ للقلب
اصبح الخفقان شموخا
بمعنى رغم الانحدار والخسارة وكل ما تحمله معنى كلمة الانحناء من معنى سلبي
الا ان القلب يظل في شموخ بمعن القوة وعدم الاستسلام . الصبر .......
هنا نجد علاقة الجمع بين السلب والايجاب: الانحناء والشموخ..........

يُسَافِرُ العَطَاءُ

جمع بين الحركة والسكون
السفر+ حركة
العطاء: كلمة معنوية جامدة
بالتالي علاقة غير منطقية حين يقدف القارئ على حدود الكلام الحرفي والقاموس اللغوي
لكن باستحضار الخلفية المعرفية للقارئ يجد ان معنى الكلام في سفر العطاء
هو انتشار العطاء وحركته التواصلية بين الناس ..............


الدَّمِ الأَسْوَدِ


صورة غير مألوفة على المستوى الحرفي
الدم في المفهوم المتفق عليه والمتوارث عليه معرفيا هو اللون الأحمر
لكن خارج حدود الجملة الحرفية والمعاني القاموسية باستحضار معالم الموسوعة
نجد ان للدم الاسود معنى اسطوري او ثقافي ما :


حَقَائِقُ تُطْوَى
جمع بين الحركة السكون
حقيقة: جامد – حركة
الطي+ حركة
فكيف تطوى الحقائق؟
كيف يمكننا ان نطوي الجماد؟
علاقة غير منطقية على حدود اللغة القاموسية
اما على مستوى الموسوعة الثقافية والسياق طبعا
فالحقائق مندثرة في طي النسيان ................


ولا حاجة إلى متابعة النص لإحصاء مظاهر الانزياح فيه فهو أظهر من أن يشار إليه

سعدت بمرورك أخي الكريم


إبراهيم عبد الله
المغرب

كن بخير
[/CENTER][/QUOTE][/CENTER][/SIZE]

الأستاذ ابراهيم
الأستاذ صبري
تناغما أكثر جميل هو هذا الحوار