يعد العنوان واحدا من اهم الوسائل الجمالية التي حرص المبدعون على استثمارها في مختلف وسائل التعبير اللغوية وغير اللغوية وذلك لأنها العتبة الأولى للنص المنتج وبداة الالقاء بين النص والقارئ والمبدع ولما كانت القصة نصا سرديا يتضمن رؤى وأفكارا إيديولوجية وفلسفية وعواطف إنسانية تتشكل في أفق سردي ومحمول لغوي مميز بدلالات عميقة ومختلفة كان لابد من استثماره بوصفه العتبة الأولى للنص التي تواجه المتلقي فضلا على انه ثريا ترسل أمشاجا من الضوء على النص تضئ رؤاه ودلالاته وتعضد البنية الدلالية الجمالية له .
تأسيسا على ما سبق نحاول ان نتتبع بينية العنوان في قصص القاصة خديجة موالدي.
انطوت قصص القاصة المغربية (خديجة مودي) على بنى عنوانيه تشكل علامات سيمائية وجمالية تستقبل المتلقي في عتبة النص وقبل الدخول الى بنىاه السردية بوصفها وسيله لا استثارة المتلقي ومداعبة خياله من خلال عنوانات تشكل نصوصا افتتاحية تهدف الى إنتاج خطاب على عتبة الخطاب السردي (القصة) كي يتواشج الخطابان وصولا الى رؤى أعمق وانضج .
لقد اختارت القاصة جملة من العنوانات لقصصها تشكل حالة من الإغواء للمتلقي كي يستهل قراءته بها على نحو مميز تساعده فما بعد كي فكك شفرات النص وصولا الى قراء أعمق وأدق وأعذب .
2
يشير عنوان قصة (المطاردون) الى مجموعة من الناس مطاردون من شئ ما . مما يجعل القارئ يتساءل من هم المطاردون وممن؟ هذه الأسئلة يجب عليها النص ليشير الى هم ووجع قومي عام وازلي تجري أحداثه في فلسطين حيث القتل والدمار للأرض والإنسان ولعل دلالة العنوان بلفظه الجمعي الوصفي تشير الى استمرار المطاردة والعدوان والتدمير الى أفق مفتوح الرؤى والدلالة
ولعل العنوان الثاني يشر الى هم خاص بالشخصية القصصي فيشير عنوان (ربيعها) الى الربيع غير انه معرف ومخصص بضمير ألها ضمير الأنثى المرأة كي بشير الى هم خاص ووجع يجعل من الشخصية في(وجهها ألم ناري ، يتكاثف دخانه بمقلتيها ، فيطفح قلبها بنواح صامت تهدهده
عقارب ساعة حائطية تتمايل منتظمة . ماتزال شفتاها مزمومتين بانكسار). الانكسار هنا للشخصية بحيث يتضاد مع دلالة الربيع الجميل الا ربيعاها فهو غير الجميل مما يعطي للعنوان أهمية دلالية تحول الربيع الى خريف بإضافة ضمير الهاء لان الشخصية القصصية تعاني.من الانكسار والوجع الذي يفضي الى النهاية الخريف لا الربيع فقد قلبت القاصة المعادلة وحولت الربيع الى خريف
ويشير عنوان قصة (شك) الى رؤية أنثوية في العلاقة مع الأخر الرجل الذي يشوبها الشك دائما فان الأنثى بطبيعتها تحمل الشك الموجع الأنثى بين بثنايا روحا ولعل هذا مايفسر شك المرأة هنا بجبيها وقولها له (" مضت فترة طويلة ، اعتكفت فيها بمحراب الصـمت ، تركتني للفــــــــراغ
ينهشتني ورحيل طيورك عن غديري بات يؤرقني) هذه الاشارة الى الرحيل الموجع وترك المرأة الحبية لأحزانها ووجعها حتى أنها صرخت بلوعة المحب (ارحل .. ارحل .. ولاتنس يانشاز لحني أنك جوعت ورقي واحـساسي لأشتهيك
مهتريء الأوتار، ممزق الرؤيا ، مثلما اشتهيت ظالما ، قتل أحلامي !! ")غير ان نهاية القصة تعود وعلى نحو دائري الى بنية العنوان الشك وعدم القين لان الرجل الحبيب كان قد سافر للعلاج ولم يشاء ان يخبرها خوفا على مشاعرها من القلق ولعل هذا العنوان واحدا من أكثر عنوانات القاصة إضاءة لنصها وإتساقا مع نهايتها.
وما ان نتقدم في قراء قصصها حتى نراها تحاول التخلص من العنوان ذي الكلمة الواحدة الى العنوان الجملة في قصتها (عصفور في قفص)وهو جملة خبرية توصل خبرا بواسطة جملة اسمية تتسم بالثبات والاستمرار كي تشير شخصية القصة المسكونة بالماضي و بأحلام الماضي المشدودة لرغبات الأب الذي أراد ان يصنع منه بحارا وحرمه من التعليم بالتالي ممن يحب وتنهي القصة بخروجه من غرفة أبيه مسرعا هاربا في محاولة للخلاص من الماضي غير ان العنوان يشير الى بقاء الماضي في لاوعيه ونفسه فقد هرب وهو يحمل قفصه معه.
تنطوي قصة (ورق الخريف) على الترميز بالنهاية فقد تساقطت شخصيات القصة كتساقط ورق الخريف فالرجل الخائن وعشيقته الحامل منه تساقطوا جسدا بحادث سيارة بعد ان تساقطوا بخيانتهم وعبثهم الذي أتى على شخصية المرأة الزوجة وجعلها تسقط بأحزانها وأوجاعها بل سلبيتها. إنها قصة السقوط المريع لشخصياتها المتهاوية كأوراق الخريف مما يعطي للعنوان أهمية بالغة لما يقدمه للنص من دلالات وقيم جمالية مميزة أحسنت القاصة المبدعة باستثمارها كي تبدع نصا سرديا مميزا يوصف وجع إمراة حبيبة غدرها حبيبها فخان حبها واسمرأ وجعها وخديعتها وجعلها تتهاوى هي أيضا كأوراق الخريف.
تبدأ قصة ( ساعة البحر تدق احتراقا) باستهلال (منذ أن برزت تفاحـتا صدرها واسـتدارتا كبرعم صغير والأبواب المسيجة بحديد ليل شائك
تنتفض بدواخلها ، دون أن تنفتح .ووحدها اللاءات القديمة تطوق رغباتها المكتومة ، وبرأسها
دوائر سؤال حارق .. يتسع .. وذاك الصوت البعيد ... يقرر :
- بين كومة التبن وبرميل البنزين ، أصابع شيطان يضرم الفتيل . لفافة واحدة من الغواية قد
تكفي وينتهي الأمر كله .. بالعار !!)) .
ليتواشج الاستهلال مع العنوان كي يشر الى معاناة أنثى بين مشاعرها ودقات قلبها وقيودها الاجتماعية التي تأسرها وتمنعها ولعل هذه مايفسر العنوان بجملته الفعلية التي تشير الى استمرا دقات ساعة البحر في حالة الاحتراق الدائم في داخل الأنثى ولعل النهاية تفسر العلاقة بينا وبين البحر فبعد غدر الحبيب الرجل الذي عزف على أوتار قلبها وبراءتها حتى مزقها وجعلها لاملحا لها الا البحر كي تستر ساعته بالاحتراق والإيقاعات المأساوية .
لقد حاولنا ان نقدم قراءة أولية لعنوانات القاصة التي تراوحت بيت الكلمة والجملة بين الرؤية والرمز بين حزم الضوء والإدهاش ولعلنا لانغالي إذا قلنا ان القاصة قد أبدعت في استثمار بنية العنوان كي تدهش وتثير وتقدم نصا أخر محايثا للمتن وكأنها تقدم لنا نصين متحاورين متجاورين احدها يفسر الأخر.
تأسيسا على ما سبق نحاول ان نتتبع بينية العنوان في قصص القاصة خديجة موالدي.
انطوت قصص القاصة المغربية (خديجة مودي) على بنى عنوانيه تشكل علامات سيمائية وجمالية تستقبل المتلقي في عتبة النص وقبل الدخول الى بنىاه السردية بوصفها وسيله لا استثارة المتلقي ومداعبة خياله من خلال عنوانات تشكل نصوصا افتتاحية تهدف الى إنتاج خطاب على عتبة الخطاب السردي (القصة) كي يتواشج الخطابان وصولا الى رؤى أعمق وانضج .
لقد اختارت القاصة جملة من العنوانات لقصصها تشكل حالة من الإغواء للمتلقي كي يستهل قراءته بها على نحو مميز تساعده فما بعد كي فكك شفرات النص وصولا الى قراء أعمق وأدق وأعذب .
2
يشير عنوان قصة (المطاردون) الى مجموعة من الناس مطاردون من شئ ما . مما يجعل القارئ يتساءل من هم المطاردون وممن؟ هذه الأسئلة يجب عليها النص ليشير الى هم ووجع قومي عام وازلي تجري أحداثه في فلسطين حيث القتل والدمار للأرض والإنسان ولعل دلالة العنوان بلفظه الجمعي الوصفي تشير الى استمرار المطاردة والعدوان والتدمير الى أفق مفتوح الرؤى والدلالة
ولعل العنوان الثاني يشر الى هم خاص بالشخصية القصصي فيشير عنوان (ربيعها) الى الربيع غير انه معرف ومخصص بضمير ألها ضمير الأنثى المرأة كي بشير الى هم خاص ووجع يجعل من الشخصية في(وجهها ألم ناري ، يتكاثف دخانه بمقلتيها ، فيطفح قلبها بنواح صامت تهدهده
عقارب ساعة حائطية تتمايل منتظمة . ماتزال شفتاها مزمومتين بانكسار). الانكسار هنا للشخصية بحيث يتضاد مع دلالة الربيع الجميل الا ربيعاها فهو غير الجميل مما يعطي للعنوان أهمية دلالية تحول الربيع الى خريف بإضافة ضمير الهاء لان الشخصية القصصية تعاني.من الانكسار والوجع الذي يفضي الى النهاية الخريف لا الربيع فقد قلبت القاصة المعادلة وحولت الربيع الى خريف
ويشير عنوان قصة (شك) الى رؤية أنثوية في العلاقة مع الأخر الرجل الذي يشوبها الشك دائما فان الأنثى بطبيعتها تحمل الشك الموجع الأنثى بين بثنايا روحا ولعل هذا مايفسر شك المرأة هنا بجبيها وقولها له (" مضت فترة طويلة ، اعتكفت فيها بمحراب الصـمت ، تركتني للفــــــــراغ
ينهشتني ورحيل طيورك عن غديري بات يؤرقني) هذه الاشارة الى الرحيل الموجع وترك المرأة الحبية لأحزانها ووجعها حتى أنها صرخت بلوعة المحب (ارحل .. ارحل .. ولاتنس يانشاز لحني أنك جوعت ورقي واحـساسي لأشتهيك
مهتريء الأوتار، ممزق الرؤيا ، مثلما اشتهيت ظالما ، قتل أحلامي !! ")غير ان نهاية القصة تعود وعلى نحو دائري الى بنية العنوان الشك وعدم القين لان الرجل الحبيب كان قد سافر للعلاج ولم يشاء ان يخبرها خوفا على مشاعرها من القلق ولعل هذا العنوان واحدا من أكثر عنوانات القاصة إضاءة لنصها وإتساقا مع نهايتها.
وما ان نتقدم في قراء قصصها حتى نراها تحاول التخلص من العنوان ذي الكلمة الواحدة الى العنوان الجملة في قصتها (عصفور في قفص)وهو جملة خبرية توصل خبرا بواسطة جملة اسمية تتسم بالثبات والاستمرار كي تشير شخصية القصة المسكونة بالماضي و بأحلام الماضي المشدودة لرغبات الأب الذي أراد ان يصنع منه بحارا وحرمه من التعليم بالتالي ممن يحب وتنهي القصة بخروجه من غرفة أبيه مسرعا هاربا في محاولة للخلاص من الماضي غير ان العنوان يشير الى بقاء الماضي في لاوعيه ونفسه فقد هرب وهو يحمل قفصه معه.
تنطوي قصة (ورق الخريف) على الترميز بالنهاية فقد تساقطت شخصيات القصة كتساقط ورق الخريف فالرجل الخائن وعشيقته الحامل منه تساقطوا جسدا بحادث سيارة بعد ان تساقطوا بخيانتهم وعبثهم الذي أتى على شخصية المرأة الزوجة وجعلها تسقط بأحزانها وأوجاعها بل سلبيتها. إنها قصة السقوط المريع لشخصياتها المتهاوية كأوراق الخريف مما يعطي للعنوان أهمية بالغة لما يقدمه للنص من دلالات وقيم جمالية مميزة أحسنت القاصة المبدعة باستثمارها كي تبدع نصا سرديا مميزا يوصف وجع إمراة حبيبة غدرها حبيبها فخان حبها واسمرأ وجعها وخديعتها وجعلها تتهاوى هي أيضا كأوراق الخريف.
تبدأ قصة ( ساعة البحر تدق احتراقا) باستهلال (منذ أن برزت تفاحـتا صدرها واسـتدارتا كبرعم صغير والأبواب المسيجة بحديد ليل شائك
تنتفض بدواخلها ، دون أن تنفتح .ووحدها اللاءات القديمة تطوق رغباتها المكتومة ، وبرأسها
دوائر سؤال حارق .. يتسع .. وذاك الصوت البعيد ... يقرر :
- بين كومة التبن وبرميل البنزين ، أصابع شيطان يضرم الفتيل . لفافة واحدة من الغواية قد
تكفي وينتهي الأمر كله .. بالعار !!)) .
ليتواشج الاستهلال مع العنوان كي يشر الى معاناة أنثى بين مشاعرها ودقات قلبها وقيودها الاجتماعية التي تأسرها وتمنعها ولعل هذه مايفسر العنوان بجملته الفعلية التي تشير الى استمرا دقات ساعة البحر في حالة الاحتراق الدائم في داخل الأنثى ولعل النهاية تفسر العلاقة بينا وبين البحر فبعد غدر الحبيب الرجل الذي عزف على أوتار قلبها وبراءتها حتى مزقها وجعلها لاملحا لها الا البحر كي تستر ساعته بالاحتراق والإيقاعات المأساوية .
لقد حاولنا ان نقدم قراءة أولية لعنوانات القاصة التي تراوحت بيت الكلمة والجملة بين الرؤية والرمز بين حزم الضوء والإدهاش ولعلنا لانغالي إذا قلنا ان القاصة قد أبدعت في استثمار بنية العنوان كي تدهش وتثير وتقدم نصا أخر محايثا للمتن وكأنها تقدم لنا نصين متحاورين متجاورين احدها يفسر الأخر.
تعليق