
كروان الشِعر والجمال
الآستاذ القدير والشاعر الخزامى الكبير
((( ثـروت سليـم )))
تحية مُكللة بالعود والعنبر والمسك الآذفر
أرَ الآن الروح تحاول التوحد لتدرك الحالة التى كنت عليها وقت كتابتك لهذه الخريدة
أكنت فى ليلة قمرية بصحبة النجوم ، أم فى وقت غمره رهام المطر فى ليلة شتاء رائعة ،
أم مع زخة عِطرغلفها سحرخاص تناثر بهاءً على قلمِكَ الذى زاده جمال على جماله ،،
"رسالة شوق " هذا النص يعيدنا إلى زمن الآساطير ، فى كل شطر نجد قصة شديدة الرومانسية ، ونقف عند عتبة كل بيت بها لنجدد لحظة تتكرر كثيراً فى حياتنا ،
لحظة إشتياق إلى المحبوب ،،
يا حَبةَ القلبِ قُولي عارِضي غَزَلي
وغَازِلي في الهوَى حبري وأقلامي
بُوحي بسِرِ الهوَى لا تَكْتُمي خَبَري
فالقلبُ بيتُكِ قُومي فيهِ أو نَامـي
فى الآبيات السابقة نُلاحظ تكرار جميل مستساغ ومقبول لكلمة الهوى بنداء شفيف لحبيبته، وأيضاً بقولة :
غزلى وغازلى ،
حبرى وخبرى ،
قـولى بوحـى ،
صور جميلة إمتزجت بعتاب رقيق يطالب فيه أن تفصح عن هواها
دون قلق فقلبه أصبح سكن لها لتنعم بالدفء والآمان ،،
كما يصاحبها غنه موسيقية رقيقة نتمايل مع قيثارة معانيها والتى تحسب للشاعر
لغويا لنجد أنفسنا بعيداً حيث وقت الشفق نستمع لهذا الهمس الجميل ،،
كم كَافـرٍ بالهـوَى لَمَّـا تَملَّكَـهُ
فقالَ: بالحُبِ قَدْ أَشْهَرتُ إسلامـي
وأيضاً فى هذا البيت
قُولي لَهُْم أَنتُـمُ أَوْلَـى بنُصحِكُـمُ
فقََدْ كَبُرتُ وقَدْ كَسَّـرتُ أصنامـي
فيما سبق نجد بوح عذب يأتى مِنْ بنية نصية وحوارية داخل كل شطر بها ، وصور رقراقة
ممزوجة بشاعرية شفافة ، وكأن الحوارمُنظم بروعة غيّر مُسبقة لينتجة مِداد الشاعر بهذا النموذج الحوارى النصى البديع ،،
ولامني في هَوَى عينيـكِ مُبْتَـدِعٌ
يتركنا الشاعر بهذا البوح الرهيف نحلق فى فضاء رحب مازلنا نجهله
وراء هذا الإستجرارللعين الذى يشحذ بداخلنا عاطفه فلا مجال للكلام بل الصمت الذى يخيم على القارئ ويترك الآعين تتحدث أكثر وأكثر ،،
هذي رِسَالةُ شَوْقٍ كيـفَ أنقُلَهـا
إليكِ بالبرقِ أو سَعْيَاً بأقدامـي ؟
بَريـدُ قلبـي أراهُ الآنَ أرسَلَهـا
فَوقِّعي صفحتي حُبَّاً وإعلامـي!!
لا شك أن قافية الياء أضفت حالة من التلبس الوجدانى والتى ترفل بها شاعرية الشاعر المعهودة بالصدق والشفافية والرقى ، شوقه فى أن ترى رسالته جعله يتحدث إلى البرق
ليرسلها بسرعة ضوءه أو أن تكون مُجاهدة سيراً بالأقدام وبكل حب دون كلل أو تعب
كل هذا لمُجرد أن ترصع رسالته حُباً ،
ليعلم بأن بيان رسالته قد أرسل وتم الإعتماد بالموافقة عليه !!
هذه القصيدة وما تحمله مِن رسالة شوق وحب كان مدادها عطراً يدوم طويلا تطيب له الآنفاس لما تحمله مِنْ معانى شجية رهيفة وصور رقراقة رسمتها لنا أنامل زاكية تتسع آفقها للجميع ،وكان أثرها علىَّ ..إننى غفوت فى أجواءها ونسيمها العليل ،الذى لفنى بالجمال وأنا أتخيل وأتنفس عِطرها الرهيف ، كل هذا فعلته ببساطة حروفكَ التى تحولت إلى نجوم تتساقط لتضئ ليلى وكانت سمائى أجمل وأنا أرقبها من شرفتى ترفل ألقاً وسمو ،،
كلماتها التى كان نسجها مِنْ الحرير مُرصعة بقبسٍ من نور لتكون سيمفونية فريدة توشحت من صفاء وعذوبة حرف ( اليـاء ) وما يحمله من رخاوة فى اللفظ عند نهاية كل شطر نتنهد معه لنستعيد ذكرى جميلة كلما قرآنا أبياتها ،،
جميل هذا التدفق اللامحدود داخل هالة ملائكية مُكتظة بهمس وبوح وهطول كالرهام المُنهمر على البيداء لتلملم ما فى الروح مِنْ حطام فى هذه الخريدة الرائقة .
سلمت والقلم ،،
ودامت أنفاسِك شِعرا ،،


تعليق