عبد الرشيد حاجب في رحاب الملتقى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    الترحيب عبد الرشيد حاجب في رحاب الملتقى

    [align=CENTER][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center]شرف ملتقى الأدباء والمبدعين العرب الأديب والقاص الجزائري المعروف عبد الرشيد حاجب .. فأهلا به وسهلا .. ويسعدنا عن ننقل إليكم بعضا مما كتب عنه لمزيد من التعرف على سيرته الأدبية .[/align][/cell][/table1][/align]







    المشاركة الأصلية بواسطة مسلك ميمون
    قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاص عبد الرشيد حاجب




    القاص عبد الرشيد حاجب
    عبد الرشيد حاجب ، قاص جزائري شبّ و ترعرع في شرق المغرب ثمّ أنهى دراسته في الجزائر و ابريطانيا . يهتم بالنّقد الأدبي . و يتعاطى كتابة القصة القصيرة ، و القصيرة جدا ، و الومضة . و إن لاحظت في آخر ما توصلت منه ، أنّه يملك حساً و نَفساً روائيا جيّداً ... و قد دعوته أن يعيـد صياغة قصة جميلة، إجتماعية سياسية ...و يحولها إلى رواية . فقد توفرت فيها كلّ معطيات و مستلزمات الجنس الروائي عدا الطول المناسب . فمنذ أن قرأت له انتاجه القصصي لأوّل مرّة، شعرت بموهبة تلقائية . تصوغ انتاجاً خال من التّصنع و التّكلف و كأنها تغرف من المجتمع مواضعه الطارئة بسهولة و يسر و تنسجها سرداً فنياً يتّسم بالتّماسك و الانسجام cohérence
    لقد قلت ذات يوم للقاص عبد الرشيد حاجب رداً على قصته الساخرة ''ابني كاتب قصة قصيرة جدا '' ((الأستاذ عبد الرشيد . حين أتمعن في كتابتك السّردية القصصية . أشعر بأمنية عميقة تجتاحني . فحبذا لو أنك تلتفت إليها . و تعيرها اهتمامك و انتباهك . أتدري ما هي أمنيتي بالنسبة لك ؟
    ببساطة أن تهتم بالإبداع القصصي ، و أن تجعله شغلك الشّاغل . فإنك قد منحت موهبة رائعة و لكن ما أظنك تقدّرها حقّ قدرها .لأنني أجدك تصرف جهدًا كبيراً في أمور مختلفة .... و تجد من يشجعك ... و أنت مع الأسف تستعذب ذلك ، و تنساق ، فتبعثر جهدك كما اتفق .
    و رأيي إن لم تقتنع به اليوم ستقتنع به غداً ... لأنّ ديدنك يا عبد الرشيد هو الإبداع القصصي . فما أجده في كتابتك الإبداعية القصصية ، يشعرني بموهبة رائعة . و ما أراك فيه من تشتت فكري ، و انشغال في أمور شتى قد يقوم بها غيرك ... يجعلني أشفق على موهبتك البكر، بل أحياناً يمتلكني القلق ... )
    و حين رد على ذلك قال : أعرف أنّك لا تعلّق إلا على ما يعجبك أو في حاجة لتقويم وارشاد..والحمد لله أن نال هذا النص إعجابك !
    أمّا الموهبة فلي معها قصص بالطول والعرض بدءاّ من الثانؤية بالمغرب مروراّ بمرحلة التّدرج بالجامعة الجزائرية وانتهاء بما بعد التّدرج في بريطانيا...
    لقد توقع العشرات خيراّ عميماّ لهذه الموهبة لأجدني أغرقها في وحل المعارضة السياسية يوماّ ، لأنتقل بعدها لوحل التّجارة...واليوم وقد وفر لنا النّت مجالات للتّواصل و اللّقاء مع أحبّة يشبهوننا في نقاء الأعماق ، وولع بما سهرنا له اللّيالي من جمال القول وروعة المعنى وشفافية الخيال...
    لن أذكر أني أهملت كثيراّ مما كتبت..بيد أنني عدت أخيراّ بعد انقطاع دام 18 سنة ..لكنّها كانت عودة أقرب للتسلية منها إلى الجد ...ويسرني اكتشافك أني لا زلت أملك بعضاّ من وهج أيام الشباب ...لذلك أشكرك جزيلا على الترحيب بعودتي وإن كنت لا أنكر أنّني أشعر برهبة التّفكير في عودة قوية جادّة..بيد أنّ وجود بعض الأحبّة النّابهين وسيادتك على رأسهم يغري حقاّ بالتزام جاد رصين ...فهل تراني أوفق في البدء من جديد ؟
    أتمنى ذلك ..فالإحتكاك بالأجسام الصّلبة لا شك سيولد الشرارة يوما !)

    أمّا من جهتي فقد كنت واثقاً بموهبته و عطائه:فالذي يكتب برغبة و بساطة، و تلقائية و عمق ... يملك زمام الإبداع . و ما سنلاحظه في انتاجه يؤكـد ذلك . و إن كان مقلاًّ قياساً لما يكتب غيره . فلو صرف اهتمامه للإبداع لأعطى الشّيء الكثير.و لكان السؤال يومئذ : من أي بحر يغترف هذا المبدع ؟
    وإن كنت أعتقد أنّ الجودة ليست في الكم دائماّ .

    (1) استجواب حذاء منتظر
    - أيها السجين رقم 44 ، لماذا طرت نحو رأس الرئيس؟
    - كنت فقط أرى إن كان مقاس رأسه يناسبني.
    - وماذابعد؟
    - كان رأس بوش الصغير صغيرا جدا ، فناسبني مقاس العلم وراءه!!
    '' استجواب حذاء منتظر '' قصة قصيرة جداً . تشتغل على الرّمز ، و الكناية . فيصبح فيها الحذاء ( الأداة ) شخصية بارزة ، لها دور البطولة و الريادة .
    كان من المفروض أن يكون الاستجواب لصاحب الحذاء . '' منتظر الزيدي '' و لكـن الاستجواب جاء ـ في حالة تبادل الأدوار ـ لحذائه الطائر .
    (-أيها السجين رقم 44 ، لماذا طرت نحو رأس الرئيس؟ )
    أصبح الحذاء سجينا و يحمل رقما ( 44) كناية على مقاسه . و حين يجيب، يجيب بتهكم و سخرية :
    (- كنت فقط أرى إن كان مقاس رأسه يناسبني . )
    و أي مقاس يبحث عنه الحذاء ؟ و هل يمكن للرأس انتعال الحذاء ؟ لنتأمل السخرية و التهكم ... من رأس فارغة تهفو إليها الأحذية !!
    إذاً ؛ المقاس هنا صلاحية الضرب و القذف و الرّجم ... و ما دام رأس بوش الصغير ، والصغير حقاّ ً . فهو لا يصلح للضرب الموجع . لهذا حلّق الحذاء فوقه مرّة و أخرى ، و لكن في كلّ مرّة كان يصيب هدفاّ أكبر ، ألا وهو علم أكبر دولة في العالم تتسم بالغطرسة و العدوان ، و تحت أنظار حاميها دستورياً و قانونياً ... و تحت أنظار العالم بأسره ... و ذاك هو الضّرب الموجع ... و الجزاء الأوفى .
    فبقليل من الكلام ، و الرمز و الكناية ، و السّخرية و التّهكم . حقّق النّص غاية ، و مرّر رسالة ، و جعل الرميتين تصيبان الهدف الأكبر ، بدل الهدف الأصغر .


    (2) إرث
    حين مات جدي فرحت كثيرا لأني سأستطيع أن أمتطي حصانه وأكتشف الدنيا.
    في الحلم رأيت جدي يعود ويأخذ الحصان معه..
    استيقظت مذعورا لأسمعهم يتهامسون قرب الإسطبل :
    لقد مات الحصان حزنا عليه!
    الجزائر 2009
    ( إرث ) يبدو أن مسألة الإرث تركت في نفس القاص ذكريات لا تنسى . و هو ما فتئ يعود إلى مخزونه و ذخيرته من الذكريات ، و بخاصّة ذكريات الطفولة ، فيستقي من معينها و يعبّ من نبعها ... بل إن الكاتب يجد الكتابة مزيجاً من الواقع و الخيال في كلّ ما يكتب . يقول القاص في معرض رده على تعليق حول هذا النّص ( قبل كلّ شيء أحبّ أن أهمس لك أنّ هذه القصة ليست بعيدة عن طفولتي ، أي أنّ رمزيتها لم تأت من فراغ ، كان لجدي فعلا حصان جميل وكان يمنعني من ركوبه ربما خوفاً علي، أو على حصانه ، لست أدري !ومات جدي فعلا وأنا لا زلت صبيا ، هذه مادة القصة وهي واقعية كما ترى ) و يقول كرد على تعليق آخـر ( صدقني لو قلت لك أنني حين أكتب لا أمحص كثيراً ، فقد كان لجدي حصان فعلا وكنت أحبه ، وقد كنت من أقرب الناس إليه ، حتى أنه ذكرني وهو يفارق الحياة ، وحين تستبدّ بي رغبة الكتابة ، أحاول قدر الإمكان المزج بين ما هو خاص وما هو عام ، وإلا لضاعت الشّحنة التي من المفروض أن ينقلها النّص للقارئ . )
    هذا النص يدعونا للوقوف لحظات عند بعض الكلمات المفاتيح Mots-clés( مات الجد، فرحت، الحصان، الحلم ، يعود، يأخذ ، مات الحصان ) بدأت القصة بالموت و انتهت بالموت . و لكن بين الموتين هناك فرح طفولي ، بركوب الحصان الذي طالما حرم من ركوبه . و اكتشاف الدنيا المحيطة به .. إذاً في هذا تحقيق رغبة مكبوتة . طالما راودت الطفل. و لكن الفرحة لم تتم . لتعانق الحلم والواقع في خلق الحدث النهائي الذي اطفأ أنوار الفرحة ، و أنهي رغبة الاكتشاف . ففي الحلم رأى الطفل جده يعود و يأخذ حصانه . فيستيقظ مفزوعاً مضطرباً ليكتشف أنّ الواقع أدهى و أمر . إذ ينتهي إلى سمعه حديث الأهل عن الحصان الذي مات حزناً عن غياب الجـد.
    إذاً نحن أمام نص يتكاثف فيه الحلم ( الخيال ) و الواقع ( المعيش ) لتعميق كبت رغبة دفينة:ركوب الحصان و اكتشاف المجهول exploration و ما دام النّص هنا لصيقا بصاحبه فهذا ما يوضّح تنقلات القاص من بلـدة صغيرة هي أحفير في أقصى شرق المغرب إلى الدراسة في فاس ، ثمّ الانتقال إلى الجزائر و اتمام الدراسة الجامعية و الانتقال إلى ابريطانيـا ثمّ العودة إلى الجزائر... فحبّ التنقل ، و رغبة الاكتشاف كلّ ذلك ، تلبيةً لرغبة دفينةَ عهد الطفولة. و هي كألية تعويض compensation
    فنيـا : في هذا النّص ؛ ثلاثة مشاهد تصنع الحدث :
    1 ـ الفرحة بتحقيق الرغبة المكبوتة ( ركوب الحصان و اكتشاف الدنيا )
    2 ـ الحلم الكابوس ( عودة الجد و أخذ الحصان )
    3 ـ الواقع المرير ( حديث الأهل عن وفاة الحصان )
    فالعلاقة المستحكمة بين المشاهد ، علاقة مفارقة paradoxe
    ( فرح / حزن ) ، ( أمل / حرمان )
    و علاقة كبت Répression و إحباط Frustration
    أمّا من حيث الروابط و بخاصة حروف العطف فقد اقتصد النّص إلى درجة غريبة ، إذ ورد الواو مرتين فقط . و هذا سمح بتوالي اللقطات


    (3) عبدة النـــــــار.
    كان لجدي كرسي فخم عجيب لا يجلس عليه سواه. وحين مات تخاصم أبي وأعمامي عليه.
    ولكم سعدنا نحن الصغار ونحن نشارك الكبار رقصتهم وهم يدورون حول الشعلة ضاربين أفخاذهم وصدورهم ورؤوسهم ، وقد تعفرت وجوههم وثيابهم بالتراب بعد العراك .لقد صبت جدتي البنزين وأشعلت النار في الكرسي !
    نوستالجيا غريبة تلك التي يشعربها قارئ هذا النّص !! فالإيجاز الذكي ، و التّعبير المركز الدّقيق ، و اللّقطات السّريعة المتتالية كلّ ذلك مكّن السّارد أن ينقلنا إلى عالم أسرة متعدّدة الأفراد ، كثيرة الأحفاد . كان الجدّ يملك كرسياً فخماً عجيباً لا يجلس عليه أحد غيره ، و حينما مات ، بدأ الشّقاق يلفّ الإخوة : مَن يرث كرسي الجد.فتطور الخلاف إلى صراع . فتدخلت الجدّة لحسم النزاع ، إذ صبّت البنزين و أشعلت النّار في الكرسي . فطاف الأبناء حول الشّعلة و هم يضربون أفخاذهم و صدورهم و رؤسهم أسفاً على ضياع الكرسي ( الإرث و رمز السيادة ) و الأطفال الصغار في نشوة لا يعرفون كنه الصراع ، يشاركون الكبار رقصهم الغريب !!
    المضمون يبدو واضحاً جلياً . و يمكن للمجتهد أن يؤوله كما يبدو لـه و يستنبط منه ما يشاء انطلاقا من النص و معطياته . غير أنّ اللافت في أمر هذا النّص هو العنوان ( عبدة النار )
    قبل قراءة النّص ذهب بي الاعتقاد إلى عبدة حقيقيين . و إذا بي أفاجأ بعد القراءة . أنّ العنوان لا يعني النار كمؤشر، و لكن يعني المؤشَّر إليه الذي أصبح ناراً و هو ( الكرسي ) رمز الأبوة و السلطة و عمودية الأسرة.
    فتشبّث الأبناء بذلك ، شقّ عصا الطاعة و الاحترام بينهم. فلم يعد الصّغير يوقر الكبير، و لا الكبير يرأف بالصّغير.. الكلّ دخل العراك و الصراع فتعفرت الوجوه و الثياب بالتّراب و اعتلا الصّراخ و الشنآن . فكان لا بدّ من الحسم و الفصل . فتدخلت الأمّ ( الجدة التي لم يعد يهمها كرسي العزيز الراحل . بقدر ما أصبح همها رأب الصدع و إعادة الوئام و الحب بين أبنائها . ) فأشعلت النار في الكرسي ، بعد أن كاد يأتي على كلّ شيء . و الغريب أن النص لم يشر إلى اعتراض الأبناء ، رغم تعلّقهم بالكرسي الرّمز ...
    و مسألة الإٌرث ، كانت و لازالت تحدث شقاقاً و عداء بين الورثة. رغم أنّ عدل الله واضح في تركة الهالك .
    أعترف أنّ ما شدّني إلى هذه القصّة ، ليس هو المضمون , إنّما طريقة البناء . فإذا كانت قد جاءت عفوية . فلا أملك إلا أن أبارك هذه الموهبة الفنية التي مكّنت السّارد أن يأتي بنص في غاية االتّنسيق . أمّا إذا كان السّارد قد لجأ إلى التقديم و التأخير بعد كتابة النّص أولاّ... فتلك عملية فنية لا يأتيها إلا القاص البارع المتمكن .
    و عودة إلى النص :
    1 ـ إخبار بأمر الكرسي و الخلاف الذي وقع حوله بعد وفاة الأب ( الجد )
    2 ـ سعادة الأطفال و هم يشاركون الأعمام في رقصهم حول الشعلة .
    3 ـ اخبار بأن الجدة هي التي شعلت النار في الكرسي .
    و منطقية التتابع الحدثي تفترض أن تكون أرقام اللقطات : ( 1 ـ 3 ـ 2 ) فلاحظ أن التلاعب بالترتيب . و خرق المتوالية الحدثية و اللجوء إلى تقطيع الموضوع découpage d’objet أعطى نصاً جميلا فنياً و دلالياً .
    و أجمل لقطة معبرة ودالة تلك التي جمعت الإخوة بعد عراك حول شعلة النار التي تأكل الكرسي و تحيله رماداً ، و هم يضربون أفخاذهم و صدورهم و رؤسهم . و كأنّي بهم إخواننا الشيعة في عاشوراء .



    (4) وراثـــــــــــة
    كان جدي يضرب جدتي كثيراّ.وكانت جدتي لا تكف عن استفزازه.
    حين سقط جدي طريح الفراش ، توردت وجنتا جدتي رغم الشيخوخة والمرض.وحين مات أخيرا ، سمعتهم يتهامسون بحكايات عن فنون من الضرب لا تصدق !
    اليوم ، وأنا أشاهد مباراة في الملاكمة استمرت لدزينة من الجولات تتخللها لحظات استراحة ، أدركت كيف كان جدي وجدتي يتعانقان خلال لحظات الاستراحة تلك ، حتى استطاعا إنجاب دزينة من الأولاد.
    وفهمت لماذا يحمل كل ابن من أبنائهما ، كدمة على رأسه !

    '' وراثة '' قصة قصيرة جداً تشكل مع سابقتيها:(إرث وعبدة النار) ثالوثا إراثيا يمتح من الماضي ، و يستفيد من ذكرياته . '' وراثة '' تعالج العنف الأسروي . إذ كان الجد لا يتردد في ضرب الجدّة كلّما استفزته . مما يدلّ على أنّ العنف داخل الأسرة ، قديم و قديم جداً .


    و يسقط الجد مريضا فينتاب الجدة بعض الارتياح الذي وشت به وجنتاها اللتان توردتا رغم الشيخوخة و المرض . و قد كان فظيعا ما سُمِع عن فنون الضرب بعد وفاة الجد . و لكن و كما يحدث في الملاكمة هناك فترات استراحة قد تصل إلى 12 فترة يتعانق بعدها المتلاكمان و كأن شيئا لم يحدث . فكذلك حياة الجد و الجدة كانت تتخللها فترات استراحة أنجبا خلالها دزينة من الأولاد . كل ولد على رأسه كدمة . كدليل على أن الأولاد أنفسهم لم ينجوا من العنف .


    قصة عاكسة لوضع اجتماعي ، صيغت بأسلوب ساخر ، و تعابير مفعمة بالايحاء و التلميح . سكتت عن الكثير و لكنها في ذات الوقت أشارت إلى الكثير ، في فنية من الايجاز و التكثيف .


    فنيـــــا :


    1 ـ استيحاء الماضي : ( كان جدي ..... )


    2 ـ أسلوب إيحائي connotatif : (حين سقط جدي طريح الفراش ، توردت وجنتا جدتي رغم الشيخوخة والمرض ) و ( وفهمت لماذا يحمل كل ابن من أبنائهما ، كدمة على رأسه !)


    3 ـ حسن توظيف الروابط الاستدلالية connecteurs argumentatifs ( كان جدي ..و كانت جدتي ..و حين مات ...و انا أشاهد ... حتى استطاعا ... و فهمت ... )


    4 ـ القفلة الاستنتاجية : (وفهمت لماذا يحمل كل ابن من أبنائهما ، كدمة على رأسه !)


    5 ـ المحافظة على اللغة الواقعية langage réel



    (5) الضحيـــــــــــــــــــة
    وحيدا ، نحيفا ، جائعا ،كان يسير كعادته في هذا الليل البهيم.
    توقف عند ساحة المدينة يستمع إليهم ككل ليلة يتجادلون.
    - أنا ، لست معك ولا معه .أنا إلى جانب الحق.
    تلمس جنبه في حسرة ثم واصل السير وأصواتهم تطارده.
    - الحق ..كذا وكذا ..الحق..الحق.
    شعر بحنين إلى أصدقائه القليلين الذين هم الآن إما معتكفين أو متحسرين أو يقيمون الليل !.
    (الضحية ) قصة قصيرة جداً ، بسيطة في نسيجها، ولكنّها صعبة في دلالتها و فهمها . و بخاصة إذا قرئت قراءة سطحية : (س) وحيد ، نحيف ، جائع ، يمرّ بجماعة ليلا يتجادلون بحثاً عن الحقّ :
    ( ـ أنا ، لست معك ولا معه .أنا إلى جانب الحق.
    ـ الحق ..كذا وكذا ..الحق..الحق. )
    تلمس (س) جنبه في حسرة ثمّ واصل السير و قد حنّ إلى أصدقائه القليلين الذين هم إمّا معتكفين ، أو متحسرين أو يقيمون اللّيل .
    إلى هذا الحد ، لا يظهر أنّ النّص يحمل جديداً أو يلمّح إلى جديد . و لكن المسألة فيها تأويل فنّي ، فبغيره ، لا يسقيم شيئ في الذّهن . و البداية من العنـــــوان ( الضحية ) نفهم أنّ هناك من اعتدى على ( س) ، و من انتهك كرامته ، و من أضاع خصاله و خصائصه فأصبح وحيداً ، نحيفاً ، جائعاً ... يسير في الظلام و يتألم لما يقال عن الحق و يلتمس طريقه إلى قلّة من الأصدقاء بقـوا على العهد ؛ أوفياء مخلصين ... رغم قلّتهم .
    هل (س) شخص من الأشخاص ؟ كلا . (س) المجهول هو '' الحق '' و هـو الضّحية و الظّلام هو الظّلم الذي يطبق على الوجود . و الناس في معظمهم يتجادلون يحثاً عن الحقّ،بعد أن جعلوه وحيداً ، نحيفاً ، جائعاً ... يلتمس طريقه في ظلام الظلم ليعانق بعض الأحبّة ممن لازالوا لإيمانهم يتمسكون به و هم ثلة من المستضعفين .
    فنيـــــا :
    1 ـ توظيف الرّمز :
    ـ ضمير الغائب ( هو) رمز للحق الذي انتهكت حرمته ، و ذلّ و احتقر فاتعزل وحيداً ، كناية على عدم الاحتفاء و الاكتراث به ، و ضاع نحيفاً ، كناية على عدم العناية والاهتمام به ، و هام جائعا ، كناية على عدم الدعم و المساندة و النصرة و المؤازرة .
    ـ الليل البهيم ؛ رمز للجور المستشري ، ليل المظالم ، و ضياع الحقوق ...
    ـ فئة المتجادلين:رمز للناس الذين أضاعواالحقّ ، في المهاترات و الحق بين .
    ـ الأصدقاء القليلون:رمز للفئة المؤمنة القابضة على الجمر،المتمسّكة بالحق .
    2 ـ اللّغـة : لغة القاص لاتتغير كثيراً من نص لآخر . تتسم بالبساطة في أغلب النّصوص . و لا أعني البساطة الفجّة ، و لا التي تغرق في العموميات généralités و لكن تلك البساطة الفنية التي يحسبها المتلقي سهلة الإدراك شكلا ، و لكن يجدها تلتفّ حول عميق المعانى ، و بعيد الدلالات ... لنتأمل في البساطةاللغوية الشّعبية لرجل الشّارع :
    ( ـ أنا ، لست معك ولا معه .أنا إلى جانب الحق.
    - الحق ..كذا وكذا ..الحق..الحق. )
    إنّ الرجل الذي يحكم بين الرجلين ، يريد أن يكون محايداً . و لا يتموضع إلا إلى جانب الحق. و هذا لا يعني إذا كان أحد الرجلين على صواب ينكر صوابه . بل يقرّ الصواب و ذاك منتهى الحياد و العدل . فلا معرفة و لا محسوبية و لا زمالة و لا صداقة ... تثبت الحق . الحق ثابت، و الحكم يتغياه و يقصده ، بغض النظر عن كلّ الاعتبارات .
    و إن كان الناس في الحقّ فئات و أصناف ، و شيع و فـرق ...كلّ و يرى الحقّ بمنظاره الخاص : ( الحق ..كذا وكذا ..الحق..الحق.
    )



    (6) عذرا سيدي الوزير ،فجلد التمساح أغلى ...
    لاحظت الزوجة أن زوجها النائب انتعل حذاء قديما مع بدلته الأنيقة وهو يهم بالخروج :
    - ماذا جرى لحذاء التمساح الأنيق الذي تلقيته هدية من رئيس تلك الشركة هذا الأسبوع يا عزيزي ؟
    - عندي اليوم مساءلة لوزير المالية . منذ شهر وأنا منتظر..ومن يدري ...!
    ( عذراًًً سيدي الوزير فجلد التمساح أغلى ) عنوان طويل لومضة قصيرة . عنوان يستوقف القارئ و يجعله يسبح في بحر التأويلات الأولية . لأنه عنوان ذو دلالة significatif . كما له دور في النص لأنه يشكل جزءا من مجموعة من العلاقات systéme des rapports
    فالنائب الذي غادر بيته ينتعل حذاء قديما و بدلة أنيقة . نبهته زوجته إلى هذا اللاتجانس في اللّباس و ذكرته بحذائه التّمساحي الجديد الذي أهداه إليه رئيس الشّركة هذا الأسبوع .و لكن زوجة السيد النائب لم تكن تعرف أنّ الأمر ملفق و الغرض منه توهيم الآخر عكس ما هو عليه زوجها : من هدايا و محسوبية و رشاوى ... و هو من هو نائب الشّعب و المدافع عن حقوقه، و المراقب للسير العام للحكومة .... لهذا قال لزوجته :
    (عندي اليوم مساءلة لوزير المالية . منذ شهر وأنا منتظر..ومن يدري ...! )
    إذا كانت الزوجة قد فهمت و سكتت ، فإنها زوجة النائب . أما إذا كانت لم تفهم و سكتت فهذا يوضح ضحالة الوعي لدى الأسر التي تنوب عن الشعب في مجلس الأمة ( البرلمان) و لكن بالنسبة للمتلقي سيسعفه العنوان الطويل نسبيا ليفهم مسوغ السيد النائب.لماذ لم ينتعل الحذاء التّمساحي؟ (لأنه أغلى) و لا يحقّ أن يظهر أحسن من الوزير لباساً،و بخاصّة أنّ الوزير، وزير المالية ، إذاً سيكشف أوراقه إن فعل .
    و الومضة تشير إلى لقطة نافذة في الآخير . يقول النائب لزوجته : ( منذ شهر وأنا منتظر..ومن يدري ...!)
    مفارقة عجيبة : النائب المرتشي الضّعيف الإيمان و الشعور بالمسؤولية ينتظر بلهفة و منذ شهور ليحاسب وزير المالية ؟ و من يدري لربما تتأجل الجلسة لغياب الوزير ، و لكن اللافت للانتباه : أنّ لصا يسائل لصا .


    (7) فدائيــون
    -- ممنوع جني محاصيل الزيتون حتى تتم تسوية أوراق الملكية
    -- لكن الأرض أرضي وأرض أجدادي ، وقد استشهد لي ولدان
    بعد صلاة الفجر باشر الجني..
    -- مجنون عنيد (قال بعض الجيران)
    أحاطت دورية بستانه فهبت ريح جعلت جميع الأشجار تهتز في عصبية.
    صاح قائد الدورية وهو يقفز في سيارته:
    راجعوا ..إنه فخ !
    '' فدائيون ''قصة قصيرة جداً . و لكنها مليئة بالمعاني :
    (-- ممنوع جني محاصيل الزيتون حتى تتم تسوية أوراق الملكية) هكذا الصلف الصهيوني يحدد الأشياء ، و يتحكم في إرادة و رغبة الأهالي . يمنع الجني حتى تسوى أوراق الملكية . و لا يهم إن طال الأجل و ضاع المنتوج ( الزيتون ) و خسر الفلاح جهده و عمله ، وأحلامه و آماله . و لعلّ الهدف المبيت هو اتلاف الغلة ، و حرمان صاحبها و أهله من الاستفادة منها .
    ( لكن الأرض أرضي وأرض أجدادي ، وقد استشهد لي ولدان) لا أحد ينكر ذلك إلا المحتل الغاشم . الذي يرى احتلال الأرض أمراً مشروعاً و يدّعي الصلة بما لا صلة له به ، و الارتباط بما لا رابط يجمعه به .
    ( بعد صلاة الفجر باشر الجني ) كناية عن التّحدي ، الذي جبل عليه الشّعب الفلسطيني الذي رفض الأمر الواقع . و آمن بأنه صاحب الأرض ، و الوريث الشّرعي لأرض الكنعانيين ، يوم لم يكن فيها للصهاينة موطئ قدم .
    ( مجنون عنيد (قال بعض الجيران) ) منطق الجبناء و المتخاذلين... و من يريدونها لقمة من يد الذل و المهانة . و عيشة تحت ظل العبودية و الاستكانة . فكلّ تحدّ و شجاعة و جرأة و انتفاضة يرونها جنونا و حماقة ، و عناداً و مشاكسة ....
    ( أحاطت دورية بستانه ) صورة القمع ، و الاستبداد . دورية مدججة بالسّلاح مقابل فلاح أعزل ، باكر شجيراته ليجني زيتوناً كلّفه سنة من التّعهد و التّهذيب و السّقي و الانتظار و الحلم ...
    ( فهبت ريح جعلت جميع الأشجار تهتز في عصبية. ) تحرك الريح مصادفة و استجابة أشجار الزيتون بعصبية ... كلّ ذلك أطّر الحدث ، و جاء بالقفلة غير المنتظرة .
    (صاح قائد الدورية وهو يقفز في سيارته: راجعوا ..إنه فخ !) ( المراد تراجعوا )، صورة الرعب الذي يسكن الجيش الصهيوني . حتى أنّ تحرك الريح و اهتزاز الأشجار يبثّ فيهم الرّعب و يدعو قائد الدورية أن يحذر جنوده بأنّ يتراجعوا، خوفاً من فخّ ما ، قد تكون أعدته المقاومة . هذه المقاومة الباسلة التي أذلت ( الجيش الذي لا يقهر ) ومرغت أنفه في التراب ، في حربين متواليتين ..
    فنيــا : 1 ـ كلّ هذا نجده في قصة قصيرة جداً ( فدائيون ) و هذا يدخل في باب الإيجاز الفنّي و تجنّب الجمل التّوضيحية . و الاسهاب الذي لا يخدم النّص .
    2 ـ و إن وظف القاص نقط الحذف إشعاراً للمتلقي بما يمكن إضافته ، من حيثيات و أوصاف و نعوت و جزئيات .. و تفاصيل صغيرة اصبحت معالمها واضحة من خلال ما ذكر في النّص .
    3 ـ تلاحق المشاهد في سياق تكاملي : (-- ممنوع جني محاصيل الزيتون ....لكن الأرض أرضي وأرض أجدادي .... باشر الجني.... مجنون عنيد ... أحاطت دورية بستانه ...هبت ريح جعلت جميع الأشجار تهتز...صاح قائد الدورية ... تراجعوا ..إنه فخ !)
    4 ـ توظيف الأسلوب الغربي في الحوار و هو غير مستحب عربيا : (مجنون عنيد (قال بعض الجيران) )
    5 ـ (راجعوا ..إنه فخ !) يبدو أنه خطأ في الرقن و الصواب ( تراجعوا ... إنه فخ ! )

    (8) إدمـــــان
    - من هذه الحسناء على المسنجر يا أبي ؟
    - صديقة من لبنان يا إبنتي.
    - لكنك تطيل معها يا أبي وأنت تعلم أن أمي...
    قاطعتها :
    -هذه شاعرة كبيرة يا ابنتي وأنت تعرفين أن ميولي الأدبية...
    قاطعتني بدورها ، وهي ترتل بصوت عال متجهة نحو غرفة نومها :
    " والشعراء يتبعهم الغاوون ".
    رعشة كهربائية تخللتني ..أغلقت الحاسوب بعنف وأنا أردد بصوت مرتفع :
    " إلا الذين آمنوا "
    فوق سطح البيت أشعلت سيجارة ولكم هالني أن أكتشف أن في السماء قمرا كدت أنسى وجوده !
    ''إدمان'' ليس هناك أفظع مصيبة قد يبتلى بها الإنسان كالإدمان . فالإدمان يولد متعة سرعان ما تصبح أغلالا تقيد صاحبها ، و تجبره على البقاء حيث هو . مستلذاً وضعه السّكوني ، موثراً حاله الشّاذ المرضي. لأنّ المدمن إنسان مسرف، يميل إلى الإفراط الشّديد ، دون أن يراعي اعتدالا أو موازنة ، و لا يهتمّ بوقت أو قيمة معنوية أو مادية ... يجد في إدمانه شعوراً بالرّاحة . أو ما يخاله كذلك . الشّيء الذي يؤدّي إلى سوء استعمال الأشياء و الوقت و العلاقات البشرية و يؤدي في النهاية إلى التّعود habituation أي الرّغبة الملحة في الاستمرار، من أجل شعور كاذب بالرّاحة و تحقيق اللّذة و الابتعاد عن القلق ...
    و هنا في هذا النّص إدمان ( المسنجر ) فإنّ الهواية إذا مرست بشكل غير منظم أو اعتيادي فإنّها تصبح إدماناً . و هناك من يلازم ( المسنجر ) طوال اليوم . بل يتناول أكله و عيناه على الشّاشة .
    '' الإدمان '' جاءت بدون توطئة كما هي القصة القصيرة جداً ، يتصدر النّص سؤال الفتاة تسأل والدها بارتياب:( من هذه الحسناء على المسنجر يا أبي ؟ ) سؤال ليس بريئاً،و بخاصّة أنّ السّائلة الصّغيرة تنعث امرأة ( المسنجر ) بالحسناء .
    و يأتي جواب الأب على استعجال و قد تضمّن هفوة قاتلة : ( - صديقة من لبنان يا إبنتي. ) كلمة ( صديقة ) ليست في عرفنا الإجتماعي ، لهذا أوعزت للفتاة جرعة شك كبيرة فجاء ردها فيه ما فيه من تنبيه و تحذير : ( لكنك تطيل معها يا أبي وأنت تعلم أنّ أمي...) تفهَّم الأب دلالة كلمة ( صديقة ) و لكن بعد فوات الأوان ، فحاول تدارك الأمر بالبحث عن مسوّغ فقال : (هذه شاعرة كبيرة يا ابنتي وأنت تعرفين أنّ ميولي الأدبية... ) و لكن الفتاة كانت على درجة كبيرة من الذّكاء و الفطنة فلمحت لأبيها : ( والشّعراء يتبعهم الغاوون ) فأحسّ الأب أنّه تورط بسبب إدمانه على ( المسنجر ) و بالضبط مع الحسناء اللبنانية . فدافع عن نفسه كمن لم يبق له إلا الصّراخ و غلق الحاسوب بعنف قائلا ( إلا الذين آمنوا )
    ثم انسحب إلى السطح ليدخن سيجارته و لكن كلام ابنته ظلّ يطارده و يبدو أنّ عبارة البنت ( ... وأنت تعلم أنّ أمي... ) شكّلت بؤرة اهتمامه و كأنّـه استفاق من غيبوبة و غشاوة ... فنظر السّماء الصّافية المرصعة بالنّجوم فرأى قمراً منيراً ينعكس داخله قمر أبهى و أنور ؛ هي زوجته : ( فوق سطح البيت أشعلت سيجارة ولكم هالني أن أكتشف أن في السماء قمراّ كدت أنسى وجوده !)
    '' الإدمان '' قصة قصيرة جداً ، و لكنّها عميقة جداً . فلا ينبغي أن نفهمها ظاهرياً و إن كانت فكرتها بعد هذا أصبحت واضحة . و لكن ينبغي أن نذهب إلى الأبعاد القصوى التي أعدّت من أجلها . ذلك أنّ الإدمان عملية انصراف كلّي عن اليومي و الإجتماعي و العاطفي و الذّاتي و الموضوعي ... و التّمركز على مادة الإدمان وحدها ، و في ذلك فقدان الأهم ، بل الأغلى .
    فنيــا :
    1 ـ يلتزم القاصّ لغته القصصية البسيطة و المتداولة . و كأني به لا يتعب نفسه في البحث عن الأنسب من الكلمات و التّعابير و الأنساق التّركيبة . و يقنع بما يأتي وليد اللّحظة . و لهذا لا نجد في نصوصه معاضلة أو تقعراً لفظياً ، أو تركيباً حوشياً . و لكن نشعر أنّ ألبسة الفكرة من الكلمات و التعابير...مواتية وخادمة للنّص.و هذا هو الأهم .
    2 ـ توظيف الحوار . و لكن بذكاء و نباهة . لأنّ الحوار في القصّة القصيرة جدا يفقدها أحياناً ضغط التّكثيف و رونق السّبك ... و لكن هنا ، جاء الحوار مشاركاً في يناء نسقية التّكثيف لأنّه لم يأت إخبارياً مباشراً بقدرما جاء يحمل: ارهاصات الخطأ ، والتّأويل ، و الشّك ، و الذّكاء و الفطنة ...
    3 ـ توظيف الحذف . و فتح المجال للمتلقي لإتمام ما لم يذكره النّص صراحة و قراءة ما لم يكتَب :
    ( وأنت تعلم أن أمي...
    وأنت تعرفين أن ميولي الأدبية...
    إلا الذين آمنوا ")
    4 ـ توظيف التّلميح و الكناية ( ولكم هالني أن أكتشف أنّ في السّماء قمراً كدت أنسى وجوده
    !

    (9) حوار بالعربي..
    ــ هل أنت متأكد ؟
    ــ طبعا .. لكن .. من جهة أخرى .. ربما .. يعني .. لا .. شوف .. أنت عربي مثلي و تفهمني ...الله يرحم والديك يا أخي خلينا من الكلام .. الدور دورك .. العَبْْ
    الجزائر صيف 2008
    '' حوار بالعربي '' قرأت فيما قرأت من ومضات . و ما استوقفتني ومضة كهذه.
    1 ـ العنوان : '' حوار بالعربي ''
    2 ـ حوار مقتضب بين اثنين من العرب هو كلّ النص .
    3 ـ خليط الفصحى و العربية المدرجة جزائرياً .
    4 ـ لعبة الإحالة و الرّمز .
    5 ـ لعبة الحذف و الإضمار.
    ـ العنوان يحيلنا على تساؤل كبير، ذا طابع سوسيوثقافي و سياسي .ترى هل هناك حوار بالعربي و آخر بالفرنسي و آخر بالانجليزي .... ؟ إنّ المتمعن سوف يلاحظ أنّ الحوار يخضع للتّوجه العام الإجتماعي و الثّقافي و السّياسي المهيمن على التّجمع البشري في أيّ قطر من المعمورة . فبقدر ما ينتعش المجتمع حضارياً ، و يرتقي ثقافياً و يتوازن سياسياً ، بقدر ما يتطور حوار أعضائه ، و يكتسي عمقا ، و دلالة ، و قيمة و فائدة ... و العكس ليس صحيحاً . فبقدر ما تتدهور الأوضاع الإجتماعية ، و تقلّ أو تنعدم المرافق الثّقافية ، و تختلّ القوى السياسية ، و تستبدّ الأنظمة الحاكمة ... يتضعضع الحوار، فيصبح مجرد كلام لا جدوى منه . و هذا هو وضع الحوار العربي الذي لا يخرج عن دائرة الاجترار، و تصريف الكلام، و دبج الشّعارات و توهيم الأنام ...
    ـ حوار مقتضب بين اثنين من العرب . و في الحقيقة هو حوار طويل لوسجل في شريط للف الكرة الأرضية لفات و لفات.ولكن القاص عبر كناية عن طوله و فراغه بقول أحد المتحاورين:( يا أخي خلينا من الكلام ) أعيانا الكلام ، مللنا الكلام نريد ( فعلا) . لماذا الآخرون يتحاورون و ينتهي حوارهم بإقامة ( الفعل ) لماذا ( الفعل ) و (الفاعل ) كلاهما مضمر غائب في حياتنا العربية ؟
    ( ــ هل أنت متأكد ؟ ) بهذا الاستفهام يبدأ النّص . و يأتي الجواب يشوبه ما يشوبه من اضطراب و قلق ينمّ عن أشياء دفينة و لا يصرح بشيء ما ، من باب ( توضيح الواضح من الفضائح ) و لكن رغم ذلك يقول كلّ شيء : ( ــ طبعاً .. لكن .. من جهة أخرى .. ربّما .. يعني .. لا .. شوف .. أنت عربي مثلي و تفهمني ...الله يرحم والديك يا أخي خلينا من الكلام .. الدّور دورك .. العَبْْ ) لعبة كلام فنية رائعة ، جمعت بين الفصحى و ما هو مدرج في الكلام الجزائري اليومي . ( طبعـاً ) تأكيد من المتحاور الثّاني بأنّه على علم . و مَن هذا الذي يجهل الوضع العربيّ من العرب ؟ ( أنت عربي مثلي و تفهمني ) و لكن لا داعي للكلام ما دمنا متفاهمين عارفين بالوضع العربيّ . : ( يا أخي خلينا من الكلام ) و ماذا إذا توقف الكلام ؟ ( الدّور دورك .. العَبْْ ) لنلاحظ صغة المفرد في الاقتراح ( الحل ) و كأني بالنّص يحيل على بديل ما هو جمعيّ و جماعيّ من ( مؤسسات و ومنظمات و أحزاب ... ) و كأنّ المبادرات الفردية أصبحت هي الأساس و أنّ دورها أن تلعب ، لتنتهز فرصة الرّبح ، تماماً كدور لاعب النّرد، الذي بنقلة واحدة ، قد يغير اللعبة رأساً على عقب .
    فنيــــا :
    1 ـ الومضة '' حوار بالعربي '' ـ جاءت بهذا المزج المتجانس المحبب اللّطيف ... بين الفصحى و اللّغة اليومية للإنسان العاديّ . كتعبير أنّ الشّارع العربيّ لم يعد غافلا أو نائماً على أذنيه لآ يعي ما يجري حوله و في ساحته .... بل أصبح يدرك فوق هذا أن ّالدّور أصبح دوره و أنّه مقبل على أن يلعب دوره . رغم الحصار ، و القمع ، و اللا ديمقراطية و سيادة التزوير و الاستبداد و اللا مشروعية ...
    2 ـ كما استفاد النّصّ من لعبة الإحالة و الرّمز :
    أ ـ العنوان : إحالة ضدية للحوارات الجادة عند الآخر غير العربي .
    ب ـ ( ــ طبعا .. لكن .. من جهة أخرى .. ربما .. يعني .. لا .. شوف ) رمز لحالة نفسية العربيّ المضطربة ،القلقة ، المتوجسة الخائفة ، المترددة المتدمّرة ....سلسلة من العقد تراكمت فصنعت نفسية مريضة تئن تحت وطأة الجور الذي كان و لازال يقودها بتعسّف ، و يحكمها بظلم ، و يستغلها بذلّ و إكراه ..
    ج ـ ( خلينا من الكلام ) إحالة على ( الفعل ) لم يعد الزّمن زمن ديماغوجيا و تنظير و حوار مستفيض ... يكفي ما مضى في النّقاش و الجدل العقيم ... فهل من فاعل و فعل ؟
    د ـ ( الدّور ) رمز للوظيفة التي يمكن أن يلعبها الفرد العربيّ في إطار سياسيّ واقتصاديّ و اجتماعيّ و ثقافيّ ... في غياب الأنظمة الفاعلة و الغيورة و الوطنية ...
    هـ ـ الحذف و الاضمار . لقد سكت النص عن كلام كثير . بل جعل القاص أحد الشّخصيتين يدعو لتوقيف الكلام (يا أخي خلينا من الكلام ) دليلا على أنّ النّص عمد إلى القصر فنياً ، و موضوعياً ... لهذا تخلّلته رغم قصره تسع أماكن لنقط الحذف . فتحقّق إضمار كلام كثير ، ترك لتأويل المتلقيّ . و لقد قال عن أسلوب القاص الشاعر هلال الفارع : (لك التحية أيها الأديب عبد الرشيد، فأنت توجز القواميس في سطر، وتضع السطر في كلمة، وتخبّئ الكلمة في حرف، وتطيّر الحرف فراشة مرّة، ورصاصة مرّات عديدة. )


    (10) أمــــــــــــــــــــــل..
    منذ تعرف عليها وهو لا يكف يتأمل صورتها في المسنجر.
    بعد حديث بينهما أرسلت له وردة وهي تودعه.
    شكرها فقالت: إنها تحب الورود..
    قال : أما أنا فأعشقها من كل قلبي.
    أمطرته بسيل من الباقات قبل أن تقفل المسنجر.
    حين فتح الحاسوب في الغد ورأى وردة مكان صورتها
    عاد إليه تساؤله القديم : أوليست الورود مجرد نوع من الحشائش ؟ !
    ً'' أمل '' قصة قصيرة جداً .
    تعيدنا إلى أجواء قصة '' إدمان '' و إلى ما يحدثه ( المسنجر ) من علاقات لا تخلو من حميمية :
    (منذ تعرف عليها وهو لا يكف يتأمل صورتها في المسنجر.) هذا تعبير هام في هذا النص وهو بمقام رأس الخيط الذي يقود إلى الحدث برمته .
    بعد هذا : ( وقع حديث بينهما ، أهدته وردة ، و أعربت عن حبها للورود ، كما أعرب هو الآخر عن حبه للورود ، فأمطرته بباقات من الورد...بل أزاحت صورتها من الحسوب و وضعت بدلها وردة .)
    ـ ربما كانت تظن أنها أحسنت صنعا ؟ ـ ربما كانت إجابة غير مباشرة لمن ظنته يعشقها و هو يعشق الورود؟ ـ ربما كانت محاولة بدون خلفيات تذكر وعن حسن نية؟ و لكن القفلة ، جاءت بالخبر اليقين : (عاد إليه تساؤله القديم : أوليست الورود مجرد نوع من الحشائش ؟! )
    كلمة ( حشائش ) نبذ و إبعاد للوردة التي عوضت الوجه الصبوح ، مثار الإعجاب و الحب . فالوردة كيفما كان مآلها و قيمتها فهي في النهاية وسيلة لا غاية ، لترضية المحبوب ، و ملامسة عطفه و مودته ....بينما الغاية الحقّة هي الحبيبة التي تضيء الدنيا ، و ندفئ الحنايا ، و تنعش الفؤاد . و التي تجعل البطل ( ..... لا يكف يتأمل صورتها في المسنجر.)
    ''أمل'' قصة بسيطة شكلا ، و لكنها تلمّح إلى فهم عام ، طالما يعتريه الخلط ، و بخطئه الفهم الصحيح ، ألا و هو: الوسيلة و الغاية ، و الشكلforme و الجوهر substance ، و البديل و المبدل منه ....فالوجه الصبوح في المسنجر كان الغاية و الجوهر ، فحين استبدل بالوردة ـ على الرغم من أن البطل يعشق الورد من كل قلبه ـ فلم ير في الوردة ساعتئذ إلا حشيشا . لأنّ الوسيلة و الشّكل و البديل كلّ ذلك لا يغني عن الغاية و الجوهر شيئا .
    فنيـــا :
    1 ـ يحافظ القاص على لغته البسيطة المعبرة . و مفرداته المتداولة ، و لكن بصياغة قصصية تستجيب لضروب السّرد و متطلبات الحكي...و بخاصة في القصّة القصيرة جداً لنلاحظ : ( بعد حديث بينهما أرسلت له وردة وهي تودعه. ) في أقل من سطر واحد ، ثلاثة مشاهد : مشهد الحديث بين البطل و البطلة عبر المسنجر + مشهد إرسال الوردة + مشهد التوديع )
    بمعنى الحرص على التّكثيف اللّغوي ، استجابة لمتطلبات هذا الفن السّردي الصعب الذي لا يكاد يفهم خارج هذا الطقس من الضغط pression البنائي .
    2 ـ الوردة : في صيغة الافراد أو الجمع أو ضمير... تكررت ست مرات في نص قصير . قد يبدو هذا كثيراً . و لكن الغاية الفنية عند القاص إبراز ما للشكل و الوسيلة من أهمية في حياة البعض على حساب الجوهر و الغاية .
    3 ـ القفلة غير مباشرة. و قد جاءت على شكل سؤال على غاية من الفنية ، محققا شكلا بلاغيا forme rhétorique : (عاد إليه تساؤله القديم : أوليست الورود مجرد نوع من الحشائش ؟! ) و كم هي مثيرة كلمة حشائش هنا ؟ !
    4 ـ الأمل . ذاك المعنى الغائب الحاضر في النص . من حيث الغياب لا نجد تصريحا به أو إشعارا بوجوده و بخاصة إذا كانت القراءة سطحية غير متأنية . و لكن بالعودة إلى عبارتي البداية نشعر بأمل يكاد يعلن عن نفسه :
    ( منذ تعرف عليها وهو لا يكفّ يتأمل صورتها في المسنجر. ) التأمل في الصورة يكون نتيجة الاعجاب و الاستلطاف و المودة و هذه أشياء جميلة لا يمكن أن تعيش خارج أجواء الأمل . و بخاصة حين تكون هناك عوامل مساعدة على توطيد الأمل ( بعد حديث بينهما أرسلت له وردة وهي تودعه. ) و (أمطرته بسيل من الباقات قبل أن تقفل المسنجر. ) و لكنه مع ذلك يبقى أملا يصنعه الوهم و التخيل
    .
    نخلص من كل هذا إلى النتائج التالية :
    يعتمد القاص عبد الرشيد حاجب كتابة نصوص قصيرة جداً ، من مميزاتها :
    ـ اللّغة البسيطة السّهلة الواقعية réel ذات الدّلالة التّركيبية العميقة .
    ـ إعتماد الأنساق التّركيبية التي توحي ،و تحيل ، و ترمز .
    ـ كتابة الاختزال الفنيّ التي أساسها الحذف و الإضمار implicitation.
    ـ الاقتصاد في الوصف واعتماد البناء المتدرج construction en plier
    ـ توظيف الحوار بذكاء و نباهة و اقتصاد ، محافظة على التكثيف .
    ـ اعتماد الأساليب الاستنباطية élaboration
    ـ مرونة التنقل flexibility و طلاقة التعبير fluency
    القاص عبد الرشيد حاجب . قاص فنان . و قد يصعب في زماننا و في كلّ الأزمنة أن نصادف قصاصا فنانا . فقد يكتب الكتّاب و يسودون الصفحات و لكن يبقون دائما كَتبَــــة ،و لا يلتحق بمرتبة الفن و الفنان ؛ إلا الموهوب الفــــذ .
    كم أكون سعيداً لو أن الأستاذ عبد الرشيد حاجب يولي عنايته لفن القصّة و الرواية . فإني واجد فيه بوادر العطاء الطيب الغزير . و متوسم فيه الموهبة و الدراسة و الفن و الذّكاء ... و مَن جُمعَت فيه هـــذه الخصال ، ملك الإبـــداع و امتلكـــــه .
    د مسلك ميمون
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
  • مصطفى بونيف
    قلم رصاص
    • 27-11-2007
    • 3982

    #2
    أهلا وسهلا ومرحبا .
    بالود والرد نستقبل الأخ ( عبد الرشيد حاجب) ، في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب ، آملين أن ننهل من إبداعاته حتى نرتوي .

    أهلا بك بين أهلك . وإخوانك .

    أخوك مصطفى بونيف
    [

    للتواصل :
    [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
    أكتب للذين سوف يولدون

    تعليق

    • صبري رسول
      أديب وكاتب
      • 25-05-2009
      • 647

      #3
      أهلا بك يا عزيزي الأستاذ عبد الرشيد حاجب
      ونتمنى لك إقامة طيبة بين أصدقائك
      وأن نستقيد من خبراتك هنا
      أهلا بك في هذه الدوحة

      تعليق

      • ثروت سليم
        أديب وكاتب
        • 22-07-2007
        • 2485

        #4
        مرحباً بك أخي الفاضل /عبد الرشيد
        كاتباً متألقاً وأخاً كريماً في بيت المبدعين العرب
        وشكراً لعميدنا الفاضل أستاذ محمد الموجي
        محبتي

        تعليق

        • باسم الخندقجي
          شاعر وأديب
          • 08-06-2009
          • 71

          #5
          أهلا بك يا عزيزي الأستاذ عبد الرشيد حاجب

          ان يحبسونا أنهم لن يحبسوا نار الكفاح لن يحبسوا عزم الشباب الحر
          يعصف كالرياح لن يحبسوا أغنية تعلو على هذب البطاح شرقية عربية الألحان
          حمراء الجناح
          لمراسلة والد الاسير باسم الاخندقجي
          m_s_k_27@hotmail.com

          تعليق

          • بنت الشهباء
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 6341

            #6
            أهلا وسهلا ومرحبا
            بالأخ الكاتب القاص الجزائري
            عبد الرشيد حاجب
            نورت الملتقى بتواجدك ، وأنت هنا بين أهلك وإخوانك
            وتحية وتقدير للأستاذ محمد الموجي

            أمينة أحمد خشفة

            تعليق

            • ياسمين شملاوي
              أديب وكاتب
              • 28-04-2008
              • 231

              #7
              تحية الترحيب
              يسعدني ان اكون من اوائل من يرحب بالاديب الرقيق عبد الرشيد ..
              واتمنى ان يمتعنا عشقه المتواصل للاصالة والابداع ..بكل ما هو جميل
              ويفتح علينا نوافذ جديدة للقراءات ذات الدلالات العميقة ..
              عبد الرشيد ..
              -كاتب قصة بالفطرة ..يحسن العزف على اوتار القلوب والعقول ..فيأسرهما ..
              - يملك دقة التعابير وبعد النظر وبهاء الكلمات ..وعمق المعاني ..
              - حرفه الآسر يعزف على اوتار مشاعره الدافئة ..فتتلاون الكلمات ..
              كما الازهار ..والالحان ..والافكار ..
              - عبد الرشيد ..كما قرات له في بعض المواقع المشتركة ..التي يظللها ببهائه
              اقول له ها هنا ..
              انت في المكان الذي ينبغي ان تكون به ..
              الشكر كل الشكر لعميد هذا الجمع الطيب ..محمد شعبان الموجي ..
              احترامي وتقديري ..لكل ما هو اصيل وجميل
              الياسمين
              [frame="1 80"]
              سرقوا اصابعنا وعطر حروفنا

              فبأي شىء يكتب الكتــــــاب
              [/frame]

              مدونتي الجديدة : أوراق ياسمينية // http://blog.amin.org/yash/

              تعليق

              • علاء طه أحمد فرج
                عضو الملتقى
                • 24-04-2009
                • 110

                #8
                أهلا و سهلا بالأديب / عبد الرشيد حاجب.
                يشرف منتدانا بتواجدكم معنا و نأمل أن نستمتع بإبداعاتكم.
                أخوكم
                علاء طه فرج
                [poem=font="Times New Roman,7,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/2.gif" border="double,6,green" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                أتاح القوم في قلبي ضراما = فلا همْ قاسطون و لا نشامى
                و أعجبُ من صنيع القوم حتى = يئستُ فلا أعيرهمُ احتراما
                همُ الحكام يا خِلـّـي تيوسٌ = و قد تخذوا ( ابنَ هندِ ) لهمْ إماما
                [/poem]
                [CENTER][SIZE=5][COLOR=darkgreen]الشاعر المتمرد[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
                [CENTER][SIZE=5][COLOR=darkgreen]علاء طه فرج[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
                [CENTER][EMAIL="alaatfarag@yahoo.com"][SIZE=5][COLOR=red]alaatfarag@yahoo.com[/COLOR][/SIZE][/EMAIL][/CENTER]
                [CENTER] [/CENTER]
                [CENTER] [/CENTER]

                تعليق

                • يسري راغب
                  أديب وكاتب
                  • 22-07-2008
                  • 6247

                  #9
                  اخي العزيز
                  القاص والناقد الاديب
                  عبدالرشيد
                  دائما يقولون اللقاء وان بعد الزمان يكون قريب
                  هنا اراك مختلف منذ اللحظة الاولى مشرقا
                  زميل الحكايا والناقد الدي احترمه فاخشاه
                  حللت اهلا ونزلت سهلا
                  وباسم ملتقى الفنون هنا ارحب بك
                  وكلنا بشوق لقلمك المحترف
                  وتقبل مني كل الود الذي يليق بك

                  تعليق

                  • روان محمد يوسف
                    عضو الملتقى
                    • 10-06-2009
                    • 427

                    #10
                    [align=center]



                    الأستاذ الأديب

                    عبد الرشيد حاجب

                    أهلا بك في الملتقى

                    أشرق بالنور وتلألأ بالإبداع

                    جميل أن ينضم كوكب تلو آخر إلى مجموعتنا الشمسية الوهاجة

                    أهلا بك





                    [/align]
                    [CENTER][FONT=Traditional Arabic][COLOR=darkgreen][B]أم المثنى[/B][/COLOR][/FONT][/CENTER]
                    [CENTER][bimg]http://up8.up-images.com/up//uploads/images/images-085e7ac6c0.jpg[/bimg][/CENTER]

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      ترحيب حار بالأخ الحبيب العبد الرشيد !

                      [frame="1 98"]أهلا و سهلا بك أخي العبد الرشيد بين إخوانك في الملتقى، ملتقى الأحبة !
                      جرت العادة في كتابتي لي أخي و عنه بمناداته بـ ’’العبد الرشيد حاجب’’ و هذا لتمييز مناداتي عن مناداة غيري له !
                      و كما قال أخي مصطفى و ابن أخي الحاج بونيف العزيزين : بالود و الورد نرحب جميعا بأخينا المبدع
                      و نتمنى له إقامة مريحة بيننا حتى نستمتع بما يجود به قلمه الراقي.
                      [/frame]
                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • شوقي بن حاج
                        عضو أساسي
                        • 31-05-2008
                        • 674

                        #12
                        [align=right][align=right]من الصعب جدا أن ترحب بذاتك الثانية
                        حين تحل بين أحبة تعرفهم ويعرفونك.

                        ثم كيف لي ان أتكلم في حضرة ما قاله الدكتور/ مسلك ميمون

                        عبد الرشيد حاجب / الدينامو

                        هكذا يعرف أينما حل, طاقة فكرية وأدبية
                        لا يمكنك أن تحدد له مكانا معينا
                        يعرف عليه الحلم الحكمة والحنكة ولكن كذلك الحدة
                        وكلها حاءات تتمواج في شخصية فريدة
                        إن أحببت قلت : ناقد فذ, يخترق تفاصيل النصوص
                        ثم يمنحك تأويل الحكاية كلها ...
                        إن أحببت قلت : أديب يضع لكل حرف مقاما
                        القصة القصيرة.الق.ق.ج.المقامة.المقال الساخر
                        وكل الفنون النثرية....
                        إن أحببت قلت : محاور ومناقش من الطراز الرفيع
                        إن أحببت قلت: مترجم محنك في أكثر من ثلاث لغات
                        ضف إلى ذلك ثقافته الواسعة الدينية والأدبية والسياسية وفي العلوم الإجتماعية

                        فمرحبا به/ بي هنا

                        وتقبل أخي فوز منتخبنا الوطني الأمس,اليوم وغدا
                        [/align][/align]

                        تعليق

                        • رنا خطيب
                          أديب وكاتب
                          • 03-11-2008
                          • 4025

                          #13

                          الأديب و القاص الرائع : عبد الرشيد حاجب

                          حللت أهلا و نزلت سهلا في ربوع الملتقى الغناء..

                          نتمنى لك طيب الإقامة ...

                          مع الشكر للأستاذ الفاضل محمد شعبان الموجي على هذه اللفتة الطيبة

                          مع التحيات
                          رنا خطيب

                          تعليق

                          • عبد الرشيد حاجب
                            أديب وكاتب
                            • 20-06-2009
                            • 803

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                            [align=CENTER][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center]شرف ملتقى الأدباء والمبدعين العرب الأديب والقاص الجزائري المعروف عبد الرشيد حاجب .. فأهلا به وسهلا .. ويسعدنا عن ننقل إليكم بعضا مما كتب عنه لمزيد من التعرف على سيرته الأدبية .[/align][/cell][/table1][/align]
                            أيها الأحبة في الملتقى المبارك جميعا
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                            ولأنه أول دخول رسمي لي هنا ، أستميح لطفكم أن أترك الحروف تنحني لتقبيل هذه الأرض التي وطئتها أقلام كبيرة أكن لها التقدير والاحترام - أقول هو أول دخول رسمي لأني كنت ممن يتسللون ليلا يسترقون السمع لسحر بعض من وهبهم الله بيانا ، فأبوا إلا أن يشاركوا فيه إخوة لهم في اللغة والدين والقلم.
                            وبعد ، فإني أتقدم بالشكر الجزيل لأستاذنا محمد شعبان الموجي على هذه الحفاوة الندية ، والاستقبال العطر ، الذي يوحي فعلا بأن أمة محمد عليه الصلاة والسلام لا تزال بخير ، وأننا فعلا أمة ( إقرأ ) ...
                            لكني أحب أن أسأله ، وقد عرض بضاعتي كلها بالجملة : ( ألم تكن تعلم يا أستاذي الكريم أنني كنت أنوي عرضها بالتقسيط ..لجس نبض السوق وحركة البيع والشراء ، قبل الشروع في التفكير الجدي في استثمارات طويلة المدى ؟ )
                            لا علينا ، لقد أثلج هذا الاستقبال الحار صدري ، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم ، وفي مستوى طموحات الملتقى ...
                            محبتي وتقديري.
                            "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

                            تعليق

                            • عبد الرشيد حاجب
                              أديب وكاتب
                              • 20-06-2009
                              • 803

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى بونيف مشاهدة المشاركة
                              أهلا وسهلا ومرحبا .
                              بالود والرد نستقبل الأخ ( عبد الرشيد حاجب) ، في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب ، آملين أن ننهل من إبداعاته حتى نرتوي .

                              أهلا بك بين أهلك . وإخوانك .

                              أخوك مصطفى بونيف
                              ألف شكر معطر لك أخي الأستاذ مصطفى ..أظنها عدوى هجرة الطيور أصابتني ..أو هو موسم الهجرة إلى الملتقى ..لست أدري ..على كل أنا سعيد حقا أن تكون أول المرحبين بعد أستاذنا الموجي ..
                              محبتي وتقديري .
                              "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

                              تعليق

                              يعمل...
                              X