المواطن مهري في دمياط

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عفت بركات
    عضو الملتقى
    • 09-04-2008
    • 205

    المواطن مهري في دمياط

    هو فيه إيه ؟ بقلم /ناصر العزبي



    فرقة دمياط من الفرق العريقة التي ترجع نشأتها إلى بداية الستينيات، وقد جددت دماءها بضم مجموعة كبيرة من الممثلين الشباب ذوي الطاقة التمثيلية الجيدة التي تضفي على الفرقة الحيوية والحماس، وهذا العام تقدم التجربة رقم 61 في تاريخهابمسرحية "المواطن مهري" للمخرج سمير زاهر، وهي التجربة الثانية للفرقة على مسرح قصر ثقافة دمياط بعد تجديده ، وكانت الأولى في العام الماضي مسرحية "سبع سواقي" تأليف سعد الدين وهبة وإخراج سمير العدل .

    وسمير زاهر مخرج له بصمته في مسرح الثقافة الجماهيرية ، وهو مخرج متميز له وجهة نظر ..، ولا يقدم إلا كل ما يشعر به ، لذا نجده ـ كثيراًـ يلجأ لإعادة صياغة النصوص التي يقدم عليها ليصبغها بصبغته ، وأثناء تلك العملية يقوم بتضمين وجهة نظره التي غالباً مالا يكون لها جذور ولكنها في ذات الوقت لا تتعارض مع وجهة نظر النص نفسه ، وينحاز في اختياراته للنصوص المنتمية للمجتمع والمحملة برؤية سياسية أو التي تنتمي لما يسمى بالكباريه السياسي أو الكوميديا السوداء.

    وقد أخرج سمير زاهر خلال مشواره حوالي 50 مسرحية واحتفالية تنقل فيها بين بورسعيد والإسكندرية و الإسماعيلية ومرسى مطروح و معظم محافظات مصر وحقق خلال تلك المسيرة الكثير من الجوائز في مسابقات الهيئة ، وتلك هي التجربة الثانية للمخرج مع فرقة دمياط ، وكانت له تجربة سابقة عام 95 "كاسك يا وطن" للماغوط .

    وليد يوسف وقضية "حمام روماني"

    ووليد يوسف من كتاب المسرح الذين اهتموا بقضايا التراث والقضايا الاجتماعية وانحازوا للمواطن المطحون وكذلك للتاريخ المصري، وهو من الكتاب الذي بزغ اسمهم في المسرح و سريعاً ما تحولوا لكتابة الدراما التليفزيونية خاصة بعد نجاح مسلسله الدالي، وقد سبق وأن قدمت له في دمياط في فارسكور مسرحية ( الحال 94 ) عام2000 ...

    و"حمام روماني" للكاتب البلغاري "ستراتييف" ، ترجمها "محمد الجوخدار" وصدرت ضمن سلسلةالمسرح العالميعن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت يوليو 1993، هي نفس مسرحية "المواطن مهري"و لا أعرف ما هو التوصيف الصحيح لها ولوليد يوسف ـ مؤلفها ـ وما تنظير النقاد له ؟ وما شرعية نسب النص إليه باعتباره مؤلف ، وليس ممصر أو معد !! وصفة التعاقد معه ـ هل كمعد أم كمؤلف ـ ؟!!


    المواطن مهري وفرقة دمياط

    قدمت الفرقة عرضاً جماهيرياً ناجحاً ، ولقد كان المخرج موفقاً إلى حد كبير بداية من اختيار النص المناسب لإمكانيات أعضاء الفرقة ، و كذلك في اختياراته الرائعة لرباعيات صلاح جاهين تلك التي أثرت العرض ، كذلك إجادته في استخدام أدواته والتي من أهمها قدرته على رسم لوحات حركة مركبة وعمل تشكيلات جماعية رائعة الإتقان ، وكذلك التوظيف الجيد للإضاءة ، ونهاية بإجادته لغة التعامل مع الجمهور وتمكنه الحفاظ على إيقاع العرض ، فهو مخرج يجيد جذب الجمهور

    الحكاية

    يحكي العرض عن المواطن عاشور وخطيبته حنان المرتبطان عاطفياً منذ سنوات ست دون استطاعتهما تحقيق حلم زواجهما ... وتسنح الفرصة ويربح عاشور في سحب برنامج تليفزيوني ، و تتيح له مكافأة الفوز إتمام زواجه ، ويترك أحد العمال يقوم إصلاح سباكة شقته، ويتوجه مع زوجته لقضاء ثلاثة أيام عسل في أسوان ، وعند عودتهما تكون يفاجأ ، لقد بانهار جزء من البيت ووجود كشف آثري أسفله، وتحول الجزء المهدوم إلى شارع ، وتبدأ معاناتهما .. من أجل أن يجدا مأوى لهما أو مكان يسترهما ..

    وعلى أثر هذا الاكتشاف تظهر كثير من الشخصيات التي تود استثمار ذلك الحدث والاستفادة منه ، بداية من الإعلام والسينما ومروراً بالمحافظ ووزير الآثار ومرشح الانتخابات وشلتوت، .. وغيرهم، وتتوالى مشاهد للانتهازيينالذين يفعلون كل شيء من أجل تحقيق طموحاتهموالوصول إلى مآربهم الشخصية ، الجميع يريد استثمار هذا الاكتشاف واستغلاله للاستفادة منه حتى وان كان ذلك على حساب مواطن بسيط ليس له أكثر من حلم انساني طبيعي ، والنص يحتمل اللقطات السريعة من شاكلة مشهد (مرشح الانتخابات) ، ( منادية الروبابيكيا )وكذلك المشاهد النمطية للشخصيات التي تتخلل فواصل المشاهد من قبيل استعراض النماذج التي يعج بها المجتمع ومنها "عسكري الأمن والطاعة العمياء ، رجل الدين والتشدد ، ...


    ولا أعرف كيف تحول دور"شلتوت"ليكون بطل العرض .. ! فهو شخصية لا تجزير درامي لها وليس لها أي ملامح بنائية ، كل ما نعرفه عنها ما جاء على لسانه (د. شلتوت رع أستاذ الآثار وزميل كلية الجراحين الملكيين بلندن ..!) فهو واحد من الانتهازيين يدعي انه صاحب الاكتشاف ، ويسعى لتحقيق مكسب أدبي منه ( مش متحرك من هنا إلا ما الشارع ده يتكتب باسمي ) وهذا التحول في دور شلتوت نتج عنه تهميش دور بطل المسرحية في الجزء الأخير من العرض فكانت له المساحة والمقولة الأساسية ،الأمر الذي سبب ارتباك في الرؤيا وذلك أولى مشكلات العرض حيث أن التيمة الرئيسية للمسرحية هي "الانتهازية" وليست "هريان المواطن"، والمشكلة الثانية طول مدة العرض التي اقتربت من ساعتين إلا أن الإيقاع السريع للعرض والحركة السريعة وتغير المشاهد بسلاسة لم تجعلنا نشعرنا بها، ولكن يبقى أن العرض في حاجة إلى تكثيف ، وعلى سبيل المثال ؛حذف مشهد السينما كاملاً كذلك اختصار مشهد الإسكان بحذف دخلة "عيد سعيد" والاكتفاء بدخلة المواطن مع زوجته ، ويبدو وأن المخرج أراد الاستفادة من إمكانيات وحضور الفنان العبقري "رضا عثمان" فأبقى على المشهد الوحيد له ، كذلك من طاقة كل من "حسن، أسماء، عاشور" ..

    وتعتبر السقطة الرئيسية للعرض هي ديكور "محمد شوقي" الذي لم يحقق المعادل المرئي للنص على خشبة المسرح فجاء ديكوراً لمسرحية أخرى يعطي تواصلاً آخراً ( ثكنات عسكرية أو مكان في الصحراء ، أو حياة الصيادين ) فلم يتواصل مع العرض حتى على مستوى الألوان


    ولا يعبر عن البيت المهدم ولا أي شيء آخر له علاقة لا بالهدم ولا التفسخ ولا الفساد ولا هريَّان المواطن .. ولا ..ولا.. فجاء محايداً حياد لا علاقة له بالعرض ، الأمر الذي يجعل وجوده مثل عدم وجوده فهو غير مؤثر، وعلى العكس تماماً فقد لعبت مفردات الإكسسوار دوراً حيوياً في مشاهد العرض ، وأيضاً ملابس الشخصيات باستثناء ملابس الزوجة في البيت ...


    أما توفيق فودة فقد أعاد اكتشاف ما بداخل رباعيات جاهين من دراما راقية وساهم من خلال ألحانه على زيادة الوجع داخل المتلقي ، الأمر الذي وصل بالألحان بأن تمثل لوحات في حد ذاتها ،وتخدم وتؤكد على الرؤيا الأساسية في ذات الوقت ، وقد أضفى رجب الشاذلي بصوته المميز


    التمثيل

    ونبدأ بالعنصر النسائي ، فنذكر ( شدو الجارحي ) التي أدت دور الزوجة ، وهي ممثلة تمتلك أدواتها ولديها القدرة علي تغيير الحالة ، و (هويدا مؤمن ) العائدة بعد توقفها فترة وقد بدا تمكنها في أداء شخصية ( فتنة )، بقيت "أسماء البلتاجي" التي تزداد ثقة وخبرة في عامها الثاني حيث أعطها المخرج مساحة كبيرة فتنوعت في الأداء بين أدوار( المذيعة ، منى ، سوسو) فهي تتمتع بموهبة فعلية وتسعى لتأكيدها ، ويعد هذا العرض جواز مرور مجموعة كبيرة من الشباب الذين أتاح لهم المخرج فرصة تأكيد موهبتهم وإكسابهم الثقة إلى جوار بعض قدامى الفرقة ومنهم "حسن النجار ، شادي أحمد ، أحمد عاشور، محمد بلح ، محمد الشخيبي ، خالد عسل ، محمود صميدة " وإلى جانبهم تميز "، رزق العزبي " في دوريه ( مسئول الأمن ، كرشة ) و"عبدالله أبو النصر" في دور ( مسئول الإسكان ) و " حاتم قورة " في دوريه ( المحافظ ، الجد ) و " عبده عرابي " في دور ( النتن ) و " محمد البحري " وزير الإسكان ، و " محمد أبو الفرح " رجل الأمن ، و " محمود موسى " مطيع أغا ،و " سامح سالوس " برهومة ، وإلى جانبهم من جيل الخبرة كان القدير "رضا عثمان" ضيف شرف المسرحية ، ومعه رأفت سرحان الذي اعتمد على خبرته في أداء دور ( شلتوت رع ) وبقى ( عاشور ) بطل العرض الذي قام به " هشام عز الدين " بحسه الكوميدي وأسلوبه الساخر الذي يتفق مع سياق المسرحية .
    ناصر العزبي
    [email]e.barakat7@hotmail.com[/email][frame="14 98"] **** محبتي ****[email]e_barakat23@hotmail.com[/email][url]http://www.almolltaqa.com/vb/blog.php?b=567[/url][/frame]
يعمل...
X