أحبتي الأجلاء
[align=justify]هذه رسائل بين أفراد أسرة جسدتها خواطري على شاشتي البلورية هذه ، أأمل أن تجد منتزهاًَ في حدائق أضعلكم . .
...........................
إبني العزيز
هذه رسالتي الأولى التي ابعثها إليك منذ أن فارقتنا وقد جعلت البيت دونك يئن وحشةً وكأنني أكاد أسمع صوت الجدار الذي كنت تجالسني بجواره وأنت تتناول معنا الإفطار مع أمك الحبيبة التي جفت عينها دمعاً منذ فراقك الذي مرّ علينا وكأنه سبعاً سنين عجاف وما هي إلا أيام سبع ، ما زالت والدتك تضع كأسك فارغاً الذي تتناول فيه شاي الصباح ، وأختك الصغرى تسألني متى يعود أبي الثاني ، أصبحت أفخر بك حينما تنطق لي بتلك العبارة أعلمتني أنني قد أقمت سواعد إبني بعون الله فأصبح رجلاً عملاقاً في نظر أمه وأخواته الأربع . .
أتذكر حينما أخذتني أقدار الله إلى السرير الأبيض قبل عامين ظننت أنني مريض ولكن حينما رأيتك كيف تؤدي رسالتك أمام عيني حمدت الله على أن وفقني في تربيتك ولا أنسى فضل أمك العظيم بعد فضل الله ، هي التي كانت تضخ لي كل مياه الحب من بين شرايينها الرقاق التي لا تنضب من عطفها وحنانها ومودتها ، فها هي الآن بجواري تكفكف دمعها مجرد ما علمت أنني أكتب لك هذه الرسالة التي تقبِّل أحرفها كل أنملة من وجهك الصبوح فكم أصبو لقبلاتك الصباحية ليدي . .
أنت تعلم بأنني ما قبلت لك أن تنأ عنا إلا أنني أعلم بأنك أهلٌ أن تمتطئ دابتك بصهلة فارس يبتر الرياح بسيفه . . فها أنت تبعد عنا لتنال قسطك من التعليم لعلمٍ غير متوفر بهذا الوطن الحبيب وحبي لك لم يمنعني بأن تحظى بهذا العلم لأنني أعلم إن منعتك فإنني أنتقص حبي لهذا الوطن فهو بحاجة إلى أمثالك . . فكن رجلاً لا تلسعه الجمرات بقدمه والقلم على كفه . .
أستودعك الله حتى الرسالة القادمة وتقبل تحيات والدتك الحبيبة وكل أخوتك. . [/align]
تعليق