راحل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    راحل

    [align=right]راحل[/align]

    [align=right]شعر د. جمال مرسي[/align]

    [align=right]
    راحلٌ مِنِّي إليكِ
    راحلٌ مِنِّي إلى عينِ الغزالَهْ .
    راحلٌ للفجرِ من ظلمةِ ليلٍِ
    دقَّ أوتاداً بقلبي
    و تَمَطَّى ـ عابثاً ـ يأبى اْرتِحالَه .
    أمتَطِي صهوةَ أحلاميَ
    لا ألوي على ليلٍِ
    و لا حزنٍ ـ كما الأشجارِ ـ قد ألقى ظلالَهْ .
    زادُ أسفاريَ قلبٌ
    قد سَقَتهُ غَيمتا عينيكِ عشقا
    فارتمى في حِضنِكِ الدافئِ شوقا
    أسلمَ النبضَ إليكِ
    فاشطريهِ ( مثلهم )
    في مُنتَهَى عينيكِ نصفَيْ برتقالهْ
    حَدِّقي في كلِّ نصفٍ
    و اقرئي لُبَّ الرِّسالهْ .
    ***
    راحلٌ و الحُبُّ زادي
    و الهوى الموَّارُ قِرطاسي ،
    مِدادي .
    و خريفُ العُمرِ قد ألقى على ظهري جِبالَهْ .
    هل سيُغريكِ شراعٌ
    رفضَ الإبحارَ في بحرِ الضَّلالَهْ ؟
    مَزَّقَتهُ الرِّيحُ فرداً
    و رَمَتهُ
    فانتقى شُطآنَ عينيكِ ..
    إلى أهدابِِها شَدَّ رِحالَهْ ؟
    استحالهْ .
    هل سيغريكِ يراعٌ
    كَسَرَتهُ عسكرُ الوالي
    لأنِّي لم أبعهُ للخنا أو للعِمالَهْ ؟
    استحالَهَْ .
    هل سيُغري جيدَكِ المُزدانَ ياقوتاً و دُرّاً
    تاجرٌ مثلي فقيرٌ
    أفقَدَتْهُ الأسهمُ الحمقاءُ مالَهْ ؟
    استحالَهْ .
    هل سيُغري حَبَّتَيْ كرزٍ
    شفاهٌ كمَّموها ؟
    أو عصافيراً على صدركِ
    كَفٌّ قَطَّعوها ؟
    هل سيُغريكِ قصيدٌ أو مقالَهْ ؟
    استحالَهْ .
    أنتِ يا بحريَّةَ العينينِ ضَربٌ من نساءٍ
    لم أجد في هذه الدُّنيا مِثالَهْ .
    أنتِ نهرٌ من عبيرٍ
    ليتني أبحرتُ فيهِ من زمانٍ
    ليتني ذًقتُ زلالَهْ .
    كيفَ أشرقتِ بدربي ؟
    و سكبتِ النّوُرَ وضَّاءً بقلبي
    فاستمالَهْ .
    يا فراديسي ،
    و يا كلَّ ألأحاسيسِ التي قد عِشتُها
    مُذ صَوَّبَت عَيناكِ سهماً نافذاً للقلبِ
    أَردَتهُ قتيلاً
    هل سيُغريكِ رحيلي ؟
    و ربيعي ..
    طمَسَت كَفُّ التجاعيدِ جَمَالَه .
    [/align]
    sigpic
  • عبلة محمد زقزوق
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 1819

    #2
    يا الله يا الله
    قمة الروعة والجمال
    ها أنا أعيد قراءتها مرات ومرات لجمال التعبير والنغمة المصاحبة لهذا الحب المستحيل
    شكراً لك أستاذنا وشاعرنا المبدع د. جمال مرسي
    "راحل" قصيدة من أجمل ما قرأت
    ولكني أري النهاية بها بعض التشاؤم فمن قال أن هناك مستحيل برغم وجود بعض التجاعيد؟!!!

    من حدائق وبساتين طفت لأقتطف لقصيدتكم صحبة زهر من زهر البنفسخ الأخاذ الذي ربما لها يليق
    مع خالص شكري لرائع القصيد

    تعليق

    • أحمد حسن محمد
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 716

      #3
      [align=center]أيها النابع فينا..
      أيها النابع منا..
      كيف غاض البحر فيكا
      .وهنا ما زال يروينا بإحساس جمالٌ ..
      لو كتبنا السحر فيه ما يفيكا
      ...

      لم يزل كالعطر يسمو قول شعر ثِنْيَ فيكا[/align]

      تعليق

      • د. جمال مرسي
        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
        • 16-05-2007
        • 4938

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
        [align=center]أيها النابع فينا..
        أيها النابع منا..
        كيف غاض البحر فيكا
        .وهنا ما زال يروينا بإحساس جمالٌ ..
        لو كتبنا السحر فيه ما يفيكا
        ...

        لم يزل كالعطر يسمو قول شعر ثِنْيَ فيكا[/align]
        أخي الحبيب أحمد
        كلماتك تاج على رأسك
        لا أدري كيف أشكرك عليها
        تقبل خالص ودي و تقديري و عظيم امتنانتي
        د. جمال
        sigpic

        تعليق

        • عادل العاني
          مستشار
          • 17-05-2007
          • 1465

          #5
          أيها الرائع ...


          سيكون لي شرف تثبيتها.


          ونكشة عانية :

          اراك ( كسرت ) حضنها الدافي , والأحضان تضم يا صاحبي


          تحياتي وتقديري

          تعليق

          • د. جمال مرسي
            شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
            • 16-05-2007
            • 4938

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عادل العاني مشاهدة المشاركة
            أيها الرائع ...


            سيكون لي شرف تثبيتها.


            ونكشة عانية :

            اراك ( كسرت ) حضنها الدافي , والأحضان تضم يا صاحبي


            تحياتي وتقديري
            الحبيب عادل العاني
            أولا أشكرك من كل قلبي على تثبيتها
            و ثانيا : فإن حضنها حتى و إن كان مكسورا بحسب قواعد النحو فثق أنه يضم و يدفئ بحسب قواعد القلب
            شكرا لك يا غالي
            و تقبل ودي و امتناني

            أبو رامي
            sigpic

            تعليق

            • د. جمال مرسي
              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
              • 16-05-2007
              • 4938

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبلة محمد زقزوق مشاهدة المشاركة
              يا الله يا الله
              قمة الروعة والجمال
              ها أنا أعيد قراءتها مرات ومرات لجمال التعبير والنغمة المصاحبة لهذا الحب المستحيل
              شكراً لك أستاذنا وشاعرنا المبدع د. جمال مرسي
              "راحل" قصيدة من أجمل ما قرأت
              ولكني أري النهاية بها بعض التشاؤم فمن قال أن هناك مستحيل برغم وجود بعض التجاعيد؟!!!

              من حدائق وبساتين طفت لأقتطف لقصيدتكم صحبة زهر من زهر البنفسخ الأخاذ الذي ربما لها يليق
              مع خالص شكري لرائع القصيد

              أختي الكريمة عبلة زقزوق
              أعتز برأيك الجميل و أعتبره وساما على صدري
              شكرا لك هذه الكلمات الرقيقة و تقبلي خالص الود
              د. جمال
              sigpic

              تعليق

              • إسماعيل صباح
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 304

                #8
                [align=center] أجمل الرحيل د جمال أن يكون رحيلك منها إليها , كل العوامل التي ذكرتها ستزيد رصيد أسهمك لديها , قصيدة مرتبطة بمؤشرات بورصة القلب , فيا بخت من عنيتها برموز إبداعك .[/align]

                تعليق

                • عبدالله حسين كراز
                  أديب وكاتب
                  • 24-05-2007
                  • 584

                  #9
                  أخي المفضال د. جمال

                  كلام في التذوق:

                  الجميل المبدع الشاعر د. جمال مرسي

                  أيها الراحل في شرايين اللغة وأوردة الكلام المباح مشتبكاً مع شهد اللحظات الأكثر رقياً و إبداعاً، لا أخفيك أنني عانقت الطريق نفسها التي عقدت عزمك على امتطاء صهوتها
                  راحلٌ مِنِّي إليكِ ______
                  يتضح الخطاب الشاعري هنا أنه موجه بقصدٍ نحو الأنثى/الآخر ، كينونة تكمل طرفي التفاعل و التواصل بين الكلمات و من ينبغي أن تكون الكلمات موجهةً إليها... وهنا أيضاً توظيف فني فصيح لحرفي جر متعاكسي الاتجاه، ما يعني انشغال الصوت الشاعري على "هات و خذ" أو "خذ وهات"، بما تحمله اللفظة من معنى التماثل و الإيثارية بقالبها الإنساني.
                  ثم تتحول أل"إليك" إلى "عين غزالة" على ما تحمله من ترميز أسطوري لصورة الغزالة و عينيها في نمذجة أسلوبية نجح الشاعر في صياغتها ضمن سياق موضوعي – على انشغاله بالذات أو الأنا – ثم يقتصر الشاعر المسافة المكانية والزمنية في إبدال "إلى" ب"ل" في:
                  راحلٌ مِنِّي إلى عينِ الغزالةْ .
                  راحلٌ للفجرِ من ظلمةِ ليلٍِ
                  دقَّ أوتاداً بقلبي

                  ثم يحاول النص تجسيد المعنوي على أمل أن يرى كل شئ جميلاً و متحولاً لحقيقةٍ يبحث في ثناياها عن ذاته التي تسابق جزءاً من الزمن:

                  أمتَطِي صهوةَ أحلاميَ
                  لا ألوي على ليلٍِ
                  و لا حزنٍ ـ كما الأشجارِ ـ قد ألقى ظلالَهْ .

                  وهنا، إزاحة حميدة للأنا في تشبيهها بالأشجار وهي في أوج اخضرارها و ريعان أغصانها الوارفة جمالاً، هو أقرب ما يكون لجمال الروح التي تغذي اللغة الشاعرية على امتداد فضاء النص أفقياً و رأسياً:
                  ثم،
                  زادُ أسفاريَ قلبٌ
                  قد سَقَتهُ غَيمتا عينيكِ عشقا.

                  لغة استعارية ومجازية و تصوير من وحي خيالٍ بديعٍ، و فضاء فني يسهم في إضفاء لغة طقوسية على النص بتوظيف ما في الطبيعة من سقيا و غيمات و عيون العشق، ترسم لوحة بنيوية أخرى من ألوان الأنا التي تسكن قلب الشاعر وخياله.
                  وترى الأنا ذاتها طفلاً يدلل نفسه ويحتاج لحنان من نوع آخر، هو التوحد مع الإنسان الذي تبحث عنه لتجده في حضن دافئ و ملئ غرقاً بالشوق:
                  (مع تحفظي على استخدام لفظة شوقاً هنا، إذ أعتقد من الأجمل و الأدل توظيف مفردة من عالم ذات الحضن و دفئه، وهنا أترك الأمر للشاعر بما تملك طاقة إبداعه و روعة لغته وقاموسه)
                  فارتمى في حِضنِكِ الدافئِ شوقا
                  أسلمَ النبضَ إليكِ
                  وفي هذا تجسيد له دلالة رمزية في تواصل الأنا مع "الهو" أو الآخر المختلف وظيفياً وعضوياً، بما يوحي استلهام راحة روحية من وحي النبض الذي يجري دمه في ذات الحضن (القلب)، فالأنا تعلن خضوعها في عالم هذا النبض ومصدره.

                  ثم يتواصل النص منشغلا في وصف طقوس جمالية تتمتع بها صاحبة النبض: العينان و البرتقالة الجميلة في لونها اللامع، وبما تحله هذه البرتقالة من دلالة شكلية جمالية ومعنوية:
                  في مُنتَهَى عينيكِ نصفَيْ برتقالهْ
                  حَدِّقي في كلِّ نصفٍ
                  و اقرئي لُبَّ الرسالة .

                  ثم يصر تصر تلك الأنا على الرحيل الباحث عن كينونة أكثر شوقاً و تشوقاً، ومئونتها الحب الإنساني والهوى "الموّار" و القراطاس، بما تحمله من تعددات دلالية:
                  راحلٌ و الحُبُّ زادي
                  و الهوى الموَّارُ قِرطاسي ،
                  مِدادي .
                  ثم، يعرج النص على ذكر لحظة عمرية ، هي أقرب لقول الحقيقة الطبيعية في عملية التقدم في السن، ولكن استحضرها النص هنا كنتيجة تعب و إرهاق و قلق و عملية بحث مضنية عن ذات أكثر استقراراً و حريةً:
                  و خريفُ العُمرِ قد ألقى على ظهري جِبالَهْ .
                  هل سيُغريكِ شراعٌ
                  رفضَ الإبحارَ في بحرِ الضَّلالَهْ ؟
                  لنقرأ أيضاً وبالتوازي استفهاماً قد يُفهم منه استنكار للضلالة و جنوح المقصد و المغزى!!

                  مَزَّقَتهُ الرِّيحُ فرداً
                  و رَمَتهُ
                  فانتقى شُطآنَ عينيكِ ..
                  إلى أهدابِِها شَدَّ رِحالَهْ ؟
                  استحالهْ .
                  هل سيغريكِ يراعٌ
                  كَسَرَتهُ عسكرُ الوالي

                  وكل هذا يجسد لغةً من مساحة فيض قتالي ولكن ليس بالرصاص و لكن بالشعور و "عسكرة" القلوب بمشاعر التشظي والقلق في عنفوانهما و حيرة القائل.

                  ثم يحدثنا النص عن بؤر أكثر سخونةً و اشتعالاً على تعرية الأنا مما اعتراها من شقاء وإرهاصات الترحال:

                  هل سيُغري جيدَكِ المُزدانَ ياقوتاً و دُرّاً
                  تاجرٌ مثلي فقيرٌ
                  أفقَدَتْهُ الأسهمُ الحمقاءُ مالَهْ ؟
                  استحالَهْ .
                  هل سيُغري حَبَّتَيْ كرزٍ
                  شفاهٌ كمَّموها ؟
                  أو عصافيراً على صدركِ
                  كَفٌّ قَطَّعوها ؟
                  و في كل هذا ، كذلك، نقرأ تناصاً مع ما ذهبت إليه بعض نصوص لأحمد مطر و البياتي و السياب و محمود درويش – لنذكر بعضاً منهم –

                  وتوّجه الأنا الشاعرة على ترحالها خطابها للآخر / ال"هي":
                  أنتِ نهرٌ من عبيرٍ
                  بلغة استعارية ومجازية سامقة المعنى والدلالة وحول نفس المضامين آنفة الذكر. ثم يتحول الخطاب الشعري على جماله إلى لغة التمني و الأمل والتوق.
                  ليتني أبحرتُ فيهِ من زمانٍ
                  ليتني ذًقتُ زلالَهْ .

                  هل سيُغريكِ رحيلي ؟
                  و ربيعي ..
                  طمَسَت كَفُّ التجاعيدِ جَمَالَه .

                  لا لم ينته النص على تلك الحالة من طمس الكف بالتجاعيد التي سكنت جلد الأنا الشاعرة و صاحبها ، بل عبأت الصورة تلك فضاءها بأمل التجدد و التجديد و النماء و التواصل مع الحياة لغة و جسداً....


                  مع حبي وودي وإعجابي

                  د. عبدالله حسين كراز
                  دكتور عبدالله حسين كراز

                  تعليق

                  • هند سالم باخشوين
                    عضو الملتقى
                    • 19-05-2007
                    • 463

                    #10
                    [align=center]د/ جمال

                    لمثل هذه ،، بل لهذه يقال : رااااااااااااااااااااائعة

                    أثقُّ أنِّي ما كدت انتهى من قراءتها حتى سمعت صوتًا يقول :


                    تمهَّلْ أيها الراحلْ
                    تمهَّل
                    لو
                    هنيهاتٍ
                    تمهَّلْ
                    إنَّها تقرا
                    ماذا وراء أبياتك
                    تقول ونبضها صدقٌ
                    سأذبح
                    مستحيلاتك
                    تقول
                    ونبضها صدقٌ
                    ربيعك
                    شاعري
                    يبقى
                    فلا تحفلْ
                    بمرآتكْ
                    وإن يومًا
                    نظرتَ لها
                    فطالعها
                    بعينٍ ألهمتْ
                    نبضكْ
                    [blink]جمال[/blink]
                    جنون
                    أبياتك


                    هـــنــــــد
                    [/align]
                    [CENTER][B][B][B][SIZE=4][COLOR=blue]أعـــد لي دهشة اللحظة ، وهاك الباقي من عمري[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]

                    [CENTER][B][SIZE=4][COLOR=blue]نبضي هنا[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]
                    [CENTER][B][SIZE=4][COLOR=blue][URL]http://www.hind2.com/[/URL][/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]

                    [/B][/B]

                    تعليق

                    • عبلة محمد زقزوق
                      أديب وكاتب
                      • 16-05-2007
                      • 1819

                      #11
                      أخي الفاضل والشاعر الرائع د. جمال مرسي
                      من نبض حرف رائعتك "راحل"
                      نبضت الأحرف حرف دغدغ أركان المداد
                      فممدته وسطرت الحرف كما جاء لينال شرف وجوده مع حروف تواءمت مع حروفك ليكون منها الجواب:
                      على كلمات نبضت بالحب والشوق والرحيل إلى عين الغزالة ومد جسور الود وقراءة لب الرسالة من شطر نصف البرتقالة بعينيها... هذا ما جاء على لسان شاعرنا في النصف الأول ولكنه ما كاد حتى أستعظم على مشاعره ذلك الحب الفياض والجياش فوضع إستحالات واستحالات... وكأنه يغريها برفض تلك المشاعر... ويعلنها انسحابه.

                      [frame="2 80"]"رفقاً بقلب الغزالة"
                      أيضر الغزالة أن ترتمي بين سندس وقفارَ؟!
                      أنعتب على من أضناه العدو عند غفوة العين إرهاقا؟!
                      بين الحلم واليقظة يرى أشباحاً
                      تلهو بدقات صدره فتغتال أحزانه
                      يا من وقفت فوق رأس الحلم
                      تشدو على عذب ألحانه
                      رفقا بقلب الغزالة
                      اخفض الصوت ولا تعلُ بأشجانك
                      ترنيمة الحب في الحُلم تُحيل قفر الوادي بستانا
                      فلا تضن على متعبٍ بلحظاتٍ
                      تُسكب في جوف بئره بعضٌ من قطراتِ شهد الصبر
                      ليعلو ويطفو فوق سطح ألامه
                      يقفز بين بساتينه كالغزالة
                      فإذا فاض البئر... استطعم طعم المرار
                      فغدا يعدو كالمنتشي
                      وربما ارتمى كالمشتاقِ...
                      بين سندس وقفارَ
                      مكدودا... يرنو للحظات
                      تعيد مرار الصبر شهدا
                      من سراب قد يراه
                      فيعدو... ويعدو
                      لاحتضانه.
                      [/frame]
                      التعديل الأخير تم بواسطة عبلة محمد زقزوق; الساعة 10-08-2007, 06:25.

                      تعليق

                      • د. جمال مرسي
                        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                        • 16-05-2007
                        • 4938

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة إسماعيل صباح مشاهدة المشاركة
                        [align=center] أجمل الرحيل د جمال أن يكون رحيلك منها إليها , كل العوامل التي ذكرتها ستزيد رصيد أسهمك لديها , قصيدة مرتبطة بمؤشرات بورصة القلب , فيا بخت من عنيتها برموز إبداعك .[/align]
                        أخي الحبيب أبا محمد
                        أشكرك على مرورك و تعقيبك الجميل و أتفق معك في أن أجمل الرحيل رحيل إلى من أحب القلب
                        فخرجت نبضاته كلمات تترجم مشاعره .
                        و أتمننى أن تظل بورصة القلب في ارتفاع دائم للأسهم
                        تحياتي و خالص ودي و تقديري
                        sigpic

                        تعليق

                        • د. جمال مرسي
                          شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                          • 16-05-2007
                          • 4938

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة abdullah kurraz مشاهدة المشاركة
                          كلام في التذوق:

                          الجميل المبدع الشاعر د. جمال مرسي

                          أيها الراحل في شرايين اللغة وأوردة الكلام المباح مشتبكاً مع شهد اللحظات الأكثر رقياً و إبداعاً، لا أخفيك أنني عانقت الطريق نفسها التي عقدت عزمك على امتطاء صهوتها
                          راحلٌ مِنِّي إليكِ ______
                          يتضح الخطاب الشاعري هنا أنه موجه بقصدٍ نحو الأنثى/الآخر ، كينونة تكمل طرفي التفاعل و التواصل بين الكلمات و من ينبغي أن تكون الكلمات موجهةً إليها... وهنا أيضاً توظيف فني فصيح لحرفي جر متعاكسي الاتجاه، ما يعني انشغال الصوت الشاعري على "هات و خذ" أو "خذ وهات"، بما تحمله اللفظة من معنى التماثل و الإيثارية بقالبها الإنساني.
                          ثم تتحول أل"إليك" إلى "عين غزالة" على ما تحمله من ترميز أسطوري لصورة الغزالة و عينيها في نمذجة أسلوبية نجح الشاعر في صياغتها ضمن سياق موضوعي – على انشغاله بالذات أو الأنا – ثم يقتصر الشاعر المسافة المكانية والزمنية في إبدال "إلى" ب"ل" في:
                          راحلٌ مِنِّي إلى عينِ الغزالةْ .
                          راحلٌ للفجرِ من ظلمةِ ليلٍِ
                          دقَّ أوتاداً بقلبي

                          ثم يحاول النص تجسيد المعنوي على أمل أن يرى كل شئ جميلاً و متحولاً لحقيقةٍ يبحث في ثناياها عن ذاته التي تسابق جزءاً من الزمن:

                          أمتَطِي صهوةَ أحلاميَ
                          لا ألوي على ليلٍِ
                          و لا حزنٍ ـ كما الأشجارِ ـ قد ألقى ظلالَهْ .

                          وهنا، إزاحة حميدة للأنا في تشبيهها بالأشجار وهي في أوج اخضرارها و ريعان أغصانها الوارفة جمالاً، هو أقرب ما يكون لجمال الروح التي تغذي اللغة الشاعرية على امتداد فضاء النص أفقياً و رأسياً:
                          ثم،
                          زادُ أسفاريَ قلبٌ
                          قد سَقَتهُ غَيمتا عينيكِ عشقا.

                          لغة استعارية ومجازية و تصوير من وحي خيالٍ بديعٍ، و فضاء فني يسهم في إضفاء لغة طقوسية على النص بتوظيف ما في الطبيعة من سقيا و غيمات و عيون العشق، ترسم لوحة بنيوية أخرى من ألوان الأنا التي تسكن قلب الشاعر وخياله.
                          وترى الأنا ذاتها طفلاً يدلل نفسه ويحتاج لحنان من نوع آخر، هو التوحد مع الإنسان الذي تبحث عنه لتجده في حضن دافئ و ملئ غرقاً بالشوق:
                          (مع تحفظي على استخدام لفظة شوقاً هنا، إذ أعتقد من الأجمل و الأدل توظيف مفردة من عالم ذات الحضن و دفئه، وهنا أترك الأمر للشاعر بما تملك طاقة إبداعه و روعة لغته وقاموسه)
                          فارتمى في حِضنِكِ الدافئِ شوقا
                          أسلمَ النبضَ إليكِ
                          وفي هذا تجسيد له دلالة رمزية في تواصل الأنا مع "الهو" أو الآخر المختلف وظيفياً وعضوياً، بما يوحي استلهام راحة روحية من وحي النبض الذي يجري دمه في ذات الحضن (القلب)، فالأنا تعلن خضوعها في عالم هذا النبض ومصدره.

                          ثم يتواصل النص منشغلا في وصف طقوس جمالية تتمتع بها صاحبة النبض: العينان و البرتقالة الجميلة في لونها اللامع، وبما تحله هذه البرتقالة من دلالة شكلية جمالية ومعنوية:
                          في مُنتَهَى عينيكِ نصفَيْ برتقالهْ
                          حَدِّقي في كلِّ نصفٍ
                          و اقرئي لُبَّ الرسالة .

                          ثم يصر تصر تلك الأنا على الرحيل الباحث عن كينونة أكثر شوقاً و تشوقاً، ومئونتها الحب الإنساني والهوى "الموّار" و القراطاس، بما تحمله من تعددات دلالية:
                          راحلٌ و الحُبُّ زادي
                          و الهوى الموَّارُ قِرطاسي ،
                          مِدادي .
                          ثم، يعرج النص على ذكر لحظة عمرية ، هي أقرب لقول الحقيقة الطبيعية في عملية التقدم في السن، ولكن استحضرها النص هنا كنتيجة تعب و إرهاق و قلق و عملية بحث مضنية عن ذات أكثر استقراراً و حريةً:
                          و خريفُ العُمرِ قد ألقى على ظهري جِبالَهْ .
                          هل سيُغريكِ شراعٌ
                          رفضَ الإبحارَ في بحرِ الضَّلالَهْ ؟
                          لنقرأ أيضاً وبالتوازي استفهاماً قد يُفهم منه استنكار للضلالة و جنوح المقصد و المغزى!!

                          مَزَّقَتهُ الرِّيحُ فرداً
                          و رَمَتهُ
                          فانتقى شُطآنَ عينيكِ ..
                          إلى أهدابِِها شَدَّ رِحالَهْ ؟
                          استحالهْ .
                          هل سيغريكِ يراعٌ
                          كَسَرَتهُ عسكرُ الوالي

                          وكل هذا يجسد لغةً من مساحة فيض قتالي ولكن ليس بالرصاص و لكن بالشعور و "عسكرة" القلوب بمشاعر التشظي والقلق في عنفوانهما و حيرة القائل.

                          ثم يحدثنا النص عن بؤر أكثر سخونةً و اشتعالاً على تعرية الأنا مما اعتراها من شقاء وإرهاصات الترحال:

                          هل سيُغري جيدَكِ المُزدانَ ياقوتاً و دُرّاً
                          تاجرٌ مثلي فقيرٌ
                          أفقَدَتْهُ الأسهمُ الحمقاءُ مالَهْ ؟
                          استحالَهْ .
                          هل سيُغري حَبَّتَيْ كرزٍ
                          شفاهٌ كمَّموها ؟
                          أو عصافيراً على صدركِ
                          كَفٌّ قَطَّعوها ؟
                          و في كل هذا ، كذلك، نقرأ تناصاً مع ما ذهبت إليه بعض نصوص لأحمد مطر و البياتي و السياب و محمود درويش – لنذكر بعضاً منهم –

                          وتوّجه الأنا الشاعرة على ترحالها خطابها للآخر / ال"هي":
                          أنتِ نهرٌ من عبيرٍ
                          بلغة استعارية ومجازية سامقة المعنى والدلالة وحول نفس المضامين آنفة الذكر. ثم يتحول الخطاب الشعري على جماله إلى لغة التمني و الأمل والتوق.
                          ليتني أبحرتُ فيهِ من زمانٍ
                          ليتني ذًقتُ زلالَهْ .

                          هل سيُغريكِ رحيلي ؟
                          و ربيعي ..
                          طمَسَت كَفُّ التجاعيدِ جَمَالَه .

                          لا لم ينته النص على تلك الحالة من طمس الكف بالتجاعيد التي سكنت جلد الأنا الشاعرة و صاحبها ، بل عبأت الصورة تلك فضاءها بأمل التجدد و التجديد و النماء و التواصل مع الحياة لغة و جسداً....


                          مع حبي وودي وإعجابي

                          د. عبدالله حسين كراز
                          أخي الحبليب د. عبد الله كراز
                          في حضرة هذا الألق و القراءة الواعية لا يمكنني إلا الصمت و الشكر
                          و نقلها لقاعة الدراسات التقدية لأنها نموذج يحتذى به
                          فبارك الله فيك و في علمك و في أسلوبك الراقي
                          و اسمح لي أن أرد على هذه الجزئية التي تحفظت عليها :
                          ( (مع تحفظي على استخدام لفظة شوقاً هنا، إذ أعتقد من الأجمل و الأدل توظيف مفردة من عالم ذات الحضن و دفئه،
                          وهنا أترك الأمر للشاعر بما تملك طاقة إبداعه و روعة لغته وقاموسه)
                          فارتمى في حِضنِكِ الدافئِ شوقا ))
                          فأقول أن ارتماء الشاعر في ذلك الحضن الدافئ كان من شدة اشتياقه لهذه اللحظة الفريدة
                          فارتمى في الحضن لأنه مشتاق له .. ثم أن الحضن بعد ذلك يحمل كل الصفات المعروفة عنه ضمنا
                          كالذفء و الحنان و الضم إلى آخره
                          و من هنا اخترت مفردة ( شوقا ) لتتناسب مع الحالة النفسية الشديدة الخصوصية في الرغبة من الارتماءئ بهذا الحضن الدافئ .
                          أتمنى أن أكون قد أوصلت وجهة نظري
                          فلك خالص الود و التقدير
                          sigpic

                          تعليق

                          • د. جمال مرسي
                            شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                            • 16-05-2007
                            • 4938

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة هند سالم باخشوين مشاهدة المشاركة
                            [align=center]د/ جمال

                            لمثل هذه ،، بل لهذه يقال : رااااااااااااااااااااائعة

                            أثقُّ أنِّي ما كدت انتهى من قراءتها حتى سمعت صوتًا يقول :


                            تمهَّلْ أيها الراحلْ
                            تمهَّل
                            لو
                            هنيهاتٍ
                            تمهَّلْ
                            إنَّها تقرا
                            ماذا وراء أبياتك
                            تقول ونبضها صدقٌ
                            سأذبح
                            مستحيلاتك
                            تقول
                            ونبضها صدقٌ
                            ربيعك
                            شاعري
                            يبقى
                            فلا تحفلْ
                            بمرآتكْ
                            وإن يومًا
                            نظرتَ لها
                            فطالعها
                            بعينٍ ألهمتْ
                            نبضكْ
                            [blink]جمال[/blink]
                            جنون
                            أبياتك


                            هـــنــــــد
                            [/align]
                            يا الله
                            لله أنت ايتها الشاعرة الكبيرة هند
                            كيف جعلتِ ردك شعرا جميلاً ياخذ بالألباب فيسحرها
                            جميلة هي مجاراتك بل وأكثر من رائعة
                            وأثق أنك لو أكملتِها لصارت قصيدة مكتملة مستقلة
                            فليتك تفعلين
                            مع خالص ودي وتقديري و شكري الخالص
                            د.جمال
                            sigpic

                            تعليق

                            • عبدالله حسين كراز
                              أديب وكاتب
                              • 24-05-2007
                              • 584

                              #15
                              الحبيب و المقنع جداً/ د. جمال

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              دائماُ مقنع و فصيح، إذ انك الأدرى و الأعلم بسر الكلام المباح و جميل التعبير والصائب في التوظيف البليغ، كان رأيي مجرد رأي وتركت الأمر لحبيبي الشاعر للبت في أمره......

                              ولكن، ألم ترها مباشرة في سياق نص تتوّج كل مفرداته حالةٌ صوتيةٌ جماليةٌ و تعبيريةٌ تستلزم إزاحة اللفظة "شوقاُ" وإبدلها بمفردة من ذات القاموس الذي تمنحنا منه جمالياتك يا أيها الحبيب الحبيب..... على أن إبقائها لا ينتقص منه بيلغ الصورة و جماليتها وغرضها...
                              دائماً أنت تمنحنا فرصاً لكي يصبح مرادك مفهوماً .... التوضيح مفهوم يا أيها الحبيب

                              دمت بكل الألق و البركات

                              أخوكم د. عبدالله حسين كراز
                              دكتور عبدالله حسين كراز

                              تعليق

                              يعمل...
                              X