حين نغدو أرقاماً .....
دَخَلْتُ صالة الإنتظار في البنك العربي والمُخَصَصة للجمهور من أجل إنهاء معاملة قرض
كنت قد قَدَّمْتها قبل أيام . كان المكان مُكْتَظَّاً كالعادة . إسْتَدَرْتُ نحو آلة صرف الأرقام
وسَحَبْتُ رقماً " 163 " . في حين كانت شاشة الكاونتر تعلن لحامل الرقم " 87 " كي
يتقدم لإنهاء معاملته . إلْتَقَطُ رقمي بأطراف أصابعي وجلست أنتظر دوري .
مَرَّ الوقت من حولي بطيئاً وأنا أراقب تتابع الأرقام تارة ومراقبة تدفق الجمهور وسير
عمل موظفي البنك تارة أخرى . الى أن وَمَضَتْ شاشة الكاونتر بالرقم " 158 " .
كان قد مَرَّ من الوقت حوال الساعة وأكثر . قلت في نفسي :
ــ هانَتْ . كلها ربع ساعة ويصبح المبلغ بجيبتك يا ابو الفوز .
وإذ بأحدهم يجلس بِجانِبي متأفِّفَاً وبيده قصاصة ورقته التي عليها رقم دوره .
إخْتَلَسْتُ النظر نحو الورقة التي بيده وقرأت الرقم " 239 " . فقلت له مازحاً :
ــ سيأتي دورك بعد انتهاء دوام البنك .
إستدارَ نحوي , فَبَدَا وجههُ عابساً وممتليء غيظاً وهو يقول :
ــ هؤلاء الموظفون كُسَالى وفاقدوا الإحساس إلى درجة البلادة . وأنا بعجلة من أمري .
رَنَا بِنَظْرَةٍ ثاقبة الورقة التي بيدي . ثم زَمَّ شفتيه مُتَحَسِّراً .
إبتسمتُ . وقلت له :
ــ إيش رأيك تأخذ انت رقمي وآخذ انا رقمك ؟
ندت عنه إبتسامة خجولة بعدما رقص قلبه طربا وقال :
ــ يا ريت !
جُلْتُ بيدي داخل جيب قميصي باحثاً عن علبة السجائر . ثم قلت له مازحا وانا أعزم
عليه بسيجارة :
ــ ولو ! إنتَ بِتْمُونْ . لكن قديش بتدفع ؟
نهض كمن لُسِعَ بعقرب ثم قال وهو يدس يده في جيبه .
ــ الِّي إنت عايزه .
لَمَعَتْ ورقة الخمسين دينار وهي تُطِلُّ من جيبه . ضَمَّها بكف يده قاصِداً إخفائها
عن أعين الجمهور . ثم مَدَّها نحوي .
وإذ بلوحة الأرقام تُومِضُ كاشفة عن الرقم " 163 "
وخزني أحدهم قائلاً لي :
ــ دورك يا أستاذ . انت نايم ؟................................................. ............
يا خوفي تَقُودني أوهامي الى إبتكار مهنة بيع الأرقام , فتغدو حِرْفَة واعدة ومتصدرة
غيرها من المهن . وأغدو فيها رقماً قابلا للقسمة وللضرب وللطرح ......... وللبيع .
ألله يستر
دَخَلْتُ صالة الإنتظار في البنك العربي والمُخَصَصة للجمهور من أجل إنهاء معاملة قرض
كنت قد قَدَّمْتها قبل أيام . كان المكان مُكْتَظَّاً كالعادة . إسْتَدَرْتُ نحو آلة صرف الأرقام
وسَحَبْتُ رقماً " 163 " . في حين كانت شاشة الكاونتر تعلن لحامل الرقم " 87 " كي
يتقدم لإنهاء معاملته . إلْتَقَطُ رقمي بأطراف أصابعي وجلست أنتظر دوري .
مَرَّ الوقت من حولي بطيئاً وأنا أراقب تتابع الأرقام تارة ومراقبة تدفق الجمهور وسير
عمل موظفي البنك تارة أخرى . الى أن وَمَضَتْ شاشة الكاونتر بالرقم " 158 " .
كان قد مَرَّ من الوقت حوال الساعة وأكثر . قلت في نفسي :
ــ هانَتْ . كلها ربع ساعة ويصبح المبلغ بجيبتك يا ابو الفوز .
وإذ بأحدهم يجلس بِجانِبي متأفِّفَاً وبيده قصاصة ورقته التي عليها رقم دوره .
إخْتَلَسْتُ النظر نحو الورقة التي بيده وقرأت الرقم " 239 " . فقلت له مازحاً :
ــ سيأتي دورك بعد انتهاء دوام البنك .
إستدارَ نحوي , فَبَدَا وجههُ عابساً وممتليء غيظاً وهو يقول :
ــ هؤلاء الموظفون كُسَالى وفاقدوا الإحساس إلى درجة البلادة . وأنا بعجلة من أمري .
رَنَا بِنَظْرَةٍ ثاقبة الورقة التي بيدي . ثم زَمَّ شفتيه مُتَحَسِّراً .
إبتسمتُ . وقلت له :
ــ إيش رأيك تأخذ انت رقمي وآخذ انا رقمك ؟
ندت عنه إبتسامة خجولة بعدما رقص قلبه طربا وقال :
ــ يا ريت !
جُلْتُ بيدي داخل جيب قميصي باحثاً عن علبة السجائر . ثم قلت له مازحا وانا أعزم
عليه بسيجارة :
ــ ولو ! إنتَ بِتْمُونْ . لكن قديش بتدفع ؟
نهض كمن لُسِعَ بعقرب ثم قال وهو يدس يده في جيبه .
ــ الِّي إنت عايزه .
لَمَعَتْ ورقة الخمسين دينار وهي تُطِلُّ من جيبه . ضَمَّها بكف يده قاصِداً إخفائها
عن أعين الجمهور . ثم مَدَّها نحوي .
وإذ بلوحة الأرقام تُومِضُ كاشفة عن الرقم " 163 "
وخزني أحدهم قائلاً لي :
ــ دورك يا أستاذ . انت نايم ؟................................................. ............
يا خوفي تَقُودني أوهامي الى إبتكار مهنة بيع الأرقام , فتغدو حِرْفَة واعدة ومتصدرة
غيرها من المهن . وأغدو فيها رقماً قابلا للقسمة وللضرب وللطرح ......... وللبيع .
ألله يستر
تعليق