حكايات وعبر:
حكاية الطاهرة الشريفة وما جرى لها من أمور مخيفة
الباحث المؤرخ
جاسم محمد صالـــح
جاسم محمد صالـــح
[align=justify]
الصبر هو الصبر لاسيما في دخائل الأمور وخصوصياتها… وهذه المرأة الصابرة تزوجت من رجل اجبره أهله على الزواج وهو غير راغب به ، وكان هذا قدرها … ومضى على زواجها أكثر من 14 عاما وهي لم تنجب ، فأصبحت حكاية على أفواه الناس وخصوصا النساء .
- هذه المرأة عقيم طلقها وخذ ألفا غيرها .
كانوا يقولون ذلك وهم يتندرون والزوج صامت لا يعرف ماذا يقول ؟ لا حول له ولا قوة ، وكانوا يتعجبون من صمته, ولكن وراء صمته ألف حكاية وحكاية لا يعرف احد مغزاها .
طال عذاب الصابرة الصامدة وهي تعاني ما تعاني من وخز الكلمات ولسعاتها ، لكن صمتها كان يحمل في طياته أكثر من مغزى ، مات زوجها هذا ذات يوم ومر أكثر من عام على وفاته وتقدم احد الناس لخطبتها فاخبروه أنها عقيم لا تنجب ، فقبل الحالة لأنه كان عازفا عن الأطفال ولا رغبة له بهم لضيق ذات اليد .
كانت الأمور ملأى بالمفاجئات وحبلى بالأمور من عجيب وغريب حين اكتشف الرجل ان زوجته باكر , كيف يكون ذلك وهي متزوجة منذ أكثر من 14 عاما , تساءل … كيف ؟… كيف ؟… حتى غرق في بحر التساؤلات:
- هلا شرحت لي ذلك يا ابنة الكرام ، لقد استعصى علي فهم الأمر وصعب ؟
قالت له الصابرة الصامدة :
- أتكتم سري يا ابن الكرام ؟ وأنا أبوح لك بالغامض والمستور ، بعد مضي كل هذه السنوات والشهور … أنا ابنة أمي و أبي, فكيف لي ان افضح الأسرار … كان زوجي السابق رحمه الله (شكر) لا أنثى ولا ذكر ، واستحلفني بأغلظ الأيمان ان لا أبوح بذلك لأي إنسان خوفا على سمعته ومكانته بين المعارف والجيران ، فماذا تقول الناس عنه ؟ وما هي حال أهله وأخوته وأخواته ، و(لسان الناس سليط لا يرحم ) … وكما تراني أمسيت قطعة ثلج , يأكلني صمتي وغمي ولا اقدر على البوح بالمستور والمحضور .
انتفض الزوج في مكانه, فالأمر رهيب ولا يحتمل التغريب ، وقال بصوت متلكيء عجيب :
- أحقا ما اسمع وأنت صابرة صامدة كل هذه الأعوام , لا تعرفين الكلام وتتحملين بغض الأنام.
- كيف أبوح بسر زوجي وأنا ابنة أمي وأبي ؟ ماذا سيقول الناس عني ؟ لقد تعلمت منذ الصغر ان بوح الأسرار هتك للأحرار ، استحلفك بالله ان تكتم ما دار ولا تفضي لأحد بهذا الحوار، فانه سر من الأسرار .
فأجابها :
- لنحفر له حفرة في الدار ، حفرة ليس لها قرار .
تعجب الزوج مما يسمع وزاد تعجبه بعد ان ملأت زوجته باحة الدار بأطفال صغار , اثنان.. ثلاثة.. أربعة… خمسة… عشرة ، وتعجب أبناء المدينة من كثرة الأطفال , لكن لا احد منهم يعرف الحقيقة ، لكن كل الحقيقة كلها عند تلك المرأة الطاهرة الشريفة وهي كتمت كل ما جرى في صدرها من أمور مخيفة .[/align]
تعليق