أنا و أنت .. و الصمت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رشيد الميموني
    مشرف في ملتقى القصة
    • 14-09-2008
    • 1533

    أنا و أنت .. و الصمت

    أنا و أنت .. و الصمت


    أحيانا أسائل نفسي مدفوعا بالفضول عن كنه علاقتي بك وعن مدى معرفتي بك ، فأقف حائرا و أعجز عن تخطي ما يشبه حجابا سميكا يفصلني عن إدراك الحقيقة .. و أتخذ قرارا بصرف ذهني عن كل هذا لكني أجد نفسي من جديد أتقصى طيفك المراود لي في يقظتي كما في منامي .
    هل كنا متواعدين منذ الأزل ؟ أم أننا التقينا صدفة ؟ .. ربما كان زماني مختلفا عن زمانك فعدت أنا إلى الماضي السحيق أو أنك أتيت من غياهب المستقبل .. أو ربما كنا نحن الإثنان لا ننتمي للزمان ولا للمكان .. ماذا تمثلين لي ومن أنا بالنسبة إليك ؟ لشد ما يحيرني أنني كلما دنوت منك ابتعدت ، وكلما نأيت عنك هرولت نحوي . ولشد ما يربكني هذا الحوار الصامت الذي يدور بيننا .. يربكني لأنني حين أبوح و تبوحين ، وحين أسر إليك بما يعتلج قلبي وتفضين إلي بكل خفايا نفسك أجد نفسي لا أفقه شيئا .. فتثورين كما أثور و تصرخين فأصرخ حتى نكل وتخفت أنفاسنا اللاهثة ويسود الصمت .. عندئذ أشعر أنني أفهمك جيدا و أنك تلمين بكل شيء ، مدركة تماما كل ما أريد الإفصاح عنه ..
    تطلبين من صمتي أن يغازلك فأفعل .. و أطلب من صمتك أن يحضنني فلا تترددين .. و أنتشي كما تنتشين فنلتحم معا وننصهر في بوتقة تلملم كل الأزمنة و كل الأمكنة .. وأفسح المجال لنفسي كي تحلم قليلا ..
    في حلمي هذا الغارق في لذة الصمت أراك قبالتي تزيدين توهجا .. فتبدين تارة نجمة و تارة أخرى أقحوانة .. و أحيانا حورية .. وأشكل باقة ورد لك لكنني أفضي زمنا طويلا للحاق بك حتى تذبل ورودي فأستنكف أن اقدم لك ورودا ذابلة ، وأعود أدراجي لأشكل من جديد باقة أخرى..
    حين أناجيك تتراقص جدائل شعرك المتماوج على إيقاع الريح و تسرح عيناك إلى هناك حيث الأفق المتورد من وهج خديك .. وما بين لمعان عينيك و تورد وجنتيك أدرك أن العشق قد تسلل إلى خلاياك عبر مسامك و أن الشوق قد تغلغل في أعماقك وعشش في حشاك .
    و حين يطول صمتنا و يتوهج عشقنا تنتابك الهواجس ويستبد بك القلق فتفضين إلي بما يؤرقك وتلحين علي كي نهرب بعيدا عن الأعين و لآذان .
    هنا ينتهي حلمي وأنتبه إلى أنني يجب أن أتكلم دون أن أدري ما سوف أقوله .. هكذا كنا وهكذا نحن .. لا أدري كيف جمعتنا الصدف .. لكنني على يقين من أنني يوما ما سأدرك من أنت ومن تكونين بالنسبة لي .. و هذا لن يتأتى لي إلا حين يسود الصمت من جديد بيننا .
    أين أنت الآن ؟ .. لا أدري.. أو ربما كنت أدري ما دمت أشعر بدبيب أنفاسك وتضوع روحك وهي تحوم من حولي فتجعل فنجاني يهتز طربا و نشوة .
    أعرف أنك تراقبينني في صمت .. تتلهفين لرؤيتي و وتشتهين مشاكساتي وغالبا ما يثيرك هدوئي وتعملين جاهدة على أن أتصرف تارة بنزق صبياني وتارة أخرى بحدة و قسوة تذرفين على إثرها دموعا .. أنا أيضا أهفو للحظات تستشيطين فيها غضبا وتبدين في أوج ثورتك .. هل نتصرف بسادية تجاه بعضنا البعض أم أننا نتلذذ بالألم ونبحث عن المعاناة ؟
    أعلم أيضا أنك تنظرين بكل فضول إلى فنجان قهوتي و أنا أرتشفه على مهل و تودين اقتحام خاطرتي لتلمي بكل جديد ، لأنك تعلمين علم اليقين أن كل أفكاري ستكون مضوعة بعطرك موشاة بألوان طيفك .
  • عتاب جميل
    عضو الملتقى
    • 26-04-2008
    • 342

    #2
    [align=center]الرائع/رشيد الميموني

    كم هو جميل ما قرأته بين جنبات متصفح الإبداع بنفحات عطر خاطرك الألق

    ومناجاة أحرف يتوشح وجدها بصمت مرهق.. يكاد يخطف معه نبض أقلامنا

    ليجعلهم ببوتقة أمال ما لها إنتهاء,وحرقة أوصال لمدى عمق ما بها من معاناة

    إغتيال لوهن الكلم .. وإنشاد شذى عبيرالأحرف بإرتداء الصفاء والنقاء...

    هنا إعتليت بمهجة الحرف أفاق الجمال..وروعة الحضور

    فتحياتِ لرقى قلمك وطرحك الثري

    عتاب[/align]
    [COLOR="Navy"]وإن كانت هى طباع الأقدار دائما ما تنسج بحياتنا خيوطا من الألام
    تمضى بنا الأيام ولا تزهد الترحال
    ويظل الأمل يرافق رحلتنا إلى أن ينتهى العمر[/COLOR]

    تعليق

    • زينا نافذ
      عضو الملتقى
      • 09-03-2009
      • 212

      #3
      عندما يسكن فينا الحب تغدو الاشياء فينا قابله للتأمل ...نتغلغل بشفافيه مأسورة بهدوووء يركن اليه القلب في خلوته وذاته ...ملامح فينا نكتشفها على وقع وتري آخر للنبض ....!!!
      تناقضاتنا تصبح محببه الينا على قدر يكافىء مرايانا ...
      تتضح الصور ...الملامح التي تجاورنا الحياة ..
      التفاصيل الصغيره رغم وجودها قبلا تزداد فينا رواية وعمقا جمالا و حريه ، عفويه وانطلاقا
      ....هنا تصبح الوحده ملجئا لا مهربا...ومرايا النفس مؤنسه لا وحشه فيها ..ولا أسر ...
      والقلب يغدو وطنا يسكننا ...

      رشيد الميموني , يقول جبران قلب المحب دائما حزين ...وانا اقول انه دائما ينشد عبقرية الوجود في خربشاتنا الفضوليه نقترفها باصرار لننشد جماليات الأنا التي نحن عليها و تلك التي ابدع الخالق في تكويننا شاكلتها ...

      دمت ابداعا سيدي ...اكتب سيدي فكلنا شوق لان نقرأك مره اخرى ..
      مودتي
      زينا نافذ بركات
      عمان - الاردن

      مدونتي
      طباشير ..وخربشات (زينا بركات ) ..[URL="http://zinanafez.blogspot.com/"]http://zinanafez.blogspot.com/[/URL]
      مدونتي مكتوب_لافته حرة [URL="http://zina.maktoobblog.com/"]http://zina.maktoobblog.com/[/URL]




      [COLOR="DarkRed"]يضع التعب يده على أهدابي ...[/COLOR]كأنه يفرض عليها النوم ...
      لكن ما من شيء يستطيع أن يضع يده على [COLOR="darkred"]أحلامي[/COLOR]

      جبران خليل جبران

      تعليق

      • رشيد الميموني
        مشرف في ملتقى القصة
        • 14-09-2008
        • 1533

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عتاب جميل مشاهدة المشاركة
        [align=center]الرائع/رشيد الميموني

        كم هو جميل ما قرأته بين جنبات متصفح الإبداع بنفحات عطر خاطرك الألق

        ومناجاة أحرف يتوشح وجدها بصمت مرهق.. يكاد يخطف معه نبض أقلامنا

        ليجعلهم ببوتقة أمال ما لها إنتهاء,وحرقة أوصال لمدى عمق ما بها من معاناة

        إغتيال لوهن الكلم .. وإنشاد شذى عبيرالأحرف بإرتداء الصفاء والنقاء...

        هنا إعتليت بمهجة الحرف أفاق الجمال..وروعة الحضور

        فتحياتِ لرقى قلمك وطرحك الثري

        عتاب[/align]
        عتاب جميل
        سيكون من نافل القول أن مرورك هذا قد أجج الخاطرة و زاد في توهجها أو على الأقل ساهم في منح كاتبها شعورا بالاعتزاز .
        لكن من المؤكد أن تعليقك هذا سيكون حافزا لي على العطاء وتقصي الأجود .
        أسعدني وجودك على متصفحي ويهمني أن يتوهج مرارا بحضورك .
        لك كل مودتي

        تعليق

        • رشيد الميموني
          مشرف في ملتقى القصة
          • 14-09-2008
          • 1533

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة زينا نافذ مشاهدة المشاركة
          عندما يسكن فينا الحب تغدو الاشياء فينا قابله للتأمل ...نتغلغل بشفافيه مأسورة بهدوووء يركن اليه القلب في خلوته وذاته ...ملامح فينا نكتشفها على وقع وتري آخر للنبض ....!!!
          تناقضاتنا تصبح محببه الينا على قدر يكافىء مرايانا ...
          تتضح الصور ...الملامح التي تجاورنا الحياة ..
          التفاصيل الصغيره رغم وجودها قبلا تزداد فينا رواية وعمقا جمالا و حريه ، عفويه وانطلاقا
          ....هنا تصبح الوحده ملجئا لا مهربا...ومرايا النفس مؤنسه لا وحشه فيها ..ولا أسر ...
          والقلب يغدو وطنا يسكننا ...

          رشيد الميموني , يقول جبران قلب المحب دائما حزين ...وانا اقول انه دائما ينشد عبقرية الوجود في خربشاتنا الفضوليه نقترفها باصرار لننشد جماليات الأنا التي نحن عليها و تلك التي ابدع الخالق في تكويننا شاكلتها ...

          دمت ابداعا سيدي ...اكتب سيدي فكلنا شوق لان نقرأك مره اخرى ..
          مودتي
          زينا ..
          كلماتك زينت خاطرتي و رصعت حروفها فجعلتها تتلألأ و تتألق .
          نجحت في أن تجعليني أستمع إلى نبضي من جديد في خاطرتي و أعود إليها لأغوص في أعماقها و أعيشها مرة أخرى و أنتشي أيما نشوة بما خطه يراعي في لحظة ربما لم أكن أعي ما أكتب ..
          كل امتناني لحرفك زينا وكب شكري لمرورك البهي .
          أنتظرك داشما هنا لتشرفي نتصفحي
          لك كل الود

          تعليق

          يعمل...
          X