منوم مغناطيسى قصة قصيرة إيهاب رضوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيهاب رضوان سعد
    عضو الملتقى
    • 27-07-2007
    • 47

    منوم مغناطيسى قصة قصيرة إيهاب رضوان

    ( منوم مغناطيسى ) قصة قصيرة

    كنت وكثيرون نلتف حوله باهتمام بالغ ، نحدق فيه وعيوننا كلها تيقظ وانتباه .. بعد خمس دقائق فقط من حديثه المخدر وحركاته الغريبة بدأت أشعر بالدوار .. فى سخط شديد هتفت : لن أنام .. لن أنام .. نظرت إلى الجالسين بجوارى فوجدتهم يتعلقون بالكاد بخيط رفيع من اليقظة .. دقائق أخرى قليلة وانقطع الخيط ليتهاوى من حولى واحدا بعد الآخر .. زادنى ما حدث عنادا .. أخرجت منديلى أجفف عرقى الغزير ، ممسكا بتلابيب نسمة هواء حاولت أن تتجاوزنى مسرعة .. مهما بلغت مهارته لن ينجح فى تنويمى فى هذا الجو الخانق .. خلعت نظارتى مكتسحا جيوش النوم التى عادت تناوش عينى بإصرار .. أدرك الرجل أننى الوحيد تقريبا الذى لم أنم بعد ، فركز جهده على .. الضوضاء المعتادة من الصغار بالخلف منحتنى بارقة أمل فى أن أجد ما يمنع تسلل النوم إلى عينى ..جاءتنى فكرة رائعة .. أخذت أردد باستمرار : لن أنام ..لن أنام ..لن أنام ...بعد دقائق من محاولتى اليائسة أخذ صوتى يخفت تدريجيا .. لن أنااااام ....
    ونمت ... حين أفقت – ولست أدرى متى ولا كيف – لكزت الجالس بجوارى ليوقظ بدوره من بجواره .. فى ثوان هب الجميع واقفين .. بعد أن أسرعنا لنتوضأ من جديد ،
    لم يبال هو بنظراتنا النارية المسلطة عليه ونحن نصطف خلفه فى غيظ مكتوم .
    - تمت -
    إيهاب رضوان


  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    #2
    أخي القاص إيهاب رضوان
    قصة رمزية تشير أحداثها إلى حالة الغفلة التي نعيشها في ظل وجود من يسكرنا بكلامه العذب
    أو يخلع على أعيننا و شفاهنا رداءً من الصمت بمعسول الحديث و الحركات البهلوانية .
    قد يكون المنوم كما استنتجت رئيسا أو ملكا أو حاكما يخدر شعبه بوعود زائفة و الكل رغم معرفتهم بمدى كذبه إلا أنهم اسيتسلموا لهذه الحالة من التغييب فلما أفاقوا كان الوقت متأخرا و الأحلام سرابا .
    مجرد قراءة قد تكوزن صائبة أو لا .
    شكرا لك و تقبل الود
    sigpic

    تعليق

    • عبلة محمد زقزوق
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 1819

      #3
      أخي الفاضل إيهاب رضوان سعد
      كنت أظن أن إصرار وتحدي الرواي على اليقظة سوف تغلب إصرار ذلك المنوم المغناطيسي...
      فكم من إصرار وتحدي يهد الجبال...
      فهل لهذه الدرجة إختلفت مقاييس الإصرار والتحدي في زماننا هذا؟!!... صارت بهذا الوهن والضعف!!
      رحمة الله على العزيمة والإصرار وعوضنا الله عنها... ولكن بعد ضياعها بماذا ندعو وبماذا يكون العوض؟!!
      شكرا لرائع الإقصوصة التي أخذتني من قشور الذات للغوص فيها...
      حيث أنها تحمل الكثير من معان جعلتنا ننظر للذات نظرة أخرى ربما معها استطعنا أن نعيد معها ما سبق وكان من قوة الإصرار والتحدي التي تغلب أعتى وأشد الجبال صلابة.
      مع فائق شكري وتقديري للفكرة الرائعة في السرد

      تعليق

      يعمل...
      X