حكاية القرد عزوز وما جرى له مع الأرنب المهزوز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جاسم محمد صالح
    عضو الملتقى
    • 12-05-2009
    • 59

    حكاية القرد عزوز وما جرى له مع الأرنب المهزوز

    حكايات وعبر:



    حكاية القرد عزوز وما جرى له مع الأرنب المهزوز

    جاسم محمد صالح
    [align=justify] القرد الأشقر الذي سماه الناس دلعاً (عزوز) مل من كثرة اهتمام الناس بالأسد, فهم يتناولون سيرته في كل شيء, في حين لا احد يذكره أو يهتم به في القصص والمجلات والأغاني وفي الطرقات ، لهذا كله قرر القرد الأشقر ان يكون أسدا وبأية وسيلة كانت ، فذهب مسرعاً إلى عراف الغابة وكان بوماً طاعناً في السن وحينما سأله عن غايته نعق البوم بصوت عال أكثر من مرة وتحرك في مكانه في غضب قائلاً:
    - ماذا؟ ماذا؟ أتريد ان تكون أسدا؟ أين فروتك؟ وأين مخالبك القوية؟ وهل لك زئيرٌ كزئيره؟ … أنت واهٍ في طلبك هذا ، اذهب إلى تلك الشجرة وأقطف منها ما شئت من جوز الهند فانك بارع في ذلك.
    شعر القرد عزوز بالأسى وهو يريد ان يكون أسدا حتى تتصدر صورته الصحف والمجلات , فقرر ان يترك تلك الأمنية ويرجع قرداً عزوزياً مثلما كان يعتلي أشجار جوز الهند ويقلد صوت الحمار على تلكم الأشجار العالية , فهذا قدره وقد امن به , ولكن ثعلبا لعينا كان يتلهى بأكل فخذ دجاج محمص شاهده على هذه الحالة وبعد حوار فيه اخذ ورد عرف منه المقصد والمرام فتناول على الفور ديوان أبي القاسم ألشابي:
    ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
    كلمة حق أريد بها باطل ، أشعلت النيران في صدر القرد عزوز فتأججت مشاعره واضطربت واقترب من الثعلب بسرعة ولهفة وقال له:
    - كيف؟ كيف أكون أسدا؟ خبرني وسأكون لك شاكراً ما حييت.
    قال له الثعلب:
    - هناك عند ذلك الكهف يوجد أسد هرم ، اذهب إليه وانزع جلده عنه وارتدي ذلك الجلد وستبدو مثل الأسد ووقتها ستخافك كل حيوانات الغابة وستكون ملكاً على كل أرجائها وسيدين لك بالطاعة الجميع .
    ذهب القرد عزوز مسرعاً إلى الأسد الهرم وبأظافره تمكن من فصل جلده عنه بسهولة ففوجئ ان هذا الأسد ما هو إلا أرنب قطعت أذناه وكسر ساقه فاختبأ في جلد أسد ليأمن شر الحيوانات ، وعلى الرغم من ذهوله ارتدى جلد الأسد وراح القرد عزوز يتبختر به في طرقات الغابة ، يريد ان يقول عنه الجميع بأنه أسد , لكن لا احد يجرؤ ان يقول له ذلك ، سبحان مغير الأحوال من حال الى حال ، قال جرذ مختبئ في جحر مخاطباً فأرة:
    _ انظري الى ذلك القرد المضحك , انه لا يشبه الأسد , مسكين قرد هذا الزمان.
    ومثل الجرذ فعلت جميع الحيوانات , مما أغاض القرد المستأسد والذي بدوره بدأ يصدر الأصوات تلو الأصوات ، فاقترب منه أحد الصيادين وكان ماهراً في الصيد وسدد له أطلاقة لم تصبه ، لكن سرعان ما جعلت القرد(عزوز) يخلع جلد الأسد بسرعة وجنون حتى بدا منظره مضحكاً وكأسخف, ما يكون عارياً من الرأس حتى القدمين.
    ضحك الصياد وضحكت معه كل حيوانات الغابة ولم يجد القرد عزوز أمامه طريقاً يختبئ فيه غير حفرةٍ لسحلية , تمنى وقتها ان يكون دودةً أو صرصاراً أو حتى ذبابةً وهو يراقب سيده الأرنب المهزوز الذي كان يتصوره الناس أسدا وهو يسحب كالحمار من حفرة الجرذان بلحيته الكثة ووجهه القبيح .
    - ياهٍ ما أحقر ذلك الأرنب المستأسد الحلمان حينما يكون جرذاً وضيعاً في حفرة الفئران.
    كان الجميع يقولون ذلك وهم يتندرون.[/align]
    [CENTER][FONT="Arial Black"][SIZE="5"][COLOR="Red"]جاسم محمد صالح[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
    [CENTER][FONT="Arial Narrow"][SIZE="4"][COLOR="Blue"]باحث ومؤرخ واديب للاطفال[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER][CENTER][FONT="Franklin Gothic Medium"][SIZE="5"][COLOR="DarkRed"]gassim2008_iraq@yahoo.com
    [CENTER][FONT="Tahoma"][SIZE="5"][COLOR="Green"]لستُ ادعو مسقط الرأس وطن
    وطني كــــــلّ بـــلاد العــــرب[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
    [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
يعمل...
X