[motr]
مُحَمَّدٌ واحِدٌ…. مُحَمَّدٌ مُتَعَدِّد
[/motr]
شعر:محمد علي الهاني - تونس
*كتبت بتوزر سنة 1983 ، ونشرت بمجموعتي الشعرية " أينعت في دمي وردة " -الأمانة العامة للأدباء والكتّاب العرب، بغداد 1989.
* تمّ تجويدها بتوزر في 18 جوان 2009.
مُحَمَّدٌ واحِدٌ…. مُحَمَّدٌ مُتَعَدِّد
[/motr]
كان اسمُهُ ... محمَّدَا
وكان كان صوتُهُ المسكونُ بالرّعودِ
يجرَحُ المدَى
وقلبُهُ المشحونُ بالبروقِ كان نوْرسًا
جناحُهُ مُصفّقٌ ...
والشّمسُ فوق رأسهِ
تشدو لَهُ
والنّخلُ باقةٌ
تردِّدُ الصّدى.
***
كان اسمُهُ محمَّدَا
لم يعرِفِ الكُتَّابَ في حياتِهِ...
لكنَّهُ في دفتر الرّياحِ
يقرأُ الخِيامَ جُرحُهُ،
ويكتُبُ القصائِدَا.
***
كان اسمُهُ محمَّدَا...
وفي مُخيَّمٍ الأسى
قد وُلِدَا.
و كان في العراءِ
شِبْلاًغاضبًا
سلاحهُ عُصَيَّةٌ،
ألغامُهُ حجارةٌ
وصحْنُ أُمِّهِ الوحيدُ خُوذَةٌ،
وكان جِذْعُ نخلةٍ محروقةٍ حصانَهُ،
وخصْمُهُ فزّاعة الطيورِ
في حقل الرَّدى.
***
كان اسمُهُ محمَّدَا...
أربعةٌ إخْوَتُهُ
و ذات ذاتَ ليلةٍ مجروحةٍ بالانفجار اسْتُشُهِدُوا
في غابة الألغامِ
واحِدًا
فواحِدًا ..
فواحِدًا ...
فواحِدَا....
فلمْ ...
لمْ يبْكِهِمْ.....
لكنَّهُ توعَّدَا.
***
كان اسمُهُ محمَّدَا
و ذات ليلٍ هائجٍ...
اَلبدرُ كان أسودَا
رأى أباهُ المُقْعَدَا
يجُرُّهُ الجنودُعاريًا
فصاح :" يا أبي! ... "
ومَدَّ نحوهُ اليَدَا
فداسهُ كلْبُ الْعِدى...
لم يبْكِهِ...
لكنَّهُ تَوَعَّدَا.
***
كان اسمُهُ محمَّدَا
و ذات ذاتَ هجمةٍ وحشيّةٍ
رأى بِأُمِّ عيْنِهِ في خِربَةٍ
- أوّاهُ !-أُمَّهُ التي تفرّدتْ بحزنها
مبقورةً.... مَفْقُوءَةَ الْعَيْنَيْنِ
صاح : " أُمِّـ ...!"
صدّهُ العِدى
لم يبْكِها ...
لكنَّهُ تَوَعَّدَا.
***
كان اسمُهُ محمَّدَا
و كان في العراءِ
شِبْلاً واعدًا
ويَوْمَ جاور النّجومَ أهلُهُ ووالِداهُ اسْتأْسَدَا.
وودّع النّخيلَ والزّيتونَ واللّيمون ،
قَبَّلَ التّرابَ ، وارتدى حزامَه النّاريَّ ،
سار فوق جرحهِ...
وفي معسكرِ الجُنَاة أزْهرتْ خيوطُ فجرِهِ؛
فَفَجَّرَ المكانَ والزمانَ ... فَجَّرَ العدى
واسَتُشْهِدَا.
***
كان اسمُهُ محمَّدَا
وكانَ كانَ واحدًا وأوْحَدَا
ويَوْمَ فاضَتْ رُوحُهُ تَعَدّدََا
وأنْبَتَتْ سنبلةٌ من دمِهِ
في كُلِّ قلبٍ ودَمٍ محمَّدَا
في كُلِّ قلبٍ ودَمٍ محمَّدَا.
شعر:محمد علي الهاني - تونس
*كتبت بتوزر سنة 1983 ، ونشرت بمجموعتي الشعرية " أينعت في دمي وردة " -الأمانة العامة للأدباء والكتّاب العرب، بغداد 1989.
* تمّ تجويدها بتوزر في 18 جوان 2009.
تعليق