[align=center]بَقَايَا حُلْم امْرَأَة / يكتبها صديق ..

..
..

تشابهت الأيّام والفصول ،

وبدأت ملامح الاضمحلال تفعل فعلتها مع بقايا الأحلام

الّتي تشبّثت بأغصان الحياة الخضراء رغم الجفاف المقرف ..!!

..

تخيّل حبيبي مدينة بلا ورد ،

ولا عطر ،

ولا هواء ..!!

وتخيّل أمكنة أقفر من صحاري إفريقيا ،

وأمكنة شاسعة يملأها الفراغ ،

تخيف أيّ مقبل على اقتحام حدودها ..!!

لك أن ترسم بهذه السوداويّة صورة مدينة منسيّة ،

أو شبح امرأة ..!!

..

ثمّ تخيّل أن تنقلب الصّورة في غضون سويعات ؛

وبضع أنفاس ونبضات ..

تلك الّتي صارت تلهث باسمك منذ أوّل لقاء ..!!

تخيّل أنّ مدينتي تصبح غير المدينة ..

وتزهر فيها الورود والأحلام ،

وتنبت فيها أغاني الحبّ كما حبّات القمح ..!!

تخيّل فصلا غير كلّ الفصول

عرفته أنا وحدي دون غيري من النّساء ..!!

تخيّل أن تكبر فتاة كانت تحبو فوق كفّ حلم عبثي ،

وتصبح في لحظات امرأة مكتملة الأنوثة ..!!

..

حدث هذا يوما ما أنت أدرى به منّي ،

لأنّك أنت الّذي فكّ طلاسم السّحر

الّذي كان يبعد الرّجال عنّي ، ووجد مفتاح المدينة

وبوق الحياة الّذي دوّى صوته في أعالي السّماء ؛

لتتوهّج الشّمس أوّل مرّة ؛

وأنعم بدغدغات أشعّتها اللّذيذة ..

إنّها الخلطة السّحرية الّتي سقيتني بها ؛

في حين عجز كلّ الرّجال عن فعلها عجزا ،

أو جهلا بالمعادلة الكيميائية العجيبة

الّتي بمقتضاها تجد طريقك لامرأة مثلي

يصعب عليها أن تعترف بالحبّ لأوّل لقاء ..

..

لكنّك قلبت كلّ الموازين ،

وعدّلت كلّ المسارات الّتي كنت أسير فيها وحدي

أتنفّس من خلالها ضياعي

في انتظار من يلغي رحلة الفصول الأربعة للبحث عن رجل ..

وجعلت السّنة فصلا واحدا ؛

هو فصل حبّك الرّائع ..

..

وحدتي أصبحت ضئيلة جدّا ،

و كانت تتضاءل أكثر كلّما أغدقت عليّ بابتساماتك

وكلماتك وعبثك بيديّ ..

عبث كان يحمل مزيجا من اللّذة

والجنون

والخوف المبرّر ..!!

..

كلّ قصص الحبّ الّتي كنت أتجاهلها غيرة

وألما

أصبحت تحمل نكهة أخرى،

غير أنّها كانت أقل شأنا منك جملة وتفصيلا ..

لماذا ..؟!!

لأنّك أصبحت الحبّ الّذي أتنفسه ،

والمشط الّذي أمشط به شعري كلّ صباح ،

والكحل الّذي أكحّل به عيناي لأجل أن أراك بكلّ تفاصيلك..

أتذكر يوم صنعت في لحظة الرّقص على موسيقى كلماتك العشقيّة

أجمل لحظة لنا ..؟!!

..

أتذكر حرارة الجبين

الّذي تعطّرت شفاهك بعطره ،

أم أنّك نسيت ..؟!!

أم أنّك كباقي الرّجال الّذين حلفت أن لا يقربوني ؛

وفي أنفسهم الخبث كلّه ،

مزيفا بعطور مزيّفة

وأحاديث مستهلكة

من أجل الحَضْو بلحظات تحمل لهم المتعة وكفى ..

وعندما يصلون مبتغاهم

يرمون المرأة من الطّابق العلوي عظمة للضّباع ؛

علّها تجد بقيّة في الجسد المسروق العطر ،

والرّوح المسلوبة الرّبيع ..

..

قل لي هل أنت منهم ..؟!!

إن كنت منهم فسحقا لغباوتي

لأنّي حسبت أنّي حريصة كلّ الحرص

على إلقام الذّئاب حجرا كلّما حاولوا الاقتراب منّي ..!!

أم أنّك تلعب لعبة أخرى ..؟!!

قل لي ..!!

ما بك تتجاهلني ..؟!!

لا يمكن أن يقترن حبّ صادق مع عبثية عاشق ..!!

العبثيّة تحمل الشّكّ ..

والشّكّ يشعل نار الضّياع الّتي تلتهم كلّ شيء ..

أكانت مقامرة

أم مغامرة

أم وجبة سريعة قصّة حبّك في محطّتك

الّتي انطلقت منها إلى مكان آخر وعالم آخر ..!!

..

أهذا جزاء من أحبّ بصدق ..؟!!

أن ترحل دون الالتفات خلفك ..!!

دون النّظر إلى مخلّفات قنبلتك

الّتي زرعتها في أحشاء الحلم يوم رحيلك ..!!

..

إن كنت ساحرا ..!!

فهبني خلطة مماثلة للأولى

بمفعول معاكس لأتحرّر من قيود الذّكرى

ومن وجع الدّوار في دائرة الشّكّ ..!!

لماذا تخليّت عنّي إذا كنت تعرف أنّك أصبحت مِنِّي ..؟!!

صمتك قاتل ..!!

إن لم تصنع لي حلما جديدا فلا تقتلني ..!!

وابتعد عن بقايا أحلامي ..!!

......................................

[/align][align=center][/align]