قرأنا لكم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين أحمد سليم
    أديب وكاتب
    • 23-10-2008
    • 147

    قرأنا لكم

    قرأنا لكم

    "البوح المر"
    بوح مبتور في قضايا تثير الجدل
    "سلوى صعب" في مجموعتها الأولى: محاولة لتجاوز "التابو"

    بقلم الأديبة: زينب صالح الطّحّان

    لبنان, بعلبك, يونين


    يسجل للكاتبة سلوى صعب، في مجموعتها القصصية الأولى "البوح المر" ( قصص قصيرة)، منشورات دار الهادي، أنها أدت تحديا في مجتمعها الخاص، حين طرحت قضايا مثل تعدد الزوجات؛ الزواج الثاني؛ خيار الفتاة "العانس" في أن تكون أما عبر "الزواج المؤقت"؛ زوجة تتحضر "جنسيا" لاستقبال زوجها المجاهد؛ فتاة جريئة تبادر للإعتراف بحبها.. ولكن في هذا الواقع الذي كتبته أدبياً سجل أعتراض حوله في أنها كتبت بجرأة "غير محبذة"!.
    زينب الطحان
    في نصوص "البوح المر" علاقة جدلية قائمة بين "الجرأة" وما تطرحه من قضايا تتعلق بمجتمع إسلامي عريق بتاريخه الحضاري وبين ذلك الخيط الرفيع الذي تعلق عليه شماعة التجاوزات الأخلاقية وما يستتبعها من شعارات الشرف والحياء. العنوان ميثولوجي متناسب والقضايا التي طرحها في قصصه القصيرة، وهي تروي بسردية فيها من الذاتية الأنية الكثير، لكنه بوح ألزمت الكاتبة نفسها به بوحاً متقطعاً بشذرات التردد والحيرة مرده رأي بيئتها الخاصة في ما تكتبه وتعبر عنه. فأتى السرد مبتوراً في لحظة أنية لا يخدم سوى لحظات القراءة التي تخصص له، فقد جاء أقرب ما يكون عرضا للقضية وليس طرحا إشكالياً لها. فالواقع المعاش في هذه البيئة الإسلامية فيه من التعقيد ما يدفع إلى بذل المزيد من الحفر عميقاً في أية قضية تطرح للنقاش في عالم الأدب.

    وإذا اعتمدنا رأي إدوراد سعيد في أن المثقف يجب ألا يكون منتمياً لحزب تقليدي أو عقيدة جازمة وثابتة بل أن يبقى أميناً لمعايير الحق الخاصة بالبؤس الإنساني والاضطهاد، رغم انتسابه الحزبي وخلفيته القومية، إلا إنه لا يمكن التغاضي عما يشكله هذا المجتمع من شخصية نمطية ذات أداء يتسم بمعايير خاصة به تضفي على صاحبها بعض الأفكار وما تستدعيه من ممارسات مرتبطة بمفهوم حرية التعبير والأداء. الكاتبة سلوى صعب حاولت أن تؤدي الدورين، في أن تكون تلك الكاتبة التي تمارس دورا نقدياً ضدياً للمجتمع الذي تنتمي إليه حركياً ومهنياً، ومثقفة تحتكم إلى جمهور أوسع تجد لديه صدى طيبأ للجرأة التي تطرحها. من هنا يأتي سؤال ما معنى أن تكون منتسباً لجماعة ذات كينونة ودور وعاملا فيها وحين تأتي لتكتب عنها لا تؤدي هذه الأمانة بالمعايير التي تراها هي مناسبة لطروحاتها وتشكلاتها البنيوية والإيديولوجية؟!..

    طُرحت هذه الإشكالية فور صدور المجموعة القصصية للكاتبة في بيئتها القريبة، وأُخذ عليها أن جرعة "الجرأة" التي تقدم بها بعض الأحداث غير مرضي عنها. فمن غير الصحيح، مثلا، أن المجتمع المقاوم، الذي يقدم التضحيات في سبيل الوطن ويقدس الحقوق والواجبات وأثبت دورا رائدا لتجربته الإنسانية أن يمنع على المرأة - الإنسانة في أن تكون أماً، في القصة التي حملت عنوان "أم ولكن"، حتى وإن كان وفق قالب اجتماعي يكون فيه الزواج "مؤقتاً"!. وهو النوع الثاني من الزواج، الذي تقره الشريعة الإسلامية وفق المذهب الأثني عشري الجعفري. وهو زواج له شروطه في العلاقات الاجتماعية حيث يقدر لطفل هذا الزواج كل الحقوق الشرعية والإنسانية. ولكن ما لم يقبل أبدا أن تقدم الكاتبة زوجة أحد المجاهدين، الذي استشهد في ما بعد، وهي تحضر نفسها لاستقباله ضمن احتفالية خاصة بعالم النساء، وفي هذا استعراض تلميحي لـ" الجنس"، الذي يفترض ألا يتعرض له أثناء الحديث عن "الجهاد" والشهادة"!، هذا رأيهم..

    إن المجتمع المقاوم، الذي شُُرع بالكتابة عنه، تشكلت لبناته حديثا وبالكاد تجاوز عمره سبعا وعشرين عاما، وإن ارتبطت رؤاه الثقافية والفكرية بإيديولوجيا ذات عمق تاريخي، ولكن إعادة إحياء تلك الثقافة العقدية ومفرداتها يتطلب الكثير من الدراية حول كيف يتم التعامل مع قضاياه وإشكالياته أدبياً، خصوصاً إذا كان هناك محظورات من الصعب تجاوزها، فهل كل ما هو في طور التبلور والتطور في هذا المجتمع يمكن الحديث عنه مباشرة، وهل يمكن التعرض لأموره "الحساسة" و"الخاصة" كما هي، بسلبياتها "القاصرة" أو إيجابياتها "المدهشة" بجرأة ناقدة هدفها أن تسجل سلبياته لتحميه من أنزلاق التمسك بالمورثات الاجتماعية أو بجرأة ناقدة متهمة للممارسة والسلوكيات بين ما تدعيه أصحابها من التمسك بالقيم والمفاهيم التي تدافع عنها، وهي غير جاهزة بعد لتلقي جرعة من النقد؟!..

    لقد أتت مجموعة الزميلة سلوى صعب لتسجل الرقم الأول في التعرض لهذه القضايا الحساسة في مجتمع تتبلور فيه طرق الحداثة ومفاهيمها على قاعدة أن مجتمع المقاومة، صاحب الثقافة الريادية في الحركة الاجتماعية والثقافية والفكرية في ظرفنا الراهن، وعلى قاعدة أن تجديد ثقافة المقاومة محتوى وشكلاً، أصبح ضرورة ملحّة، فالمثقف المقاوم، هو الذي يشارك في الفعاليات الشعبية، بل ويحمل السلاح اذا اقتضى الامر ذلك- كما يقول عز الدين المناصرة- وهو الذي يكتب نصوصاً حداثية مقاومة، انطلاقاً من مفاهيم «الشعرية»، المتفق عليها عالمياً، بعيداً من الشعارات، أي أن شعرية المقاومة وأدبها، ينبغي أن تكشف عن مناطق جديدة لها، وينبغي على «شعرية التأمل البارد» أن تمنح لغتها الباردة، قليلاً من النار. ومن الصعب أيضاً أن ننكر الضغط المعنوي غير المباشر لأحد وجوه سلطة هذا المجتمع المقاوم الذي تكتب منه وعنه وإليه، فجاءت أصوات أبطالها خاقتة تقف خلفها القاصة لتروي بخجل ما خيل أنه "جرأة"، فابتعد الأثر الأدبي على أن يكون لهذا البوح مرارة تبوح بمدلولات جريئة بالفعل، في عالم ومجتمع بحاجة إليها ليبدأ التمييز بين "التابو" وبين "المقدس الشرعي"!!..فكانت شخصيات قصصها قصاصات ورقية تحاول أن تحاكي قضية الخيار ومسؤولية اتخاذه.
    حسين أحمد سليم
    hasaleem
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    أستاذنا الجميل

    حسين أحمد سليم

    نعم سيدي .. أحياناً يكون البوح مر لا تقبله كل الاذواق و لا تستسيغه الأفواة و الألسنة ,, كما الجرأة تحتاج إلى حكمة و عقل متفتح كى تخرج الكلمة في محلها معمولٌ بها ,, أعجبني كثيراً رأى الناقدة و حسن توجيهها إلى الكاتبة ,, فمجتمعاتنا الشرقية لا تحتمل أزيد مما يسكن بين حوائط المنزل ,, و لسنا بحاجة لأمورٍ قد يستفحل ن وراءها الحرية التى تبيح كل محظور ,,,,,,,

    كل التحايا لما قرأت و قدمت لنا و ننتظر مزيد من القراءات

    لك محبتي
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    يعمل...
    X