طرزان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    طرزان

    طرزان
    ابراهيم افندي حارس امني لإحدى الشركات . يَسُوجُ * مزهوا بلباسه الرسمي كالديوك ,
    حتى تخالهُ جنرالا في الجيش او وزيرَ دفاع .
    ابراهيم افندي , انسان قوي , وحازم في عمله وتعامله . تراه دائم التجهم في البيت امام
    افراد اسرته , وفي العمل امام رؤسائه ومرؤوسيه .
    يَخْطرُ مُخْتَالاً ويَطَأُ الأرض بِخُطى عسكرية رتيبة , وكأنه ذاهب لتحرير القدس من
    الفرنجة واليهود . ترتفع وتيرة تجهمه بِدءاً من ساعات الصباح , حتى تصل الذروة قبيل
    وصوله للمنزل عائدا من عمله .
    يدخل غرفته ويغلق بابها بالمفتاح . ثم يبدأ بنزع ملابسه , قطعة قطعة , ويعيد ترتيبها في
    الدولاب بإتقان شديد . حتى تكاد تظن انه انسان آلي مُبَرْمَج ولا مجال للخطأ فيما يفعل .
    يقف أمام المرآة , يُحدِّق بها لثوانٍ . فيبدأ بالإسترخاء والتحرر من القيود التي كانت تكبله .
    ها هو بملابسه الداخلية التي يبدأ بنزعها ليقف امام مرآته عاريا تماما . يسحب شهيقا عميقا .
    ثم يزفره ببطيء . يشفط عضلات بطنه للخلف مستعرضا عضلات صدره وعضلات يديه .
    يبتسم اعجابا بهذا المخلوق الذي يشبه طرزان . هذه الاسطورة التي التصقت به حين كان
    ولدا ويشاهد افلامه في السينما , ولم تزل .
    يستمر ابراهيم افندي على هذا النحو . تارة يتنطط فوق السرير . وتارة ينزلق اسفله .
    وتارة يقف امام المرآة ضاحكا وتارة عابسا. وبعد مرور ساعة من الزمن , يُلقي بجسده
    المُنهك فوق السرير ويغفو دقائق قليلة . ثم ينهض , ويبدأ بإرتداء ملابسه بنفس درجة
    إتقان نزعه لها . يقترب نحو الباب , يعود للتجهم , يفتحه ويخرج .

    يَسُوجُ : من ساج ذهب وجاء
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
    طرزان
    ابراهيم افندي حارس امني لإحدى الشركات . يَسُوجُ * مزهوا بلباسه الرسمي كالديوك ,
    حتى تخالهُ جنرالا في الجيش او وزيرَ دفاع .
    ابراهيم افندي , انسان قوي , وحازم في عمله وتعامله . تراه دائم التجهم في البيت امام
    افراد اسرته , وفي العمل امام رؤسائه ومرؤوسيه .
    يَخْطرُ مُخْتَالاً ويَطَأُ الأرض بِخُطى عسكرية رتيبة , وكأنه ذاهب لتحرير القدس من
    الفرنجة واليهود . ترتفع وتيرة تجهمه بِدءاً من ساعات الصباح , حتى تصل الذروة قبيل
    وصوله للمنزل عائدا من عمله .
    يدخل غرفته ويغلق بابها بالمفتاح . ثم يبدأ بنزع ملابسه , قطعة قطعة , ويعيد ترتيبها في
    الدولاب بإتقان شديد . حتى تكاد تظن انه انسان آلي مُبَرْمَج ولا مجال للخطأ فيما يفعل .
    يقف أمام المرآة , يُحدِّق بها لثوانٍ . فيبدأ بالإسترخاء والتحرر من القيود التي كانت تكبله .
    ها هو بملابسه الداخلية التي يبدأ بنزعها ليقف امام مرآته عاريا تماما . يسحب شهيقا عميقا .
    ثم يزفره ببطيء . يشفط عضلات بطنه للخلف مستعرضا عضلات صدره وعضلات يديه .
    يبتسم اعجابا بهذا المخلوق الذي يشبه طرزان . هذه الاسطورة التي التصقت به حين كان
    ولدا ويشاهد افلامه في السينما , ولم تزل .
    يستمر ابراهيم افندي على هذا النحو . تارة يتنطط فوق السرير . وتارة ينزلق اسفله .
    وتارة يقف امام المرآة ضاحكا وتارة عابسا. وبعد مرور ساعة من الزمن , يُلقي بجسده
    المُنهك فوق السرير ويغفو دقائق قليلة . ثم ينهض , ويبدأ بإرتداء ملابسه بنفس درجة
    إتقان نزعه لها . يقترب نحو الباب , يعود للتجهم , يفتحه ويخرج .

    يَسُوجُ : من ساج ذهب وجاء
    الزميل القدير
    فوزي سليم بيترو
    نص يوضح سطحية بعض (( الناس .. )) رجالا كانوا أم نساءاوعجزهم عن التفكير بسوى المظاهر الخارجية
    ومن خلال تجربتي أعرف بأن هناك الكثير مثل بطلك(( طرزان))
    لكن زميلي أرجوك
    أين الهمزات في بعض الأماكن
    هلا أصلحت الأمر
    تحياتي وودي
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
      طرزان
      ابراهيم افندي حارس امني لإحدى الشركات . يَسُوجُ * مزهوا بلباسه الرسمي كالديوك ,
      حتى تخالهُ جنرالا في الجيش او وزيرَ دفاع .
      ابراهيم افندي , انسان قوي , وحازم في عمله وتعامله . تراه دائم التجهم في البيت امام
      افراد اسرته , وفي العمل امام رؤسائه ومرؤوسيه .
      يَخْطرُ مُخْتَالاً ويَطَأُ الأرض بِخُطى عسكرية رتيبة , وكأنه ذاهب لتحرير القدس من
      الفرنجة واليهود . ترتفع وتيرة تجهمه بِدءاً من ساعات الصباح , حتى تصل الذروة قبيل
      وصوله للمنزل عائدا من عمله .
      يدخل غرفته ويغلق بابها بالمفتاح . ثم يبدأ بنزع ملابسه , قطعة قطعة , ويعيد ترتيبها في
      الدولاب بإتقان شديد . حتى تكاد تظن انه انسان آلي مُبَرْمَج ولا مجال للخطأ فيما يفعل .
      يقف أمام المرآة , يُحدِّق بها لثوانٍ . فيبدأ بالإسترخاء والتحرر من القيود التي كانت تكبله .
      ها هو بملابسه الداخلية التي يبدأ بنزعها ليقف امام مرآته عاريا تماما . يسحب شهيقا عميقا .
      ثم يزفره ببطيء . يشفط عضلات بطنه للخلف مستعرضا عضلات صدره وعضلات يديه .
      يبتسم اعجابا بهذا المخلوق الذي يشبه طرزان . هذه الاسطورة التي التصقت به حين كان
      ولدا ويشاهد افلامه في السينما , ولم تزل .
      يستمر ابراهيم افندي على هذا النحو . تارة يتنطط فوق السرير . وتارة ينزلق اسفله .
      وتارة يقف امام المرآة ضاحكا وتارة عابسا. وبعد مرور ساعة من الزمن , يُلقي بجسده
      المُنهك فوق السرير ويغفو دقائق قليلة . ثم ينهض , ويبدأ بإرتداء ملابسه بنفس درجة
      إتقان نزعه لها . يقترب نحو الباب , يعود للتجهم , يفتحه ويخرج .

      يَسُوجُ : من ساج ذهب وجاء
      ربما هو الزهو بنفسه..

      نص جميل لمرآة الذات ..كشفت عن طفولة ساعدت في تكوين الشخصية المرسومة امامنا بلغة سلسة وبسيطة


      تحيتي
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • فوزي سليم بيترو
        مستشار أدبي
        • 03-06-2009
        • 10949

        #4
        [align=center]
        العزيزة عائدة محمد نادر والعزيزة مها راجح
        وبعد ان أقوم بشكركما على التعليقين الجميلين بخصوص " طرزان "
        أود بعد الإذن أن أطرح أمامكما بعضاً من الردود المتباينة بشأن إنطباع المتلقي
        على النص . فبدا فيها التفاوت في وجهات النظر . وهذا مما أسعدني .
        ولكما تحياتي واحترامي
        فوزي بيترو

        نص يوضح سطحية بعض (( الناس .. )) رجالا كانوا أم نساءاوعجزهم عن التفكير بسوى المظاهر الخارجية
        ومن خلال تجربتي أعرف بأن هناك الكثير مثل بطلك(( طرزان))

        ربما هو الزهو بنفسه..
        نص جميل لمرآة الذات ..كشفت عن طفولة ساعدت في تكوين الشخصية المرسومة امامنا بلغة سلسة وبسيطة

        طرزان هذا مسكين تعرف لماذا ؟؟
        لانه سجن نفسه داخل اوهامه مغترا بقوته وعاش منفردا يكرهه الجميع وسياتي يوم تذهب به قوته ويحتاج اليهم ولن
        يجدهم .. بينما لو حاول أن يكون صديقا للجميع وطيبا معهم لعاش وباب غرفته مفتوح يستنشق عبير الحرية والفرح كل يوم ..
        هم كذلك أخي فوزي لا يرون الا انفسهم في المرآة وينسون الاخرين


        طرزان هذا بحاجة لمصحة نفسية لانه مصاب بانفصام.
        حبذا لو اطلت قليلا في استعراض عضلات هذا الطرزان العربي
        امام المرآة

        في داخل كل منا طفل يحاول اخفاءه عن الاخرين بوجه مستعار
        خلف تجهم وهموم ومعاناة ولكن حين نخلو بأنفسنا يظهر هو ليلعب
        ليلهو ليعبر عن نفسه ...
        لقد اعدت لذاكرتي بقصتك هذه شكر قارئ لاحدى قصائدي
        كانت بعنوان ( طفل أنا ) لانه أحس أني عبرت عنه لانه كان
        يخاف من شعوره هذا ويحاول اخفاءه واعترف لي بأنه أصبح
        حراً بعد قراءتها وأصبح لا يخشى طفله هذا ...
        دائماً تكتب ما نحس به ونحياه دون هروب أو خوف ...

        كأني من سردك هنا ارى صورة للعسكري القديم بهيبته بين الناس
        [/align]

        تعليق

        • منى شوقى غنيم
          عاشقة الحروف
          • 08-12-2010
          • 238

          #5
          طرزان حلم طفولة الكثير من الأطفال
          لكن لا يتاح للجميع تحقيق هذا الحلم ، البعض منهم يحتفظ به داخلة حتى يلقى نفسه أمام مرآته فيعيد هذا الحلم فينزع ملابسه التي تذكره بما لم يحققه كي يستطيع أن يرى نفسه في تلك الصوره التي حلم بها
          أستاذ فوزي
          تلك السطور أعادتي لمكتبي الصغير حيث كنت أقرأ قصص طرزان وأرسين لوبين وشرلوك هولمز وبالطبع لم أنسى إخراج الف ليلة وليلة تلك الشخصيات التي نادراً ما نجدها في عالم الحكايات الجديد
          شكراً لك أستاذي على متعة القراءة التي منحتها لي
          دمت بكل خير


          هنا بين الحروف أسكن
          http://monaaya7.blogspot.com/
          من القلب سلامًٌ لمن زارني

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة منى شوقى غنيم مشاهدة المشاركة
            طرزان حلم طفولة الكثير من الأطفال
            لكن لا يتاح للجميع تحقيق هذا الحلم ، البعض منهم يحتفظ به داخلة حتى يلقى نفسه أمام مرآته فيعيد هذا الحلم فينزع ملابسه التي تذكره بما لم يحققه كي يستطيع أن يرى نفسه في تلك الصوره التي حلم بها
            أستاذ فوزي
            تلك السطور أعادتي لمكتبي الصغير حيث كنت أقرأ قصص طرزان وأرسين لوبين وشرلوك هولمز وبالطبع لم أنسى إخراج الف ليلة وليلة تلك الشخصيات التي نادراً ما نجدها في عالم الحكايات الجديد
            شكراً لك أستاذي على متعة القراءة التي منحتها لي
            دمت بكل خير
            الأخت العزيزة منى شوقي غنيم
            في كل واحد فينا " طرزان " كما تفضلتِ . لكن ، طرزان الشاشة غير طرزان الواقع
            فلا يجوز الخلط كما فعل صاحبنا - إبراهيم - .
            ولك مودتي
            فوزي بيترو

            تعليق

            يعمل...
            X