إستقر أمرهم أخيرا على أن ينتخبوه ممثلا عنهم ليذهب الى السلطان يبلغه بشكواهم وتذمرهم من سوء حالهم واستفحال الظلم فيهم وفشو الفساد بين ولاتهم.فوجيء الجميع بموافقته الفورية وأعجبوا ايّما إعجاب بشجاعته الخارقة.وإنهالت عليه العرائض والمظالم حنى إضطر أن يكري عددا من الحمير لحمل سلال المظالم تقدم موكب الحمير الذي يقوده بثبات من قصر السلطان وعند الأبواب استوقفه الحرس..سألوه عما يحمل في جعب هذه الحمير وماغايته؟فأجاب بأنه مندوب عن الأهالي وجاء يعرض مظالم الناس على مولانا المعظم.
إستعرض قائد الحرس بإندهاش قافلة الحمير الطويلة وأبدى استغرابه غير مصدق هذا الحجم الهائل من المظالم فبادره قائلا :أن لاتعجب يا سيدي فهناك اضعاف هذا ولكني حملت ما خف حمله وعظمت مظلوميته.
همس أحد الضباط لقائد الحرس:فلنقتله ونتهمه بعد ذلك بالتجسس أو التآمر.
فأجابه رئيس الحرس بحزم:أيها الحمار ألا ترى إن سفارة ملك الأفرنج على بعد خطوات من باب القصر ألا ترى سفير الأفرنج يراقبنا من شرفة السفارة.
التفت الضابط نحو السفارة وعقّب:وماذا في ذلك نحن احرار فيما نفعله برعيتنا وعلى ارضنا.
فأجابه قائد الحرس :مشكلتك انك عسكري بارع لكنك سياسي حمار..هذا كان أيام زمان أما الآن فرقبة مولانا السلطان معلقة على رضا السفير..ولا تنسى إن مولانا إستطاع بعد جهد جهيد أن يقنع الأفرنج بأنه حمل وديع وموال مخلص ومحب للديمقريطس.
قطب الضابط حاجبيه مستغربا:وما هذه الديمقريطس؟
فأجابه القائد:يا هذا الموضوع سيطول ثم صرخ بحرس البوابة :إفتحوا الأبواب وأبلغوا مولانا بقدوم أحد رعاياه المحترمين موفدا إليه من شعبه العزيز.ثم همس للضابط :هل تظن إن صوتي كان عاليا بما يكفي ليسمعني السفير.فهز الضابط رأسه موافقا
في داخل القصر استقبله رئيس الديوان هاشّا باشّا يمد يديه اليه بالعناق ويلثم شاربيه وهو يقول:أهلا أهلا بالشرفاء من رعايا مولانا أهلا أهلا بالمخلصين الغيورين على أوطانهم مرحبا بك وأتمنى أن تنتظر قليلا قبل المثول بين يدي مولانا فهو قد إنهار وشرع بالبكاء ما إن سمع إن هناك في رعيته من جاء يتظلم.
إستغرب من كل ما رأى وسمع
بعد قليل صوت الحاجب الجهوري عند باب القاعة السلطانية ينادي:مولانا المعظم ملك القفار والأنهار معز الديار قاهر الأستعمار جعل الله عدوه حمارا وإبن حمار يأذن لأبنه البار الصادق في العلن والأسرار الحامل اليه مظالم رعيته الأبرار ثم انحنى وأشار له بحنو أن يدخل
إنتفخ وترك إنحنائته التي تعودها منذ ولدته أمه ودخل القاعة السلطانية البهية.أغلقت دونه الأبواب والشبابيك.وبينما هو يتفكر فيما سيبتديء به الكلام ويصور لنفسه أن يكون حازما مع السلطان لا يجامل ولا يتخاذل إذا بأربعة من العبيد رؤوسهم كرؤوس الشياطين عراة إلا مما يستر عوراتهم ضخام الجثة مفتولي العضلات يحيطون به ويذيقوه مر العذاب والهوان بعد أن كمموا فمه وأثقوا يديه وكادت تزهق نفسه لولا أن رجلا عليه سيماء الهيبة ذو كرش كبير وعمامة موشاة بالماس والذهب أشار لهم بأن يكفوا أيديهم عنه ثم تقدم منه هامسا :أنت يا تافه يا ذبابة يا نكرة يا حشرة تتجرأ أن تجرسني أمام سفير الأفرنج ويلك من ورائك ومن تآمر معك على هذا أتريدون تخريب مشاريع الأنفتاح والأستثمار وتصورونا للأفرنج اعداء الديمقريطس وحقوق الحمير من أمثالك؟
قبل الأرض بين يدي السلطان وهو يقسم اغلظ الأيمان إن الناس من انتخبوه وهم من اصطفوه ليعرض عليه ظلاماتهم.
تفكر السلطان قليلا ثم قال:هل من أحد غيرك رضي بأن يفعل ما فعلت
فأجاب:وهل هناك حمار مثلي يا مولانا
تقدم السلطان اليه وبحنو مد يديه وأقامه ومسح التراب عنه وجفف دموعه بمنديله وأجلسه عن يمينه ونادى على غضبان السياف البتار والذي يفصل الرأس عن الأكتاف بضربة واحدة لا ثاني لها.
إرتعدت فرائصه و بال في سرواله وهو يرى الغضبان بسيفه ذو الثلاثة أمتار المصنوع من حديد اشد من الصوان يتقدم وينحني للسلطان قائلا:أمر مولاي بصوت كزئير الأسد
ثم التفت السلطان إليه قائلا:لا تخف لن أمس منك شعرة إنما سأجعل غضبان يذهب ويأتيك برؤوس امك وأبيك واختك واخيك وزوجتك وبنيك
سقط عند قدمي السلطان يقبل الأقدام ويستعطف الأرحام.فرفعه السلطان بيده وأقامه قائلا:إما هذا وإما.....
فقال متلهفا :نفسي فداك يا مولانا أأمر تطاع
فأكمل السلطان: أو أغدق عليك الأموال والنعم واجعل لك الحريم والخدم واخلع عليك الخلع والمناصب والبدع
تهلل وجهه يلثم رداء السلطان قائلا:أنا كلب تحت أقدام مولانا
فاعاد السلطان اجلاسه على الكرسي وقال له:حسنا لا أريد منك إلا أن تشكل مجلسا من الرعية يرفعون فيه اليك مظالمهم ويشتمون ولاتهم ووزرائهم بشرط أن تقنعهم ببراءة سلطانهم من وزر اعمال حاشيته وأن تخدعهم كل يوم بأمل جديد وخطة خمسية جديدة وسألقي اليك ببعض وزرائي وولاتي أكباش فداء تفعلون بهم ما تشاؤون
وأريد منك الأكثار من الوقوف والتصفيق لذكري وإقتراح إنشاء النصب والتماثيل بالحاح من الرعية طبعا لشخصي الكريم فما هو رأيك؟
فاجاب بلهفة وهل لي بعد رأي مولانا رأي إنما أنا خادم مطيع وعبد ذليل
وبعد مدة قصيرة صار رئيسا للبرلمان
أي تشابه في الأحداث مع الواقع يتحمل وزره المنافق الذي انطبقت عليه هذه الرواية بمحض الصدفة البحتة
إستعرض قائد الحرس بإندهاش قافلة الحمير الطويلة وأبدى استغرابه غير مصدق هذا الحجم الهائل من المظالم فبادره قائلا :أن لاتعجب يا سيدي فهناك اضعاف هذا ولكني حملت ما خف حمله وعظمت مظلوميته.
همس أحد الضباط لقائد الحرس:فلنقتله ونتهمه بعد ذلك بالتجسس أو التآمر.
فأجابه رئيس الحرس بحزم:أيها الحمار ألا ترى إن سفارة ملك الأفرنج على بعد خطوات من باب القصر ألا ترى سفير الأفرنج يراقبنا من شرفة السفارة.
التفت الضابط نحو السفارة وعقّب:وماذا في ذلك نحن احرار فيما نفعله برعيتنا وعلى ارضنا.
فأجابه قائد الحرس :مشكلتك انك عسكري بارع لكنك سياسي حمار..هذا كان أيام زمان أما الآن فرقبة مولانا السلطان معلقة على رضا السفير..ولا تنسى إن مولانا إستطاع بعد جهد جهيد أن يقنع الأفرنج بأنه حمل وديع وموال مخلص ومحب للديمقريطس.
قطب الضابط حاجبيه مستغربا:وما هذه الديمقريطس؟
فأجابه القائد:يا هذا الموضوع سيطول ثم صرخ بحرس البوابة :إفتحوا الأبواب وأبلغوا مولانا بقدوم أحد رعاياه المحترمين موفدا إليه من شعبه العزيز.ثم همس للضابط :هل تظن إن صوتي كان عاليا بما يكفي ليسمعني السفير.فهز الضابط رأسه موافقا
في داخل القصر استقبله رئيس الديوان هاشّا باشّا يمد يديه اليه بالعناق ويلثم شاربيه وهو يقول:أهلا أهلا بالشرفاء من رعايا مولانا أهلا أهلا بالمخلصين الغيورين على أوطانهم مرحبا بك وأتمنى أن تنتظر قليلا قبل المثول بين يدي مولانا فهو قد إنهار وشرع بالبكاء ما إن سمع إن هناك في رعيته من جاء يتظلم.
إستغرب من كل ما رأى وسمع
بعد قليل صوت الحاجب الجهوري عند باب القاعة السلطانية ينادي:مولانا المعظم ملك القفار والأنهار معز الديار قاهر الأستعمار جعل الله عدوه حمارا وإبن حمار يأذن لأبنه البار الصادق في العلن والأسرار الحامل اليه مظالم رعيته الأبرار ثم انحنى وأشار له بحنو أن يدخل
إنتفخ وترك إنحنائته التي تعودها منذ ولدته أمه ودخل القاعة السلطانية البهية.أغلقت دونه الأبواب والشبابيك.وبينما هو يتفكر فيما سيبتديء به الكلام ويصور لنفسه أن يكون حازما مع السلطان لا يجامل ولا يتخاذل إذا بأربعة من العبيد رؤوسهم كرؤوس الشياطين عراة إلا مما يستر عوراتهم ضخام الجثة مفتولي العضلات يحيطون به ويذيقوه مر العذاب والهوان بعد أن كمموا فمه وأثقوا يديه وكادت تزهق نفسه لولا أن رجلا عليه سيماء الهيبة ذو كرش كبير وعمامة موشاة بالماس والذهب أشار لهم بأن يكفوا أيديهم عنه ثم تقدم منه هامسا :أنت يا تافه يا ذبابة يا نكرة يا حشرة تتجرأ أن تجرسني أمام سفير الأفرنج ويلك من ورائك ومن تآمر معك على هذا أتريدون تخريب مشاريع الأنفتاح والأستثمار وتصورونا للأفرنج اعداء الديمقريطس وحقوق الحمير من أمثالك؟
قبل الأرض بين يدي السلطان وهو يقسم اغلظ الأيمان إن الناس من انتخبوه وهم من اصطفوه ليعرض عليه ظلاماتهم.
تفكر السلطان قليلا ثم قال:هل من أحد غيرك رضي بأن يفعل ما فعلت
فأجاب:وهل هناك حمار مثلي يا مولانا
تقدم السلطان اليه وبحنو مد يديه وأقامه ومسح التراب عنه وجفف دموعه بمنديله وأجلسه عن يمينه ونادى على غضبان السياف البتار والذي يفصل الرأس عن الأكتاف بضربة واحدة لا ثاني لها.
إرتعدت فرائصه و بال في سرواله وهو يرى الغضبان بسيفه ذو الثلاثة أمتار المصنوع من حديد اشد من الصوان يتقدم وينحني للسلطان قائلا:أمر مولاي بصوت كزئير الأسد
ثم التفت السلطان إليه قائلا:لا تخف لن أمس منك شعرة إنما سأجعل غضبان يذهب ويأتيك برؤوس امك وأبيك واختك واخيك وزوجتك وبنيك
سقط عند قدمي السلطان يقبل الأقدام ويستعطف الأرحام.فرفعه السلطان بيده وأقامه قائلا:إما هذا وإما.....
فقال متلهفا :نفسي فداك يا مولانا أأمر تطاع
فأكمل السلطان: أو أغدق عليك الأموال والنعم واجعل لك الحريم والخدم واخلع عليك الخلع والمناصب والبدع
تهلل وجهه يلثم رداء السلطان قائلا:أنا كلب تحت أقدام مولانا
فاعاد السلطان اجلاسه على الكرسي وقال له:حسنا لا أريد منك إلا أن تشكل مجلسا من الرعية يرفعون فيه اليك مظالمهم ويشتمون ولاتهم ووزرائهم بشرط أن تقنعهم ببراءة سلطانهم من وزر اعمال حاشيته وأن تخدعهم كل يوم بأمل جديد وخطة خمسية جديدة وسألقي اليك ببعض وزرائي وولاتي أكباش فداء تفعلون بهم ما تشاؤون
وأريد منك الأكثار من الوقوف والتصفيق لذكري وإقتراح إنشاء النصب والتماثيل بالحاح من الرعية طبعا لشخصي الكريم فما هو رأيك؟
فاجاب بلهفة وهل لي بعد رأي مولانا رأي إنما أنا خادم مطيع وعبد ذليل
وبعد مدة قصيرة صار رئيسا للبرلمان
أي تشابه في الأحداث مع الواقع يتحمل وزره المنافق الذي انطبقت عليه هذه الرواية بمحض الصدفة البحتة
تعليق