الفيتو وحمار المعتصم وصرصار أورشليم
جاسم محمد صالح
[align=justify]قال ( المرسي) صارخاً :
- فيتو .. فيتو .. فيتو
بعد ان استمع إلى حوار فوري عبر إحدى غرف الدردشة الحمراء في احد برامج الانترنيت المتطورة والتي تنقل الأحداث الى مكتبه أولا … بأول وربما قبل ان تصل الكلمات الى أذني المتكلم .
لم يعرف المعتصم معنى كلمة( فيتو) والتي تعني بالاسبانية : ( كلا أعترض ) وربما ارفض رفضاً قاطعاً .
نظر المعتصم الى حماره ( المرسي ) عله ينقذه هذه المرة من جهله المفاجئ هذا , فهو بنظره حلال للمشاكل ‘ لكن (المرسي) لحظتها كان حقا اسماً على مسمى وبنجاح منقطع النظير مذهولاً ومصعوقاً كأنه أصيب بقنبرة من قنابر اليورانيوم المنضب والذي زرعه المحتلون في كل شبر من ارض العراق , لتصورهم انه يزيل العقم من الدجاج الهندي الأسود ويكثر الحليب الدسم في أثدائها ويساعد على فتح مجاري المياه الثقيلة في جانب الرصافة والتي احتفلت باليوبيل الماسي لانغلاقها وبدون منازع , نسيت ان أقول لكم ان احد أطفال بغداد صنع زورقاً ورقياً كتب عليه:
-من القصور الى المجاري والجحور.
ورمى الزورق الورقي في المياه الآسنة ... كان جرذا مختفياً هنالك بلحية كثة , كأنه صرصار (أورشليم) المحنط من زمن داود عليه السلام جرذا … ولا كبقية الجرذان ‘ فتح فمه كالبقرة لذلك الكي كي الأمريكي ‘ لكن( المعتصم) جمع أطراف شجاعته المبعثرة في منارة الملوية بعد ان تذكر قصيدة أبي تمام الطائي في مدحه يوم فتح عمودية :
السيف اصدق إنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
ذكرني ذلك بالبطل الهمام والذي سمى نفسه قائداً وراح مثل عادل إمام يصول ويجول بسيف خشبي وهو يردد أناشيد عن العنتريات التي ما قتلت ذبابة ‘ وحينما (( طلعت الشمس عل الحرامية ... وحينما سكتت شهرزاد في الصباح عن الكلام المباح)) لم يكن هنالك شهريار بل كان هنالك عهريار … وعار يخجل من فعلها حتى الحمار‘ وفجأة قطع البث المرئي وشاهد الناس على شاشات التلفاز ذلك الحبنتري كأذل ما خلق الله … ضحك الجميع حتى تذكروا قولته الشهيرة في خاتمة كل خزعبلاته
- وليخسأ الخاسئون .
وفعلاً كانت هذه المقولة صادقة وخسئ الخاسئون‘ يا لذلهم ويا لعارهم ‘ نسيت ان أخبركم أيضا ان ( المرسي) هذا كان فقيهاً في الفلسفة التجريدية وكان بليغاً أيضا في هذا المجال لان الشعار الذي يؤمن به في مجال المنطق التصوري هو : (( مطابقة الكلام لمقتضى الحال)) .
لم يفعل شيئاً حينما فتح حقيبة السمسونايت من النوع الفاخر واخرج منها مرآة كرستالية ... صوتاً و صورة وهي تشبه آخر صرعة من صرعات الموبايل وقدمها هدية له ولم ينس ان يكتب عليها :
إذا ما الجبــان خلا بأرض
طلب وحده الطعن والنزالا
أما بقية القصة فالجميع يعرفها...أشكركم لحسن الاستماع ..
[/align]