مقتطف من رواية البيت القديم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيهاب فاروق حسني
    أديب ومفكر
    عضو اتحاد كتاب مصر
    • 23-06-2009
    • 946

    مقتطف من رواية البيت القديم


    أيُّهَا الغَائِبُ المُنْتَظَرُ
    نسْتَشعِرُ رَحِيقَ أنْفَاسِكَ حَوْلنَا
    قَرِيبةُُ هِي
    نتلمس خطاها

    رُبَّمَا أنَّهَا دَاخِلُنَا
    تَنْبِضُ بِهَا صِدُورنَا
    أم أنَّك لا زِلْتَ بَعِيدَاً بَعِيْدَاً
    آاااهٍ ‍‍!
    كَم أتْعَبنا طُول الانْتِظَارُ !
    فَلْتَأتِ بِما نَشْتَهيهُ
    وتُحَرِّرُ نُّفُوسنَا
    من هَذِى الأشْباحِ الرَّهيبةِ
    الجَاثِمَةَ عَلَىَ صُدُورِنَا ...


    صَـرْخَةُ

    اللَّيْلُ مُخِيفُُ !
    عِنــدَما تَسُود ظُلْمَته ؛ تَنْطَلِقُ أشْبَاحُهُ في كُلِّ مَكانٍ ، تَعْبَثُ بِكُلِّ شَيٍ لا يَمنعُهَا مَانِعُُ ، ولا يَحْجُبُهَا سَاتِرُُ
    والليلةُ شَدِيدة الظُّلمةِ بَارِدَة أمْطَارهَا غَزِيرة حَتَّى أنَّ أهْلَ البَلدَةِ قَدْ سَكنَوا جُحُورهَم مُبكِّراً تَوجُسَاً مِن حُدُوثِ ما لا تَشْتَهيِهُ نُّفُوسُهُم
    ومِثل كُلِّ لَيْلَةٍ تَدوي صَرخَةُُ رَّهِيبةُُ في سَماء البَلدةِ " الحزينة"، صَرْخَةُُ تَحْمِلُ مَعَهَا رَائِحةَ المَوتِ القَرِيب
    تَرْتَجَف لَها القُلُوبُ ، وتَتَجَمِّدُ العُيونُ في مَحَاجِرِهَا
    يقَولُ عبد الله الحَسَني: مُصيبة جَديدة !
    يَرَْفَعُ رَأسَهُ إلى السَّماء صوتهُ مُفعم باليأسِ :
    - مَتَى نَسْتَريحُ من هَذِه الأشْبَاحِ
    ثُمَّ يَنطلق لِرؤيةِ ما يَحدُثُ

    الذَّبِيحُ

    في السَّاحةِ الواسِعةِ ، المُمْتَدَّة أمَام البَيْتِ القَدِيمِ؛ تُرَى جُثَّةُ سَـلاَّم مقطوعة الرَأس، مَسْجَاة على الأرضِ بجوار الصّخرةِ المَوعودة، غَارِقَةً في دِمائِهَا. والنَّاسُ يَلتفون حَوْلَهَا في ألمٍ وحَسْرةٍ... يَسْتَبِدُّ بِهم الفَزَعُ ؛ لأن سَلاَّم حَارِس البَيْتِ ، كَان آخِرَ أملٍ لَهُم في التَعايشِ مع الأشْبَاحِ ، تِلك الأشْبَاح المُنتَشرة في كُلِّ مَكانٍ حَوْل البَيتِ ، ولا يَسْتَطيعُ أحَدُُ أن يُوقِفَ انْتشَارِها ، أو حَتَّى يَصُدّ سَيلَ لَيَالِيهَا المُنْهَمِرة إلاَّ سَلاَّم هو وحدَه من اسْتَطاع ذَلِك لأنَّه يَعْلَمُ السِّرَ ، تَوارَثَهُ عن أجْدَادِهِ بِكَلمَةٍ منه كَان يَنِطِقُ بِهَا يَصْرِفُ الأشْبَاحَ ويَجْعَلُهَا سَجِينَةَ لَيْلهَا الطُّويِل... لَكِنَّهَا صَبَرتِ وتَحَمَّلتِ حتَّى ظَهَر الغَرِيب خِلسةً ذَاتَ لَيلَةٍ كَهذِه الليلةِ ... شَرَعَ يَتَوسَّلُ إلى النَّاسِ الطَّيبين ... يَتودد إليهم... حتّى أقنَعهم بِبَيعِ قِطع من أرضِ البَلدةِ إليه
    مُنْذُ ذلك الحِين انْقلبتِ الحَياةُ في البلدةِ، وانْتَشـرتُ الأشْـباحُ غير مُبالية بِشَيءٍ، ولا يَمْنَعها شَئُُ عن العَبـَثِ، واللهْوِ وإثَارةِ الذُّعر بين النَّاسِ
    أمَّا الآن ، فَقَد اخْتلَّ الميزانُ ، واسْتَطاعتِ الأشْبَاحُ أن تتَخَلَّص من سَلاَّم ؛ لأنَّه كَان يُخِيفهم ، يَقَفُ حَائِلاً دون تَكَاثرهم، وتَمكنهم من دُخُولِ البَيْتِ هَذا البَيْتُ الَّذِي ينْتَظِر عَوْدَة صَاحبهِ مُنْذ مِئاتِ السِّنين، صَاحِبه الذي لا يَعْرِف أحَدُُ عَنْه شَيئَاً ، غَير أنَّه كَان هُنَــا ذَاتَ يَوْمٍ بَعِيدٍ يُؤمِنون بِهذَا لكِنَّ - الأمر في مٌنتهاهِ- يَحِملُ سِـرَّاً عَظِيمَاً... كَان الحَارِسُ يَعْلمهُ ، ولا يُبُوحُ بِه لأحَدٍ ، ويَعْلَمُ أنَّ الحَفِيدَ سَيأتِي ذَاتَ يَومٍ ، ويُحَرِّرُ البَيْتَ
    لِهَذا كان يَجِب القَضَاءُ عَليه إلى الأبدِ

    القِدْرُ يَغْلِي

    بِجوارِ الجَسَدِ يَقفَ النَّاسُ شَاخِصين إلى رَأسَ الحَارِسِ، دَاخِلقِدْرٍ عَتِيقٍِ مُمتلئ بدِمائهِ الفَائر من شِدَّةِ الغَليانِ لا يَعي أحَدهم كيف جَاء ومن أين هَكذَا رأوه ولا يفقهون غَيِر ما تُحِيطه أعيُنُهُم يُغالبون حَسْرتَهم ومشاعِر الدَّهشةِ تَعصِفُ بِسكونِهم تَقذِف الرَّهبةُ حِممها في عروقِ دِمائهم
    يهَمسَ الحَسني : هَذَا دمُ الحَارِسِ يُطَالِبكُم بالثأرِ
    فَيُجِيبهُ صَوتُُ مجاهد خَافِتاً ... بلسَانٍ مَعقودٍ، وماء البلعوم يَسيل على جانبي فمهِ ... كمن يَسْتَلهم الآتي :
    خـيّ يا الحَسَـني
    وصاتَـك أمِّــي
    أوعـي يا أمّــي
    بعـدي تنهــمي
    من أجل هـا البلدة
    ضحيت بــدمي
    وكـلـه لعيونـك
    وعيونك هَمِّـي [FONT='Times New Roman','serif'][1][/FONT]
    هذَا هُو اللقب الذي اشتهر به عبدالله بين أهلِ بلدتهِ... الحَسَنِي...
    ذلك الذي لا تَعنِي الحَيَاة له أكثَرمن طَريق للنّجاةِ ... يقول لأقرانهِ دائماً :
    - لا حَيَاة إلاّ بَعد الموتِ ! ...
    يُطيل النَّظر إلى صِنوهِ الصّغير مجاهد ؛ ففي مُنتصفِ العام الفائت ، بينما الأشْبَاح المنتْتَشرين بين أهل البلدةِ يعيثون فَسَاداً... قَرر مجـاهد أن يَتصَدى لهم مثل كَثيرٍ من أقرانهِ الذّين صَار لَعِبهُم دَرباً من كِفاحٍ ... أن يُقـاومهم فالتَقَفَه الأشْبَاحُ ، راحَوا يُطلقونَ عليه أعيِرتهم من المَسِّ والهَمـْز واللمزِ والنَّزغ حتَّى أحَالوه خِرقةً باليه ... بالكادِ يَرىَ ولا يَعِي ، ولا يُعبِر عمَا يَرَى إلاَّ بلسانٍ معقودٍ فصَار أضحوكةً بين الغُرباء ممن يظنّون به الجنون وما هو بمجنون لكنَّـه ... تَدمع عَينَا الحسني وهو يَضمه إليه بقوة
    ومن بَينِ المُحْتَشِدينِ ، يَتَهَادَى صَوتُُ قوي :
    - هذا جزاء صبرنا على الغريب
    فيُجيب صَوت رَقِيق :
    - كان سَلاَّم يَعلم السِرَّ وحَرَّمه علينا
    يَسْتَغِربُ الحَاضِرون لَُغَتَه ... فلا يَبدو عليه أنَّه واحدُ منهم... وإنَّما مَلامِحه أقرَب إلى مَلامِح حُرَّاسِ المًَعبد ... هؤلاءالمُتّشحين بالبياضِ – رغم ظُلمةِ قُلوبهم - الذين هَبَطوا على البَلدةِ بِمَظَلّةِ الإغِاثة مُنذ مئاتِ السّنين ، واستَمروا حتّى مَجِئ الغَريبِ ...
    يُجيبه أحَدُهم بلَهجةِ اسْتِنفارٍ :
    - لا أرادَ أن يَحمِينَا من أنْفُسنا
    يقولُ الحسني بِهِدوءٍ :
    - لَيسَ أمامنا غير الشيخ ياسين هو فقط من يَستَطيعُ أن يَفهم ما يحْدُثُ ... ويرشدنا إلى الطريق ...
    يوافقه الجَميعُ الرَّأي
    ويُقَررون الذِّهَابَ إلي الشَّيخِ في حِينِهِ

    في بَيْتِ الشِّيخ يَاسين
    عِندَ وصُولهم يِجِدونَه مُنَهَمِكاً في الصَّلاةِ ، وكَأنَّه يَدعوا الله أن يَرفَعَ عَنْهُم البَلاء يمكثون قَريبين منه... حتى يفْرغ من صلاتهِ... ثَم يجَلسون بِجانِبهِ ... يَشْرَع الحسني يَقُصُّ عَليه ما حَدَثَ ، بينما الشيخُ يُنْصِتُ له في هِدوءٍ تَامٍ حَتَّى يَنْتَهي من حَدِيثِهِ ، ويصَيخَ السَّمع إلى الشَّيخِ
    وبَعدُ لَحَظَاتٍ من الصَّمتِ المُتَأمِّلِ ، يَقُولُ لَهُم الشِّيخ :
    - صُبّوا الدِّماء فوق الصَّخرةِ المَوعودةِ حتَى تَسْتكين
    ثم يُضِيفُ :
    - وإن لم يَحْدُثْ هَذَا سَرِيعَاً ، سَتَحِلُّ عَلِيكُم اللعنةُ سَيبقى الدَّم علي فَورانهِ حتَّى يُصْبِح بُحَيرةٍ نَتِنةٍ تَقْضِي على البَلدَةِ بما فيها ومَن فِيهَا ...
    ثم يمتنع عن الكَلامِ ، ويَشْرَعُ في الصَّلاةِ
    يُوقِن أهلُ البَلدَةِ أنَّ مهمةً شَاقَةً بانْتِظَارهم؛ عَليهم إنجازها قَبل فواتِ الأوانِ

    الصِّنْدُوقٌ الأسْوَد

    بَيْنَا هُـمْ يَهمُّون بالخُروجِ، يرفع الشيخُ صوته بالقراءة في الصلاة - كان هذا من عَادَاتِهِ إذا أرَاد شَيْئَاً - يفَطِنَ الحَسَنِي إلى مُــرَادِهِ، ويُؤثِر الانتِظارِ، تَارِكَاً أهلَ البَلدَةِ يَمْضُونَ في سَبيلهم لإعْــدَادِ جُثمانَ الحَارسِ وتَجهِيزه ...
    تَمْهِيداً لِحَمْلِهِ إلى مَثَواهِ الأخيرِ
    لا يَلْبثُ الشيخ أن يَفْرغ من صَلاَتِهِ ، حتَّى يَلتَفـت إلى الحسني ، الجَالِس بِجوارِهِ في سِكونٍ تَامٍ... يَربِتُ على كَتِفهِ نَاظِرَاً إليِهِ بِِعَينينِ تَحمِلان إليه كَثيِرَاً من المَعَانِي المُوجِعـةِ؛ تلك التي يَعْجَز اللسَانُ عن النُّطْقِ بِهَا
    وبَعْد فترة صَمْتٍ قَصِيرةٍ ، يُرسِل تَنْهِدَةً تُطِلِقُ ما بِقلْبِهِ من حِمَمٍ وأوجَاعٍ يَهِمسُ قَائِلاً :
    - العُمْرُ يَمْضِي بِسُرْعَةٍ !
    لَكن عُمْر الإنسَانِ لا يُقاس بِمُضـِي زمنه ، وإنما يُقَاس بِما عَمِلَه في حَياتِهِ
    يُحَاوِلُ الحسني أن يَفْهَم مغْزى الكَلام ، لَكِنَّه لا يَسْتَطِيع يَبْتَسِمُ الشيخ ويَسْألَه :
    - ما رَأيَكَ في كُوبٍ من الشَّاي ؟!
    يَنظُر إليه بِدهشَةٍ لا يَستَطيع أن يُخْفِيها
    يُصَفِّق الشَيخُ ، قَائِلاً بِهدوءٍ :
    - لا تتعَجَّل سَتَعرِف كُلَّ شَئٍ حِينِه ...
    تَدْخُلُ علَيْهُمَا نَرْجِس ، ابنة الشَيخ ... تقَفُ في خَجَلٍ ورَاء حِجَابِهَا الرَّائق مُنْتَظِرة أن يُفْصِحَ أبوُهَا عَن مُرادهِ يَسْتَحِلُّ الحسني مِنهَا نَظَرةً خَاطِفِةً تُبدو عينَاهَا كَحَبَتي لؤلؤٍ نَضِرتينِ ، كأنَّهَا القَمَرُ في كُسُوفِهِ
    يَهمِسُ الشِّيخُ :
    - أعِدِّي لَنا الشَّاي !
    َتُلَبِّي وتَغِيبُ لِدقَائقٍ
    يقول الشيخ :
    - مُنْذ ماتت أمّها لم يَعُد لَها غَيْرِي
    - أطَال الله في عُمرِ شَيخِنَا الجليلِ
    - لَمْ يَعُد في العُمرِ بقيةً يا ولَدِي
    ثم يصمتُ قَلِيلاً ، وكأنَّه يُفَكِّرُ فيما سَيؤول إليه الأمر من بَعْدِهِ ، ويضيف قائلاً :
    - مِنْ أجلِ هذا أرَدتُك
    يَصْطَدِم الحسني بالكَلِماتِ ، يَنْبِضُ صَدرهُ بِقوة ، يَسْتَلِبهُ تَفكير عمِيقٍ :
    - تُرَىَ ما مَغْزَى تلك الكلمات ؟
    يَقرأُ الشَيخ ما يَجولُ بَرَأسهِ ، فَيرْحَمَه من مُعانَاةِ التَوتُرِ والقَلقِ:
    - الطَريق طَويل وأنا أشْعُرُ بِدنو الأجَلِ
    لذَا أرَدتُ اخْتِيار مَنْ يَخلُفني
    - لكن
    يَسعـل الشيخ حتى تنْكَشِف الحُجُبُ أمَامه ، وُيَتَيقن من صَدْقِ خَواطِرهِ
    - اخَترْتُكَ أنتَ لِهَذهِ المُهِمَّة الشَّاقة
    - أنـــا !
    - نَعم أنتَ ! لا يُوجُدُ من هو أفَضل مِنك
    - لكن أقصد
    لدِينا شيوخُُ كَثيرون ، وهُم أحقُّ مني يِذلك
    يَبْتَسِم الشيخ :
    - المواجهة تحْتَاج إلى القوةَ والقُدرةِ
    - وتحتاج إلى العلم أيضَاً
    يصمتُ الشيخ للحظاتٍ يقول بابتسامةٍ واثقةٍ :
    - أنتَ أعْلَمهم أنا أعرِف هّذا
    أمَــام هّذا الإصرار ، لا يَجِدُ الحسني غير الاسْتِسلام لإرادةِ شَيخِــهِ ذو اللحيةِ الثلجِيةِ المُنَمَّقةِ
    تَسُودُ المَكَانَ هَالةُُ من الصَّمتِ الحَزِينِ ، لا يَكسِرهَا غير صَوتِ نَرْجِس الدَّفين في أعماقِها :
    - الشاي !
    تَضَع الصِينية بِهِدوءٍ
    يَقُولُ الشيخ :
    - أحضِرِي لِي صِندوقِي الأسَود .
    تَنْظُرُ إليه بِدهَشةٍ وحَسرةٍ ، عَيْنَاهَا تَلمعَان بِقَطراتِ النّدَى كأنَّهما تَسْبِران غَورَ أفَكَارِهِ لِكنَّها تَذْهَبُ مُتثَاقِلةً وتَعُودُ بَعد قَليلٍ حَامِلةً صِندُوقَاً أسـْودَ ، قَدْ نَأى به الزَّمنُ تُعطِيهُ لأبِيها بِرَعْشَةٍ في صَدرِها ، ثم تولي الأدبار إلى مَكمَنِها الغَارِق في سَكِينَتِــهِ..
    يَقولُ الشيخ بتنهدةٍ ، وعَيْنَاهُ تَتَّبعَانَهَا :
    - أرغَبُ في الاطمِئنان عليها
    ثُمَّ يَفتحُ الصِّندوق ، يَأخُذُ مِنه لُفَافةً بَالِيةٍ من جلدِ حَيـوانٍ قَدِيمٍ، لَكِنَّهَا متَماسِكة يُقَبِّلُهَا قُبْلتَينِ ويَمُدّ يَديَهِ يَسْحَبُ يَدَ الحسني بِرفقٍ ، يَضَع اللفَافَةَ بين كَفيهِ قَائِلاً لَهُ :
    - لَمْ أعُدْ أسْتَحِقُّهَا
    يَنْظر إليه الحَسَنِي عَينَاهُ الخّضْرَاوانِ كَأنَّهُمَا عَالَمُُ من السِّحْرِ اللانِهائي ... نَظَراتَهُ الحَادة كَنَظَراتِ الصَّقرِ تَحمِل فَيْضَاً من عَلاماتِ الاسْتِفهَامِ
    يَقُولُ الشيْخُ :
    - تِلك أمَانَةُُ مُنْذُ اللحظةِ أنتَ حَارِسُهَا
    يَنْظُرُ الحسني إلى اللفَافَةِ بين يَديِهِ ...
    يُعَاوِدُ النَّظَرَ إلى شَيْخِهِ
    يربُتُ الشَّيخُ على كَتِفيهِ بِقوةٍ
    - أعْلَمُ أنَّكَ سَتَحمِيهَا
    ثُمَّ يَصْمُتُ للِحَظاتٍ ويضِيفُ :
    - إنَّهَا حَمْلُ ثقيلٌ من بَقَايَا التَّابوت يَجب أن نُعيدها إليه مرة أخرى ... واجِبُـكَ أن تَجِدَ مَنْ يَحمِلُهَا بَعدكَ...حتَّى يَظْهَرَ الحَفِيدُ يعيدها بِيَديهِ مرة أخرى ويُـرِيحُ أهلَ البَلدَةِ من عَنائِهَا
    ثُمَّ يَنْهض قَائِلاً :
    - هيّا ... خُذْ بِيدي إلى جُثْمانِ الحَارِسِ
    يَتقدم الحسني في التَوِّ آخِذاً بِيدِهِ إلى السَّاحةِ الواسِعـةِ؛ حَيثُ يَرْقُدُ الجُثْمَانَ سَاكِنَاً أمَام البَيتِ القَدِيمِ في انْتِظَارِ مَلائِكة رَحمَتهِ..

    سِرُّ المُفتاحِ

    يَخْتَرقُ الشَّيخُ كُتلَ الأجْسَادِ المُلْتَحِفة بِدَهشَتِها ، يَنْزَعُ عَن الشُّرطيّ هَيْبَته، يزيح بيديهِ فُرسان المَعبد المحيطين بالجُثمانِ المُسَجّى كسيَاجٍ حَديديةٍ... يَجلِسُ بِجوارهِ في أسَى ، لا يَسْتَطيعُ أن يَرَاهُ بَعينَيهِ المَفقوءتينِ ، اللتين أُطفِئ نُورهمَا ذَاتَ يَوْمٍ أصَابِعه رُخَاميَّة ، لَكِنَّه يَرَاهُ بِقلبِهِ ، يَسْتَشعِرُ ما بِهِ من جَمَالٍ مُسْتَترٍ ، لا تَراهُ الأبصَارُ ، وتَرَاهُ القُلُوبُ المُسْتَنيرة نَعم، فالبَوْنُ شَاسِعُ بين الوجهَتينِ لأن النَّاس حَولَه لم يَروا سِوى جَسَدٍ مَنْزوع الرَّأسِ ... غَارق في بَحْرٍ مِن دِماءٍ سَائلِةٍ ، فأعجزهم النَّظر إليه، وهَالَ مَنْظَرهُ قُلوبهم المُعتمةِ في أحشَائهم ...
    يَتَحَسَّسُ الشِّيخُ صَدرَ الحَارسِ، يَبحثُ عن شَئٍ يُرِيدُه بِقـوةٍ يُحَاوِلُ الشُّرطي مَنْعهُ ، لَكِنَّه يَعرِف -كَغيرِه أنَّ الشَّيخَ لا يُحَرِّكه هَواهُ وإنَّما يُحَرِّكهُ عِلمه الوَفير، وقَلبه المُبِصِرُ إلاَّ أنَّهم لا يَملِكونَ إرَادتهم ، إنَّما تُحَرِّكهم إرَادةُ جَبَّارٍ، حَاكمُ البَلدةِ ، الذي وصَلَ تَوَّاً وسَطَ مَوكبهِ المَهيب لِمُطَالعَةِ الجُثْمان ، وإقنَاع الملأ بِمَدَىَ قُربهِ منهم شعوره بآلامهم ومُشاركتهم أحْزانَهم لكن وصُوله صَارَ حِصنَاً مَنيعاً يَحُول بين الشيخ والاستِمرارِ فيما بَدَأه منذ قَليلٍ
    يَقتَربُ الحسني مِن الشَّيخِ ، يَسْحبهُ بِرفقٍ مبتعداً به عن الجُثْمان الذي سَتَرتهُ ملاءةُ بَيْضَاء حَمْراء وبَعِيداً عن نَظَراتِ جَبَّار التي تُشبه ألسِنة لَهبٍ ، تَكادُ أن تلتهم كُلّ مَن يُزِيح السِّتارِ عن عَيني الحَقيقةِ العَمياء
    يَهمِسُ الشَّيخُ بِرجفَةٍ كالزلزلةِ في صَدرهِ :
    - لَم أجِده ! لَم أجِده
    - ماذَا تَقْصِد يا شَيخنا ؟
    - المُفتَاحُ
    - أيُّ مُفتاح ؟
    - لِقد أخَذَه القَاتِل
    لا يَجبُ أن يبقي معه
    بقاؤه معه يعني ضَياع كُلَّ شَئٍ
    - ومَا الحَلَُّ ؟!
    - عَليكَ أن تُعِيدهُ عليكَ أن تُعيده
    - كيف أعِيدُه ؟إنَّها مهمةُُ شَاقَّة ومُسْتَحيلة
    يُطْرِقُ الشَّيخ للحَظَاتٍ ، ثُمَّ يقُول :
    - خُذنِي إلي بيتي هُناك سَأرشِدك إلى ما يَجِب أن يكون
    ومن بين المُحتَشِدِينِ ، يَنْسَلِخُ الشَّيخُ كما يَنْسَلِخ الرُّوْحُ من جَسَدِهِ المُعَذَّبِ ... يَتبعهُ الحسني في صَـمْتٍ تُرَاودهُ دَهشةُُ ... ورَغبةُُ في نَبشِ أفكار شَيخِهِ الجَليلْ

    حَفْلُُ أَسْوَدُُ
    في تلك الليْلَةِ الحَمراء ، يُطِلّ الغَريب على نُجومهِ في كَاملِ أبَّهتهِ ؛ مُتدثِّراً حُلّتهِ السَّوداء ، تَلتَصق برأسِهِ قُبَّعته السّوداء ، تَلمع على صدرهِ نجمته الشهيرة ، يَعبث في ِلحيتهِ المُرسَلة باستمرار… يُحِسّ بِما لَمْ يُحِسُّ بِه مِن قَبـلٍ … وكأنَّ الدِّماء المُرَاقةِ تًسْريِ في عُرُوقهِ المُتهَدِّلة ، لِتُلهبُ جَذْوة فُؤاده المُتعَفِّن، تُوقَظُ حِمَم فَرْحَته بِذلك النَّصر الغَادِرِ، الَّذِي طَالَمَا حَلِم به مُنْذ وَطِئتِ قَدَمَاهُ أَرضَ البَلدةِ...
    وأشْبَاحَهُ المُنتشين المُمتَزجين بالأدخِنةِ المُتُصاعِدةِ في كُلِّ مَكانٍ، يَغمرون أركانَ مَعْبَدِهِ بِمَشَاِعِرِ الرَّهْبةِ والخِضُوعِ... تَتَمايلن حَولَهم الكَاهِناتُ شِبه العَارِياتِ ، تُؤدين طُقوسَ الطَّاعةَ على أنْغَامِ الفَزَعِ، أمَام العِجل الذُّهبي ذِي الخُوارِ السِّحري ، رَمز قُوة السِّحرِ الفتّاكة، التي يَصْنعُ مِنها الغَريبُ عَــالمهُ الوَهمي من داخل غُرفة الأسرار الخَفيّة في مَعْبَدهِ الذي تُزيِّن أركانه عِظامُُ آدميةً ، ليُوهِم أتْبَاعه بمدى ما له من قوةٍ غير مرئيةٍ... بَينَما يَمتَدُّ مَمْشُوقَاً بِجوارِ العِجلِ الذَّهبي ؛ ذلك الجَسَدُ الأنثوي العَارِي في رَوعِتِهِ الذَّهبيةِ ، وسِحر مُجونُه الأخَّاذ، رَمْزَاً آسِرَاً للجَاذبيةِ التي لا تُقَاوَم، تِلك التِي تَسْتَلِب العُقُول ، وتُفقِدُها تَوازُنها فِي لَمحَةٍ من بَصَرْ..
    حَفْلُُ غَيْر عَادِي ، يُقَيمُه الغَرِيبُ الليلة ، في مُكمنهِ الدَّفينِ بوادِي الجَبلِ الشَّاهق الشَّاهق ومَعْبدِ أسْرَارهِ الخَبيثةِ الَّذي لا يَبلُغه غَير المُسْتسلمين له، المَسْحُورين بِخدعهِِ ومِن بينِهم جَبَّار، حَاكِم البَلدةِ الغَاشِم ؛ الَّذِي يَرَىَ بِعيني الغريب ، ويَضْرِبُ بِيدَيهِ ذلك الرَّجل الّذِي اعْتَلى عَرشه ذاتَ لَيلةٍ ظَلماء ، عِندما سَهَّل للغَريبِ طَرِيقه إلى السَّكينةِ ليسَتيقَظُ أهلها ذاتَ صَبَاحٍ ، فيَجدونَه جَاثِماً عَلَى أحلامِهم
    هَكَذا يَبْدأ الحَفلُ بالرَّاقِصاتِ العَابداتِ
    ومِن بَينِهنَّ تَتَجَلَّى إحِداهُنَّ ، كَأنَّهَا غَمَامةُُ في اتّشاحها بالِسَّوادِ، لا يَبدو مِنها غَيرَ ذِراعِيهَا النَّارِيتَينِ ، يحْمِلانِ صِندُوقَاً من فِضَّةٍ دَاخِلُهُ شَئٍ فِي سَرَيَانِهَا تَخْتَـرِقُ أجْسَادَهَنَّ دَانِيةً مِن الغَرِيبِ شَيئاً فَشيئاً حَتَّى َ تَنْصب قَوَامَهَا النَّارِي المَمْشُوق، مَادَّةً ذِرَاعَيهَا إليَه بالِصِّندوقِ الفِضِّي
    يَهِمسُ الغَريبُ بِعينينٍ مَسحورتين:
    - ماريكـا ! ...
    تَمِيل عَليه حَتّى تُنِيمه يَقِظَاً ...
    أنْفَاسهَا تَحْرِقُ أنفَاسَه ...
    جَذْوةُ عَينَيْهَا تَسْحِرانَه ... تَجْتَذِبَانه بِقِوةٍ :
    - جِئتُ من أجلك ! ...
    يَفتَحُ الصّندوقَ مَسْحُوراً
    رَغَبةٍ جَامِحةٍ تُطِلُّ من عَينيـهِ..
    يستلب الشُّعَاعَ المُرْسَل مِن دَاخِلِهِ هَـوَىَ نَفسهِ ...
    بَريقُُ لا يُقَاوَم
    يَهْمِسُ جَبَّارُ الواقِف عن كَثَبٍ بِدَهشتهِ وانْبِهَارهِ :
    - مَا أجمله !
    يَقولُالغَرِيبُ بِعينينِ زَائغَتينِ :
    - هذا مُفْتَاحُ التابوت
    يَمدّ يَدَيه داخل الصّندوقِ بلا وعي
    يُزَلزَل المَعبَدُ... يَظْهَر الشَّبحُ الحَارِسِ فجأة... يحُولُ بين الغَرِيبِ والمُفتَاحِ ، صَائحاً بِصوتٍ مُجَلجِلٍ :
    - لا تَفعَل كِدتَ أن تَقضِي عَلينَا ...
    يهَدَأ كُلُ شَئٍ ، ويَعود إلى الغَرِيبِ رُشدِهِ يَهمِسُ وهُو يَمسَحُ بيِديهِ على جَبينهِ :
    - لَمْ أسْتَطِعُ مُقَاومتَه
    ثُمَّ يضِيفُ بِلهجةٍ مُتَحسرةٍ :
    - خُذُوهُ بَعِيداً عُنِّي لا يَقتَربُ مِنه أحَدُُ حَتَّى يظهر الوَريثُ ويَأخُذُهُ بيَديهِ
    َيُصفِّقُ مَرَّتَينِ فَينفضّ الحَفلُ
    - لِماذَا تَغيَّرتَ هل حَدَثَ مَكروهُُ ؟
    يَنظُر الغَرِيبُ إليه بِعينينِ يَشُوبهما حُزنُُ زائفُُ
    - نَعم يا صَدِيقيِ أنا أشْكُو إليك من أحَدِ رَعَاياك
    - مَنْ ذَا يَجرؤ على سَيدنا الغَرِيب ؟
    - إنَّه ذَلِك الشَّيخُ الذِي يُقيم عِند أطرافِ البَلدةِ
    يَختلِجُ صَدرَ جَبَّار ، حَتَّى يَكاد أن يَخْرِق صَدره تَسْبَحُ عَيناه في عَالمٍ من الشُّرودِ النَّاري يَهمِسُ :
    - الشِّيخٌ ياسين !
    - نَعم هَذا اسْمه قَالوا لِي ذلك
    - إنَّه حَشَرةُُ دَعْ أمره لِي
    لا تشْغِل نَفْسَك به بَعْدُ اليَوم
    إذَّاك يَنفرجُ ثّغرُ الغريبِ عن ابتِسَامةٍ ظَافِرةٍ ، وتَسْتَضئ عَيناه بِومِيضٍ ذِي بَرِيقٍ سِحْري
    يَنهض جَبَّارُ مُؤديَاً فرُوُضَ الصَّداقةِ ، ويَمضِي وسَطَ حَاشِيتهِ من مَردةِ المعبدِ في طَرِيقِ عَودتهِ إلى البَلــدَةِ مُحَمَّلاً بِمَا يُزِيح عن الغَرِيب هَمَّه ، ولا تصْبو إليهِ نِّفوسُ العامّة ...



    [FONT='Times New Roman','serif'][1][/FONT] من أغاني التراث الفلسطيني .
    إيهاب فاروق حسني
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدر
    إيهاب فاروق حسني
    أنت مبدع حقيقي
    لم أكن أقرأ نصا عاديا
    كان رائعا
    هل هذه رواية ..كأني كنت أرى فيلما
    وكل تلك الشرور
    وتلك الأرواح الطاهرة
    أتصور بأن حتى الأسماء اخترتها بدلالة .. صح زميلي
    تستحق القراءة فعلا زميلي
    تحياتي لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      تكوين جمالي حين تنسج الخيال على الصور قوة وحيوية

      سرد جميل يجبرك على تتابع القراءة بتأن

      مقتطف من رواية شامخة

      نأمل يوما أن نقرؤها

      استاذنا الفاضل ايهاب
      شكرا لهذا الإبداع

      و تحية تقدير
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • إيهاب فاروق حسني
        أديب ومفكر
        عضو اتحاد كتاب مصر
        • 23-06-2009
        • 946

        #4
        الشكر كل الشكر للزميلة المدعة عائدة نادر...
        حقاً لك إطلالة جديرة بأن تخرج المرء من عوالم الإحباط في ظلّ عالم منقلب الموازين... قر يباً جداً أهديكِ النص الكامل للرواية فهي منشورة بالفعل... وإن كنت آمل إهدائها إليكِ في نصها المنشور بين دفتي كتابٍ...
        شكراً لكِ...
        إيهاب فاروق حسني

        تعليق

        • إيهاب فاروق حسني
          أديب ومفكر
          عضو اتحاد كتاب مصر
          • 23-06-2009
          • 946

          #5
          الشكر كل الشكر للزميلة المبدعة مها راجح...
          أرجو أن تصلك الرواية في نصها الكامل قريباً جداً بإذن الله... فهو نص يتناول أسباب الصراع العالمي ... يحلل ويفسر أبعاده بصورة رمزية... ويجيب على السؤال : لمن تكون الغلبة في النهاية ؟!...
          شكراً لك من القلب...
          إيهاب فاروق حسني

          تعليق

          • إيهاب فاروق حسني
            أديب ومفكر
            عضو اتحاد كتاب مصر
            • 23-06-2009
            • 946

            #6
            لمن يكون النصر في النهاية ؟!
            سؤال يحير الجميع...
            إلى ذلك القدر حتماً يسير كوكبنا ...
            ما علينا سوى الصبر والانتظار...
            التعديل الأخير تم بواسطة إيهاب فاروق حسني; الساعة 23-07-2009, 12:58.
            إيهاب فاروق حسني

            تعليق

            • إيهاب فاروق حسني
              أديب ومفكر
              عضو اتحاد كتاب مصر
              • 23-06-2009
              • 946

              #7
              أرى أننا نحتاج إلى ذلك الرجل الذي يمكن للجميع الاتفاق عليه... فإذا ما توحدت كلمتنا... سنقذف الرعب في قلوب أعدائنا... ونعيد مجدنا القديم...
              إيهاب فاروق حسني

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                البداية كان رائعة و حملت دهشة أيهاب صديقى
                سوف أكمل القراءة فلا تؤاخذنى أخى فى هذا الإملال الذى أستشعره
                فكثيرا ما يهاجمنى !!

                عمل مشرق ، حمل كل عناصر نجاحه !!


                لى عودة

                خالص محبتى
                sigpic

                تعليق

                • ايهاب محمد عاشور
                  أديب وكاتب
                  • 24-07-2009
                  • 262

                  #9
                  الراقي جدا / ايهاب فاروق حسني..!!
                  نص غارقا بالرمزية ... شخوص الرواية انتقت بعناية... مفردات مؤثرة في قلب القاريء يجعله يشعر بالفخر يشعر انه يتقيأ غضبا على العدو..
                  اخي ايهاب حسني. البقاء وصراعه طويل جدا.. والبقاء اخيرا لاصحاب الحق لا للذين زوروا التاريخ.. الانتصار لمن يناضل لاجل الانتصار وتحرير البيت القديم لا لمن يهاجم اصحاب هذا البيت.
                  اخي ايهاب.. ابداع مميز قرأته لك هنا... اشكرك جزيل الشكر لاهتمامك الوطني وحسك العالي.
                  دام ظلك اخي..!!
                  ايهاب يحييك
                  sigpicعلى هذه الأرض..سيدة الأرض..ما يستحق الحياة

                  تعليق

                  • إيهاب فاروق حسني
                    أديب ومفكر
                    عضو اتحاد كتاب مصر
                    • 23-06-2009
                    • 946

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ايهاب محمد عاشور مشاهدة المشاركة
                    الراقي جدا / ايهاب فاروق حسني..!!
                    نص غارقا بالرمزية ... شخوص الرواية انتقت بعناية... مفردات مؤثرة في قلب القاريء يجعله يشعر بالفخر يشعر انه يتقيأ غضبا على العدو..
                    اخي ايهاب حسني. البقاء وصراعه طويل جدا.. والبقاء اخيرا لاصحاب الحق لا للذين زوروا التاريخ.. الانتصار لمن يناضل لاجل الانتصار وتحرير البيت القديم لا لمن يهاجم اصحاب هذا البيت.
                    اخي ايهاب.. ابداع مميز قرأته لك هنا... اشكرك جزيل الشكر لاهتمامك الوطني وحسك العالي.
                    دام ظلك اخي..!!
                    ايهاب يحييك
                    زميلي العزيز إيهاب عاشور...
                    أشكر لك حسّك الراقي.. وتعليقك المشجع...
                    تلك هي قضيتي الأساسية فيما أكتب... إننا أمّة نشأت على أرض التاريخ والحضارات والديانات... فلماذا نستسلم اليوم؟ ... سؤال حيرني كثيراً.. لماذا ينخر السوس عظامنا؟ ...
                    رسالة الأدب وأي فن آخر هي تبني قضية والسعي إلى تفسيرها وتحليلها وصولاً إلى طاقة نور...
                    في رأيي أن فنّاً بلا رسالة مجرد فن للفن...
                    أشكرك أخي وزميلي من عميق القلب...
                    تحية لك بعطر الأمل في غدٍ جديدٍ...
                    إيهاب فاروق حسني

                    تعليق

                    يعمل...
                    X