السينما والمضمون الاجتماعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    السينما والمضمون الاجتماعي

    السينما والمضمون
    --------------
    بات معروفا بان أفلام المهرجانات هي الأفلام التي تتحدث عن القيم والمثل الاجتماعية بشمولية وموضوعية في استخدام الأدوات السينمائية حيث لا يقف البناء الموضوعي في إخراج الفيلم العربي عند أسماء معينة فقد تمكن عاطف سالم من أدواته الفنية فقدم أفضل أفلامه " النمر الأسود " بطولة احمد زكي ووفاء سالم النجمة السينمائية الجديدة , التي استطاع " عاطف سالم " أن يحرك فيها المضمون بنفس القدر الذي امتلكت فيه ناصية الشكل بما يتناسب مع مضمون القصة عن كفاح عامل عربي مصري في ألمانيا تدرج في حياته العملية حتى غدا مخترعا وثريا في رحلة كفاح إنسانية لم ينسى خلالها وطنه الأم أيام النكسة ..!
    وهو نفس ما فعله علي عبد الخالق , مخرج فيلم " أغنية على الممر " حين صنع بموضوعيته فيلم " بنات إبليس " إطارا جمع فيه حسناوات الشاشة حول قضية مثيرة وفلسفية هي قضية " الشرف " والمجتمع الذي لا يرحم أبدا – واستطاع بذكاء شديد أن يضعنا أمام سؤال خطير : الشرف والعرض أم المال ..؟ وأيهما أهم ؟ .. الحقيقة التي تهدم أم الفضيلة التي تبني ..؟ وبذكاء شديد قال لنا إن مشكلتنا العربية الحضارية هي في عدم وجود الربان الحكيم القادر على توجيه الدفة إلى بر الأمان ..!
    تلك هي الموضوعية – التي تضع المشاهد أمام سؤال يفجر قضية بحجم المجتمع وبحجم الوطن , وبحجم الحياة كلها – ونفس الأسئلة التي طرحها علي عبد الخالق في فيلم " بنات إبليس " حول نماذج معينة من النساء , طرحها أيضا في فيلم " العار " حول نماذج متعددة من الرجال , ومعها سؤال كبير :
    هل يغفر المجتمع لرجل مستقيم ومتدين , أن يتاجر في الممنوعات من اجل الثروة .. ؟!
    وهل يتحول المال إلي سلاح يقتل الأخ من اجله أخاه - ..؟! وهل نهاية العالم أن تتقاسم المتع الدنيوية , أم تواجهها بإرادة صلبة وقوية ..؟ ولماذا ينتقل العار وراثة من الآباء إلي الأبناء ..؟
    هذا بالضبط ما تعنيه السينما الموضوعية , أن تطرح القضية الاجتماعية بشمولية فنية تملك أدوات الإبداع – وهي نفس الموضوعية التاريخية التي جعلت من مخرج الفيلم الواحد " شادي عبد السلام " مخرجا لا ينسي وهو يبحث الأصل التاريخي للتفكير المجتمعي لدي شعب بأكمله في فيلم " المومياء " .. ولا تستطيع أن تقول الرمزية , هي الموضوعية التي تقصدها , إن ما تقصدها هي الشمولية نفسها التي عشناها في فيلم الجوائز المتعددة " سوق الأوتوبيس " للمخرج عاطف الطيب .
    فالقصة واقعية , والنماذج البشرية واقعية , والمخرج هو الأستاذ الذي جمع القصة بنماذجها البشرية في إطار شمولي , جمع فيه قضية المناطق الحرة التجارية , ورب الأسرة الذي يملك المال والبنين , ويزاحم في ميراث صغير , لسائق الأوتوبيس – وهي نفس الموضوعية التي نلمسها عند " عاطف الطيب " في فيلم " التخشيبة " الذي وضعنا أمام الإجراءات الحكومية والروتينية , وانتقدها بعنف وقدم لنا نموذجا عن حياة الموظفين في سن التقاعد وعن الزوج الذي يعاني بين الثقة والشك في زوجته .. ونموذج الشاب الذي يمثل الجيل الضائع – كل هذه الأفكار في فيلم واحد – تبحث في عدة قيم اجتماعية مهمة وخطيرة – تجعل من عاطف الطيب الباحث عن القيم في السينما العربية ونفس هذا الإطار الموضوعي , هو الذي قفز بالفيلم السوري " أحلام مدينة " وقبلة الفيلم السوري " حادثة النصف متر " وهو مأخوذ عن نفس قصة الفيلم المصري " حادثة النصف متر " بطولة نيلي ومحمود ياسين , إلا أن المعالجة السورية شملت جوانب اجتماعية أكثر شمولية من الجانب العاطفي , ولذا وجدنا الفيلم بنسخته السورية يفوز بأكثر من جائزة وغني عن القول بان الأفلام التي تحدثت عن الواقع الاجتماعي بشكل ساخر في مقارنتها بين القرية والمدينة لم تضمن لنفسها أي نجاح يذكر , كما حدث مع فيلم " خرج ولم يعد " في مهرجان قرطاج العام الماضي الفائز بالجائزة الثانية لموضوعيته , حيث تفوق المخرج " محمد خان "وهو يضع المشاهد أمام مقارنة واقعية عن نموذج الحياة في القرية , ونموذج الحياة في المدينة , من خلال موظف حكومي بدرجة رئيس قسم , لا يأكل إلا الفتات , ولا يقدر علي الزواج , ويعيش في بناية آيلة للسقوط في المدينة , بينما يصاب بالتخمة , ويعيش وسط الخضرة والمنازل الفسيحة والوجوه المليحة في القرية ..
    وكان الفرنسيون هم الأسبق إلي إنتاج وإخراج الأفلام التي تبحث موضوع القيم والمثل في المجتمع والتي أطلق عليها اسم " الموجة الجديدة في السينما " .
    ويعتبر المخرج الجزائري الأخضر حامينا , واحدا من أعلامها في أكثر من مهرجان عالمي منذ كان 1975 وكان أول مخرج عربي تناول هذه الموجة في أفلامه هو يوسف شاهين ,حين اخرج وأنتج فيلم " العصفور " وفيلم " الإسكندرية ليه " , حيث تتبعنا معه قضايا امة بأكملها مع ضابط شرطة هو العصفور , الذي ذهب للقرية ليشارك في حملة ضد طريد في الجبل , وكان يسال نفسه أسئلة عديدة يناقشها مع الصحافي , ومع إمام المسجد في القرية , ومع بعض النساء في القرية حول قضية هذا الطريد .. وكانت الأسئلة بحجم الوطن كله ..!
    أما هذا الطفل الذي يصر على الذهاب إلى أم الدنيا رغم كل المحاذير فكان يضعنا أمام سؤال عميق وجوهري .
    ماذا يتوقع أن يرى هذا الطفل الصغير في المدينة المزدحمة ..؟ وصور لنا المدينة , وحال أهلها , في الأيام الأولى لنكسة 1967 ووضعنا معه في سؤال خطير : لماذا يلتف الناس حول هذا الزعيم ..؟ ولماذا النكسة بهذا الحجم ..؟ وما الذي يمكن أن يفعله أمام مسجد وسط ذلك الازدحام ..! وماذا يمثل الأزهر من تراث شعبي أصيل ..؟ هل هو في مراجعة تلك الكتب وقراءتها .. أم ماذا ..؟
    وحاول أن يقدم الإجابة على هذا السؤال في فيلم " الإسكندرية ليه " وهو يستعرض تقييمه التراثي في التغلب على كل عوامل الحاجة والشدة ليحقق طموحه العلمي والفني ..
    فقد صور لنا السبيل إلى مقاومة قوى الاحتلال والاغتصاب بالمقاومة , وبالعلم , وبالثقافة .. وهو يتظاهر مع زملائه من طلاب المدارس الثانوية وينظم معهم مجموعات لمقاومة الاحتلال .. أي احتلال ..
    ثم انتقل بنا من الموضوعية الشمولية إلى الموضوعية الرمزية , في فيلم " حدوتة مصرية " بعد أن وصل إلى قمة الإبداع الفني والفكري .. فما الذي وجده هذا الإنسان المثقف الذي يعاني من مرض القلب , لأنه لم يجد أحدا حوله يصل الى مستوى الإبداع الفكري الذي يريد نقله إلى الناس .. وهو يبحث عن من يفهمه .. أمه .. أو زوجته .. أو شقيقته .. أو ابنته ..! المسالة بهذا الحجم الرمزي , تشير إلى قيم متخلفة في السلوك الاجتماعي .. وهي مشكلة المشاكل التي تعاني منها كل مجتمعاتنا العربية النامية .
    أما " سعيد مرزوق " فهو صاحب مدرسة في الموضوعية المباشرة , هي اقرب إلى الواقعية , لكنها تتسم بشمولية في الطرح ولكن بشكل حياتي مباشر وليس ذلك الشكل الفكري الذي نعيشه في أفلام علي عبد الخالق التي تناقض المثل والقيم الاجتماعية برواية فكرية بحتة أو مثل أعمال هشام أبو النصر التي تعالج القيم الاجتماعية بزاوية إنسانية مطلقة من خلال الحي الشعبي فهو يضعنا في فيلم " الخوف أمام المشكلة مباشرة دون حاجة للتفكير في مسائل فكرية أو مثالية !! فالشباب حائر وخائف من المستقبل والحياة من حوله هي التي دفعته إلى " الخوف " , بنفس الروح الذي وضعنا فيها مع فيلم " أريد حلا " في مناقشة حقوق الزوجة وواجبات الزوج , وموقف القانون في هذه الأحوال


    ------------------------------------------------------------------
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    #2
    موقف انتبهوا أيها السادة
    فيلم مصري يتضمن من صورة نقدية من " كأسك يا وطن
    عنوان الفيلم : ممتاز وباخراج فنى رائع كان موضوع سهرة الخميس (15/5/1980) فى تلفزيون قطر , يحكى قصة المنافسة بين ثرى مصرى مهنته في الاساس زبال وبين دكتور فلسفة مصرى .. وكل منهما يحاول ان يقيم نفسة .. فالزبال الثرى يعلم تماما بان دكتور الفلسفة رجل له وزنة وقيمته ومركزه وهو يحترمه .. اما دكتور الفلسفة فانه يعامل الثرى على انه زبال مهما كان لديه من اموال ...
    دكتور الفلسفة عاش احد عشر عاما فى الدرس والتحصيل ليصبح مفكرا كبيرا – والزبال عاش احد عشر عاما يتاجر في الزبالة ليصبح ثريا كبيرا..
    وتلك حقيقة ملموسة في مصر – ان الزبالة والبواب والمسمار والسمكري يحصلون في مصر على اعلي الدخول الشهرية – بينما أي دكتور جامعي يكتب في الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع لا يحصل على 10% من دخل اولئك المذكورين , وخاصة ان طلبة تلك الاقسام في الجامعات اعدادهم قليلة جدا لا يمكن ان تغطي تكالبف نشر كتاب اكاديمى لهم , وهذا ما حدث لدكتور الفلسفة في الفيلم المذكور ( انتبهوا ايها السادة ) حيث قام بتأليف خمسة كتب لم يحصل منها على اكثر من 250 جنيه مصري في السنة , بينما الزبال يقوم بجمع الزبالة في منطقة سكنية ويحصل من كل شقة يجمع زبالتها علي نصف جنيه , فاذا كانت المنطقة السكنية تحوى على 100 شقة فايراده من جمع الزبالة 500 جنيه شهريا .
    ثم يقوم الزبال ببيع القمامة بعد تصنيفها الى اسمدة واوراق وعلب صفيح ويحصل منها على اضعاف المبلغ , وهكذا فمن الطبيعي ان يصبح الزبال في احدي عشر عاما مليونيرا ليبني العمارات ويكسب منها ايضا .
    في نفس الوقت فان اكثر الادباء والكتاب شهرة لا يربحون من مبيعات كتبهم الا اذا فتح الله عليهم ابواب الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية.
    وبالتالي فانه لن يكون مستغربا ان نلاحظ الثراء الفاحش يهبط على الراقصات ومطربي الدرجة الثالثة في الملاهي والكازينوهات الليلية , لان من يملكون رأس المال لا يملكون الفكر او الادب فى اغلب الاحوال – اقول هذا ونحن نعرف ان اقل صحفي واقل كاتب صغير يعيش في اوربا وامريكا بمستوى يجعله مقتنعا بمهنته الى حد التضحية بحياته – لانهم هناك يضعونه في مكانه الصحيح على انه السلطة الرابعة والاقوى تاثيرا على الرأي العام – فيلم " انتبهوا ايها السادة " – مخرجه فنان شاب اسمه محمد عبد العزيز , ويصب في نفس القناة التي تصب فيها مسرحية " كأسك يا وطن " في احدي جزئياتها المتعددة ..
    -----------

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #3
      اين المفر ..؟؟
      - حدثني صديق لي عن تجربته الحياتية وهو يعتصر كل ما في قلبه وعقله من الالم , وقال لي : احببت فتاة , ولكني خفت علي نفسي من حبها , فقد كنت مجنونا بها ...
      - - وعجيب يا صديقي امرك , فكيف تحب .. ؟ وتخاف من الحب في وقت واحد ... !!
      - - هكذا حدث لي ف تقاطعني حتي تفهم موقفي منها , فهو موقف تقليدي من الحياة العصرية ... فهي جميلة , وجمالها ملفت للنظر , خفت ان اسير بجوارها حتي لا تلاحقني العيون وتصيب مقتلا مني . وهي ذكية , وذكاء المراة مخيف لدرجة الخطر علي الذات نفسها , فالاقناع والاقتناع معها سيكون امرا صعبا ,, وبالتالي ادارة الحياة ذاتها سيصبح صعبا , فيلفت الزمام من يدي .. واذا فكرت وابتعدت بها عن الناس وعن الدنيا , ساحرم نفسي من متعة الحياة بمرافقتها وخاصة اذا علمت ان سر اعجابي بها هو قدرتها علي اثبات تفوقها في مجال حياتها وخدمتها ..
      - ولكن هل كانت هي تبادلك نفس الشعور ونفس المحبة ... ؟؟
      - نعم , ... لقد اعطتني من الاهتمام ما هو اكثر من الحب ... فانكرت اهتمامها وانكرت حبي لها , وانكرت الحياة ذاتها , ولجات الي خوفي احتمي به ,
      - انك مجنون حقيقي يا صديقي ... تحكم علي نفسك وبارادتك وتلجا لي لتسالني ... ؟؟
      - المشكلة ليست هنا ... المشكلة في انني احبها .. وجئت اسالك اين المفر منها ... ؟؟
      - ولحسن حظي وحظه اننا شاهدنا في تلك السهرة فيلما عنوانه " اين المفر ... ؟؟ " لصديقين حميمين مثلي ومثله في صداقتهما , احدهما قرر التزوج من محبوبته الجميلة الذكية المتحررة ... فكيف عالج الصديقان موقفهما من الحياة علي هذه الارض .. ؟؟ الاول ترك زوجته تعيش حياتها كما يحلو لها , فكانت النتيجة ان وجدها تعشق غيره معتقدة انه لن يعلم بامرها لثقته الزائدة بها .. والثاني منع عن زوجته كل الوان الحياة , واخذها الي منطقة صحراوية قاحلة لا بشر فيها وحدهما الاثنان , ومعهما رجل ثالث معتوه واحدب يعيش بخيال مريض يجعله يهذي بينه وبين نفسه كل يوم وليلة , ولا خوف منه ابدا , فماذا كانت النتيجة ... ؟؟
      - ان الزوج الذي آمن جانب المعتوه ترك زوجته وحدها معه , وعند عودته وجدها شبه مقتولة اثر اعتداء صارخ من المعتوه عليها ,
      - والسؤال اين المفر ... ؟؟ الحياة مليئة بالمآسي والالام .. فاين المفر ... ؟؟
      - وسالت صديقي : هل فهمت شيئا من قصة هذا الفيلم ... ؟؟ اذا لم تفهم ستحد الحل في تعاليم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
      - جمالها ونسبها ودينها – ولكنه حضنا علي الزواج بالمراة المتدينة , وحثنا علي ذلك والمراة يا صديقي كما الحياة تماما , اذا ابتعدت عن عاداتنا وتقاليدنا العربية الاصلية , واسس ديننا الاسلامي , فانها ليست لنا ابدا .
      ولعلي وفقت في هدايتك الي السبيل الذي تريده .

      تعليق

      • يحيى الحباشنة
        أديب وكاتب
        • 18-11-2007
        • 1061

        #4
        [frame="15 98"]الأستاذ الكبير يسري راغب شراب .
        لا عدمنا قلمك يا صاحبي .. ها أنت تضع بين أيدينا دراسة عميقة .. مدعمة بالأمثلة واللقطات من الأفلام وشرحها كعهدنا بك دائما ..
        وهذا ما يحتاجه المهتم بالفن السابع

        إن النقد الفني المتخصص يكون في واقعنا العربي غائبا .. او يكاد أن يكون .

        أنت هنا احييت هذا الجانب المفيد .
        تحية محبة وتقدير لجهودك المباركة
        وكل الاحترام والتقدير [/frame]
        شيئان في الدنيا
        يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
        وطن حنون
        وامرأة رائعة
        أما بقية المنازاعات الأخرى ،
        فهي من إختصاص الديكة
        (رسول حمزاتوف)
        استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
        ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

        تعليق

        يعمل...
        X