تويت
- يجد الجمهور السنمائي نفسه مدفوعا دفعا بالغا, لمشاهدة فيلم تعرض للكثير من اللغط والكثير من الرقابات المتنوعة !
- جرني فيلم (دكان شحاته) الأسبوع الماضي لمشاهدته, رغم أنني لست مولعا بالأفلام المصرية, لكن ما قيل في وسائل الإعلام خاصة المصرية جعلني أشاهد دون رغبة الفيلم, فقط لإشباع حاسة الفضول لديّ.
- الرقابة تتهم الفيلم بالإغرائية والفضائحية, لكن الحقيقة التي لامستها في الفيلم أن درجة الإغواء والإغراء ضعيفة جدا, مقارنة بالكثير من الأفلام المصرية القديمة أو الجديدة فالتساؤل الذي يشدنا هنا إلى عنقه ماهي الأسباب التي تجعل الفيلم مرفوضا من قبل الرقابة؟ هل الفيلم إباحي ؟هل يمس بالدين؟هل يؤثر على الأمن العامل للبلاد؟ هل يفكك وحدة البلاد؟...
إلى غيرها من الأسئلة التي قد تكون سببا لرفض الرقابة على فيلم ما, نعود للفيلم. تدور أحداث "دكان شحاتة" الذي كتبه ناصر عبد الرحمن حول عائلة مصرية فقيرة تتكسب من بيع الفاكهة في متجر صغير.
وتنشأ بين الأبناء الثلاثة غير الأشقاء حالة من الصراع على الميراث, تنتهي بسجن الأصغر بتهمة ملفقة من قبل أخويه بتزوير خاتم والده الراحل وزواج أخيه من خطيبته عنوة، ليخرج من السجن باحثا عن إخوته الذين يهربون منه بعدما سرقوا ميراثه وحبيبته، قبل أن يسرق أحدهما حياته برصاصات غاضبة في نهاية الأحداث.
تنطلق الأحداث يوم إغتيال (أنور السادات) أين يولد بطل الفيلم"شحاتة" وبموت أمه يعيش مع إخوته غير الأشقاء وحين يكبر يسقط صريع الحب بهيفاء وهبي لتجري الأحداث مثلما قلنا سابقا, طبعا في خضم الأحداث وفي العلاقة الغرامية تتكرر بعض المغازلات بين البطلين, وهي السبب لرفض الكثير من القنوات الفضائية للفيلم ولرفض الرقابة ولكن المتأمل للمشاهد لن يرى فيها تعديا كبيرا أو إباحية مقارنة بما سبق من أفلام يأتي فيها البوس كل دقيقة والقبلات مجانية, إذا ما السبب الخفي لرفض الفيلم؟ ولم كل هذا الجدل؟
-الحقيقة في الفيلم تتجسد في بعض الصور السنمائية التي أرى أنها بالفعل صور رائعة ألا وهي :
-الأولى: العنوان وتسمية البطل: دكان شحاته - شحاته, في بداية الفيلم حين يولد شحاته بوفاة (أنور السادات) وميلاده ووفاة الأم هنا نجد مفارقة ومقابلة سياسية قوية جدا, فطبعا مدلول لفظة شحاتة في مصر وكل العالم العربي يعني التسول والفقر والقهر الإجتماعي بمعنى أن هناك تحولا سياسيا وإجتماعيا بمجرد وفاة رئيس الجمهورية المغتال تحولا إلى الأسوأ بمعنى أن مصر في المرحلة الجديدة أصبحت مثل دكان فواكه يتصارع عليه الإخوة غير الأشقاء ليصبح الشعب المصري ككل شعبا شحاتاَ لا ينتج إلا القليل من الكماليات ولا يستهلك إلا الكماليات, من جهة أخرى نقطة مهمة جدا في بداية الفيلم وهي وفاة الأم وما تحمله الأم من زخم ومدلولات كبير سياسيا أو إجتماعية أو نفسية, لكننا نكتفي بالسياسية لأنها أهم في هذا الفلم, فموت الأم بين مرحلتين سياسيتين وتاريخيتين, فالأم هنا ليست الأم البيولوجية بل تأخذ منحا أكبر إنها الأمة ككل وموتها موت دولة مصر نظاما من إمتدادها البيولوجي إلى العالم العربي وقضاياه المصيرية وهي نقطة جوهرية في الفيلم خاصة أنه في خضم أحداث الفيلم وعندما يدخل "شحاته" السجن يباع الدكان/الوطن إلى إسرائيليين ليبنوا عليه السفارة الإسرائيلية حيث يظهر العلم الإسرائيلي حينما يخرج "شحاته" من السجن ليجد فيلا السفارة مكان دكان العائلة, وهنا نربط بين الفاصلين بين وفاة الأم/ الأمة وبين بيع الدكان/الوطن...فهل بقي شيء لمصر بعدها وهل ستكون مصر أرض الكنانة أصلا ؟
-الصورة الثانية : وهي لحظة جلوس أب العائلة على نافذة البيت وطلبه من ابنته تغطية الشق الموجود بالجدار بصورة الرئيس المغتال (وهي صورة كبيرة) بالصورة الصغيرة لحسني مبارك. الشق يقسم الحائط إلى قسمين متساويين, وكأنه الجدار الفاصل بين مرحلتين كأنه فاصل بين زمنين...(إلى الجزء الثاني )
تعليق