تنورة / قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بسمة الدندشي
    • 22-06-2009
    • 5

    تنورة / قصة قصيرة

    [frame="1 98"]
    تنورة

    كانت تمشي متمايلة بين صديقاتها تلبس تلك التنورة القصيرة التي تكشف عن ساقيها الجميلتين ، وتسترق

    النظر بخبث وكبرياء وفخر لردود فعل المعجبين ونظراتهم .

    كانت تعلم أنها جميلة تلفت الأنظار . تتقن فن الإغراء بغرور وكبرياء بالنسبة لصبية في مثل عمرها.

    فجأة ، اقترب منها رجل كبير في مثل عمر والدها تبدو عليه الهيبة والوقار قائلا :

    - هل لي أيتها الحسناء أن أعرف إسم والدك ؟


    تسارعت نبضات قلبها ، فقالت في نفسها ربما يريد خطبتي لولده .

    أجابته بحياء وقد احمرت وجنتاها وتسارع نبض قلبها :

    -والدي فلان ياعم ..


    قال الرجل :

    - بلغيه سلامي ، وقولي له أن فلانا يريدك في أمر مهم.

    ثم أعطاها إسمه وأبتعد محييا بلطف ، مسترقا النظر لتنورتها.

    أسرعت مهرولة وقلبها يعزف سمفونية الفرحة المكبوتة بداخلها تردد :عريس ..عريس !

    أبلغت والدها الذي إاستجاب لدعوة الرجل فورا وذهب للقائه بينما جلست هي تنتظر عودته وتبني من

    الاحلام قصورا، وتحيك حكايات ، وقصائد غزل.


    عاد الاب وقال لها :

    - اعطني تنوررتك القصيرة التي كنت تلبسينها اليوم .

    تعجبت من طلب والدها .. لكنها هرولت بدون اعتراض لتحضر التنورة وقدمتها له بيد مرتجفة.

    أخرج الوالد من جيبه مقصا وبدأ يقص التنورة الى قطع صغيرة وهو يردد :" فضحتيني في البلدة ...

    فضحتيني"

    كانت دموعها تزداد إنهمارا كلما زادت قطع التنورة عددا ...

    انتهى الأب من قص التنورة .. وترك الأجزاء مبعثرة على الأرض وخرج صافقا الباب وراءه .

    جمعت هي الاجزاء المبعثرة ووضعتها في كيس وخبأتها في خزانتها . تخرجها كل فترة وتبكي بحرقة

    كلما تذكرت تصرف والدها وفقدان تنورتها ...


    اليوم ، تقف هي وإبنتها أمام واجهة أحد المحلات تتشاجران ، لأن أبنتها تريد شراء التنورة القصيرة

    المعروضة في الواجهة !
    [/frame]
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الدندشي مشاهدة المشاركة
    [frame="1 98"]
    تنورة

    كانت تمشي متمايلة بين صديقاتها تلبس تلك التنورة القصيرة التي تكشف عن ساقيها الجميلتين ، وتسترق

    النظر بخبث وكبرياء وفخر لردود فعل المعجبين ونظراتهم .

    كانت تعلم أنها جميلة تلفت الأنظار . تتقن فن الإغراء بغرور وكبرياء بالنسبة لصبية في مثل عمرها.

    فجأة ، اقترب منها رجل كبير في مثل عمر والدها تبدو عليه الهيبة والوقار قائلا :

    - هل لي أيتها الحسناء أن أعرف إسم والدك ؟


    تسارعت نبضات قلبها ، فقالت في نفسها ربما يريد خطبتي لولده .

    أجابته بحياء وقد احمرت وجنتاها وتسارع نبض قلبها :

    -والدي فلان ياعم ..


    قال الرجل :

    - بلغيه سلامي ، وقولي له أن فلانا يريدك في أمر مهم.

    ثم أعطاها إسمه وأبتعد محييا بلطف ، مسترقا النظر لتنورتها.

    أسرعت مهرولة وقلبها يعزف سمفونية الفرحة المكبوتة بداخلها تردد :عريس ..عريس !

    أبلغت والدها الذي إاستجاب لدعوة الرجل فورا وذهب للقائه بينما جلست هي تنتظر عودته وتبني من

    الاحلام قصورا، وتحيك حكايات ، وقصائد غزل.


    عاد الاب وقال لها :

    - اعطني تنوررتك القصيرة التي كنت تلبسينها اليوم .

    تعجبت من طلب والدها .. لكنها هرولت بدون اعتراض لتحضر التنورة وقدمتها له بيد مرتجفة.

    أخرج الوالد من جيبه مقصا وبدأ يقص التنورة الى قطع صغيرة وهو يردد :" فضحتيني في البلدة ...

    فضحتيني"

    كانت دموعها تزداد إنهمارا كلما زادت قطع التنورة عددا ...

    انتهى الأب من قص التنورة .. وترك الأجزاء مبعثرة على الأرض وخرج صافقا الباب وراءه .

    جمعت هي الاجزاء المبعثرة ووضعتها في كيس وخبأتها في خزانتها . تخرجها كل فترة وتبكي بحرقة

    كلما تذكرت تصرف والدها وفقدان تنورتها ...


    اليوم ، تقف هي وإبنتها أمام واجهة أحد المحلات تتشاجران ، لأن أبنتها تريد شراء التنورة القصيرة

    المعروضة في الواجهة !
    [/frame]

    القاصة الاستاذة بسمة الدندشي
    سعداء بوجودك معنا في منتدى القصة
    بداية جميلة لقلم طيب

    كلنا يرتكب الأخطاء والهفوات الصغيرة ..
    وجميل أن نتعلم ونتعظ ممن حولنا
    والمفارقة في طريقة التوجيه والتعليم والنصح
    أعجبتني الطريقة الرصينة التي قام بها الرجل والوالد للتوجيه بطريق غير محبط
    وربما هي ستتبع طريقة تماثل ما تعلمته بإسلوب حسن لإبنتها

    هذا الجانب الذي أسرني في قصتك الجميلة اسلوبا ولغة

    تحيتي و مودتي
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • رنيم مصطفي
      كنوز الشرق
      • 08-11-2008
      • 257

      #3
      [align=right]
      الفاضلة الكريمة الأستاذة / بسمة
      بداية مرحبا بك وبقلمك هنا حيث الإبداع والتميز
      بداية تنم عن قلم جميل هادف يحمل حكمة التصرف ودرس تلقنته بطريقة ذكية من الطرفين
      قصة هادفة سردت بطريقة شيقة
      ودي وزهور الأوركيد
      [/align]


      [align=left]
      همسة
      لعب الكيبورد بالكلمات فأصاب بعض الهمزة
      [/align]

      تعليق

      • مصلح أبو حسنين
        عضو أساسي
        • 14-06-2008
        • 1187

        #4
        أعجبني قصك يا بسمة

        ربما لا يفهم الصغار ما يريده الآباء في التربية

        لكنهم يسلكون نفس المسلك عندما يكبرون ويصبحون آباء

        مرحبا بك في ملتقى النخبة

        تقديري واحترامي
        [align=center][SIGPIC][/SIGPIC][SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=#0000ff]هذا أنا . . سرقت شبابي غربتي[/COLOR][/FONT][/SIZE]
        [SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=#0000ff]وتنكـرت لي . . أعـين ٌ وبيــوتُ[/COLOR][/FONT][/SIZE]
        [SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=#0000ff]* *[/COLOR][/FONT][/SIZE][/align]

        زورونا على هذا الرابط
        [URL]http://almoslih.net[/URL]

        تعليق

        • آداب عبد الهادي
          أديب وكاتب
          • 17-12-2007
          • 74

          #5
          الأستاذة الرائعة بسمة الدندشي المحترمة
          قصتك جيدة ومتقنة
          الرجاء الإطلاع على هذا الرابط
          يتضمن قراءة عنها
          http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=34154

          مع فائق احترامي وتقديري
          آداب عبد الهادي
          المركز العربي الإفريقي
          للأبحاث والدراسات الاستراتيجية

          تعليق

          • بسمة الدندشي
            • 22-06-2009
            • 5

            #6
            الأخت العزيزة مها راجح :

            أشكر لك قراءتك ... من دواعي سروري مرورك الذي اثرى متصفحي لك مني كل الود والاحترام

            تعليق

            • بسمة الدندشي
              • 22-06-2009
              • 5

              #7
              الأخت رنيم مصطفى : لك مني عبق الياسمين الدمشقي مع الشكر مودتي واحترامي

              تعليق

              • بسمة الدندشي
                • 22-06-2009
                • 5

                #8
                الأخ مصلح ابو حسنين المحترم :أشكرك أخي الكريم لك كل الاحترام تحيتي

                تعليق

                • محمد سلطان
                  أديب وكاتب
                  • 18-01-2009
                  • 4442

                  #9
                  كما أوضحت الأديبة آداب عبد الهادي

                  مررت بها مسبقاً و كانت في قراءة جيدة جداً لأستاذنا المبدع عبد الرشيد حاجب ..
                  نعم هي قصة أعتبرها من واقع الحياة عالجت قضية مازالت لاصقة في مجتمعاتنا الشرقية ..

                  قصة استحقت القراءة و استمتعت فيها بالأسلوب السلس الهادئ لغةً و سرداً

                  أستاذتنا الجميلة بسمة الدندشي

                  أهلاً و مرحباً بك سيدتي

                  محبتي
                  صفحتي على فيس بوك
                  https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                  تعليق

                  • عائده محمد نادر
                    عضو الملتقى
                    • 18-10-2008
                    • 12843

                    #10
                    الزميلة القديرة
                    بسمة الدندشي
                    نصك هذا قرأته سابقا
                    أراك جسدت حرص الأهل على الأبناء والبنات وعلى مدار الأجيال
                    نص جميل ويحمل قيمنا الإسلامية في الحفاظ على سمعة الفتاة
                    حلقة ندور فيها فأمي فعلت نفس الشيء معي وأنا مع ابنتي وهكذا
                    تحياتي لك
                    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                    تعليق

                    يعمل...
                    X